بوتامينا العفيفة وباسيليدس الجندي


كانت بوتامينا أمة حسناء وقد ربتها  أمها مرسيليا على قواعد الايمان، ووضعتها تحت إرشاد العلامة أوريجينوس، تسمع تفسيره للكتاب المقدس في مدرسة الإسكندرية الأولى. ولما كانت بوتامينا فتاة بارعة الجمال،أغرم بها سيدها الذي كانت تخدمه، فصار يلاطفها ويحثها على ارتكاب الشر معها، أما هي ففي قوة قاومت سيدها وأصرت على حفظ طهارتها وعفتها حتى الموت.
إذ لم يجد السيد حلًا اغتاظ منها وشكاها إلى والي الإسكندرية أوكيلا ، متهمًا إياها بالمسيحية، وقد قدم له مبلغًا كبيرًا ليعذبها حتى تخضع وتقبل صنع الشر مع سيدها. 
فأحضرها الوالي إلي المحكمة واستعمل معها جميع الوسائل الممكنة لاغرائها، ولكن كل اجتهاداته لم تنجح معها وظلت القديسة ثابتة على أيمانها. أخيراً حكم عليها بأن تطرح في قدر مملوء من الزيت المغلي اذا اصرت على عصيانها لسيدها. فطلبت القديسة أن لا تنزع عنها ثيابها اثناء نزولها في الزيت مقابل ان تنزل رويداً رويداً، فقبل الوالي بذلك.
 وفي الطريق إذ حاول الوثنيون إهانتها بألفاظٍ بذيئةٍ أبعدهم عنها جندي كان أحد الذين كلفوا بحراستها يدعى باسيليدس، مظهرًا نحوها الكثير من الرقة واللطف. وإذ رأت رقته من نحوها، نصحته أن يتحلى بالشجاعة، لأنها ستتوسل إلى ربها من أجله بعد رحيلها، وأنه سينال سريعًا جزاء الشفقة التي أظهرها نحوها.
وبعد ان فرغت من كلامها وضعت رجلها في الزيت المغلي وما ان وصل الزيت الي قمة رأسها حتى أسلمت روحها في يد القدير وماتت أمها مارسيلا ايضاً حرقاً في ذلك الوقت.
أما باسيليدس الجندي فقد اثرت فيه القديسة بوتامينا وخاصة صفاتها الحميدة واحتمالها العجيب، فأمن بمخلصها. وبعدها طلب أحد الجنود من باسيليدس أن يحلف لسبب معين، فصرخ بأنه لا يجوز له أن يحلف البتة لأنه مسيحي، واعترف بذلك علنًا، لكنهم حسبوه يمزح، إذ كان من عادة الوثنيين أن يقلدوا المسيحيين في تصرفاتهم وكلماتهم كنوعٍ من السخرية. لكن لهجته لم تسمح بالشك طويلًا وشعر زملاؤه بإيمانه، فأخبروا الوالي أكيلا الذي استدعاه وسأله عن أمره، وإذ تحقق أنه صار مسيحيًا جرده من رتبته وألقاه في السجن. وإذ سأله الإخوة ومن بينهم أوريجينوس عن سّر تغيره السريع، أجاب أن القديسة بوتامينا ظهرت له بعد استشهادها بثلاث ايام وبيدها أكليل وضعته على رأسه وهي تقول “ستكون معي بعد قليل”، وقد ختم حياته بنواله إكليل الشهادة بقطع رأسه في اليوم التالي.

فاصل

العلامة أوريجانوس

القرن الثاني العصر الذهبي

القديسة صوفيا

مشاهير وقديسين الكنيسة
تاريخ الكنيسة القبطية

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى