لاكتانتيوس

Lactantius
وُلد حوالي 240- 250م وت. حوالي 320- 330م

حياته

 لوسيوس كايليوس فيرميانوس لاكتانتیوس Lucius Caelius ، ولد في أفريقيا من أبوين وثنيين . و يعتقد أنه كان تلميذاً لأرنوبيوس الذي من سيكا. اكتسب شهرة في أفريقيا كخطيب . استدعاه دقلديانوس ( 284- 305م ) ليصير معلما للبلاغة اللاتينية في نيقوميديا في بيثينية . وهو يحكي قصة رحلته هذه في قصيدة فُقدت . 
كان عدد التلاميذ قليلاً لأن المدينة كانت يونانية لذلك كان يصرف معظم وقته في الكتابة .
اعتنق المسيحية في تاريخ غير معروف ربما قبل اضطهاد دقلديانوس أو أثناءه. لذلك ترك عمله كمعلم في نيقوميديا أثناء الاضطهاد وغادر بيثينية حوالي 305 أو 306 م وعاش في فقر مدقع . 

في حوالي ۳۱۷ م دعاه الملك قسطنطين ليقوم بتدريس وتعليم أكبر أبنائه كريسبوس في تريف بفرنسا . وكان عندئذ قد طعن في السن . ويرجح بعض الدارسون أنه كان مشيراً للإمبراطور وصديقاً له . وقضى باقي حياته في تريف ويرجح أنه قد مات هناك أيضا .

و كان ناجحا في هجومه على الوثنية أكثر من دفاعه عن المسيحية . يقول عنه القديس جيروم : ” كنت أتمنى أنه يؤيد تراثنا بنفس السهولة التي يهدم بها تراث الآخرين ” ( الرسالة ۱۰:۵۸ ) . 

كان لاکتانتيوس واسع المدارك متعدد البراعات ، له أسلوب طبيعي مُسر . قال عنه جيروم : ” إنه أعظم رجال عصره بلاغة . ويشبه ترتليان في بلاغته “. 

أطلق عليه بيكوديللا ميراندولا 1494 م وغيره من علماء الفلسفة الإنسانية ، لقب سیسرو المسيحي .  لايوجد كاتب مسيحي قديم ( فيما عدا القديس جيروم وربما القديس أغسطينوس ) كان متضلعاً في الأدب اللاتيني واليوناني مثله ، ولكن معرفته بالأدب الكنسي كانت هزيلة .

تعاليمه اللاهوتية : 

كان يميل إلى الثنائية التي يبدو أنه استقاها من الفلسفة الرواقية . وكان يعتقد أيضا بالملك الألفي .  يُعرف المسيحية فقط على أنها نوع من الأخلاقيات العامة من غير أن يعطي إهتماما كافيا لفداء البشرية بواسطة مخلص إلهي . ينكر – وخاصة في خطاباته ” إلى ديمتريانوس ” ( فقدت الآن ) – وجود الشخصية الإلهية للروح القدس موحداً إياه في بعض الأحيان بالآب وأحيانا أخرى بالابن .

في كتابه ” القوانين الإلهية ” ( 6 : 4 ) كتب : حيث أن الأمور الخيرة والشريرة معروضة أمامنا ، يجب أن تتذكر أنه من الأفضل جداً أن تستعيض عن الشر القصير الأمد بالأمور الأبدية من أن تتحمل شرورا أبدية من أجل أمور فانية زائلة . لأن في النزاع في هذه الحياة يوجد عدو يناصبك . لابد أن تجاهد أولا حتى تستطيع أن تتمتع بالراحة أخيراً … ولكن إن اخترت الراحة الحالية على التعب والجهاد فأنت تؤذي نفسك أشد الأذى : فسوف يباغتك العدو فيجدك بلا مقاومة … و بالاختصار ، لابد لنا أن نذعن بصبر لكل ما هو غير ممسر ومؤلم لأن الله قائدنا عين لنا مكافآت أبدية من أجل جهاداتنا”

أعماله

+ صنعة الله
 كتبه 304 م أو 305 م ، ضد الأبيقوريين الذين يلومون صنع الطبيعة لكي يظهروا أن العالم صنع ويحكم بدون عناية إلهية .  ويعد من أقدم أعماله ، وجههة إلى ديمتريانوس وهو مسيحي ثري كان من تلاميذه .  يقول فيه إن الإنسان من حيث تشريحه ووظائف أعضائه ونظامه البديع لابد وأن يكون من عمل الله .

القوانين الإلهية
في سبعة كتب ، وهو من أهم أعماله ، كتبه حوالي ۳۱۱ م . و هذا العمل له صفة دفاعية ولاهوتية ، ويعتبر کتاب ” صنعة الله ” خلاصة له . 
الكتاب الأول بعنوان ” العبادة الكاذبة للآلهة . والثاني ” أصل الخطأ” ، ويبين فيه أن تعدد الآلهة هو أصل كل الأخطاء ويوضح أن عبادة الإله الواحد هي فقط الديانة الحقيقية . والكتاب الخامس ” العدل ” ، ويوضح فيه أن أهم فضيلة للمجتمع البشري هي العدل . والسادس “العبادة الحقيقية ” . والسابع عن ” الحياة السعيدة ” ، يتكلم فيه عن مكافأة أولئك الذين عبدوا الإله الواحد وعملوا مرضاته ، عند المجيء الثاني للسيد المسيح .

الملخص :
ملحق “بالقوانين الإلهية ” ، ووجهه إلى الأخ بنتادیوس . وهو مختصر للعمل الأصلي . فيه بعض إضافات وحذف و تغییرات وتصحيحات . ربما كتبه بعد 314 م .

غضب الله :
ضد الرواقيين والأبيقوريين ، فقد تخيل الأبيقوريين أن الله كيان جامد بلا انفعال سواء غضب أو عطف ، لأنهم تصوروا أن هذه الإنفعالات غير لائقة بطبيعته الإلهية . و يؤكد أن هذه النظرية تتضمن إنكارا للعناية الإلهية بل وإنكارا‏ لوجود الله نفسه ، لأنه لو كان الله موجودا فلا يمكن أن يكون غير فعال أو غير عامل ، لأنه معنى أنه يحيا لابد أن يعمل .

موت المضطهدين : 
كتبه 313 م أو بعد 316 م . ويقدم فيه الميتات المريعة لمن اضطهدوا الكنيسة مثل نيرون ودومیتیان وفاليريان ودقلديانوس ومكسيمينوس وساويرس . ويتضح فيه الفرح بنصرة الكنيسة بالمسيح وهزيمة أعدائه وأعداء كنيسته . 

طائر العنقاء : The Bird Phoenix
قصيدة مرتبطة بأسطورة طائر من الشرق البعيد يموت ثم يقوم إلى حياة جديدة كل ألف سنة . وإن كان يعتمد أسطورة خرافية لكن له بعض سمات مسيحية . و كان هيرودوتوس المؤرخ أول من حكاها . أما كليمندس الروماني فكان أول كاتب مسيحي جعلها رمزاً لقيامة المسيح . ونجدها مذكورة أيضا عند ترتليان . 

وتوجد له بعض الأعمال المفقودة أو المنسوبة إليه خطأ . مثل : الوليمة أو المأدبة Symposium ودليل الرحلة ( من أفريقيا إلى نيقوميديا ) وكتب أخرى.

فاصل

أرنوبيوس الذي من سيكا

الكنيسة الجامعة

فكتورينوس أسقف بيتو

الآباء الغربيون قبل وبعد نيقية

تاريخ الكنيسة

 

زر الذهاب إلى الأعلى