تفسير سفر نحميا 10 للقمص تادرس يعقوب
تجديد العهد
إذ تم بناء السور، وقدم الكل توبة إلى الله بالصوم والصلاة وتذكروا معاملات الله مع آبائهم، الآن تتقدم كل الفئات لتجديد العهد مع الله .
علاقتنا بالله لا تقف عند مباني دور العبادة أو الخدمة، وإنما هي التصاق بالرب، وتفاعل مع محبته، تنعكس على حياتنا من كل جوانبها سواء التعبدية الكنسية أو الأسرية أو السلوكية في الرب.
خُتم العهد بواسطة الحاكم [1] وممثلين من الكهنة [2-8] واللاويين [9-13] ورؤوس الشعب [14-27]، وقد وافق الكل على بنوده [28-29] التي هي:
- قبول الشعب السلوك في ناموس الله، وحفظ كل الوصايا.
- رفض الزواج المختلط بالوثنيين.
- حفظ السبت (عا 8: 5). عدم زراعة الأرض في السنة السابعة كما جاء في الشريعة (خر 23: 10-11). إعفاء من عليهم دين في السنة السابعة (تث 15: 1، 2).
- الاهتمام باحتياجات الهيكل وصيانته، وتقديم العشور.دفعضريبة للهيكل صارت فيما بعد سنوية (مت 17: 24). في ذلك الوقت إذ كان الفقر يسود الجماعة بصفة عامة جُعلت الضريبة بسيطة [32؛ 2 لو 8: 12]. كما كان من الضروري تقديم الخشب [34] وإن كان لم يرد في الشريعة. كان الهيكل ملتزمًا أن ينفق على العاملين فيه.
هكذا جدد الشعب العهد في يوم التدشين.
وضع نحميا الحاكم على عاتقه أن يضع خاتمه على الميثاق، يتبعه قادة روحيون ومدنيون [1-27]. أما بقية الشعب فتعهد شفاهًا بقسمٍ يلتزمون به [28-29].
وُجدت قائمة بالقرى المسكونة في يهوذا وبنيامين [25-36].
1. قائمة بالذين ختموا العهد 1-29
تحوي قائمة شرعية عليها ختم رسمي، وتضم 84 اسمًا مرتبين حسب الفئات التالية: القائد أو الحاكم [1 أو 2]، الكهنة أو رؤساء فرق الكهنة [21 أو 22]، اللاويين [17]، رؤوس الشعب [44].
أ. القائد أو الحاكم [1]
وَالَّذِينَ خَتَمُوا هُمْ نَحَمْيَا التِّرْشَاثَا ابْنُ حَكَلْيَا وَصِدْقِيَّا [1]
“صدقيا“: لا تُعرف شخصيته، لكن ذكره بعد الوالي مباشرة وقبل الكهنة يجعل البعض يعتقدون أنه كاتب الوالي أو المساعد له.
يرى البعض أنه هو أحد الكهنة أو رؤساء فرق الكهنة، فيكون عددهم 22 وليس 21 كما يعتقد البعض.
ب. الكهنة أو رؤساء فرق الكهنة [2-8]
وَسَرَايَا وَعَزَرْيَا وَيَرْمِيَا [2]
تضم الأعداد 2- 8 21 اسمًا أغلبها تظهر في نح 12: 1-7.
وَفَشْحُورُ وَأَمَرْيَا وَمَلْكِيَّا [3]
وَحَطُّوشُ وَشَبَنْيَا وَمَلُّوخُ [4]
وَحَارِيمُ وَمَرِيمُوثُ وَعُوبَدْيَا [5]
وَدَانِيآلُ وَجِنْثُونُ وَبَارُوخُ [6]
وَمَشُلاَّمُ وَأَبِيَّا وَمِيَّامِينُ [7]
وَمَعَزْيَا وَبِلْجَايُ وَشَمَعْيَا.
هَؤُلاَءِ هُمُ الْكَهَنَةُ. [8]
رؤساء فرق الكهنة المذكورون هنا 21؛ بينما عددهم كما ورد في نح 12: 1-7 هو 22 رئيسًا لفرق الكهنة. ويظن البعض أن عددهم كان 24، لكن الباقين إما كانوا متغيبين لسبب أو آخر، أو رفضوا التوقيع على الميثاق.
ج. اللاويين [9-13]
وَاللاَّوِيُّونَ يَشُوعُ بْنُ أَزَنْيَا وَبِنُّويُ مِنْ بَنِي حِينَادَادَ وَقَدْمِيئِيلُ [9]
الأعداد 9-13 عن اللاويين، أشير إلى 17 بالاسم. أغلبهم كانوا يعتبرون فم الجماعة في الصلاة (نح 9: 4-5)، هؤلاء الذين قادوا الجماعة في الصلاة، صاروا قادة في توقيع العهد.
وَإِخْوَتُهُمْ شَبَنْيَا وَهُودِيَّا وَقَلِيطَا وَفَلاَيَا وَحَانَانُ [10]
وَمِيخَا وَرَحُوبُ وَحَشَبْيَا [11]
وَزَكُّورُ وَشَرَبْيَا وَشَبَنْيَا [12]
وَهُودِيَّا وَبَانِي وَبَنِينُو. [13]
د. رؤوس الشعب [14-27]
رُؤُوسُ الشَّعْبِ فَرْعُوشُ وَفَحَثُ مُوآبَ وَعِيلاَمُ وَزَتُّو وَبَانِي [14]
أسماء رؤوس الشعب هنا تختلف عما وردت في نح 7، عز2، وذلك بسبب تغيير الزمان.
بعد اللاويين وقع 44 رئيسًا من رؤوس الشعب عن أنفسهم وبقية الشعب.
وَبُنِّي وَعَزْجَدُ وَبِيبَايُ [15]
وَأَدُونِيَّا وَبَغْوَايُ وَعَادِينُ [16]
وَآطِيرُ وَحَزَقِيَّا وَعَزُّورُ [17]
وَهُودِيَّا وَحَشُومُ وَبِيصَايُ [18]
وَحَارِيفُ وَعَنَاثُوثُ وَنِيبَايُ [19]
“عناثوث” مشتق من اسم الإلهة الكنعانية “عناث” وهو اسم قرية إرميا النبي أيضًا (إر1: 1) كاسم لشخص يوجد هنا وأيضًا في أي 7: 8.
وَمَجْفِيعَاشُ وَمَشُلاَّمُ وَحَزِيرُ [20]
“حزير” معناه “خنزير” (راجع 1 أي 24: 15) استخدام أسماء الحيوانات والحشرات كألقاب كان أمرًا شائعًا بين العبرانيين
وَمَشِيزَبْئِيلُ وَصَادُوقُ وَيَدُّوعُ [21]
وَفَلَطْيَا وَحَانَانُ وَعَنَايَا [22]
وَهُوشَعُ وَحَنَنْيَا وَحَشُّوبُ [23]
وَهَلُوحِيشُ وَفِلْحَا وشُوبِيقُ [24]
وَرَحُومُ وَحَشَبْنَا وَمَعْسِيَّا [25]
وَأَخِيَا وَحَانَانُ وَعَانَانُ [26]
وَمَلُّوخُ وَحَرِيمُ وَبَعْنَةُ. [27]
هـ. آخرون بأبنائهم وافقوا على العهد
لم يكن ممكنًا للكل أن يوقعوا أو يختموا على العهد، إنما أظهروا قبولهم للعهد إما بالكلام أو رفع الأيادي، وارتبطوا به خلال القسم أنهم يسيرون في شريعة الله، صابين اللعنة على أنفسهم إن انتهكوه.
وَبَاقِي الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَالْبَوَّابِينَ وَالْمُغَنِّينَ وَالنَّثِينِيمَ،
وَكُلِّ الَّذِينَ انْفَصَلُوا مِنْ شُعُوبِ الأَرَاضِي إِلَى شَرِيعَةِ اللَّهِ،
وَنِسَائِهِمْ وَبَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ،
كُلُّ أَصْحَابِ الْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ [28]
لقد أعلن كل الحاضرين بما فيهم النساء والأطفال التزامهم بتجديد العهد، فإذ اخطأ الجميع التزم الجميع بقبول تجديد العهد.
إن كان الأطفال في العهد القديم قد التزموا بتجديد العهد، فإنه يليق في عهد النعمة ألا يُحرم الأطفال من نوال نعمة العهد الجديد بالمعمودية.
عرفت الكنيسة منذ عصرها الرسولي أهمية عضوية الأطفال في جسد المسيح السرّي، وأدركت قيمة نفوسهم، لذلك عرفت عماد الأطفال تحت مسئولية آبائهم أو أشابينهم [1] وتحت عهدتهم، كما وضعت قوانين صارمة ضد الإهمال في أمر عمادهم.
ففي رسالة أهل سميرنا التي تصف استشهاد القديس بوليكربوس من رجال القرن الثاني، يقول الشهيد: [لي ستة وثمانون عامًا وأنا أخدم (المسيح) [2]]، مشيرًا بهذا أنه قد صار في خدمته منذ قبوله المعمودية في طفولته المبكرة.
أشار القديس إكليمنضس السكندري إلى الأطفال الصغار وهم يُسحبون من الماء [3]، وجاء تلميذه أوريجينوس يقول: [تسلمت الكنيسة من الرسل تقليد عماد الأطفال أيضًا فيعمدون لمغفرة الخطايا ليغسلوا من الوسخ الجَدّي بسرّ المعمودية [4].] ووصفت قوانين هيبوليتس عماد الأطفال وكيف يجاوب الكبار نيابة عنهم [5].
* جاء يسوع المسيح ليخلص الجميع لذاته، أعني جميع الذين ولدوا به سواء كانوا أطفالًا أو شبانًا أو شيوخًا.
* ينال الأطفال والصغار، الصبيان والشبان والكبار الميلاد الجديد في الله [6].
القديس إيريناؤس
في تجديد العهد دخل أيضًا الداخلون إلى الإيمان بالله من الأمم الوثنين، فإن أبواب مراحم الله متسعة لكل القادمين إليه من كل الأمم والشعوب والألسنة والقبائل.
لَصِقُوا بِإِخْوَتِهِمْ وَعُظَمَائِهِمْ،
وَدَخَلُوا فِي قَسَمٍ وَحِلْفٍ،
أَنْ يَسِيرُوا فِي شَرِيعَةِ اللَّهِ الَّتِي أُعْطِيَتْ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ،
وَأَنْ يَحْفَظُوا وَيَعْمَلُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ سَيِّدِنَا وَأَحْكَامِهِ وَفَرَائِضِهِ [29]
يوجد رب واحد، وعهد واحد، ومعمودية واحدة، ورجاء واحد للجميع، لذا يليق أن يلتصق الكل معًا في جسدٍ واحدٍ.
“جميع وصايا الرب“، إذ يليق أن يكون القلب نقيًا ومُخلصًا، لا يعرج بين الطريقين. يكون بكليته لله، يشتاق أن يحفظ كل الوصايا بأمانة خلال نعمة الله الفائقة.
2. شروط العهد 30-39
1. عدم الزواج بوثنيات [30]
أول شروط العهد عدم الدخول في زيجات مختلطة (عز 9-10).
وَأَنْ لاَ نُعْطِيَ بَنَاتِنَا لِشُعُوبِ الأَرْضِ
وَلاَ نَأْخُذَ بَنَاتِهِمْ لِبَنِينَا. [30]
اتساع قلب المؤمن لمحبة البشرية لا يعني تهاونه في خلاص نفسه وتمتعه بالحياة المقدسة. كان يليق بالشعب أن يتجنب التزاوج من غير المؤمنين، حتى لا تتسلل عبادة الأوثان ورجاساتها إليهم.
حرم الله التزاوج بين شعبه والوثنيين الذين كانوا يعيشون في بلاد وثنية (تث 7: 3-4). كثيرًا ما انحرف الشعب إلى العبادة الوثنية بسبب التزاوج بالوثنيات (1 مل 11: 1-11). يؤكد الله لشعبه: “لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعبًا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض” (تث 7: 6).
يليق بالأسرة أن تكون كنيسة مقدسة أو أيقونة للسماء. يعيش الزوجان في حضرة القدوس، ويختبر الأبناء الحياة السماوية المقدسة والمتهللة خلال علاقة الوالدين فيما بينهما، وعلاقتهما بهم. فالأسرة دستورها ليس العاطفة المجردة، ولا المصالح الاجتماعية والنفسية والمالية المجردة، إنما هي عربون الحياة الأبدية.
يدعو القديس يوحنا الذهبي الفم البيت المقدّس [كنيسة صغيرة [7].]
* الزواج أعظم من أن يكون بشريًا، إنه مملكة مصغّرة هو بيت صغير للرب.
* من هم الاثنان أو الثلاثة المجتمّعون باسم المسيح، الذين يحل الرب فيهم؟ أليسوا الرجل وزوجته وطفلهما، لأن الرجل وزوجته يتّحدان بالله.
القدّيس إكليمنضس السكندري
* الزواج عطية روحية، ولكن لا تكون هكذا إن تمت مع غير المؤمنين. لا يُعطى روح الله ليسكن في هؤلاء الذين هم غير مؤمنين [8].
* الزوج والزوجة هما واحد كما أن الخمر والماء هما واحد عند امتزاجهما معًا. كما أن الشريك غير المؤمن يفسد المؤمن. لهذا السبب فإن الذي لم يتزوج بعد يلزمه بكل حرص إما أنه لا يتزوج نهائيًا أو يتزوج في الرب [9].
العلامة أوريجينوس
2. حفظ السبت وسبت السنوات [31].
وَشُعُوبُ الأَرْضِ الَّذِينَ يَأْتُونَ بِالْبَضَائِعِ،
وَكُلِّ طَعَامِ يَوْمِ السَّبْتِ لِلْبَيْعِ،
لاَ نَأْخُذُ مِنْهُمْ فِي سَبْتٍ وَلاَ فِي يَوْمٍ مُقَدَّسٍ،
وَأَنْ نَتْرُكَ السَّنَةَ السَّابِعَةَ وَالْمُطَالَبَةَ بِكُلِّ دَيْنٍ. [31]
الشرط الثاني هو حفظ السبت والأيام المقدسة وسبوت السنوات. فلا يجوز البيع والشراء فيها (إر 17: 19- 27؛ عا 8: 5؛ خر 23: 10- 11؛ لا 25: 2- 7؛ تث 15: 1- 3).
كان الإغراء المادي يدفعهم للتعامل مع الوثنيين في الأيام المقدسة، فيكسرون السبت ولا يحفظون الأعياد.
يليق بالمؤمن ألا يستبدل بالله المال، أو لا يقيم من المكاسب المادية إلهًا له. سبته أو راحته لا في جمع المال، إنما في التمتع بواهب الكنوز الأبدية، الله نفسه. الله أولًا في كل شيء، بهذا يحسبه الله أيضًا أولًا ويكرمه. بالكيل الذي نكيل به يُكال لنا.
وَأَقَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا فَرَائِضَ:
أَنْ نَجْعَلَ عَلَى أَنْفُسِنَا ثُلْثَ شَاقِلٍ كُلَّ سَنَةٍ لِخِدْمَةِ بَيْتِ إِلَهِنَا [32]
تم بناء الهيكل تحت قيادة زربابل (عز 6: 14-15). وكان يليق بالشعب أن يتعلم التزامه من جهة احتياجات بيت الرب، بتكريس باكوراتهم وعشورهم لله، لخدمة الفقراء واحتياجات الخدام والإنفاق على الكرازة والشهادة لإنجيل المسيح.
بقية الشروط الخاصة بالعهد تعالج موضوع التقدمات الخاصة بالهيكل والعاملين فيه. بحسب ما ورد في خر 30: 13-14 كانت التقدمة للرب هي نصف شاقل على كل رجل يبلغ عمره عشرين عامًا فما فوق كفدية رمزية.
مؤخرًا استخدم يوآش التبرعات السنوية في إصلاح الهيكل (2 أي 24: 4- 14). في فترة العهد الجديد كان كل رجل يهودي أينما وجد يرسل نصف شاقل أو ما يعادله للهيكل في أورشليم (مت 17: 24).
لماذا يذكر هنا ثلث شاقل؟ لأن قيمة الشاقل في ذلك الوقت كانت مرتفعة فالثلث شاقل كان يعادل قيمة نصف الشاقل قبل ذلك.
كان الهيكل قد تم بناؤه تحت قيادة زربابل قبل ذلك بحوالي 70 عامًا (عز 6: 14، 15).
لِخُبْزِ الْوُجُوهِ وَالتَّقْدِمَةِ الدَّائِمَةِ وَالْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ،
وَالسُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَالْمَوَاسِمِ وَالأَقْدَاسِ وَذَبَائِحِ الْخَطِيَّةِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ إِسْرَائِيلَ،
وَلِكُلِّ عَمَلِ بَيْتِ إِلَهِنَا. [33]
كان خبز الوجوه يتكون من 12 خبزة توضع في صفين، في كل سبت (لا 24: 6-7) تقدمة الحنطة وردت في خر 29: 38-41، عد 28: 3- 8.
المحرقات وردت في عز 8: 35.
أعياد رأس الشهر وغيره ورد في عد 28: 9-16.
“التكفير” معناه أن يغطى أو يمسح خطايا الشخص، هنا تعني التكفير عنها.
3. دفع ضريبة الهيكل وتقديم التقدمة [34].
وَأَلْقَيْنَا قُرَعًا عَلَى قُرْبَانِ الْحَطَبِ بَيْنَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَالشَّعْبِ لإِدْخَالِهِ إِلَى بَيْتِ إِلَهِنَا،
حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِنَا فِي أَوْقَاتٍ مُعَيَّنَةٍ سَنَةً فَسَنَةً،
لأَجْلِ إِحْرَاقِهِ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلَهِنَا،
كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ [34]
كان استخدام القرعة بين شعب الله في العهد القديم للتعرف على إرادة الله في:
أ. توزيع الأراضي على الأسباط (عد 26: 55، يش 14: 2، 18: 10).
ب. اكتشاف الشخص المجرم (يش 7: 14، 1 صم 14: 42؛ يونان 1: 7).
ج. لاختيار أول ملك: شاول (1 صم 10: 19-21).
د. لإنهاء أي حوار أو منازعة (أم 18: 18).
هـ. لتعيين أنصبة الكهنة والمغنين والبوابين (1 أي 24: 5؛ 25: 8، 26: 13، لو 1: 9).
ز. لتقرير من يسكن في أورشليم (نح 11: 1).
واستخدمت القرعة في العهد الجديد في اختيار من يحل محل يهوذا الإسخريوطي (أع 1: 26).
“قربان الحطب”: لا نجد أية أشارة إلى وصية ملزمة بتقديم قربان الحطب في أسفار موسى الخمسة، وإن كان قد أشير إلى استخدامه في ذبح إسحق وفي تقديم الذبائح. وجاء في سفر اللاويين: “ويرتبون حطبًا على النار” (لا 1: 7).
ألقى الأحد عشر تلميذًا القرعة لمعرفة من يختاره الرب ليحل محل يهوذا (أع 1: 26).
كانت القرعة هي الوسيلة العادية في العهد القديم لتمييز إرادة الله عندما لا يوجد بني. إنها الوسيلة المستخدمة في يوم الكفارة لمعرفة التيس الذي للرب ذاك الذي لعزازيل (لا 16: 8). كما استخدمت عند توزيع أرض الموعد (يش 18: 10)، وهنا استخدمت لمعرفة إرادة الله.
جاء في سفر الأمثال: “القرعة تبطل الخصومات، وتفصل بين الأقوياء” (أم 18: 18).
لم نسمع بعد حلول الروح القدس على التلاميذ أنهم ألقوا قرعة، بل كان الروح يخبرهم (أع 11: 12) ويشير إلى من يختارهم لعمل معين (أع 13: 2)، ويهب وحدة الرأي في الجماعة (أع 15: 28)
كانت مسئولية النثينيم أن يعدوا الحطب اللازم لنار المذبح (عز 2: 43). بسبب السبي تشتت النثنيم، وانهار النظام الخاص بهم. في العودة من السبي لم يرجع عدد كاف منهم إلى أورشليم، فصار من الضروري أن تساعد كل طبقات الشعب في هذا العمل. استخدمت القرعة لكي يحدد الوقت المناسب لمن يقوم بجمع الحطب أو إعداده وقد دُعي هذا “حطب التقدمة” سواء هنا أو في نح 13: 31. ولم يُشر إلى هذا التعبير في سفرٍ آخرٍ. لكن الكتَّاب اليهود تحدثوا من ممارسة هذا العمل كان يعين أُسر معينة في أوقات متباينة في السنة للمساهمة في هذا العمل.
هذا ما أدى إلى قيام عيد لحطب التقدمة، يُحتفل به في يوم معين من أشهر آب (أغسطس). وهو اليوم الأخير من السنة حيث يُقطع الحطب لهذا الغرض، ويقوم الكل من كل الأسباط بتقديمه للهيكل في هذا اليوم. كان هذا العيد يُحفظ على مستوى جماعي وبفرح، فلا يُسمح بالصومً ولا بالحزن فيه [10].
4. البكور والعشور [35-38].
وَلإِدْخَالِ بَاكُورَاتِ أَرْضِنَا وَبَاكُورَاتِ ثَمَرِ كُلِّ شَجَرَةٍ،
سَنَةً فَسَنَةً إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ [35]
مع ما التزم به الشعب من دفع جزية لحساب الملك الفارسي، فإن هذا لا يعفيهم من تقديم البكور والعشور لبيت الرب.
لتقديم البكور للرب مفهوم آخر غير العطاء سواء لبيت الرب أو للمحتاجين، وهو أن يعيش المؤمن في جوٍ مقدسٍ، فيُحسب كل بكر هو “مقدسًا للرب”، وبه يتقدس الكل.
* ليتنا نقتطف معًا أمثلة من الأسفار الإلهية حيث نجد ما هو مقدس (مُكرس)، ونكتشف أنه ليس فقط الأشخاص بل والحيوانات غير العاقلة تُدعى مقدسة، وأيضا أواني الخدمة تُدعى مقدسة (خر40: 9)، ويُقال عن الثياب إنها مقدسة (خر 28: 2)، بل وحتى الأماكن المحددة في المدن والضواحي تحسب كأنها كهنوتية (عد 35: 1-8). بالحق يؤمر خلال الناموس عن الحيوانات غير العاقلة أن أبكار الثيران والقطيع تُقدم ذبائح للرب. ويُقال ألا تستخدم في أي عمل آخر لأنها مكرسة للرب [11].
العلامة أوريجينوس
ويرى القديس إكليمنضس السكندري في إعطاء العشور عدالة الله وصلاحه.
* ألا ترون كيف تعلن الشريعة عدالة الله وصلاحه في نفس الوقت، هذا الذي يقدم الطعام بغير قيود للجميع؟ مرة أخرى في حصاد الكروم يُمنع الحصادون أن يرجعوا ويقطعوا ما قد تُرك على الأغصان، أو يجمعوا العناقيد الساقطة. تطبق نفس الأحكام بالنسبة لجامعي الزيتون (تث24: 20-21).
أساس العشور للمحاصيل والقطعان في الواقع هو تعليم خاص بتكريم ما هو إلهي. يليق بنا ألا تُمتص أفكارنا تمامًا بالمكاسب (المادية)، بل أن نشارك بحنونا لقريبنا أيضًا [12].
القديس إكليمنضس السكندري
تقديم بكور الثمار للهيكل كان مئونة للكهنة واللاويين (خر 23: 19، 34: 26؛ لا 19: 23-24؛ عد 18: 13، تث 26: 1-11). ألزم الناموس تقديم باكورات الثمار من سبعة أنواع من أشجار الفاكهة. لكن لا تقف الباكورات عند هذه الأنواع وحدها، إنما باكورات من كل شجرة مثمرة.
وَأَبْكَارِ بَنِينَا وَبَهَائِمِنَا كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ،
وَأَبْكَارِ بَقَرِنَا وَغَنَمِنَا لإِحْضَارِهَا إِلَى بَيْتِ إِلَهِنَا،
إِلَى الْكَهَنَةِ الْخَادِمِينَ فِي بَيْتِ إِلَهِنَا. [36]
بخصوص بكور الحيوانات راجع خر 13: 13، 15؛ 34: 20؛ لا 27: 26- 33؛ عد 3: 44-51، 18: 15-17، تث 14: 23-26).
كما أوصى الله شعبه عند الخروج بتقديم البكور (خر 30: 1- 2؛ عد 3: 40-51)، هكذا كان يليق أن يذكرهم نحميا بتنفيذ هذه الوصية مع هذه البداية الجديدة ببناء سور أورشليم.
وَأَنْ نَأْتِيَ بِأَوَائِلِ عَجِينِنَا وَرَفَائِعِنَا،
وَأَثْمَارِ كُلِّ شَجَرَةٍ مِنَ الْخَمْرِ وَالزَّيْتِ إِلَى الْكَهَنَةِ،
إِلَى مَخَادِعِ بَيْتِ إِلَهِنَا،
وَبِعُشْرِ أَرْضِنَا إِلَى اللاَّوِيِّينَ،
وَاللاَّوِيُّونَ هُمُ الَّذِينَ يُعَشِّرُونَ فِي جَمِيعِ مُدُنِ فَلاَحَتِنَا. [37]
المخادع أو المخازن: كانت بعض الحجرات في الهيكل مخصصة كمخازن (عز 8: 29؛ 10: 6). تعشير الأرض، أي تقديم عشور المحاصيل. تقديم العشور عادة قديمة مسلمة بالتقليد الشفوي (تك 14: 20؛ 28: 22).
وَيَكُونُ الْكَاهِنُ ابْنُ هَارُونَ مَعَ اللاَّوِيِّينَ حِينَ يُعَشِّرُ اللاَّوِيُّونَ،
وَيُصْعِدُ اللاَّوِيُّونَ عُشْرَ الأَعْشَارِ إِلَى بَيْتِ إِلَهِنَا،
إِلَى الْمَخَادِعِ إِلَى بَيْتِ الْخَزِينَةِ. [38]
ينال اللاويون العشور من كل الأسباط، وهم بدورهم يقدمون العشور مما يقدم لهم (عد 18: 25-32).
لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي لاَوِي يَأْتُونَ بِرَفِيعَةِ الْقَمْحِ وَالْخَمْرِ،
وَالزَّيْتِ إِلَى الْمَخَادِعِ،
وَهُنَاكَ آنِيَةُ الْقُدْسِ وَالْكَهَنَةُ الْخَادِمُونَ،
وَالْبَوَّابُونَ وَالْمُغَنُّونَ وَلاَ نَتْرُكُ بَيْتَ إِلَهِنَا. [39]
كانت المخازن أو المخادع في الدار الخارجية.
من وحي نح 10
مع كل صباح نجدد العهد معك!
* في كل صباح ومساءً تصرخ أعماقي قائلة:
اغفر لنا ذنوبنا،
هذا اعتراف يومي صارخ أننا نكسر العهد.
نحن في حاجة إلى تجديد العهد معك كل يوم!
* متى أرى العالم كله يشتهي تجديد العهد معك.
لأبدأ بنفسي، ولكن أيضًا بالروح مع إخوتي.
قلبي وفكري وأحاسيسي ومشاعري،
وكل طاقات نفسي وجسدي،
الكل يحتاج إلى تجديد مستمر.
* اعترف لك بعدم أمانتي،
وأنت العجيب في أمانتك وحبك لي!
قدسني بروحك القدوس.
املأ كل أعماقي بك!
* كيف أعدك ألا أكسر وصية واحدة،
وأنا ضعيف للغاية.
نعمتك قادرة أن تحملني وتقدسني.
تهبني قوة الروح فلا أخور.
تفتح لي أبواب الرجاء فلا أيأس قط.
تمنحني روح القوة والنجاح والنصرة!
* انزع عني كل اتحاد بشهوة شريرة.
أود ألا يدخل في قلبي آخر سواك.
أقم العرس في داخلي،
ولتعلن ملكوتك في أعماقي،
فتفرح بي وأنا بك،
كفرح العريس وعروسه بعضهما ببعضٍ!
* لتكن كل أيامي سبتًا روحيًا مقدسًا.
عيدًا مبهجًا لا ينقطع.
اتحد بك يا أيها القيامة،
فأتمتع بالحياة المقامة، السبت السماوي!
* كم تئن نفسي فيّ،
لأنك تعلن: ليس لابن الإنسان أين يسند رأسه.
هل تتنازل وتسندها في قلبي.
فأعيش في يوم الرب الدائم.
وتصير أنت عيدي الحقيقي.
* ماذا أقدم لبيتك الإلهي؟
اقبل كل حياتي متحدة بك يا أيها البكر.
بك أصير عضوًا في كنيسة الأبكار.
ليس لي ما أقدمه لك.
لا من بكور ولا من عشور.
أنا بكليتي لك يا حبيب نفسي.
أنا لحبيبي، وحبيبي لي،
الراعي بين السوسن!
تفسير سفر نحميا 9 | تفسير سفر نحميا القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير سفر نحميا 11 |
تفسير العهد القديم |