والروح مثل حمامة نازلاً عليه
“والروح ، مثل حمامة نازلاً عليه وللوقت أخرجه الروح إلى البرية وكان مع الوحوش ، وصارت الملائكة تخدمه” (مر1 : 10، 12 ، 13)
تجربة المسيح في البرية من الشيطان بعد مسحته وامتلائه من الروح القدس هي لحسابنا ضد روح العالم ، وهي رائدنا الوحيد في أوقات مواجهتنا للعدو أثناء مسيرتنا في العالم . فنحن الآن لا نجوز أي تجرية وحدنا ، فالمسيح لم يقبل مسحة الروح القدس لنفسه ؛ بل لملئنا نحن ، وهو دخل التجرية ليعيد إلينا نصرتنا الأولى على قوى الشر والظلام التي كانت في آدم.
لاحظ أنه بمجرد أن امتلأ المسيح من الروح القدس ، أُقتيد بالروح القدس نفسه ليُجرب من إبليس ، رئيس هذا العالم . وهكذا نحن أيضا بمجرد أن نقبل الروح القدس ونعتمد وننال المسحة ؛ يكون هذا بمثابة إعلان حرب ضد الشيطان ، فندخل مباشرة في صراع مع قوات الظلمة وروح الباطل .
لقد استرد المسيح لآدم وضعه الأول قبل السقوط ، أعاد للإنسان سيادته على الشيطان وعلى قوى الشر ، ورد له سلامه مع الخليقة كلها ؛ بل ووحوش الأرض ، وصالحه مع الملائكة التي كانت تحجزه عن العودة للفردوس .
والمسيح سلم لنا هذه القوة الفعَّالة ، أي مسحة الروح القدس ، ليكون لمن يؤمن باسمه هذه السيادة ضد مصادمات العدو ، وينال المصالحة مع الخلائق السمائية المدعوة لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين