مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة

 

“مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة” (أف5: 16)

هذا الزمان الذي نعيشه الآن هو مقصر حسب كلام المسيح ، والأيام شريرة ، ولا يستطيع أحد أن يتفادى شر الأيام ، وهو الذي قال إنه لا بد أن تأتي العثرات، ولكن الويل للذي تأتي بواسطته العثرة.

ولكن هل نستطيع أن نتلافى العثرات ؟ مستحيل . هل بالإمكان تجنب الشر الذي نقابله يومياً؟ أيضاً مستحيل.

إذن ما العمل ؟ نستطيع أن نُغير أنفسنا ، فلا يصير الشر شراً لنا ، بل ربحاً ومكسباً. فالشر لابد آتٍ، والعثرة لا يمكن تجنبها ، ولكنها ستجوز فقط  في النفوس التي لم تستطع أن تواجه الشر بالخير ، والتي لم تمسك بالروح.

هذه الأيام ، أيام مُهيأة للصلاة ، لا يستطيع أحد الادعاء بعدم توفر الوقت للصلاة . اعلموا أن الزمان خضع لإنسان الله ، لدرجة إنه يمكن أن نُحول زماننا الميت هذا إلى لا زمن ، إلى خلود وحياة أبدية.

الفرص موضوعة أمامنا ، ولكنها لا تدوم ولن تدوم . سيأتي وقت ، لا يصير هناك إمكانية للصلاة أو لمواجهة الشر أو لتخطي العثرات ، أو التحويل الزمن الميت إلى زمن حي أبدي، والشيء العجيب هو أن الوقت يبقى وقتاً كما هو دون أي تغيير؛ ولكن تنتهي معه إمكانية التغيير. سوف تتوقف قدرة الإنسان على الصلاة. والمسيح وضح السبب ، قال : إنه ستكون هناك حروب وأخبار حروب ومفازع ومُروعات ، وهنا الذهن لا يستطيع أن يهدأ ولو لحظة للاتصال بالله للصلاة أو التوية ، سيكون هناك حالة من الفزع والرعبة وعدم القدرة لفعل أي شيء روحي.

فأي خسارة تكون لنا ، بل أي مصيبة تلحقنا عندئذ؟؟ 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى