العلامة بنتينوس

 

ولد بالاسكندرية في أوائل القرن الثاني وهو من أصل قبطي، قيل أنه قبل دخوله المسيحية كان من فلاسفة الرواقيين. والظاهر أنه كان هو ومعاصره اكلمندس الاسكندري تلميذين لاثناغورس الفليسوف، وكانا متضلعين في علوم القدماء وحكمتهم كتضلعهم في كل حقائق ومبادئ المسيحية.

تولى بنتينوس رئاسة المدرسة اللاهوتية حوالي سنة 181م ، واستمر في وظيفته حتى أتت رسالة من بلاد الهند الي البابا ديمتريوس البطريرك يلتمس فيها اهلها أن يرسل اليهم عالماً تقياً يعلمهم الايمان فوقع اختيار البابا على هذا العلامة وعرض عليه الامر فقبله بكل سرور وتخلى عن رئاسة المدرسة سنة 190م، بعد أن سلم مقاليدها الي زميله اكلمنضس حتى يعود اليها. زمن ثم توجه الي بلاد الهند واذاع فيها بشرى الخلاص. قيل انه وجد عند الهنود نسخة من انجيل متى باللغة العبرانية مكتوبة بخط الانجيلي نفسه وكانت موضوع اجلالهم واكرامهم فسألهم عمن أتي بها اليهم فأجابوه انه الرسول برثولماوس. وبعد أن صرف في بلاد الهند مدة لا نعلم مقدارها رجع إلي الاسكندرية واتي بهذه النسخة اليها.

وفي ذلك الحين شعرت الكنيسة بضرورة الشروع في ترجمة حياة السيد المسيح إلي اللغة المصرية فأخذ بنتينوس على عاتقه القيام بهذا العمل غير أنه رأى أن اللغة الهروغليفية لا تصلح للنطق ببعض مقاطع ولهجات، فاخذ الحروف اليونانية وأضاف عليها عليها ستة حروف من الابجدية الهيروغليفية ومن ثم بدأ العمل بمساعدة تلاميذه حتى انجزه وأستطاع ان يخرج الكتاب المقدس للمصريين بلغتهم ليتعلموه في بيوتهم وكنائسهم. ومن ذلك الحين أهملت الكتابة بالاقلام الهيروغليفية وأعتاضت عنها بالكتابة اليونانية.

وعاش هذا الفيلسوف بعد أن تولى أدارة المدرسة اللاهوتية مرة ثانية مدة وجيزة ثم توفى سنة 190م وقد ألف هذا العلامة تفاسير عديدة علي الاسفار المقدسة حتى قال عنه تلاميذه أنه كان موعباً من روح الكتاب. غير أن جميع كتاباته مفقودة.

فاصل

المدرسة اللاهوتية

القرن الثاني العصر الذهبي

العلامة اكلمنضس الاسكندري

مشاهير وقديسين الكنيسة
تاريخ الكنيسة القبطية

 

زر الذهاب إلى الأعلى