يو٢: ٢٥ ولأنه لم يكن محتاجًا أن يشهد أحد عن الإنسان، لأنه علم ما كان في الإنسان

 

23وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُونَ بِاسْمِهِ، إِذْ رَأَوْا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ. 24لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. 25وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ. (يو2: 23-25)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“ولأنه لم يكن محتاجًا أن يشهد أحد عن الإنسان،

لأنه علم ما كان في الإنسان”. (25)

v إن الخاصية العارفة له في قلوب الناس هي خاصية الإله الذي أبدع قلوبهم، لأن سليمان الحكيم قال في صلاته للرب: “فاسمع أنت من السماء مكان سكناك واغفر واعمل وأعطِ كل إنسان حسب كل طرقه كما تعرف قلبه، لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر” (1 مل 8: 39)، لذلك لم يكن المسيح محتاجًًا إلى شهود حتى يعرف نية خلائقه، لكنه عرف خفاياهم كلها.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v يمكن فهم العبارة: “لأنه علم ما كان في الإنسان” (٢٥) بخصوص القوات الشريرة والصالحة التي تعمل في البشر، فإن أعطي إنسان مكانًا لإبليس (أف ٤: ٢٧) يدخل الشيطان فيه، كما أعطى يهوذا للشيطان موضعًا في قلبه لكي يخون يسوع… وإن أعطى الشخص موضعًا لله يصير مطوّبًا. إذ “طوبى لمن كان عونه من الله، والمصاعد في قلبه من الله” (راجع مز ٨٤: ٦). ابن الله العارف بكل الأشياء، يعرف ما كان في الإنسان.

العلامة أوريجينوس

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

 24:2 -25 لَكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ

كثيرون بالطبع تحمسوا حماساً منقطع النظير، وأرادوا أن يرفعوه إلى المستوى الذي وقف عنده تفكيرهم كنبي أو زعيم! وحتى كمسيا. ولكن المسيح كان يرى أنهم يريدون أن يعملوا شيئاً لأنفسهم هم، أو بالحري أن يعملوا لأنفسهم شيئاً على حسابه، فلم تفت على المسيح نياتهم فلم يأتمنهم على نفسه، وغاب عنهم بالطريقة التي اعتادها.
كثيرون تباروا لكي يقنعوه بصدق نياتهم, وكثيرون شهدوا لكثيرين أنهم صادقون في حماسهم ولكنه لم يكن محتاجاً أن يشهد له أحد عن الإنسان، وما كان في الإنسان، «… فاحص القلوب والكلى الله البار…» (مز9:7‏). «فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله.» (رؤ23:2‏)

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

(آية25): هو عرف تقلبهم، وما في نفوسهم، فهم معه اليوم لإنبهارهم بمعجزاته ولكنهم سينقلبون عليه إذا إكتشفوا أن إرادتهم لا تتوافق مع إرادته، وأفكارهم ليست كأفكاره وهو فاحص القلوب والكلى. ولاحظ أن المسيح مستعد أن يعطي نفسه لمن يطلبه لشخصه وليس لهدف مادي. ولاحظ كم الخسارة الرهيبة إذ نترك المسيح بسبب خسارة مادية، فنحن نخسر الله اللامحدود في شخصه وفي بركاته وغناه ومجده.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى