تأملات في سفر ميخا 5 – أ. بولين تادري
مجىء المخلص:
“الآن تتجيشين يا بنت الجيوش قد أقام علينا مِترسة يضربون قاضى إسرائيل بقضيب على خده أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون مُتسلطًا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل لذلك يُسلمهم إلى حينما تكون قد وَلَدت والدة ثُم ترجع بقية إخوته إلى بنى إسرائيل ويقف ويرعى بقدرة الرب بعظمة اسم الرب إلهه ويثبتون لأنه الآن يتعظم إلى أقاصي الأرض ويكون هذا سلامًا إذا دخل أشور في أرضنا وإذا داس في قُصورنا نقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من أُمراء الناس فيرعون أرض أشور بالسيف وأرض يَمرود في أبوابها فينقُذ من أشور إذا دخل أرضنا وإذا داس تُخومنا” (مى 5: 1- 6).
حالة شعب إسرائيل قبل مجيء المخلص كانت سيئة جدًا، وكانوا في ضيقة شديدة، لذلك تقول نبوة ميخا: “الآن تتجيشين يا بنت الجيوش”، أي يقوم أعداء على إسرائيل وفى الغالب هم أشور والكلدانيين. ويقول النبي باسم سكان أورشليم: “قد أقام علينا مِترسة”، أي أن العدو أقام حصارًا على بنى إسرائيل فكانوا في ضيق وذل، فقد حاصرهم ملك أشور وملك بابل، وقد كان النجاح حليف الأعداء، وكان ذلك بسبب شر قضاة وكهنة إسرائيل وأيضًا بسبب خطية الشعب (كما ذكرنا في الأصحاح الثالث)، لذلك حلت عليهم هذه الإهانة بسبب سوء استخدامهم لقوتهم، وهذا ما قصده النبي بقوله:“يضربون قاضى إسرائيل بقضيب على خده”.
الله ينظر من السماء: كما يقول داود النبي: “فنظر (الرب) إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم”. (مز 106: 44).
*هذا حدث مع بنى إسرائيل حينما أذلهم فرعون مصر، إذ قيل: “استعبد المصريين بنى إسرائيل بعُنف. ومرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفى كل عمل في الحقل. كُل عملهم الذي عملوه بواستطهم عنفًا” (خر 1: 13، 14). ومن ذلك العنف صرخ بنى إسرائيل إلى الرب: “فسمع الله أنينهم” (خر 2: 24)، وبدأ يُرتب لهم ميلاد موسى النبي الذي سوف يقودهم في الخروج من عبودية المصريين.
*لقد نظر الرب إلى دم هابيل الذي سُفك ظلمًا، وطلب مجازاة قايين إذ قال له: “صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض” (تك 4: 10).
*ونحن ندعوه مع داود قائلين: “اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر أن كان في طريق باطل واهدني طريق أبديًا” (مز 139: 23). فنحن لا ننتظر حتى نتوه تمامًا، بل نطلبه في كل حين لكي يُنبهنا إن كان في طريق باطل ويهديني إلى الصلاح. ولذلك علينا دائمًا: “لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب ” (مراثي 3:40).
نبوءة عن مجيء المخلص:
” بيت لحم” أي ” بيت الخبز”، وهو اسم على مُسمى، لأن منها يخرج “خبز الحياة” ربنا يسوع المسيح. بيت لحم هذه قرية صغيرة بين ألوف عشائر يهوذا وليس لها اعتبار سواء من جهة عدد السكان أو من جهة مظهرهم، لكن من هذه البلدة الصغيرة “يخرج لي الذي يكون مُتسلطًا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل”. فالله يُدبٍر خلاصًا لبنى إسرائيل، أما المخلص فيصفه ميخا النبي بعدة صفات:
–يُولد في بيت لحم، القرية الصغيرة، يخرج منها الذي يكون مُتسلطًا على إسرائيل. إنه ملك، لكنه يُحب أن يتراءى في القلوب المتضعة، كما يقول المرنم: “لأن الرب عال ويرى المتواضع. أما المتكبر فيعرفه من بعيد” (مز 136:6).
ويقول أيضًا بطرس الرسول: ” تسربلوا بالتواضع. لأن الله يُقاوم المستكبرين. وأما المتواضعون فيُعطيهم نعمة. فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه. مُلقين كل همكم عليه. لأنه هو يعتني بكم” (1 بط 5: 5- 7). لذلك قيل عن العذراء مريم، الفتاة الصغيرة الوحيدة، “أنه (الرب) نظر إلى اتضاع أمته” (لو 1: 48)، وصارت مُطوبة من كل الناس. وساعتها سبحت العذراء قائلة: ” شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين” (لو 1: 51، 52).
–والمخلص أيضًا: “مخارجه منذ القديم. منذ أيام الأزل”. أي أن الذي سيولد في ملء الزمان ليُخلص بنى إسرائيل، هو موجود منذ الأزل، هو الابن المولود من الآب قبل كُل الدهور، وبه كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان. الذي قال عنه بولس الرسول: “الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه. الذي جعله وارثًا لكل شيء. الذي به أيضًا عمل العالمين” (عب 1: 1، 2).
-“ويكون مُتسلطًا على إسرائيل”، إنه ملك ولكن مُلكه ليس من هذا العالم، فهكذا أجاب يسوع على بيلاطس حينما سأله “أنت ملك اليهود”، فأجابه “مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يُجاهدون لكي لا اُسلم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتي من هنا” (يو 18: 36). فهو ملك الملوك ورب الأرباب، كما قال بولس الرسول: “لا أزال… ذاكرًا إياكم في صلواتي. كي يُعطيكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والإعلان في معرفته. مُستنيرة عيون أذهانكم. لتعلموا ما هو رجاء دعوته…. الذي عمله في المسيح. إذ أقامه من الأموات. وأجلسه عن يمينه في السماويات. فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة. وكل اسم يُسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا. وأخضع كل شيء تحت قدميه. وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء للكنيسة. التي هي جسده. ملء الذي يملأ الكل في الكل” (أف 1: 16- 23).
–ولكن ينبغي أن ينتظر بنى إسرائيل ملء الزمان، كما قال ميخا النبي: “لذلك يُسلمهم إلى حينما تكون قد ولدت والدة. ثم ترجع بقية أخوته إلى بنى إسرائيل. ويقف ويرى بقدرة الرب. بعظمة أسم الرب إلهه”. إن ميخا النبي يتنبأ عن مجيء المخلص مولودًا من امرأة.
وهكذا قال بولس الرسول: “ولكن لما جاء ملء الزمان. أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة. مولدًا تحت الناموس. ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبني” (غل 4:4، 5). فكان الانتظار لملء الزمان ضرورة لبنى إسرائيل حتى يتم الخلاص. وانتظار الرب لكي يتدخل في ظروف حياتنا فضيلة مهمة، ولكنه انتظار برجاء أن الرب آت بالضرورة.
ففي فضيلة الانتظار يقول أرميا النبي: “جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب” (مراثي 3:26). وأيضًا يعقوب الرسول: “فتأنوا أيها الأخوة إلى مجيء الرب. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين. متأنيًا حتى ينال المطر المبكر والمتأخر. فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم. لأن مجيء الرب قد اقترب” (يع 5: 7، 8). ويتغنى المرنم: “انتظرتك يا رب. انتظرت نفسي. وبكلامه رجوت. نفسي تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصُبح. أكثر من المراقبين الصُبح. ليرجُ إسرائيل الرب. لأن عند الرب الرحمة وعنده فِدى كثير. وهو يفدى إسرائيل من كل آثامه” (مز 130: 5- 7).
فانتظر الرب في كل أمورك، تقو وليتشدد قلبك وانتظر الرب، فهو لا بد آت في الوقت المناسب.
-” ويكون هذا سلامًا”. لأن المخلص هو ملك السلام، فإن حضوره يملأ الأرض سلامًا. “فإذا دخل أشور في أرضنا. وإذا داس في قصورنا. نُقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من أمراء الناس. فيرعون أرض أشور بالسيف. وأرض نمرود في أبوابها. فيَنقُذُ من أشور إذا دخل وإذا داس تخومنا”.
إن ميخا النبي يتنبأ عن سلام عم على بنى إسرائيل في أيام حزقيا الملك حيث هدده سنحاريب ملك أشور لكي يستسلم إليه وعايره بإلهه، وأنه لن يقدر أن يخلصًه. أما حزقيا الملك فدخل إلى الهيكل وألقى بخطابات التهديد التي جاءته من سنحاريب وطلب معونة الرب. وبالفعل تدخل الرب وخلص حزقيا الملك، يمكنك قراءة هذه القصة بالكامل في (2 مل 18: 13 – 19: 37).
ولكن هذا الخلاص الذي تم في أيام حزقيا، ما هو إلا رمز إلى خلاص أكبر من عدو الخير، وخلاصنا من سلطان الخطية بعمل يسوع المخلص الذي خلصًنا من كل الشرور، بل وأعطانا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب. “صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول. أن المسيح إلى العالم ليُخلص الخطاة الذين أولهم أنا” (1 تى 1:15). “لأن ابن الإنسان قد جاء ليُخلص ما قد هلك” (مت 18: 11).
ثمر الخلاص في المؤمنين:
“وتكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب، كالوابل على العشب الذي لا ينتظر إنسانًا ولا يصبر لبنى البشر. وتكون بقية يعقوب بين الأمم في وسط شعوب كثيرين كالأسد بين وحوش الوعر، كشبل الأسد بين قُطعان الغنم الذي إذا عبر يدوس ويفترس وليس مَن يُنقذ لِترتفع يدك على مُبغضيك وينقرض كل أعدائك” (مى 5: 7- 9).
الخلاص حينما يتمتع به المؤمن يجعله شخصًا آخر، أي يجعله صاحب مواهب وملكات جديدة، مثل:
*يصير المؤمن مصدر سلام لكل منْ يتقابل معهم: فيقول النبي: ” تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب. كالوابل على العشب الذي لا ينتظر إنسانًا ولا يصبر لبنى البشر”.
كما أن الندى الكثير رمز البركة للزروع، هكذا يكون المؤمنين بركة لجيلهم وللكنيسة بل وبركة للعالم كله.
فالله عندما دعي إبراهيم أب الآباء للخروج وراءه، قال له: “اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك. وتكون بركة. وأبارك مُباركيك. ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض” (تك 12: 1- 3).
العذراء أم النور كانت مباركة في حياتها الخاصة وأمينة مع الله، لذلك نطقت أليصابات بالروح القدس حينما زارتها العذراء قائلة: “مُباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك” (لو 1- 42).
فالبركة تظهر على وجوهنا نحن المخلصين بقوة الله “لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام” (رو 8: 6). فكل من يهتم ببناء حياته الروحية بالشبع من كلمة الله، والتغذي بجسد الرب ودمه دائمًا، وحرصه على الأعمال الصالحة، فهو يكون سلامًا وكالندى البارد مع كُل من يتقابل معهم.
*يتعامل المؤمن بقوة إلهه: فيقول النبي: “وتكون بقية يعقوب بين الأمم في وسط شعوب كثيرين كالأسد بين وحوش الوعر، كشبل الأسد بين قطعان الغنم الذي اذا عبر يدوس ويفترس وليس من يُنقذ. لترتفع يدك على مُبغضيك وينقرض كُل أعدائك”. المؤمنين وإن كانوا هادئين ومملوئين سلامًا، إلا أنهم في الحق جسورين وفى الحق قادرين.
إن نبوة ميخا تتمثل في دمار أشور وبابل، وهما كانتا أعظم الأعداء قاطبة لشعب الله، وتدميرها رمزًا على وضع أعداء المسيح تحت موطئ قدميه. فيقول أشعياء النبي: “أما عرفت أم لم تسمع؟ إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا. ليس عن فهمه فحص. يُعطى المُعيي قدرة. ولعديم القوة يُكثر شدة. الغلمان يتعبون ويعيون والفتيان يتعثرون تعثرًا. وأما مُنتظروا الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون” (أش 40: 28-31). قوة المؤمن الجبارة التي تهزم كل الأعداء، مُستمدة من الرب ذاته، لذلك نسمع بولس الرسول يرسم لنا طريق النصرة فيقول: “أخيرًا يا إخوتي تقووا في الرب وفى شدة قُوته البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فإن مُصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظُلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تُتمموا كل شيء أن تثبتوا. فاثبتوا مُمنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تُطفئوا جميع سهام الشرير المُلتهبة وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح. وساهرين لهذا بعينه بكل مُواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين ولأجلى لكي يعطى لي كلام عند افتتاح فمي، لأُعلم جِهارًا بسر الإنجيل. الذي لأجله أنا سفير في سلاسل، لكي أُجاهر فيه كما يجب أن أتكلم. (أف 6: 10- 20).
ما يفعله المخلص في الأعداء: “ويكون في ذلك اليوم، يقول الرب، أنى أقطع خيلك مِن وسطك، وأُبيد مَركباتك وأقطع مُدن أرضك وأهدم كل حصونك وأقطع السحر من يدك ولا يكون لك عائفون وأقطع تماثيلك المنحوتة وأنصابك مِن وسطك، فلا تسجد لعمل يديك في ما بعد. وأقلع سَوَاريك من وسطك وأُبيد مُدُنك وبغضب وغيظ أنتقم من الأمم الذين لم يسمعوا” (مى 5: 10- 15).
في الآيات (مى 5: 7- 9) تنبأ ميخا النبي عن البركات التي سوف تعم على أولاد الله، بعد أن أذلهم العدو، وخلصهم الرب. أما في هذه الآيات يتنبأ ميخا النبي عن حال العدو الذي يتطاول على شعب الله.
هذا العدو يعتمد على خيله ومركباته، وأن سُلطانه على مُدن كثيرة، وأنه يتحصن بحصون قوية، ويعتمد على السحرة والعُرفاء الذين يتنبأون له بالمستقبل، وطبعًا تنبؤات مُضللة، ويعتمدون أيضًا على عبادتهم لتماثيل من عمل أيديهم.
لذلك جاءت رسالة الرب لهم أنه سوف يُبيد كل ما يتكلون عليه. لذلك يُعلمنا داود النبي أن نصرخ للرب حينما يقوى علينا العدو: ” يا رب. طأطئ سمواتك وأنزل. المِس الجبال فتُدخن. أبرق بروقًا وبددهم. أرسل سهامك وأزعجهم. أرسل يدك من العلاء. أنقذني ونجنى من المياه الكثيرة. من أيدى الغرباء الذين تكلمت أفواههم بالباطل. ويمينهم يمين كذب” (مز 144: 5- 8). فليس أقوى من الرب لنتحصن به من أعدائنا، سواء كان هذا العدو هو إبليس وإغراءاته، أو معاشرة أناس خطاة، أو من عاداتي التي لا يرضى عليها الله. كُل هذه الحروب الرب قادر على إبادتها، فقط على أن أطلبه من كل القلب، فالسيد المسيح نفسه قال: “اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم. لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد. ومن يقرع يُفتح له” (مت 7: 7، 8). ويقول أيضًا: ” إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا. ليكون فرحكم كاملًا” (يو 16: 24). والأجمل لو كانت طلباتنا تهتم بحياتنا الروحية ونموها، فيقول الرسول: “إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق. حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض. لأنكم قد متم وحياتكم مع المسيح في الله. متى أُظهر المسيح حياتنا. فحينئذ تُظهرون أنتم أيضًا معه في المجد” (كو 3: 1- 4).
أما بعد كل هذه المحاولات من الله لكي تنتبه الأمم لخطأها وتترك مُتكلها من خيول وحصون وعُرفاء، فيقول الرب: “وبغضب وغيظ أنتقم من الأمم الذين لم يسمعوا”. فيحذرنا بولس الرسول: “اتبعوا السلام مع الجميع. والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب. ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله. لئلا يطلع أصل مرارة ويضيع انزعاجًا. فيتنجس به كثيرون. لئلا يكون أحد زانيًا أو مستبيحًا كعيسو. الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته. فإنكم تعلمون أنه أيضًا بعد ذلك. لما أراد أن يرث البركة رُفض. إذ لم يجد للتوبة مكانًا. مع أنه طلبها بدموع” (عب 12: 14-17).
تفسير ميخا 4 | ميخا 5 | تفسير سفر ميخا |
تفسير العهد القديم | تفسير ميخا 6 |
أ. بولين تادري | ||||
تفاسير ميخا 5 | تفاسير سفر ميخا | تفاسير العهد القديم |