تفسير رسالة رومية اصحاح 12 للأنبا اثناسيوس مطران بني سويف

القسم الثاني

مسئوليات المؤمن 1:12 – 31:15

تعودنا في رسائل القديس بولس أنه يسهل علينا تقسيمها الى قسمين واضحين ، الأول العرض اللاهوتي النظري والثاني التطبيق العملي . وبداية من الأصحاح الثاني عشر في هذه الرسالة يبدأ القسم التطبيقي أو العملي.

وحـقـيـقـة ان الرب قد أخذ على عاتقه تخليص البشرية من سلطان الخطيئة ، غير أن التفاعل بين الإنسان وهذه النعمة لابد أن ينتج  حياة نقية وسلوكا صالحا . فسلوك المؤمن نتيجة وتفسير، هو نتيجة طبيعية لما نالوه من النعمة والتغيير وهو تفسير وتأييد لحقائق هذا الإيمـان . فمن الطبيعى أن يصدر عن الداخـل الصالح سلـوك صالح في الفكر والقـول والعـمل د الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات ، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور.

ثم أنه لو لم يصـدر هذا السلوك فـأن الناس الآخـريـن لا يرون ولا يصـدقـون هذا الإيمان ، ولا يرون نورا منه ، هذا الذي قال عنه الرب « انتم نور العالم … ليـرى أعـمـالـكـم الصـالحـة ويمجدوا أباكم الذي في السموات ( مت 5 : 14 – 16 ) ترى هل كان لصلاة القديس اسطفانوس وهم يرجمونه أثر في نفس شاول الذي قاد هذه الحملة إذ وجد إنسانا يدعو لقاتليه بالغفران بقلب صاف لم يسمع شاول عن مثله قبل ذلك و كانوا يرجمون اسطفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع أقبل روحى ثم جثا علـى ركبتيـه وصـرخ بصـوت عظيـم يا رب لاتقم لهم هذه الخطية ،، (أع59:7 – 60 ) فكان لهذا الموقف وما تلاه من مواقف القديسين الذين اضطهدهم شاول أثره عندما حان الوقت فساعد على تحوله إلى الإيمان في بدايه المسيحية وجه البعض للأباطرة رسائل بينوا فيها مشاعرهم نحو مضطهديهم ، وسلامة طويتهم وسلوكهم الخالي من الشر وتعطى هذه الرسائل صورة مضيئة لفعل الإيمان المسيحي في تابعيه .. وحفظ التاريخ بعضا هذه الرسائل مثلما ليوستينوس الشهيد وأثيناغورس وترتليان تفيض بالقداسة والمحبة الخالصة والإنسانية الحقة . وفي كل جيل تؤتى الامانة والمحبة والاحتمال والصفاء واشعاعات القداسه بالإيمان أثرها في المجتمع فتكسب البعض للإيمان ، أو تثمر مشاعر احترام وتقدير ، او تزيد ثوره الشياطين فيزدادوا اضطهاداً للمؤمنين حتى لا يكسب الإيمان آخرين.

ولذا جرى الرسول بولس في رسائله على عادة عرض أسس الإيمان ثم يتلوها بتوجيهات سلوكية

الأصحاح الثاني عشر 
( المؤمن والكنيسة )

الذهن الجديد 12: 1 – 2

أطلب اليكم ايهـا الأخوة برأفة الله 

ما أحلى التعليم بتواضع ، النابع من الله والمنسوب له

في بداية الرسالة قال لهم أنه مزمع أنه يذهب إليـهـم ليـمنحهم هبة روحية لثباتهم ، وفسرها بانهم يتعزون سوياً. وفي رسالته إلى أهل كورنثوس « انا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة »(1کو2: 3) وايضـا « اطلب إليكم بوداعـة المسـيح وحلمـه انا نفسى بولس الذي في الحضرة ذليل بينكم واما في الغيبة فمتجاسر علیکم » (2کو10: 1).

الآيه الثانية تؤكد ما ورد في الأولى . فالأولى تنادى بمقاومة الجسد أي الطبيعة القديمة وربط العقل بالرب ، والثانية تقول لا تشاكلوا هذا الدهر وتغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم . فبداية الكلام عن السلوك المسيحى هو أن الله أراد لنا حياة صالحة كاملة ولذا نرفض ميول الشر الساكن في الطبيعة الجسدية ونعبده بكل ما فينا بفكر وعواطف ، كما نرفض نداءات الشر الساكن في العالم ونجدد افكارنا دائما . وليست العبادة العقلية هنا هي في وقفة الصلاة فقط ، بل في الفكر الجديد بالنعمة ، دائم التجديد.

والكنيسه جسد واحد ( 12: 3 – 5 ). وهو جسد المسيح السرى . فما دام الرب قد سكن فينا ، وفي الجميع ، فالكل أعضاء في جسده الواحد . فلا يظنن عضو أنه منفرد بسبب مواهبه ، أو أن له فضلا أكثر من غيره ، بل الكل متضامنون كتضامن أعضاء الجسد . وهذه حقيقة أعضاء الكنيسه بل تنسحب بمعنى عام على المجتمع الإنساني کله . ومن هنا فلا تقول العين لليد لا حاجة لي اليك ، أو الرأس للرجلين لا حاجة لى اليكما.

“بل بالأولى أعـضـاء الجسد التي تظهر أضعف هي ضرورية ، وأعـضـاء الجسد التي نحسبها بلا كـرامـة نعطيـهـا كـرامة أفـضـل”( 1کو12: 21-23). ونجـد ذات المعنـى فـي مـواضـع أخـرى من رسـائـل القـديـس بـولـس ( أف1: 22 و كو1: 24)

 اختلاف المواهب رو 12: 6 – 21

تكلم هذا الأصـحـاح والأصحاح الثاني عشر من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس عن مواهب الله للإنسان ولكن غالبية المواهب هنا هي مواهب طبيعية أو استعدادات طبيعية تنمو بالنعمة ، بينما المواهب الواردة في كورنثوس الأولى هي هبات من الروح القدس للمؤمنين ، والأصحاح هنا يحـوى ثلاثين توصـيـة ويمكننا وعلينا أن نقسمها ثلاثة أقسام ، قسم عن العمل في الكنيسه يشمل سبع توصيات 6 – 8 ، وقـسـم عن الـواجـبـات العـامـة يشمل سبع عشرة توصـيـة ( ١٧ ) والثالث عن الموقف أزاء من يقـاومـون المؤمنين . وكلها توصيات مركزة التعبير ويحوى ست توصيات.

العمل في الكنيسه 6 – 8

النبوة وهي هنا الهبة الروحية الوحيدة ، وإن كان التنبؤ أيضا كثيرا ما ينبع من بعد النظر والخبرة فيتوقع الإنسان ما تشير اليه الأحداث . وهذا أمر ضروري للكنيسة فهناك تنبؤ بالظروف المالية أو نجاح الأعمال أو نجاح بعض الأشخاص في أداء الواجبات الموكلة اليهم أو الظروف الاجتماعية وما قد تؤول إليه ، وهذه تقوم على الدراسة العلمية للأمور المختلفة . وهذا مطلوب جدا لان التقدم الاجتماعي يقوم على العلوم أيضـا . ثم الخدمة الروحية كالشموسية والافتقاد باعتبار لفظ خادم یعنی و شماساً ، ، والتـعـلـيـم ، والوعـظ ، والعطـاء ، والتـدبيـر الـكـنسى ، واعمال الرحمة.

 وقد تبدو بعض التوصيات مكررة ، لكن التدقيق فيها يبين تميزها فمن هم الانبياء هنا إلا أصحاب الرأي والمشورة المفكرون بالروح القدس الذين يقـدمـون الرأى بعـد صـلاة وبروح التـقـوى مشبهين بالأراخنة الذين انتفعت بآرائهم وخبرتهم الكنيسة على مر العصور . ثم الخدام فهم الذين يجرون لتنفيذ الاوامر مثل البحث عن المحتاجين ومواساة المتعبين ، ونقل أخـبـارهم إلى القادة . ولو قسمنا الانبياء لوجدنا له ثلاثة معان : أصـحـاب المشـورة والرأى النافذ ، والموهوبون في الرؤية الروحية ، ورؤساء الكهنة الذين هم نظارها ( أسقف ) تعنى الناظر او المراقب من الزاوية المتسعة أعلى = Epi ، ناظر = Scopos ، وحينئذ يأتى الخدام أي المنفذون للخطة وكأننا أمام تخطيط علمي حديث . فهناك أصحاب القرار Legislative Jurisdictional ، والمنفذون Executive. ولاشك أن الـوحـى أوسع وأعمق من كل ذلك ، وليأخذ منه كل مجتمع الصورة المناسبة.

ثم هناك المعلمون الذين يبـاشـرون التعليم الكنسى و لعلهم الرعاة الذين يوالون أيضـاح الـتـعـاليم للأجيال والـفـئـات ويتـابعـون نمو المؤمنين ، ويستمعون لمتاعبهم ويساعدونهم في تصحيح مساراتهم وهناك الوعاظ أو الكارزون الذين يدعون الناس إلى التوبة والإيمان ، وتختلف وسيلتهم في تحريك المشاعر عن معلمي المؤمنين . فالمعلم مباشر وأب مستمر ، أما الواعظ فداعية قد لا يكون ثابتا مع الرعية أو ملتزما بها . والاستطراد في تطبيق ذلك على الكنائس قـد يمتد إلى آفاق بـعـيـدة ، ولكنه الروح الذي يعمل في الرسول ليعطى تعليما بعيد الأغوار كثير اللآلئ.

وهناك المدبرون الذين قد يكونون رعـاة قـدامى وكلمـة قـمـص = ايغـومـانـوس، تعنی ذلك كـقـول الرسـول للاسقف تـيـمـوثاؤس « اما القسوس ( = الشيوخ = كبار السن ) المدبرون حسنا فليحسبوا أهلا لكرامة مضاعفة ولاسيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم ” (1تى 5 : 17) هؤلاء أيضا  منهم من يدبر الأمور الروحية للتـوجيـه الـفـردى أو الروحية العامة أو مباشرة الخدام الصغار أو الأمور المالية . فليكن عملهم باجتهاد . وهناك الراحمون الذين يهتمون بأعمال الرحمة كرعاية كبار السن الذين ليس لهم من يهتم بهم “تحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك”، لا 19: 32) والمقعدين واليتامى والمؤسسات المختلفة . هذه الأعمال المضيئة التي قد لا يقابلها المنتفعون بالشكر لقسوة ظروفهم وتعب نفوسهم . فكثيرا ما قدمت الكنيسه رحمة لإنسان و تذمر عليها أو المستعبد لعادة سيئة قد ترك أولاده بغير إعالة فأخذ المساعدة وأنفقها على ما هو مستعبد له . فليقم القائمون على هذه الخدمة بها بسرور غير ناظرين الى رد الفعل . ولكن الرب يغذي نفوسهم ويرسل لهم من غير المتزمرين من يعبر عن محبته وتقديره بكلمة طيبة تدفع الى الأمام بالاضافة إلى بركة الرب.

العلاقات بين الأخوة 12: 9-21

وفيها ثلاث وعشرون توصية المحبة الصادقة ، وكراهية الشر ، و الالتزام بالخير ، والمـودة ، والأيثار أى تقديم الغير على النفس ، وعدم التكاسل في الاجتهاد ، وحرارة الروح ، والعبادة ، والفرح برجاء ، والصبر في الضيق ، والصلاة عن كل شئ ، وتقديم حق الله في المال ، وإضافة الغرباء ، ومباركة من يضطهدونهم ، ومشاركة الناس ظروفهم ، والاهتمام بوحدانيــة الــروح ، والاعتـــدال ( الاهتمام بالأمور المتوسطة أي المعتدلة ) ، وعدم الاعتداد بالرأى ، وعدم مبادلة الشر بالشر ، والاعتناء بأمور حسنة مع الجميع ، والمسالمة ، وعدم الانتقام ، والمصالحة ، وغلبة الشر بالخير.

وإن كان الأمر كذلك فالبعض يرون أن المطالب المسيحية صعبة التنفيذ ، وخـصـوصـا في العالم . فلنتأمل : أيجوز لانسان يدرك معنى الإنسانية أن يتصرف بالشر في المجتمع ، أليست المعاني الإنسانية في الترفع عن الدنايا والسعى لأيجاد السلام والخير في المجتمع الإنساني !! إن قوانين الشعوب ، ومحاولات الدول ورؤسائها في نشر العدالة الداخلية والسلام العالمي تحتوى الغالبية الساحقة هذه المطالب وهي مطالب أخلاقية تحاول الشعوب أن تفرضها بقوانين ، ويعمل المعلمون على غرسها في النفوس فالمحبة والمودة ، والأثيـار ، والاجتهاد ، والصبر عند الملمات ، ومساعدة المحتاجين وأضافة الغرباء ، والاعتدال ، والمصالحات وغيرها كلها مطالب أخلاقية . ويكاد لا يكون مسيحيا خالصا فيها إلا مباركة المضطهدين وعدم الانتقام ، والصلاة ،وغلبة الشر بالخير . إن المسيحسة ترد الإنسان لأنسانيته . فلم يخلق الإنسان شريرا ولذلك نعطيه الخلاص ، وحينئذ يسهل عليه السلوك الإنساني النابع من القلب . ولذلك قال الرب للتلاميذ و انتم ملح الأرض ، 5 : 13 . وناشدهم ألا يـعـودوا للفساد وإلا فـقـدوا النعـمـة ووقعت الإنسانية مرة أخرى في اللعنة التي جلبتها الخطية إليها فقال” ا إذا فسد الملح فبماذا يملح” فأن فقد المؤمنون النعمة فأي شئ يصلحهم • ولقد جاء في صلاته الأخيرة في جثسيمانی « لست أسأل أن تأخذهم من العالم ، بل أن تحفظهم من الشرير » يو 17: 15 . ويقول الرسول لأهل كورنثوس « كتبت إليكم في الرسالة ألا تخالطوا الزناة … وليس مطلقا زناة هذا العالم أو الطماعين أو الخاطفين أو عبدة الأوثان وإلا فيلزمكم أن تخرجوا من العالم … تدينون الذين من داخل أما الذين من خارج فالله  يدينهم” 1کو 5 : 9 – 13. فالمؤمنون مطالبون بالثبات في النعمة والتقوى الصادرة من القلب . وهذه الوصايا تشبه القوانين التي يضعها المجتمع للناس لمنع اعتدائهم على المجتمع ، في حال عدم التزامهم بالمبادىء السليمة الثابتة في ضمائرهم.

على اننا نجد في هذه الوصايا الثلاثة وعشرين عمقا أشد بكثير مما توصى به الأخلاق العامة ، التي ينادي بها المعلمون الأجتماعيون . فالمحبة هنا توصف بأنها بلا رياء ، فهي محبة حقيقية لا لمنفعة ولاتبادلية ولا تظاهرية ، لأنها نابعة من القلب الذي نظفه وسكن فيه الذي احبنا ونحن أعـداء و لأنـه إن كنـا ونـحـن أعـداء قـد صـولحنا مع ا الله بموت ابنه » رو 5: 10

والمؤمن بالمسيح يكره الشر وفوق ذلك ملتزم بالخير فهو إيجابي من قلبه . والمودة ليست مجاملة شعور بل محبة أخوية . ومع كل ذلك عبادة الرب ، والصلاة عن كل أمر ، والحرارة في الروح أي الشركة الروحية القوية

كانت له وينظر إلى المحتاجين أنهم مقدسون في الرب أو شركاء في الإنسانية التي خلقها القدوس” مشتركين في احتياجات القديسين”،” من معيشة العالم ونظر أخاه محتاجا وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه ، « يا أبنائي لا نحب بالكلام واللسان بل بالعمل والحق » 1يو3: 17- 18وحتى في المجتمعات المدعوة مسيحية ساد عليها التكاسل في العبادة وعدم السعى لمعرفة فعل النعمة ، يقوم أعضاؤها باستقبال اللاجئين والأسراع في أغاثة المنكوبين . وكان لها الفضل في الغاء الرق ( العبيد ) وفي تقدير إنسانية الفرد ومحو أمية الجميع ونشر وسائل العناية بالمرضى وغير ذلك الأعمـال الأنسـانيـة . والرب يتوقع من أبنائه فعل الخير دائما خالصا من القلب.

 وهناك وصية لابد من تأملها تأملا خاصاً و إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس ، يجب ان نقرأ هذه الآية مع التي تسبقها والتي تليها و لا تجازوا أحدا عن شر بشر ۰۰۰۰ حسب طاقتكم سالموا جميع الناس” لا تنتقموا لأنفسكم ، فالرسول يوصى بعدم المجازاة بالشر وعدم الأنتـقـام بل تسليم الأمر الله . ولكنه من المناسب أن نقول أن هناك ظروفا لابد فيها من الأبتعاد أو الالتجاء للقضاء . فلو أن إنسانا غير مؤمن ظلم مؤمنا يلجأ للقضاء عند الضرورة . ولو أن مؤمنا ظلم أخاه ، وعاتبه على عمله ثم لجأ الى الوسطاء ثم الى الكنيسه ورفض ، فليكن عنده كالأول أي صار من حقه الألتجاء إلى القضاء”

إن جاع اطعمه ، إن عطش اسقه . لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه

لو كان دم ثأر على إنسان في مصر ، وحمل كفنه وذهب إلى الأسرة صاحبة الدم فأنه يحقن الدم ويوجد السلام . وكانت عادة في العالم الروماني في ذلك الوقت أن من أراد أن يحقن الدم يحمل ناراً ويتقدم بها إلى غريمه علامة أنه يقدم نفسه ذبيحة ويريد حقن الدم . فكان الغريم يقبل النار ويضعها على رأسه علامة صلح . ونجد صورة قريبة من ذلك فيما حـدث مع أبرام حين ذبح الذبائح ووقع عليه سبات ورأى شيئا مرعباً في نومه . لكن الله جعل شعلة نار تنتقل بين الذبائح وقطع الرب عهداً معه تك15: 8-18

وعلى العموم فليكن للمؤمن شعار لكل حياته « لا يغلبك الشر بل اغلب الشر بالخير » رو 12: 21.

تفسير رومية 11 تفسير رسالة رومية تفسير العهد الجديد تفسير رومية 13

الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف

تفاسير رسالة رومية تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى