رؤ3: 4 عندك أسماء في ساردس لم ينجسوا ثيابهم…
“عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ.”(رؤ3: 4).
+++
تفسير أنبا بولس البوشي
من الرؤيا: قال «اكتب إلى ملك كنيسة صرديس هذا ما يقول ” الذي . سبع أرواح الله والسبعة كواكب، إنني أعرف أعمالك، وأن لك اسم الخلاص، أنك حي وأنك ميت، فكن مستيقظا مثبتا للبقية وإلا فأنت ميت. لأني لم أجد أعمالك كاملة عند الاله، اذكر كيف أخذت وضللت، فتب، فإنك إن لم تتب وتحترس أنا آتي مثل اللص، ولا تدري الساعة التي آتي إليك فيها. ولكن لي أسماء قلائل في صرديس الذين لم ينجسوا ثيابهم بامرأة، ويمشون معي بثياب بيض لأنهم مستحقين، الذي يغلب هكذا يلبس ثياب بيض ولا يُمحى اسمهم من سفر الحياة، وأنا أُظهر اسمهم قدام أبي وقدام ملائكته. من له أذنان سامعتان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس».
التفسير: یعنى «بالأرواح السبعة» رتب البيعة، و«بالكواكب السبعة» أنه مالك الخليقة وضابطها.
من وقوله «أن لك اسماً بأنك حي وأنت مائت» أي ليس فعلك ملائمًا لاسمك. ثم أيقظه في أمر نفسه ورعيته لئلا يكون مائتا من الجهتين، وأكد ذلك بقوله: «فاذكر كيف قبلت وكيف تسمع، فتحفظ وتب، وإذا لم تستيقظ فإني آتي كمثل السارق، وأنت لا تعلم في أية ساعة آتي». يعني ساعة الموت كما في الإنجيل.
وعني بالذين «لم يدنسوا لباسهم» الذين حفظوا الحلة الأولى نقية، أعني حلة المعمودية ولم يتدنسوا بالخطية.
وقوله «هؤلاء يمشون معي» أي يتبعوني ويرثون معي في الملكوت، كقوله هائنذا والبنون[إش 8: 18].
وقوله «لا أمحو اسمه من سفر الحياة» بين ألوهيته، وأشار إلى قوله في التوراة: «إن النفس التي تخطئ قدامي أنا أمحو اسمها من سفري».
قال: «وأعترف باسمه أمام أبي وملائكته» وهذا نص قوله في الإنجيل عن المؤمنين به ظاهراً. فيا لهذه الكرامة التي أنعم بها الربّ على أصفيائه، وهو كونهم معه مستنيرين بنوره، (فهذا) هو اللباس الأبيض.
«مكتوبة أسماؤهم في سفر الحياة» أي ثابتة في الحياة الخالدة، ما دخأ لهم باعترافه بهم. وكرر اللباس الأبيض لأن الصديقين لما آمنوا أن جسدهم يقام ويبقى مؤبدا ويدانون فيه، كما قال الرسول، حفظوه نقيًا لتكون قيامته فاضلة، وبهذا الرجاء سعوا، إذ قال أيوب الصديق في بلواه: «إني مؤمن أن جلدي هذا الذي أحتمل به الأوصاب سوف ينبعث في يوم القيامة العتيدة». وكما قال إنه يعترف بمن يعترف به ويعمل وصاياه، قال أيضا إنه ينكر من أنكره ويبعد عنه ، فاعلي الإثم، قائلاً لست أعرفكم.
تفسير ابن كاتب قيصر
15- (1) اكتب إلى الملاك الذي لكنيسة سرديس هذا ما يقوله الذي معه سبعة أرواح الله وسبعة النجوم إنني عارف أعمالك فإن لك اسم الخلاص أنك حي وأنك ميت (2) فكن محترساً وقو البقية لئلا تموت لأني لم أجد إيمانك وأعمالك كاملة عند إلهى (3) فاذكر كيف قبلت وضللت واحفظ وتب وإذا لم تتب ولم تحترس أنا آتي مثل لص ولا تعلم الساعة التي آتي إليك فيها (4) لكن ثم لى أسماء أخر قلائل في سرديس هؤلاء الذين لم ينجسوا لباسهم مع امرأة ويسلكون معى بثياب بيضاء لأنهم يستحقون (5) ومن يغلب هكذا ألبسه ثيابا بيضاء ولا أمحو أسماءهم من سفر الحياة وأظهر ظهورا أسماءهم أمام أبي وأمام ملائكته (6) من له أذنان أن يسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.
قوله:«اكتب إلى الملاك الذي لكنيسة سرديس» ، ملاك كنيسة سرديس هو رئيسها ، وسرديس جزيرة من أعمال آسيا ، ويقال لبطريقها أي نائب المملكة فيها «صاحب البحر» كما ذكر ذلك في كتاب المسالك والممالك ويقال لها أيضا سردانية. وقوله : «هذا ما يقوله الذي معه سبعة أرواح الله وسبعة النجوم» ، تأمل هذه الغرائب من فيض هذا الروح ، إنه فسر لنا أولاً النجوم بأنها سبعة الأرواح ، فكيف جعلها هنا غيرها وعطف النجوم على الأرواح والشيء لا يعطف على نفسه ؟ وهل ذلك إلا ليبين لنا أن سبعة الأرواح غير شبعة أرواح الله بيانا في إخفاء وإخفاء في بيان ؟ لأن سبعة الأرواح وهي سبعة النجوم هي رؤساء الكنائس كما فسرناها . وسبعة أرواح الله هي الملائكة التي قال متقدما إنها أمام العرش ، المنفذة للأوامر الإلهية كما بين هنالك . أما قوله : «إنني عارف أعمالك فإن لك اسم الخلاص أنك حي وأنك ميت» فيريد بأعماله اجتهاده في العبادة ، ويريد باسم الخلاص إيمانه باسم المسيح ، وهذا يدل على أن هذا الرئيس ، وإن كان مجتهدا في تكميل ذاته ، فإنه مقصر من جهتين ، إحداهما : إنه سريع الميل إلى غواية من يغويه غير ضابط لنفسه ، ولذلك قيل له : « اذكر كيف قبلت وضللت » والأخـرى : تقصيره في تقوية شعبه وتثبيتهم ، ولذلك قيل له : « وقو البقية» . فباجتهاده في كمال نفسه ، قيل له : « إنك حي» ، وبتقصيره عن ضبط ذاته ، قيل له : « إنك مبت» ، ومراده بقوله حي أي ذو حياة والحياة هنا علم الحق وعمل الخير ، بدليل قول هذا الرسول في إنجيله عن سیدنا (يو 6: 63): « والكلام الذي كلمتكم به هو روح وحياة» أي هو حق وبر ، وقوله(يو 3: 17) : « لأن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليحيى العالم» ، أي ليفيدهم علم الحق وعمل الخير . ومراده بقوله ميت أي ناقص عن الكمال ، والنقص يناقض الكمال كما يناقض الوجود العدم ، وقد ذكر هذا المعنى بولس الرسول(1تي 5: 6) في حق الأرامل المؤمنات : «وأما من تلهو فقد ماتت وهي حية» ، وليست جهة الحياة هي جهة فيلزم اجتماع الضدين قوله : «فكن محترسا وقو البقية لئلا تموت» ، الاحتراس عن التقصير عن إدراك الكمال ، وتقوية البقية ، أي تثبيتهم في إيمانهم وأعمالهم ، فإن كمالهم من جملة كماله ، وكماله بكمالهم . ويريد بالبقية شعبه وقطيع رعيته الذين تحت رئاسته . وأما قوله لئلا تموت فإنه توعد له إن قصر عن تقوية البقية بالموت الاخترامي وإلا بالضرورة فهو يموت الموت الطبيعي ، قواهم أو لم يقوهم.
قوله : «لأني لم أجد إيمانك وأعمالك كاملة عند إلهي» ، إن الكمال بحسب هذا الغرض له رتبتان ، الأولى : كمال المرء في نفسه بإيمانه وأعماله البارة ، وإلى هذه الرتبة أشار الإنجيل إلى ذلك الغني الذي حفظ الوصايا بقوله(مت19: 21) : «إن أردت أن تكون كاملا امض وبع كل ما لك وأعطه للمساكين وتعال اتبعنی» ، فهذا هو الكمال الأول والرتبة الأخرى : فهى رتبة الرؤساء والمعلمين الذين لا نفع منهم بكمالهم في أنفسهم ، بل أن يفيض كمالهم على غيرهم بكلمة الإيمان والأعمال ، وإلى هذه الرتبة أشار سيدنا بقوله(مت5: 19) : «إن من يعمل ويعلم هذا يدعى عظيما في ملكوت السماء» . ولا شك أن هذا الرئيس لم يحرز الكمال الأول ولا الثاني كما بينا ، إما لأنه قد ضل وغوى ، وإما لأنه لم يقو شعبه . وأما قوله عند إلهي فلا يصح فهمه عن سيد الكل إلا من حيث هو إنسان.
قوله : «اذكر كيف قبلت وضللت » ، أما قبوله فظاهر إنه قبل من غيره وذلك الغير إما روح شرير أو إنسان مضل مبتدع ، وهذا دليل قلة ضبطه وثباته . وأما الضلال فعلى ظاهره ، وهو العدول عن سبيل الحق والخير قوله : «واحفظ وتب» ، أما الحفظ فلما حصله ومدح عليه ، وأما التوبة فعن غوايته وقلة اهتمامه بتعليم رعيته والأمين الحكيم هو الذي يعطى رفقته طعامهم الروحاني في حينه ، وحد التوبة إنها إنذار أن لا يعمل في المستقبل مثل الماضي الذي تاب عنه والحفظ ظاهر وهو التمسك بلوازم التوبة والتحرز من الوقوع في ما يخالف حكمها ، فإن الناس في سيرتهم على خمس طبقات :
الأولى : طبقة الصالح ، وهو الذي يسلك ولا يعثر فيحتاج أن يقوم من عثرته ، وهذه الطبقة عزيزة جدا لم يصل إليها أحد من البشر إلا واحد كسيرة سيد الكل بالجسد ، القائل(يو 8: 46) : «من منكم يوبخنى على خطيئة » والقائل(يو 10: 11) : « أنا هو الراعي الصالح» ، وكذلك قال(لو 18: 19) : «ليس صالح إلا الله وحده » ، تشبه هذه الطبقة بالشمس.
الثانية : الحفيظ ، وهو الذي يعثر نادرا ويقوم فلا يعثر ، كموسی وأشعيا ويونان وزكريا وبطرس الرسول ومن يجرى مجرى هذه الأنوار ، وتشبه هذه الطبقة بالقمر.
الثالثة : طبقة النقي ، وهو الذي يسلك ويعثر ثم يقوم ويكون في آخرته قائما ، وهذه طبقة الأنقياء العتيقة والحديثة ، كداود النبي ويوشع الملك وغيرهما ، وتشبه هذه الطبقة بالنجوم .
الرابعة : طبقة الساقط ، وهو الذي يسلك ويعثر فلا يقوم ، وهي على قسمين ، أحدهما : أن يتوب فلا يقبل كقايين وعيسو وشاول الملك وعالي الكاهن ويهوذا الأسخريوطي . والآخر : أن لا يتوب أصلا بل يستمر على عثراته كيوربعام بن ناباط ومن يجرى مجراه ، وتشبه هذه الطبقة بالسراج الذي يضيء يسيرا ثم ينطفىء.
الخامسة : طبقة الشرير كالذين هم من نشأتهم على الشر أو عبادة الأوثان أو من شابههم ، وتشبه هذه الطبقة بالظلام الأفل وهذه تقابل الطبقة الأولى ؛ والمشار إليها هنا هي الطبقة الثانية.
قوله : « وإذا لم تتب ولم تحترس أنا أتى مثل لص ولا تعلم الساعة التي أتى إليك فيها » يريد بإتيانه هنا إتيان أمره وقضائه إطلاقا لاسم الملزوم على اللازم ، وهو توعد له بما تقدم بالموت الاخترامي ، وذلك مشروط بعدم توبته . وأما الإتيان مثل لص ، فجهة المشابهة أن اللص لا يزال يراقب غفلة أو سهو أو إعراض صاحب الدار عن التيقظ أو إهمال احتراسه ، حتى يدرك وقت الإمكان فينقض بسرعة ، هكذا ورود الموت بغتة ، أي في ساعة لا تعلم ، وحين لا يدرك ، وفي وقت مجهول ، كالفخ المنطبق على الطائر عند غفلته
أما قوله : «لكن ثم لي أسماء أخر قلائل في سرديس هؤلاء الذين لم ينجسوا لباسهم مع امرأة» ، فهذا متسق مع قوله وقو البقية ، وكأنه قال : لكن ثم لى أسماء أخر غير هذه البقية ، وهم قوم قلائل بالنسبة إليها وقد عرفت أنه يريد بالأسماء مسمياتها ، وأما ثيابهم فيريد بها القوة الشهوانية ، بدليـل قول الرسول يهوذا في الفصل التاسع من رسالته « وكونوا مبغضين للباس ثوب الجسد النجس» ، أي استعمال قوته الشهوانية في الرذائل . ولما كانت الشهوة أعم من الرذيلة ، والرذيلة أعم من المباضعة من وجه ، خصص الرذيلة بقوله الدنس ، وخصص المباضعة بقوله مع امرأة أي لم يقربوا امرأة . وهؤلاء الأسماء قوم أطهار تمسكوا من جملة فضائلهم بالعفة عن ملامسة امرأة البتة حلالا أو حراما ، لأن تنكيره المرأة للعموم والدليل على أن الأمر كذلك ، قوله في الفصل الرابع عشر [فص 65] من هذه الرؤيا ، لما رأى الحمل واقفا على جبل صهيون ومعه المائة ألف وأربعة وأربعون ألفا ، أن صوتا كرعد قال له : « وهؤلاء هم الذين لم ينجسوا ثيابهم مع امرأة لأنهم أبكار وهؤلاء هم الذين يمشون مع الحمل حيث يذهب » ، فإن كانوا أعنى الأسماء التي في سرديس ، إسرائيليين ، فهم من جملة المائة ألف وأربعة وأربعين ألفا ، وإن لم يكونوا بإسرائيليين ، لم يكونوا من جملة تلك العدة ، بل من الأبكار المؤمنين من الشعوب . وليت شعري ، كيف ومضجع الزوجة طاهر بالنص والإجماع ، يعمه هذا الدنس المذكور ؟ والجواب أن البتولية أشرف من التزويج لأن بها يشترك مع الملائكة الأطهار وبه [الزواج] يشترك مع البهائم وبقية الحيوانات ، ولهذا كانت العفة أشرف من الزواج ؛ وبهذا الاعتبار أطلق علیه دنسا بالإضافة إلى العفة.
. قوله : « ويسلكون معي بثياب بيضاء لأنهم يستحقون » ، هذا السلوك هو إخبار عن صحبتهم للحمل ومسيرهم معه حيث سلك ، وذلك إنما يكون في القيامة الأولى ، وإلا فأجسادهم لم تقم إلى الآن والثياب البيضاء هنا رمز على العفة وشرفها من جهة أن البياض لون صاف شبيه بالنور ويؤثر فيه أيسر دنس ، ويتميز لأن الثياب البيضاء جاءت في الجليان رمز على معنيين الأول : بكورية العفة ، بدليل قوله : «الذين لم ينجسوا لباسهم مع امرأة ويسلكون معى بثياب بيضاء» والثاني : رمز على المديح والشكر والنعمة والبهجة الإلهية . وفي هذا القسم طبقات بحسب طبقات قابلية ، لأن الكتاب يقول : «المنازل في بيت أبي كثيرة » . وقد ورد الجليان على أربع طبقات : الأولى : طبقة بكورية العفة ، بدليل قوله : «من يغلب هكذا أنا ألبسه ثيابا بيضاء »
الثانية : طبقة النبوة ، بدليل قوله في الفصل الخامس [فص ١٩] عن الأربعة والعشرين المشائخ إنهم : « متدرعون بثياب بيضاء» لا يقال إن ذلك لهم من قبل عفتهم لأن فيهم المتزوجين كموسى وداود وغيرهما.
الثالثة : طبقة الشهداء ، بدليل قوله : «فأعطى للواحد منهم حُلة بيضاء»
الرابعة : طبقة أهل المضايق والشدائد ، بدليل قوله : « هؤلاء هم الآتون من المضايق الشديدة فابيضت حللهم وزهت بدم الحمل »
وسيد الكل له المجد ، وإن كان مبدأ كل فضيلة ، فله هذه المراتب الثلاث : أعنى العفة فكرا وحسا ، والملك ، ومقاساة الشدائد . وعندما تجلى على جبل ثابور ، شوهد بلباس أبيض : «تقى لامع كالبرق والثلج لا يقدر على مثله مبيض على الأرض» ، وهذا الرسول البتول ممن شاهد وشهد في هذه الرؤيا.
قوله : وهم يستحقون ، أي يستحقون هذه المنزلة بهذه المزية لاستعدادهم لشرفها ، لأنهم جاهدوا جواذب الطبيعة ، فكانوا في أجسادهم على الأرض كالملائكة في السماء ، وحق لهم الظفر والغلبة ، ورفع علامته التي هي البياض ، فلذلك قوله : « ومن يغلب هكذا ألبسه ثيابا بيضاء» . على أن البياض أيضا شعار الصابرين على المضايق كالشهداء والمعترفين وأمثالهم كما سيأتي في مكانه.
قوله : «ولا أمحو أسماءهم من سفر الحياة» ، يظهر أن ما يدل عليه هذا السفر أخص مما يدل عليه السفر الذي سيأتي ذكره ، ولذلك خصص بإضافته إلى الحياة ، لأن هذا رمز على من ثبت في العالم الإلهي من الأبـرار خاصة. وقد أومأ إليه لوقا الإنجيلي في بشارته لما عاد السبعون من بعثة سيدنا اثنين اثنين وفرحوا بطاعة الأرواح لهم ، فقال لهم : «افرحوا بأن أسماءكم مكتوبة في السموات »(لو 10: 20) ، أي من جملة الفائزين . وأما كونه لا يمحو أسماءهم ، فإن العلم الإلهى كاشف لما تكون عليه آخرة كل إنسان من خير أو شر ، وما ثبت في العلم الإلهى لا يجوز أن يخالف ما الأمر عليه . فآخرة هؤلاء لا يجوز أن تكون صالحة إلا صالحة وهم فائزون . فطوبى لمن ثبت اسمه في هذا المحل.
قوله : « وأظهر ظهورا أسماءهم أمام أبي وأمام ملائكته» ، أراد المصدر مع فعله للتأكيد ، ومعلوم أيضا أن أسماءهم ظاهرة لله وملائكته ، فما الفائدة في إظهار ظاهر ؟ والمراد بذلك أنهم لا يعرض عنهم كالمطروحين ، بل تذاع أسماؤهم ويذكرون للدلالة على الإقبال عليهم والرضى عنهم ، فإن ذلك من جملة النعم. وقوله : «من له أذنان أن يسمع فليسمع» وبقية الفص ، قد مضى تفسيره.
واعلم أن ما كتب به هنا لرئيس سرديس ، وما كتب به لرئيس أفسس بينهما أشباه ونظائر ، لأنه قال هناك : «هذا ما يقول الذي في يده اليمنى السبعة النجوم» ، وقال هنا : « هذا ما يقوله الذي معه سبعة أرواح الله وسبعة النجوم» . وقال هناك : « إنى عارف بأعمالك» ، وقال هنا : «إنى عارف أعمالك» . وقال هناك : « أن المحبة في الأول تركتها عنك» ، وقال هنا : «لم أجد إيمانك وأعمالك كاملة عند إلهي» . وقال هناك : « فاذكر كيف سقطت وتب لئلا أتى إليك» ، وقال هنا : « فاذكر كيف قبلت وضللت واحفظ وتب وإذا لم تتب ولم تحترس أنا آتى»
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
إلى ملاك كنيسة ساردس 1 – 6.
من هو؟
“واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ساردس” [1]، يقال إنه القديس ميليتون.
- وصف الرب
“وهذا يقوله الرب الذي له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب” [1].
لما كان الرب يعالج في هذه الكنيسة خطية “الرياء” لهذا يقدم لها نفسه “له سبعة أرواح الله“، أي الروح القدس الكامل في أعماله هو روحه، كما يقدم نفسه أن “له… السبعة الكواكب“.
أ. هذا الروح يمسك بالإنسان فيبكته ويقدسه ويهيئه بإمكانيات إلهية للبلوغ به نحو العرس السماوي. به ننال التبني، وبه ننال الغفران. وبه نتمتع بالشركة مع الرب، وبه نتطعم في جسد الرب السري. وبه نوهب بركات تقوية من محبة وفرح وسلام ووداعة وتعفف (غل 5: 22). هذا كله يفسد الرياء، بجذب النفس لاختلاس المجد الخفي والعشرة السرية مع الله وحده.
ب. “له السبعة الكواكب“، أي “له كل الأساقفة” وكأنه يحرك في الأسقف هذا الشعور بملكية الله له ليقول هو أيضًا “الأساقفة كلهم لك. وأنت لنا يا الله”… “أنا لحبيبي وحبيبي لي”!
- حال الكنيسة
“أنا عارف أعمالك أن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت” [1].
يا للخطورة! عندما يشهد الناس لكنيسة ما أنها حية ذات اسم وصيت لكنها في الحقيقة ميتة، لأنها تهتم بأمور كثيرة بعيدة كل البعد عن رسالتها، ألا وهي “تمتع أولادها بربنا يسوع”.
- العلاج
“كن ساهرًا وشدد ما بق،
الذي هو عتيد أن يموت،
لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله” [2].
يقول الأسقف فيكتورينوس: [إن الفئة الخامسة تمثل أناسًا مهملين يقومون بأعمال غير ما ينبغي القيام به. إنهم مسيحيون بالاسم، لهذا يحثهم بكل وسيلة أن يرتدوا عن أعمالهم لكي يخلصوا.] وكيف يتركون الإهمال؟
أ. بالسهر: فإذ ينتظر مجيء الرب لا يبالي بمديح الناس بل يسهر لملاقاته.
ب. “شدد ما بقى، الذي هو عتيد أن يموت“. فالرياء هو العدو المهلك للحياة الروحية، متى سرى في إنسان أفسد كل عبادته. لهذا يليق بالشخص أن يسرع لينقذ نفسه المحتضرة العتيدة أن تموت بأعمال البرّ الذاتي.. الأعمال الكاملة في نظر الناس لا الله.
ج. تذكر احسانات الله علينا: “وأذكر كيف أخذت وسمعت وأحفظ وتب”، حافظين له حقه، عالمين أن كل صلاح فينا ليس لنا فضل فيه، بل هو منه، تائبين عن حبنا لتكريم الناس لنا.
د. تذكر يوم الدينونة: فمن لا ينجذب بتذكر بركات الرب الموهوبة له يرتدع بالتهديد “فإني إن لم تسهر أُقدم عليك كلصٍ، ولا تعلم أي ساعة أقدم عليك” [3].
وفي الوقت الذي فيه يقدم يوم الرب على المرائين كلصٍ، يكون بالنسبة لمن لم ينجسوا عواطفهم ومشاعرهم وحواسهم وغاياتهم بالرياء كيوم زفاف، إذ يقول له: “عندك أسماء في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض، لأنهم مستحقون. من يتب فذلك سيلبس ثيابًا بيضًا، ولن أمحو اسمه من سفر الحياة، وسأعترف باسمه أمام أبى وأمام ملائكته. من له أذن، فليسمع ما يقوله الروح للكنائس” [4-6].
إنه يعرفهم بأسمائهم، محفوظين في سفر الحياة.. يعترف بهم الرب أمام ملائكته. يلبسون ثيابًا بيضًا. أما يكفينا هذا كله لكي نرفض كل مجدٍ باطلٍ في هذا العالم!
تفسير القمص أنطونيوس فكري
كنيسة ساردس
كلمة ساردس تعنى بقية ولنذكر أن الكنيسة السابقة كان إسمها المسرح. فبعد أن دخلت المظهرية والحياة السطحية إلى الكنيسة،لم يتبق فى الكنيسة سوى عدد قليل من المؤمنين. فالحياة السطحية والمظهرية هى حياة بلا عمق وهذا يؤدى إلى عدم معرفة الله وبالتالى يؤدى إلى عدم محبة الله ومن يحيا هكذا:
- لن ينفذ وصايا الله،فالحب هو الذى يدفع لتنفيذ الوصايا (يو 23:14).
- مثل هذا أيضا تجذبه إغراءات هذا العالم فيتنجس إذ لم يكتشف اللؤلؤة كثيرة الثمن أى شخص المسيح. فيبيع بقية الآلىء (العالم بملذاته).
لذلك طلب المسيح من تلاميذه ومنا أن ندخل إلى العمق عمق المعرفة وعمق المحبة
أما من عاش فى السطحية بلا عمق معرفة ولا عمق حب فهو لن يعود يهتم برأى الله فيه بل كل إهتمامه سيكون فى رأى الناس فيه، وهذا ما يسمى الرياء. وهذا هو مشكلة هذه الكنيسة لك إسم أنك حى وأنت ميت. مثل هذا الإنسان يهتم أن يراه الناس كإنسان عظيم متدين = حى ولكنه بسبب قلبه الخالى من المحبة هو إنسان فى نظر الله ميت. ولاحظ قول السيد المسيح فى مثل الإبن الضال عن عودة الإبن الضال بالتوبة أنه كان ميتا فعاش. إذا من يحيا فى الخطية يكون ميتا فى نظر الله. وما الذى يجعل إنسانا يحيا فى الخطية؟ الإجابة هى نقص المحبة (يو 23:14).
ولنلاحظ أن كل إنسان له خمس حواس خارجية يتعرف بها على العالم ومن تتعطل حواسه الخمس عن العمل فهو بالقطع ميت. وكما أن لنا حواس خارجية ندرك بها العالم حولنا، فنحن لنا حواس داخلية ندرك بها السماء ونتعرف بها على الله. فبالمعمودية يولد داخلنا إنسان داخلى له خمس حواس داخلية يتعرف بها على الله وعلى السماء. بها نرى الله ونسمع صوته ونتذوق حلاوة عشرته ونتلامس معه. الحواس الداخلية هى قنوات إتصالنا بالله وبالسماء.
فالكتاب يقول طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله (مت8:5) هذا عن النظر الروحى ويقول الكتاب من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس (رؤ6:3) والخراف تتبع المسيح لأنها تعرف صوته (يو4:10) وهذا عن السمع الروحى.
ويقول داود “ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب” (مز8:34) وهذا عن تذوق عشرة الله ونذكر أن الرب يسوع خرجت منه قوة للشفاء لأن إمرأة لمسته لمسة فيها إيمان وهكذا من يتلامس مع الله تلامس فيه إيمان سيدرك قوته ومحبته.
ولكن ما الذى يمنع هذه الحواس من العمل؟ الإجابة هى الخطية. فنحن نسمع أن من يريد أن يرى الله يلزم أن يكون نقيا (مت8:5). ويطلب منا بولس الرسول قائلا “إتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب” (عب14:12).
إذا فالخطية هى التى تسبب فقدان الحواس الداخلية. ومن يفقد حواسه الداخلية فهو فى نظر الله ميت إذ لا قنوات إتصال بالله، فهو لا يرى الله ولا يسمع صوته ولا يتلذذ بعشرته، وبالتالى فلن يكتشف اللؤلؤة كثيرة الثمن. أما المؤمن الذى يحيا فى نقاوة فيستطيع أن يقول مع يوحنا “الذى كان من البدء الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا”. (1يو1:1).
إذا مشكلة هذه الكنيسة أن بها أشخاص هم أحياء فى نظر الناس إذ:
- ربما لسمعتهم القديمة.
- أو ربما لريائهم إذ يتظاهرون بالتدين.
لكنهم فى نظر الله أموات فهم بلا عمق وبالتالى بلا معرفة وبالتالى بلا حب. حتى لو كانوا لهم نشاط كنسى لذلك فالمسيح لم يبدأ كلامه لهذه الكنيسة باى مدح، بل بدأ بالهجوم عليهم مباشرة وعتابهم والسبب أنهم أخذوا مدحهم من الناس وهم غير مهتمين برأى الله فيهم. ولاحظ قول المسيح هنا عندك أسماء قليلة (أى البقية) فى ساردس لم ينجسوا ثيابهم = إذا فالسبب أنهم أموات فى نظر الله لأنهم يحيون فى نجاسة.
من يغلب = هو من يحيا فى العمق فيعرف الله ويحبه وبالتالى ينفذ وصاياه ويتحاشى الخطية فلا ينجس ثيابه بمحبة هذا العالم. من ينجح فى هذا ويغلب فسيعطيه السيد أن يتبرر أمامه ويغفر خطاياه، ويعطيه حياة جديدة نقية، هؤلاء قال عنهم فسيمشون معى فى ثياب بيض لأنهم مستحقون. إذا من يسير فى الطريق الصحيح وهم قلة يرثوا مع المسيح فى مجده.
الصورة التى طهر بها المسيح:- الذى له سبعة أرواح الله = أى الذى له الروح القدس المحيى. فهو يكلم أشخاص أموات محتاجين لمن يحييهم، لذلك يقول لهم أنا مستعد أن أعطيكم الروح القدس الذى يحييكم. والروح القدس هو الذى يبكت على الخطية (يو8:16) ويدفع الخاطىء للتوبة لذلك نصلى “توبنى يا رب فأتوب” (أر18:31). وهو يعين ضعفاتنا (رو26:8) أى بعد أن يبكت يعطى قوة ومعرفة. وكأن المسيح يقول لهذه الكنيسة ما عليكم إلا أن تطلبوا منى الإمتلاء من الروح وأنا أعطيكم فتحيوا. فالروح القدس يعطى لمن يسألونه (لو 11: 13) ومن يسأل يعطى له الروح ومن يتجاوب مع عمله تعود حواسه الداخلية للعمل هذه الحواس يدربها الروح القدس فتتصل بالسماويات (عب 5: 14).
والروح القدس أيضا يعلم ويذكرنا بما قاله المسيح (يو26:14). ومن قدم توبة تنفتح أذناه فيسمع صوت الروح القدس المعلم. ومن يتوب ويتعلم ينتقل للدرجة الأعلى وتنفتح عيناه ليرى ما لم تره عين. يرى أمجاد السماء الآن كمن ينظر فى مرأة (1كو 9:2-12) + (1كو12:13). فعندما يسير المؤمن فى طريق القداسة يرتقى من خطوة إلى خطوة. ومن يبدأ بالتوبة يصل لأن يمنحه الروح أن يكون له فكر المسيح (1كو16:2) ويكشف له أمجاد السموات ولكن هذا لا يعطى إلا لمن إستجاب للخطوة الأولى أولاً أى قدم توبة. فلا يمكن لإنسان أن يبنى الدور العاشر إن لم يبنى أولاً الدور الأول.
له السبعة الكواكب = المسيح يقول أنتم لى، فلماذا أنتم مهتمون برأى الناس فيكم فانتم لى ولستم للناس. وأنا قادر أن أمنحكم الروح القدس، ولكن لا أستطيع أن أعمل شيئا بدون أن تطلبوا “إسألوا تعطوا” فلنسأل الله أن يملأنا من الروح القدس. ولنهتم فيما لله وليس فيما للناس.
ومن كلمات عتاب السيد المسيح لهذا الأسقف = لم أجد أعمالك كاملة أمام الله = كان إهتمامك بأن تكون كاملا أمام الناس. لكن أنا فاحص القلوب والكلى، وأنا أعلم ما فى قلبك، أنا أعلم ما فى الداخل. والمهم أن يكون المدح من الله وليس من الناس فتقديرات الناس يمكن أن تخدع فهم يجهلون الحقيقة أو هم يجاملوا ليس بحسب الحقيقة. وهذه الآية ردعلى من يقولون أن الخلاص بالإيمان ولا أهمية للأعمال ونصائح السيد لهذا الأسقف:
- أسهر = كن ساهرا وكن مستعدا لملاقاة الرب فى يقظة وإنتباه ووعى وإدراك.
- شدد وما بقى = الله يطلب منه أن يضرم نار الروح القدس والله لا يترك فتيلة مدخنة بل يعمل فيها حتى لا تنطفىء، ولا يترك قصبة مرضوضة بل يتعهدها برعايته حتى لا تنقصف. ولكن دورى أنا أن أجاهد وأعمل وأطلب بلجاجة والله يسكب على نعمته أى روحه القدوس. والجهاد يضرم فينا نار الروح القدس.
- أذكر كيف أخذت = تذكر إحسانات الله عليك، وكيف أعطاك بسخاء ولم يعير، بل كان الله يعطيك بكل محبة. وأذكر ماذا قدمت أنت له وأذكر الإيمان الصحيح الذى تسلمته ولا تشوهه.
- تذكر أن يوم الدينونة ياتى بلا سابق إنذار أى فجأة = أقدم عليك كلص.
- إذا من نصائح الله لهذا الملاك أنه عليه أن يذكر كيف أخذ، أى يذكر إحسانات الله عليه فيخجل، أو يذكر يوم الدينونة فيندم إذ يذكر أن أعماله كانت ناقصة. ويوم الدينونة الذى ياتى فيه الرب كلص ليس هو يوم الدينونة العامة لكن هو يوم موت أى شخص
- كيف سمعت.. وأحفظ = كيف سمعت البشارة التى بشر بها رسل المسيح وتذكر كيف كنت عند بداية إيمانك وإحفظ إيمانك وتقواك الأوليين وهذا يحتاج لتوبة نرى هنا صورة سبق الله واراها لحزقيال، إذ رأى عظاما ميتة، وعندما دخل فيها الروح صار لها حياة(حز1:37-10). ونرى هنا إهتمام الله بكل نفس حتى هذا الملاك الذى يراه ميتا، فهو يهتم به ويرسل له رسالة ويعطيه فرصة ليغلب ويحيا لذلك فعلى كل خادم أن يعطى رجاء لكل إنسان.
ما بقى = الكنيسة لم يتبق بها سوى بقية قليلة، إدركهم حتى لا يموتوا.
عتيد أن يموت = هم فى طريقهم للموت، وقد إقتربوا من الهلاك فإدركهم والوعد لهذه الكنيسة لمن يغلب.
الثياب البيض = أى تبرير مسح كل خطية وهذه الثياب البيض أعطاها الآب للإبن الضال حين عاد فالتوبة تبيض. والثياب البيض تعطى لمن يستحق ويجاهد ليحفظ ثيابه بلا نجاسة.
لن أمحو إسمه من سفر الحياة = بالمعمودية تكتب أسماؤنا فى سفر الحياة. وإذا كانت حياتى حياة توبة مستمرة تستمر ثيابى نقية “تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج” أى أن من يتجاوب مع عمل الروح القدس لن يمحى إسمه من سفر الحياة الأبدية.
سأعترف بإسمه = أشهد بإخلاصه أمام أبى، أبى يكون من خاصتى ومكانه معى.
يمشون = إذا الملكوت ليس حالة من السكون بل نشاط وحركة.
قوله من يغلب يلبس ثياب هو إشارة لما كان يفعله القادة الرومان، إذ كانوا إذا وجدوا جنديا نائما يحرقون ملابسه ويجعلونه يمشى عاريا. إذا هذه الكنيسة محتاجة للسهر والصلاة للإمتلاء بالروح فلا يفتضحوا.
ولاحظ فى قوله لن أمحو إذا هناك من ستمحى أسماءهم لأنهم وجدوا غير مستحقين.
تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
ع4: عندك أسماء قليلة: بالرغم من انتشار خطية الرياء في هذه الكنيسة، إلاّ أن الله في عدله لا يأخذ أحدًا بذنب آخر، ولهذا فهو يعلن بوضوح عن قلة من المؤمنين الحقيقيين لم تنالهم الخطية إذ كان سلوكهم نقيا (ثياب بيض) فستكون مكافآتهم أيضًا هي مصاحبة المسيح في الأبدية “يمشون معي“، وسيعلن المسيح نقاوتهم أمام الكل في يوم الدينونة.
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 3 للأنبا بولس البوشي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 3 لابن كاتب قيصر
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 3 للقمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 3 للقمص أنطونيوس فكري
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 3 كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة
رؤ3: 3 | سفر الرؤيا | رؤ3: 5 | |
الرؤيا – أصحاح 3 | |||
تفسير رؤيا 3 | تفاسير سفر الرؤيا |