لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم

 

“لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم” (عب ۳:۱۲)

لو علمنا أن هناك الكثير كلُّوا فعلاً وملُّوا وخاروا ، وألقوا الصليب من أيديهم ، بل وداسوه بأرجلهم، لأدركنا أهمية هذه النصيحة سواء للعبرانيين أو لنا! فالرسول يوَّعينا عن خبرة ورؤية مستقبلية. فلو كان تأملنا في مسيح الآلام يغطي المساحة الضرورية في حياتنا؛ لما استطاع الشيطان أن يجول ليبتلع كل هذه النفوس.

علماً بأن سلاح الشيطان أثناء الضيقة والاضطهاد يرتكز بشدة على الملل من  الضيقة ومن امتدادها . وبعد الملل يأتي سلاح الكلل ، حيث يقف الاحتمال عند النقطة صفر ، فيخور الإنسان ويقع الصليب من اليد والقلب . فالملل عملية شيطانية لإضعاف العزيمة والصبر.

لذلك نقول بروح بولس الرسول ، انتبهوا من هذا الفخ الخطير أي سلاح الملل والكلل ، فهو يُضعف الصلاة ويجعلها دائماً فاترة . وهو الذي يجعل جهادنا لا يتساوى مع جبرؤوت عدونا.

لذلك نصيحة لمن يريد أن ينتصح وينتصر في مجال الصلاة وهي أن لا يصدق أنه ملَّ ، فالملل سلاح خدَّاع مزيف . والإنسان المسيحي مخلوق للصلاة والتسبيح ، ولا يمل من الوجود في حضرة الله والحديث إليه ومعه. الملل هو إصبع الشيطان الذي يوهم به الإنسان أن إلى هنا يلزم أن يتوقف عن الصلاة، فيُخرجه من أمام الله بالحيلة والكذب. وهكذا تضعف روح الصلاة كل مرة حتى تفقد قوتها وعافيتها ، وأخيرا تتوقف.

إذا ما الحل ؟ الحل أن أكسر حاجز الملل ، وأعبر بالصلاة إلى الصلاة ، ومن الصلاة إلى صلاة : « أما أنا فصلاة » ( مز109: 4 ) ، “ينبغي أن يُصلي كل حين ولا يمل” ( لو ۱۸ :۱ ) ، « صلوا بلا انقطاع » ( 1 تس5 : 17). 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى