المعاني المختلفة لكلمة الله

 

 معنى العهد القديم :

يمكن لنا فهم العهد القديم في ضوء العهد الجديد وهناك أربعة طرق لفهم العهد القديم حسبما هو معلن في العهـد الجديد . والعهد القديم بدون المسيح له المجد سفر مختوم والرسول بولس يشرح ذلك في رسالته الثانية إلـى أهـ كورنثوس في تشبيه بليغ . وهو أن اليهود أنف يستطيعوا فهم العهد القديم بسبب البرقع الموضوع علـ قلبهم وهذا البرقع يبطل فـي المـسيح . يمكـن قـراءة (2کو3 12- 18) . ولذلك من المفيد أن نعرف المعاني المسيحية للعهد القديم :

{1} العهد القديم هو عبارة عن نبوات عن المسيح:

من خلال نصوص العهد القديم نلاحظ نصوصاً كثيـرة تتنبأ مباشرة عن يسوع وعن كنيسته فمثلاً المزمـور 22 الذي يبدأ : ” إلهى إلهى لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي عن كلام زفيري ” (مز22: 1} .

يشرح في تفصيل رائع آلام الرب ، والكنيسة تقرأ لنا هذا المزمور في اسبوع الآلام … وهذه النبوة لم تتضح إلا من خلال موت الرب على الصليب.

وقد كانت الكنيسة الأولى تؤكد في كرازتها على نبـوات العهد القديم وكيف أنها تنبأت بصلب المسيح له المجد ففي عظة بطرس في يوم الخمسين شرح قيامة الرب على أنها تتميم لمزمور آخر: ” لأنك لن تتـرك نفـسـي فـي الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فساداً . ” (أع2: 27). قارن مع (مز16: 10).

وأكد الرسول أن المقصود هنا ليس داود مؤلف المزمور لأنه مات ودفن في أورشليم ولكنه كشف أن المزمور نبؤة عن المسيا وقد تحققت بقيامته.

[۲] العهد القديم يحوى نماذج للمسيح :

كلمة نموذج تشير إلى طريقة استخدام ظلال في العهـد القديم تشير إلى حقائق في العهد الجديد . وهذا لا يعنـي أنها كانت غير حقيقية وقـد سـماها الرسـول ” شـبه السمويات وظلها ” (عب8: 5).

فمثلا الفصح في العهد القديم يذكر الشعب بالخلاص مـن عبودية فرعون . وقد قدمت البشائر موت المسيح علـى أنه هو فصح العهد الجديد . وهو الذبيح الذي خلص شعب الله من عبودية الخطية والموت . ” لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا .” {1كو5: 7}

فالفصح نموذج للصليب . وقد أخذ الرسول بولس كـل حوادث العهد القديم من وقت الخروج وطبقها على العهد الجديد كما ذكر في رسالته الأولى لأهل كورنثوس . ” فأني لست أريد أيها الاخـوة أن تجهلـوا أن آباءنـا جميعهم كانوا تحت السحابة وجميعهم اجتازوا في البحر وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفـي البحـر وجميعهم أكلوا طعاماً واحداً روحياً . وجميعهم شـربوا شراباً واحداً روحياً. لأنهم كانوا يشربون مـن صـخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح .”{1کو1:10-4}

وليست الحوادث التي تشير للخـلاص بمـوت المسيح وقيامته بل هناك شخصيات مثل اسحق ويوسف وفهمنـا لهذه النماذج يساعد على فهم عمل الله للخـلاص عبـرالتاريخ

[3] بعض حقائق العهد القديم تكتمل في العهد الجديد :

بالرغم من أن كاتبوا العهد القديم عرفوا حقيقة محبة الله ولكنهم لم يعرفوها كاملة كما أعلنها العهد الجديد :” لأن هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلـك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.”{يو 16:3} وأيضاً بالنسبة لمفهوم الحياة الأبدية فالعهد القديم تكلم عن بركة العمر الطويل : ” مخافة الرب تزيد الأيام . أما سنو الأشرار فتقصر . ” { أم10: 27} .

ولكنه لم يعلن بوضوح طبيعة الحياة بعد المـوت ولكـن حينما نقرأ المزمور 23 ” إنما خير ورحمة يتبعاني كـل أيام حياتي وأسكن في بيت الرب إلى مـدى الأيـام ” (مز 23: 6) .

هنا نفهم أن طول الأيام يشير للحياة الأبدية مع الله

[4] يجب أن نميز بين العصور والأجيال عبـر الكتـاب المقدس :

وننسق بينهما . فأحيانـا يبـدو أن ثمـة تناقض بين العهدين فنحن نقرأ في المزامير ونرى مـن يسأل الله لأن ينتقم من أعداء الشعب لدرجة سحق أطفالهم على صخرة ثم نقرأ في العهد الجديد: “أحبوا أعدائكم” . وقد نظن ببساطة أن العهد القديم فيه خطأ مـا . ولكـن مفتاح هذه المشكلة هو التمييز بين عصور مختلفـة فـي خطة الله

وهنا نجد أن العهد الجديد يلقي الضوء على ما في العهـد الذي قطعه الرب معهم على المستوى العـادي فيـسكنون أرضاً معينة ويدافعون عن حدودها ولكن في العهد الجديد نحن لا ننظر لأى انسان على الأرض أنه عدو لنا بل نرى في كل انسان نفسا يريد الله أن يخلصها. وحينما نقرأ فـي العهد القديم عن الأعداء يجب أن نطبقـه علـى الأعـداء الروحيين وعلى الشياطين وعلى ميولنا الرديئة.{اف6: 12}.

[5] المعنى الرمزي :

ومن الأمثلة الواضحة على ذلك ما ورد فـى رسـالة غلاطية حيث يوضح الرسـول العلاقـة بـين العهـدين بالاشارة إلى ما ورد في سفر التكوين عن العلاقـة بـين هاجر وسارة وأنها تكشف بصورة رمزية العلاقـة بـين العهدين والقصة في العهد القديم لم تكن تعنى أكثر مـن علاقة سارة وهاجر بابراهيم ولكن الرسول بولس يقول : ” وكل ذلك رمز لأن هاتين هما العهدان أحدهما من جبل سيناء الوالد للعبودية الذي هو هاجر ” {غلا4: 24} .

” لأن هاجر جبل سيناء فـي العربيـة. ولكنـه يقابـل أورشليم الحاضرة فإنها مستعبدة مع بنيها. ” {غلا4: 25} وأما سارة فهي تمثل : ” وأما أورشليم العليا التـي هـي أمنا جميعاً فهي حرة . ” {غلا4: 26} ثم أخذ نصا من سفر أشعياء النبي وطبقه علـى قـصـة هاجر وسارة {ع27 قارن إش54: 1} .

والرب يسوع نفسه استخدم نفس الطريقـة الرمزيـة لكشف معاني الأسفار الإلهية والمثال ورد فـي انجيـل يو3: 14} .” وكما رفع موسى الحية في البرية هكـذا ينبغي أن يرفع ابن الانسان ” {يو3: 14} . واعتبر معلمنا بولس الرسول أن رفع موسى للحية فـي القديم (عد21: 4-49) . رمزاً لرفعـه علـى الـصليب وبنفس المعنى الرمزي يحثنا الرسول على أن نحيا حيـاة حقيقية إذا أيها الاخوة لسنا أولاد جاريـة بـل أولاد الحرة ” (غلا4: 31).

” فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بهـا ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية . ” {غلا5: 1} . والرب يسوع اعتبر أنه كما كان كل من ينظر إلى الحية بايمان يحيا . هكذا كل من يؤمن بيسوع المصلوب ينـال النجاة والحياة الأبدية وفي انجيل القديس يوحنـا يعتبـر الرب اعطاء المن في العهد القديم رمزا للجسد والدم فـي العهد الجديد . {يو6} .

• يجب أن نحذر في دراستنا للكلمة أن تتحول الدراسـة إلى لذة البحث عن آيات ومعلومات ونفقد الهـدف وهـو الالتقاء بالرب واختبار عمل نعمة الله وتجديد الـذهن لأن الانسان الجديد الذي فينا لا يتجدد إلا بالمعرفـة حـسب صورة خالقه ” {کو3: 10} .

وكان اليهود مدققين في الأسفار وادركوا عظمة الامتياز الذي أعطى لهم ” لأنهم استؤمنوا علـى أقـوال الله . ” { رو3: 2} .

فالله لم يتعامل مع إحدى الأمم كما تعامل مع هذا الشعب ولا عرفت تلك الأمم فرائض الله واحكامـه (مـز147: 19و20). وعليه فإن اسرائيل احترم الكتب المقدسة جداً وابتهج بكلمة الله كما ورد في المزمور : ” أبـتهج أنـا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة ” {مز 119: 162} .

وقدر أحكام الله واعتبرها أكثر من الذهب والابريز .

“خوف الرب نقى ثابت إلى الأبد . أحكـام الـرب حـق عادلة كلها . أشهى من الذهب والإبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد . ” {مز19: 9، 10} .

وهذا ما دفعهم إلى ” تفتيش ” الكتـب وتستعمل الكلمـة الأصلية في العهد الجديد عن الله والمسيح وهو يمـتحن قلوب البشر وعن الروح القدس الذي يفحص أعماق الله (رو8: 17- رو2: 23، 1کو2: 10} .

وهذا عمل جليل لم ينتقدهم عليه الرب ولكن انتقدهم لأنهم ” ظنوا أن لهم فيها حياة ” . فهم اعتبروا فحـص الكتـب غاية في حد ذاتها وأساءوا فهم الغاية التي قصدها الله من الأسفار ، ألا وهي ارشاد الناس لا إلى الكتب نفسها بـل إلى المسيح وحين نأتي إليه نأخذ الحياة.

كل قراءة حية للكلمة تجعلنا نقابل الرب يسوع ونأخـذ منه شيئاً جديداً وقوة تغيير

+ الكتاب المقدس وسيلة لمعرفـة الـرب يـسـوع . المعرفة الحقيقية . التي بها نختبر عمل نعمته في حياتنا ننال منه الخلاص والمواهب الروحية التي تؤهلنـا إلـى الملكوت والحياة الأبدية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى