1كو 3:8 و لكن ان كان احد يحب الله فهذا معروف عنده
“وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ، فَهذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ.“(1كو 3:8)
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
« ولكن إن كان أحد يحب الله فهذا معروف عنده» (ع۳)
لم يقل بولس الرسول عن الله إنه عرفه بل قال “معروف عنده” لأننا نحن ما عرفنا الله بل هو الذي عرفنا.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“ولكن إن كان أحد يحب اللَّه،
فهذا معروف عنده” [3].
v فإننا لم نعرفه بل هو يعرفنا، لهذا يقول المسيح: “لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم”، ويقول بولس الرسول في موضع آخر: “سأعرف بالكامل كما عُرفت”.
ربما يتساءل أحد: لماذا يقول: “إن كان أحد يحب اللَّه، فهذا معروف عنده”؟ هل لا يعرف اللَّه من لا يحبه؟
يقول السيد المسيح: “ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا؟ وباسمك أخرجنا شياطين؟ وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟فحينئذ أصرح لهم أني لا أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم” (مت 7: 21ـ 23). يحدثنا السيد عن يوم مجيئه الأخير، حيث فيه يلتقي مع الأشرار لا كعريس مفرح بل كديّان مرهب، لا تشفع فيهم صلواتهم الطويلة الباطلة، ولا كرازتهم باسمه، ولا إخراجهم الشياطين وصنعهم قوات باسمه، فهو لا يعرفهم لأنهم فعلة إثم.
اللَّه يعرف أولاده وخدامه المقدسين، ولا يعرف الأشرار فعلة الإثم، لهذا عندما سقط آدم في الخطية سأله: أين أنت؟ وكما يقول القديس جيروم: ]كان اللَّه يعرف أن آدم في الجنة، ويعلم كل ما قد حدث، لكنه إذ أخطأ آدم لم يعرفه اللَّه، إذ قال له: أين أنت؟[ كأنه لا يراه، لأن آدم اعتزل النور الإلهي والبرّ، فصار تحت ظلال الخطية وظلمة الموت. يعلق القديس أغسطينوس على قول السيد: “لا أعرفكم” هكذا: “لا أراكم في نوري، في البرّ الذي أعرفه”. فالله لا يرانا في نوره إن كنا لا نحبه حتى وإن كنا نطيل الصلوات باطلاً أو نكرز باسمه أو نصنع قوات، وإنما حينما نحيا معه وبه ونسلك طريقه. فمن يحبه يتمتع بنور برّ المسيح ويتأهل أن يكون موضع معرفته.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 3 :- و لكن ان كان احد يحب الله فهذا معروف عنده.
من يحب الله = فهو مقرب إليه، محبوب لديه بغض النظر عن كونه عالماً أم جاهلاً، الله يُسَّرْ به ويختاره لمجده = معروف عنده = المحبوب من الله والله يكشف له أسراره، هذا يقال عنه معروف عنده. أمّا الخطاة فسيقول لهم الله إذهبوا عنى لا أعرفكم (مت 7 : 21 – 23). والمحبة تجعل الإنسان أكثر قرباً من الله وبالتالى فروح الله يملأه ويرشده للمعرفة الحقيقية (غل 4 : 9) ” أما الآن فَعَرَفْتُمْ الله بل بالأحرى عُرِفْتُمْ من الله “. فمن يحب الله معروف عنده، أي أن الله عرف قلبه وأنه متجاوب معه، ويحاول التقرب منه، فيعطيه الله أن يعرفه إذا طلب من الله أن يعرفه ” اسألوا تعطوا… ” فالله يريد أن يكشف ذاته لنا وأن نراه في مجده. والله أعطانا روحه الذي يفحص كل شئ حتى أعماق الله (1كو 2 : 10) وبهذا نفهم أن العلم الذي يعطيه الله هو ثمرة من ثمار المحبة، والمحبة ثمرة للروح القدس (غل 5 : 22). إذن العلم هو ثمرة لفاعلية الروح القدس.