إش53: 5 و هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا…
“وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.“(إش53: 5)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
بعد أن تحدث عن الصليب من الخارج دخل بنا إلى الأعماق لنكتشف سره وقوته كذبيحة أثم وكفارة عن خطايانا، إذ يقول:
“لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مصابًا مضروبًا من الله ومذلولاً” [4]. ما حمله ليس أحزانه ولا أوجاعه إنما هي أحزاننا وهمومنا وجراحاتنا…
ما يحمله إنما هو ثقل خطايانا التي انحنى بإرادته ليحملها بحبه في جسده عنا.
v لقد حمل خطايانا واحتمل أمراضنا ومع هذا لم يُعانِ من شيء يحتاج إلى علاج، فقد جُرب في كل شيء مثلنا ولم يكن فيه خطية. من يضطهد النور الذي يضيء في الظلمة لا يقدر أن يغلبه.
v لقد سُحق وجُرح لكنه شَفى كل مرض وكل ضعف.
القديس غريغوريوس النزنيزي
v لا تخجل من المصلوب بل بالحرى تفتخر به قائلاً: خطايانا حملها، أحزاننا تحملها وبجراحاته شُفينا.
القديس كيرلس الأورشليمي
حمل السيد المسيح أحزاننا كما شاهدناه في بستان جثسيماني وهو يشرب كأسنا حتى النهاية، في كل مرارتها، إذ صلى لأبيه قائلاً: “يا أبتاه إن لم يكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن أشربها فلتكن مشيئتك” (مت 26: 42). لقد أخذ بطرس وابني زبدي ليروه قد أبتدأ يحزن ويكتئب، قائلاً لهم: “نفسي حزينة جدًا حتى الموت” (مت 26: 38).
“الذي لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا” (2 كو 5: 21)، إذ قدم نفسه ذبيحة إثم يحمل خطايانا وآثامنا ويكفر عنها. “وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه[لولا احتماله التأديب عنا لما تمتعنا بالسلام] وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا” [5-6].
v سلم الرب جسده للموت لكي نتقدس خلال مغفرة الخطايا التي تتحقق برش دمه…
يلزمنا أن نشكر الرب من الأعماق لأنه أخبرنا عن الأمور الماضية، وأعطانا حكمة بخصوص الأمور الحاضرة، ولم يتركنا بغير فهم بخصوص الأمور المستقبلة.
الرسالة إلى برناباس
v إننا نتنقى بدمه الثمين الذي يُطهرنا من كل خطية، دمه الذي لا يصرخ للنقمة مثل دم هابيل (عب 12: 24).
البابا أثناسيوس الرسولي
v ليتنا نُذكّرِ أنفسنا نفع الإيمان الحقيقي. فإنه من المفيد ليّ أن أعرف أن المسيح حمل ضعفاتي لأجلي، وخضع لآلام جسدي؛ حتى انه من أجلي- أي لأجل كل واحد – صار خطية ولعنة (2 كو 5: 21؛ غل 3: 13).
من أجلي اتضع وخضع!…
صار لعنة – لا من جهة لاهوته بل من جهة ناسوته – إذ هو مكتوب “ملعون كل من عُلق على خشبة” (غلا 3: 13).
بالجسد علق، ولهذا صار لعنة، ذاك الذي حمل لعنتنا!
بكى حتى لا تبكي أيها الإنسان كثيرًا!
يا له من علاج مجيد! أن تكون لنا تعزية المسيح.
لقد احتمل هذه الأمور بصبر عجيب من أجلنا… ونحن حقًا لا نقدر أن نحتمل الصبر العادي من أجل أسمه.
هوذا دموعه تغسلنا وبكاؤه يُنظفنا!
القديس أمبروسيوس
v بالموت أقام الموتى من الموت، إذ حمل اللعنة مخلصًا إيانا منها.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v بموت البار الذي تم بمحض اختياره، نزع موت الخطاة الذي حدث بالضرورة كحكم نستحقه.
القديس أغسطينوس
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آيات (4، 6) لكن أحزاننا حملها و أوجاعنا تحملها و نحن حسبناه مصابا مضروبا من الله و مذلولا. و هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه و بحبره شفينا.كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه و الرب وضع عليه إثم جميعنا.
قال المسيح على الصليب “يا أبتاه أغفر لهم” والمقصود من هذا ليس أن المسيح سامحهم عما فعلوه، بل إنه وهو معلق على الصليب غارقاً ومغطى بدمائه بدأ شفاعته الكفارية. فدمه لا يطلب الثأر مثل دم هابيل (عب 12 : 4) أحزاننا حملها = الأحزان ناتجة عن الخطية فهو حمل خطايانا وأثارها ليعطينا سلام الله الذي يفوق كل عقل. تأديب سلامنا = هو أحتمل نيابة عنا التأديب ونتيجة هذا حصلنا على السلام وبجبره = هي أثار الجروح التي نتجت عن ضربات السوط والقصبة والشوك وجروح المسامير واللكم واللطم. وهكذا وضع الرب عليه إثم جميعنا = جميعنا فالجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله.