نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة
“نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة” (ایو ۱۶:۳)
هنا انتقال من مكان لمكان ، من حال إلى حال ، من موت إلى حياة.
المحبة هي القوة الدافعة والمُحركة لجبل البغضة والعداوة . وهذا هو الإيمان ، إيمان الحب الذي يقول للجبل انتقل من قلبي وانطرح في بحر النسيان فيستجيب ، ولكن الشخص الذي يكون فاقداً لحركة الحياة والإيمان بالمحبة وقوتها يبقى في الموت وجبل البغضة جاثم على صدره.
في الحقيقة إن محبة الإخوة هي علامة الحياة الأبدية ، فالحب والحياة هما عريس وعروس يلتقيان ولا يفترقان حتى أعلى السموات . فالمحبة هي طائر السماء القادر أن ينقل المحبين كل يوم من عالم الخطية والموت إلى عالم الفرح والتهليل.
من يحتقر المحبة يموت تحسراً وتأكل صدره الغيرة من رؤية المحبين وهم ينشدون نشيد الحياة والحب الذي يلقنه لهم روح المحبة الإلهي.
سر المحبة مُخفى عن عيون المتكبرين ، لكنه مُعلن للبسطاء الذين يرون أنفسهم آخر الكل ، ولكن هؤلاء بالذات يختارهم الروح ويلقنهم سر المحبة.
فالحياة في أصلها المسيحي حالة محبة صدرت من الآب وأكملها الأبن وأعطاها لمحبيه ليعودوا بها إلى مصدرها . فالمحبة هي الرسول السري المُرسل من الآب وقد جسده الابن في جسده وأعطاه لأسرة محبته لينطلق بهم إلى بيت الآب . فالمحبة هي عينها الطريق والحق والحياة ، من اقتناها عرف كيف يسير وإلى أين يسير ، يخترق بها عراقيل الدنيا وعثرات العالم والشيطان دون أن تمسه ، ثم ينطلق بها إلى حيث موطنها.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين