مُعينين للحياة الأبدية
“معينين الحياة الأبدية” (أع 13 : 48 )
عزيزي القارئ ، إن إيماننا بالمسيح وتمسكنا بوصاياه حتى الموت وحبنا له من كل القلب ، هو الذي يسبق ويعطيه الحق والفرصة لكي يحابينا ويقدَّسنا لنفسه من البطن ، ويسبق ويعيننا للحياة الأبدية ويسبق ويكتب أسماءنا في سفر الحياة وقبل تأسيس العالم .
لا تخلط بين الزمن والخلود . فالخلود يحتوي الزمن كنقطة في بحر . فإيمانك وعملك اليوم منظور لدى الله ومعروف قبل أن تولد . فبناء على ما تقوله وتعمله اليوم سبق الله ورآه وخطط مصيرك بمقتضاه . فعملك اليوم هو الذي أعطى الله الفرصة ليقرر محاباتك قبل أن تولد .
لا تخلط بين الزمن والخلود . فالزمن غير موجود لديه ، فصفحة أعمالك مقروءة عنده قبل أن تولد لأن ليس عند الله أمس واليوم ، الكل مكشوف وعريان أمامه .
يا إخوة نحن الآن في زمان العمل ، وحتما سينتهي الزمن .
والمسيح عبَّر عن الذين سينالون الحياة الأبدية بأنهم تأهلوا لها : “الذين حُسبوا أهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات … هم أبناء الله ، إذ هم أبناء القيامة . هنا قول المسيح عن الذين حُسبوا أهلاً للحصول على ذلك الدهر والقيامة هو بمقتضى سبق علم الله ، لذلك اعتبرهم رسمياً أبناء القيامة .
هنا تطابق كلي وبديع بين سبق علم الله ، واختيار الإنسان الحر للإيمان بالمسيح والقيامة .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين