هذه الوصية قبلتها من أبي
“هذه الوصية قبلتها من أبي” (يو ۱۸:۱۰)
الموت على الصليب يلزم أن يكون عملنا كل يوم بل حياتنا . والمسيح أوصى أن نحمل صليبه ونتبعه حتى الجلجثة لأن هذا هو الطريق الوحيد الموصل إلى الموطن السمائي الذي ولدنا له ونعيش الآن من أجله.
مع العلم أننا لا نبذل جهداً من عندنا لكي نحمل الصليب ؛ فالمسيح الذي فينا قد حمله من أجلنا ليُهذب ويُدرب أكتافنا على حمله. فالإنسان الجديد فينا له نفس أكتاف المسيح التي حملت الصليب ، و أما الصعود عليه فهو لا يتبع قوتنا أو مشيئتنا ، لأن المسيح قبل هذه الوصية من الله رأساً لتكون لنا : « هذه الوصية قبلتها من أبي » ، هي أن يكون له سلطان أن يضع حياته بمشيئته ويقيمها بمشيئته .
ونحن إذ لنا نفس فكر المسيح ومشيئته، نضع حياتنا بالإيمان كما وضعها هو ، ونُقيمها بالإيمان وكأنها قائمة قبل أن نموت .
فنحن نموت بإرادتنا على أساس ، لا أننا سنقوم ، بل أننا قمنا . فالقيامة التي نحياها تجعل الموت على الصليب إذا جاء ، كأنه من صميم حياتنا ورجائنا بل وهدف حياتنا ؛ فإن متنا فللرب نموت ، وإن عشنا فللرب نعيش ، لأننا أصبحنا للرب نحيا أو نموت .
فالمسيح الذي مات من أجلنا هو فينا ، وهو نفسه الذي قام هو فينا . فموتنا وقيامتنا هي بعينها موت المسيح وقيامته . وصعودنا إلى السماء مضمون قبل الموت ، لأن المسيح أصعد إنساننا الجديد الذي فينا الآن معه!!
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين