تفسير المزمور 22 للقمص متى المسكين

دراسة

أول وأعظم “مزامير الآلام” كُرّس لنا بواسطة الرب الذي اتخذه لنفسه، ونطق كلامه بكلمات الافتتاح على الصليب، وهذا يجعلنا نظن باحتمال كبير أن هذا المزمور كله كان موضوع تأملاته أثناء ساعات العذابات على الصليب. ولكن هذا الاستخدام للمزمور وتكميله لا يمنع أن يكون له مبدئياً وجود تاريخي يشير إليه.

يقع المزمور في قسمين كل واحد منهما ينقسم بالتالي إلى جزئين متساويين.

( أ ) القسم الأول:

1- تقديم حاجته بمعاتبة واضحة [1-10]:

يبدأ المزمور بصرخة عتاب كقديس في ألم يشعر في نفسه أن الله قد أهمله (1و2) ويدعو الله مذكراً إياه بصفاته (3) ليستخدم مراحمه كما استخدمها في أجيال ماضية (4 و 5) ، بينما هو سخرية وفريسة لمضطهدين ساخرين (86)، بينما هو منذ الميلاد قد اعتمد على الله (9 و 10).

2 – صلاة من أجل الخلاص [11-21]

يجاهد ويدعو من أجل المعونة (11) وذلك مقابل قوة أعدائه ( 12 و 13و 16و 18) والورطة المؤسفة التي انتهت إليها (14و 15و 17) ولا يزال يكرر بإلحاح صلاته (19-21) حتى أنه في لحظة يضيء عليه تأكيد الخلاص (21 ب).

(ب) القسم الثاني: رجاء مستقبلي

1 – شكر من أجل استجابة الصلاة [22-26]

ويمكنه أن ينظر إلى الأمام بثقة نحو المستقبل. وينذر بغرضه أن ينادي بصلاح الله ظلام اليأس انتهى في تقديم عام للتشكرات (22) داعياً الذين يخافون يهوه أن جميع ينضموا للعبادة (23و 24) وأن يشاركوا وليمة الشكر (25و 26).

۲ – امتداد لمملكة يهوه [27-31]

ولكن الآن يشرق عليه منظور عال ينفتح أمامه، يهوه بخلاصه سيأتي يوم يعترف به عامة في كل المسكونة (27و 29)، وعنايته المنعمة سوف تحتفل بها كل الأجيال القادمة (30و 31).

والشراح يختلفون من جهة رؤيتهم للغرض العام والظروف وتاريخ هذا المزمور:
الطابع الأول الذي يقدمه المزمور إنه تسجيل الخبرة شخصية والعنوان يذكر أنه لداود والتاريخ لا يمدنا بأي أساس لنرى أن داود قد مرّ على هذه الآلام كما هي موصوفة هنا. لذلك يوجد فيه نوع من الوصف الشعري قام على مثال صورة استخدمها الروح، روح الله بنوع من
التنبؤ الهادف.

والمزمور له جذور في خبرات داود ولكن لغته تبلغ بعيداً جدا عن داود لتصل إلى المسيح والآلام.

– ولكن ملامح المزمور تظهر أنها تفوق جدا حدود خبرة فردية، لذلك يرى البعض أن المتكلم في المزمور يتكلم عن شخص مثالي بار يتألم … فيصف المزمور كيف أن البار يتألم في العالم وكيف أن يهوه يُخلّص عندما تبلغ الآلام نهاية قوتها.

وإنه من المحال أن نتكلم عن تاريخ المزمور أو المؤلف عن يقين، كذلك بالمقارنة بين حياة داود وخبراتها وبين هذا المزمور لا نجد أي مشابهة أو اتصال، كما أنه واضح أن المزمور واقع داخل دائرة نبوية خرج منها هذا الوصف المنطبق تماماً على العبد المتألم الذي في إشعياء. لذلك فالتوازي بين المزمور وإشعياء يلزم أن يُدرس جيداً.

غير أن الغرض الفدائي للآلام قد تحقق في هذا المزمور بشكل مذهل.

لذلك يلزم أن يُدرس هذا المزمور في ضوء تكميله. فالكلمات الافتتاحية قالها المسيح على الصليب، انظر: (مت 27: 46):
+ «ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم … إلهي إلهي لماذا تركتني».

ثم العدد (16) في المزمور هو ذو صلة شديدة مع الآلام على الصليب حتى إلى ثقب اليدين والرجلين وهزء الواقفين وصف بلغة المزمور ورؤساء الكهنة اقتبسوها لاحتقارهم للمصلوب (7) انظر: (مت 27: 39-44):

+ «وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك. إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب. وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا خلص آخرين وأمَّا نفسه فما يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل فليتزل الآن عن الصليب فنؤمن به قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده. لأنه قال أنا ابن الله وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه». 

وأيضاً: (مر 15: 29-31)
+ «وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين آه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك وانزل عن الصليب. وكذلك رؤساء الكهنة …»

وأيضاً: (لو 23: 35):
+ «وكان الشعب واقفين ينظرون والرؤساء أيضاً معهم يسخرون به قائلين خلص آخرين فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله…»

أما كلمات الشكر التي وجدناها في المزمور فقد انفرد بها سفر العبرانيين (2: 12):
+ «أخبر باسمك إخوتي وفي وسط الكنيسة أُسبحك». 

كذلك في ختام المزمور بعض حقائق متفرقة استعلنت قبل الوقت لكي تجد تكميلها في المسيح.

هناك نقطتان تستحقان الالتفات بخصوص الاتجاه المسيَّاني في استخدام المزمور! وهما: إنه لا يوجد في المزمور أي اعتراف واحد بالخطية! وأنه يخلو تماماً الدعاء بالنقمة على الأعداء كما جاء في مزمور (69) مزمور (109) . وقد استخدم هذا المزمور في طقس يوم الجمعة العظيمة.

شرح وتفسير المزمور 22 على مستوى كل التوراة

[10-1] صرخة توسل لإنسان متروك مضطهد وهو خادم للرب.

1 -إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟

الاحتجاج المنذهل مع الحيرة واضح للغاية، الإيمان واليأس معاً يتصارعان في فكر صاحب المزمور، أما الإيمان فمن واقع كلمة “إلهي إلهي ، أما اليأس فمن واقع تركتني“، انظر: (إش49: 14):
+ «وقالت صهيون قد تركني الرب وسيدي نسيني».

وأيضاً: (مز 13: 1):
+ «إلى متى يا رب تنساني كل النسيان إلى متى تحجب وجهك عني». 

وأيضاً: (مز 88: 14):
+ «لماذا يا رب ترفض نفسي. لماذا تحجب وجهك عني».

وهنا كلمة إلهي“ جاءت إيل“ مثلما في مزمور (63: 1):
+ «يا الله إلهي أنت إليك أبكر عطشت إليك نفسي. يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة
ويابسة بلا ماء».

وواضح في العهد الجديد أن المسيح استخدم اللفظ الأرامي لهذا المزمور، انظر: (مت 27: 46):
+ «ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: إيلي إيلي لما شبقتني. أي إلهي إلهي لماذا تركتني».

وهي Eli أما في الترجوم فجاءت Eloi، وتوجد مخطوطات لإنجيل ق. متى جاءت فيها ألوي ألوي Eloi

«لماذا تركتني»:

انظر: (مز 10: 1):

+ « يا رب لماذا تقف بعيداً، لماذا تختفي في أزمنة الضيق».

«بعيداً عن خلاصي، عن كلام زفيري»:

جاءت في الترجمة: لماذا أنت هكذا بعيدا عن معونتي ومن كلمات زئيري (زئير الأسد). انظر: (مز 32: 3)

+ «لما سكت بليت عظامي من زفيري اليوم كله».

وأيضاً: (مز 38: 8):

+ « خدرت وانسحقت إلى الغاية. كنت أثن من زفير قلبي».

۲ – «إِلهِي فِي النَّهَارِ أَدْعُو فَلَا تَسْتَجِيبُ فِي اللَّيْلِ أَدْعُو فَلاَ هُدُوَّ لِي ولي»:

لا تأتي استجابة فآخذ نفسي.

٣ – «وَ أَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبيحَاتِ إِسْرَائِيلَ»:

قدوس إسرائيل. ولأنه قدوس فهو يقبل إليه تسبيحات ،التقديس، انظر: (حب 1: 12):

+ «ألست أنت منذ الأزل يا رب إلهي قدوسي لا .نموت يا رب للحكم جعلتها ويا صخر للتأديب أسستها».

وأيضاً: (إش 5: 16):

+ «ويتعالى رب الجنود بالعدل. ويتقدس الإله القدوس بالبر».

«الجالس بين تسبيحات إسرائيل»:

وجاءت: “أنت المكلل فوق تسبيحات إسرائيل”. انظر: (2صم 6: 2):

+ «وقام داود وذهب هو وجميع الشعب الذي معه إلى بعلة يهوذا ليصعدوا من هناك تابوت الله الذي يُدعى عليه بالاسم اسم رب الجنود الجالس على الكروبيم».

 وأيضاً: (2مل 19: 15):
+ «وصلى حزقيا أمام الرب وقال أيها الرب إله إسرائيل الجالس فوق الكروبيم أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض. أنت صنعت السماء والأرض».

وأيضاً: (مز 80: 1):
+ «يا راعي إسرائيل اصغ يا قائد يوسف كالضأن يا جالساً على الكروبيم أشرق».

وأيضاً: (مز 99: 1)
+ « الرب قد ملك. ترتعد الشعوب. هو جالس على الكروبيم. تتزلزل الأرض».

وتسبيحات إسرائيل صاعدة إليه كالسحاب من البخور وكأنها عرش عليه يجلس يهوه. والتسابيح تذكارات دائمة لقوته وأعماله في الأيام الماضية، انظر: (خر 15: 11):
+ «مَنْ مثلك بين الآلهة يا رب. مَنْ مثلك معتزاً في القداسة، مخوفاً بالتسابيح. صانعاً عجائب».

وأيضاً: (مز 78: 4):

+ « لا تخفي عن بنيهم إلى الجيل الآخر مخبرين بتسابيح الرب وقوته وعجائبه التي صنع».

4- «عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا. اتَّكَلُوا فَنَجَّيْتَهُمْ. 
5 – إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجَوْا. عَلَيْكَ اتَّكَلُوا فَلَمْ يَخْزَوْا.
»:

الفكر الذي ذكره الآن إنما يُحضر إلى الذهن كل تاريخ الأمة، انظر: (مز 44: 1):
+ «اللهم بآذاننا قد سمعنا آباؤنا أخبرونا بعمل عملته في أيامهم في أيام القدم».

وأيضاً: (مز 78: 3):
+ «التي سمعناها وعرفناها وآباؤنا أخبرونا».

6- «مَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ.
7- كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي. يَفْغَرُونَ الشِّفَاهَ، وَيُنْغِضُونَ الرَّأْسَ قَائِلِينَ: »:

فيهما يعمل مقارنة لما أصابه.

«دودة»:

بمعنى مداس من الأقدام، مُحتقر بلا دفاعات. وتقريباً نجد كل كلمة في هذا العدد لها ما يوازيها في الجزء الثاني من إشعياء، فهو خادم يهوه، حيث نجد أن إسرائيل هو ،دودة، انظر: (إش 41: 14):
+ «لا تخف یا دودة يعقوب يا شرذمة إسرائيل أنا أعينك يقول الرب وفاديك قدوس إسرائيل».

وأيضاً الإنسان الأمثل في إسرائيل هو إنسان يحتقره الناس، انظر: (مز 44: 9 و10):
+ «لكنك قد رفضتنا وأخجلتنا ولا تخرج مع جنودنا. ترجعنا إلى الوراء عن العدو ومبغضونا نهبوا لأنفسهم».

وأيضاً: (إش 49: 7)

+ «هكذا قال الرب فادي إسرائيل قدوسه للمهان النفس لمكروه الأمة لعبد المتسلطين. ينظر ملوك فيقومون، رؤساء فيسجدون لأجل الرب الذي هو أمين وقدوس إسرائيل الذي قد اختارك».

وأيضاً: (إش 53: 1 و2):

+ «نبت قدامه كفرخ وكعرق من أرض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه، محتقر ومخذول من الناس. رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستَّر عنه وجوهنا».

 «كل الذين يرونني يستهزئون بي»:

انظر: (لو 23: 35)

+ «وكان الشعب واقفين ينظرون، والرؤساء أيضاً معهم يسخرون به قائلين خلص آخرين فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله». 

ويمصمصون بالشفاه، انظر: (أي 16: 10):

+ «فغروا عليَّ ،أفواههم لطموني على فكي تعييراً، تعاونوا على جميعاً».

وأيضاً: (مز 35: 21):

+ « فغروا عليَّ أفواههم. قالوا هه هه قد رأت أعيننا».

وحركوا الرؤوس، انظر: (مز 109: 25):

«وأنا صرت عاراً عندهم، ينظرون إلي وينغضون رؤوسهم».

وأيضاً: (مرا 2: 15)

+ «يصفق عليك بالأيادي كل عابري الطريق. يصفرون وينغضون رؤوسهم على بنت أورشليم».

يحركون رؤوسهم بسبب الاحتقار والفزع، انظر: (مت 27: 39): 

+ « وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم».

8- «اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ، لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِهِ».

انظر (مت 27: 43)

+ « قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده لأنه قال أنا ابن الله».

هذا مماثل لما جاء في (مز 18: 19) 
+ « أخر جني إلى الرحب. . خلصني لأنه سُرَّ بي».

 ويوجد آيات موازية لها في سفر الحكمة (حك 2: 16). فالأشرار يقولون عن الإنسان البار الذي كان يفتخر بأن الله أبوه فلننظر إن كان كلامه حقيقياً وننظر ماذا سيحدث لأنه إن كان البار ابن الله فإنه سيساعده ويخلصه من أيدي أعدائه.

9- «لأَنَّكَ أَنْتَ جَذَبْتَنِي مِنَ الْبَطْنِ. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنًّا عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي.»:

بمعنى أن كل حياته السالفة تؤكد محبة يهوه له فاستهزاء أعدائه له حقيقي وهو يعود وينقله إلى الله. انظر: (مز 71: 5 و6)

+ «لأنك أنت رجائي يا سيدي الرب متكلي منذ صباي، عليك استندت من البطن وأنت مخرجي من أحشاء أمي. بك تسبيحي دائماً». 

10 – «عَلَيْكَ أُلْقِيتُ مِنَ الرَّحِمِ. مِنْ بَطْنِ أُمِّي أَنْتَ إِلهِي.»:

انظر: (مز 55: 22)

+ «ألق على الرب همك فهو يعولك. لا يدع الصديق يتزعزع إلى الأبد». 

انظر: (مز 71: 6)

«عليك استندت من البطن وأنت مخرجي من أحشاء أمي. بك تسبيحي دائماً».

[11-21] صاحب المزمور يتوسل من أجل المعونة بكل شدة واشتياق لأن أعداءه يزيدون.

11 – «لاَ تَتَبَاعَدْ عَنِّي، لأَنَّ الضِّيقَ قَرِيبٌ، لأَنَّهُ لاَ مُعِينَ.»:

المعاتبة التي كانت في العدد الأول تحوّلت إلى صلاة وستتكرر في العدد (19) وهو يدفع دعوته على أساس مضاعف، فيهوه لا يزال متباعد وكأن الأمر لا يهمه، وأن الحزن والضيق قد أطبق عليه ولا يوجد معين سواه.

12- «أَحَاطَتْ بِي ثِيرَانٌ كَثِيرَةٌ. أَقْوِيَاءُ بَاشَانَ اكْتَنَفَتْنِي.»:

يقول قاموس الكتاب المقدس للتاريخ الطبيعي إن الثيران الشاردة تجتمع معاً إزاء كل شيء غريب يحيطون به وهم متحفّزون للعمل بقرونهم وباشان عند جلعاد ومشهورة بمراعيها الكثيرة. والقصد أن أعدائي كعجول شاردة وقوية وقد أحاطت بي لتمزيقي.

13- «فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُمْ كَأَسَدٍ مُفْتَرِسٍ مُزَمْجِرٍ.»

انظر: (مرا 2: 16)

+ « يفتح عليك أفواههم كل أعدائك. يصفرون ويحرقون الأسنان. ويقولون قد أهلكناها. حقاً إن هذا اليوم الذي رجوناه. قد وجدناه قد رأيناه».

وأيضاً: (مرا 3: 46):

+ «فتح كل أعدائنا أفواههم علينا»، كأسد مزمجر مستعد للافتراس.

الأعداد (14-17) تبين أثر القلق والاضطهاد، فكل القوة والشجاعة قد خذلت، وكيانه قد انتهك وتمزق وقد صار كهيكل عظمي.

14 – «كَالْمَاءِ انْسَكَبْتُ. انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي.»:

انظر: (يش 7: 5)

+ « فضرب منهم أهل عاي نحو ستة وثلاثين رجلاً والحقوهم من أمام الباب إلى شباريم وضربوهم في المنحدر فذاب قلب الشعب وصار مثل الماء».

وأيضاً: (مز 6: 2 و3):

+ « ارحمني يا رب لأني ضعيف. اشفني يا رب لأن عظامي قد رجفت. ونفسي قد ارتاعت جدا. وأنت يا رب فحتى متى».

15- «يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي.»:

عصارة الحياة في الجسد قد جفت. انظر: (مز 32: 4)
+ «لأن يدك ثقلت عليَّ نهاراً وليلاً. تحوّلت رطوبتي إلى يبوسة القيظ. سلاه».
إن معذبيه هم أدوات يهوه، انظر: (أع 2: 23):

+ «هذا أخذتموه مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه».

16 – «لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ.»:

أوباش وحثالة الأشرار المضايقين والجبناء المحتقرين مثل جماعة كلاب جائعة متوحشة كالتي تملأ بلاد الريف، اجتمعت معاً عليه والتفت حوله، وتجرأوا على يديه ورجليه لهمشوها. هنا الوصف الحرفي للصليب واضح ولكن لم تستطع الرؤيا أن تحدد الزمن والشخص.

17- «أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ.»:

لقد أصبح هيكلاً عظمياً يمكن للناظر أن يعد عظامه، انظر: (أي 33: 21 و22):
+ « فيبلى لحمه عن العيان وتنبري عظامه فلا تُرى وتقرب نفسه إلى القبر وحياته إلى المميتين».

نظرة شريرة حاقدة بمسرة التي لهذه الحيوانات القاسية تتسلى كعيد لأعينها.

18 – «يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ.»:

أعداؤه المتوحشون واقفون ينتظرون لحظة موته حتى يرثوا ملابسه بينهم، جلسوا يتقاولون على الأنصبة وهو يرى بعينيه وواضح جدًّا أن الثلاثة أعداد المتوالية 16و 17و 18 لم تحدث للمتكلم صاحب المزمور والكلام المساق بالروح القدس لتتم قصة فداء العالم قبل أن تتم لكي إذا تمت يتأكدون أنها من الله قيلت ومن الله عملت. انظر: (يو 19: 23 و 24)

+ « ثم إن العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام لكل عسكري أمه قسماً. وأخذوا القميص أيضاً وكان القميص بغير خياطة (منسوجاً على المقاس وقيل إن العذراء قد عملته له بيدها) منسوجاً كله من فوق. فقال بعضهم لبعض لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة. هذا فعله العسكر (كما قيل هنا في هذا المزمور حرفياً».

وأيضاً: (مت 27: 35):
+ «ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها. لكي يتم ما قيل بالنبي (داود) اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة (مز 22)».

19- «أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ، فَلَا تَبْعُدْ. يَا قُوَّتِي، أَسْرِعْ إِلَى نُصْرَتِي»:

صلاة قيلت تحت هذه الظروف الملحة ومن خلال العذاب يرفع نظره إلى يهوه.

20- «أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي. مِنْ يَدِ الْكَلْبِ وَحِيدَتِي.»:

أنقذني من الموت.

وحيدتي مأخوذة بالإلهام من كلمة الابن الوحيد، انظر: (تك 22: 2):

+ «فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق واذهب إلى أرض المريَّا – وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك».

وأيضاً: (قض 11: 34):
+ «ثم أتى يفتاح إلى المصفاة إلى بيته وإذا بابنته خارجة للقائه بدفوف ورقص وهي وحيدة لم يكن له ابن ولا ابنة غيرها».

21 – «خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأَسَدِ، وَمِنْ قُرُونِ بَقَرِ الْوَحْشِ اسْتَجِبْ لِي.»:

وهناك ترجمة أخرى أصح: «لأنك استجبت لي». وهو قول جريء ملآن إيماناً. وقد تحولت به الصلاة من رجاء وتوسل إلى تأكيد وثقة.

وتكون ترجمة الآية هكذا: «من قرون بقر الوحش أنت استجبت لي وخلصتني» (انظر: تث 33: 17) 
+ «بكر ثوره زينة له. وقرناه قرنا رئم بهما ينطح الشعوب معاً إلى أقاصي الأرض».

قوته يصفها أيوب: (أي 39: 9-11)
+ «أيرضى الثور الوحشي أن يخدمك أم يبيت عند معلفك أتربط الثور الوحشي برباطه في التلم أم يمهد الأودية وراءك. أتثق به لأن قوته عظيمة ..».

[22- 31]

اقتنع أن صلاته قد سمعت وانطلق بتصميم يتلو صلاة الشكر العامة (22-26) وبكل عظم الاحترام ليهوه يرى مملكة يهوه مفتوحة أمامه (27-31).

فلو راجعنا كل صلاته نجدها:
أولاً: «أنت لم تسمع لي» (1-21).
ثانياً: «أنت سمعت لي» (22-31).

22 – «أُخْبِرْ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي. فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ.»:

اسمك الذي أثبت نفسه في كل ما صنعت معي وإخوتي هم الذين أرتبط بهم برباط الوطن والدين والعاطفة، انظر: (عب 2: 12):

+ «أخبر باسمك إخوتي وفي وسط الكنيسة (الجماعة العظيمة) أسبحك».

ولم يستح أن يدعوهم إخوة مشيراً إلى هذا المزمور.

«في وسط الجماعة»:

الشكر يحتاج أقصى المناداة بإحسانات يهوه لأنه يختص بكل مؤمن لكي يعلم أنه من صنع الله، حتى ينضم كل المؤمنين في الشكر من أجل الخلاص الذي منحه إلى زملائه وممثليه. انظر: (مز 40: 9):
+ «بشرت ببر في جماعة عظيمة. هوذا شفتاي لم أمنعهما. أنت يا رب علمت».

وأيضاً: (مز 35: 18):

+ «أحمدك في الجماعة الكثيرة في شعب عظيم أُسبِّحُكَ».

«أُسبحك»:

تأتي في المستقبل: “سأسبحك“. لأنه يليق به الآن أن يعطي من التسبيح اللائق ما يجعل تاجاً ليهوه. ويلاحظ أن كلمة التسبيح تكرّرت أربع مرات من (22-26).

في الأعداد 23و 24 يتصوّر نفسه أنه قائم في وسط الجماعة العظيمة وهذه هي الكلمات التي سوف يقدمها.

23 – «يَا خَائِفِي الرَّبِّ سَبِّحُوهُ! مَجِّدُوهُ يَا مَعْشَرَ ذُرِّيَّةِ يَعْقُوبَ، وَاخْشَوْهُ يَا زَرْعَ إِسْرَائِيلَ جَمِيعًا! »:

يقصد بهم زرع إسرائيل ولكنه يختص بالدائرة الأضيق ويدعوهم للتسبيح، الذين هم مرتبطون بالعاطفة مع صاحب المزمور، انظر: (مز 115: 11-13)
+ «يا متقي الرب اتكلوا على الرب. هو معينهم ومجنّهم. الرب قد ذكرنا فيبارك. يبارك بيت إسرائيل. يبارك بيت هارون يبارك متَّقي الرب الصغار مع الكبار». 

نسل يعقوب، نسل إسرائيل؟ انظر: (إش 45: 19 و 25):

+ «لم أتكلم بالخفاء في مكان من الأرض مظلم. لم أقل لنسل يعقوب باطلاً اطلبوني. أنا الرب متكلم بالصدق مخبر بالاستقامة … بالرب يتبرر ويفتخر كل نسل إسرائيل».

«اخشوه»

انظر (مز 33: 8):

+ «لتخش الرب كل الأرض ومنه ليخف كل سكان المسكونة».

24 – «لأَنَّهُ لَمْ يَحْتَقِرْ وَلَمْ يُرْذِلْ مَسْكَنَةَ الْمَِسْكِينِ، وَلَمْ يَحْجُبْ وَجْهَهُ عَنْهُ، بَلْ عِنْدَ صُرَاخِهِ إِلَيْهِ اسْتَمَعَ.»:

كما يصنع الناس حاشا. انظر: (إش 49: 7)
+ «هكذا قال الرب فادي إسرائيل ،قدوسه للمهان النفس لمكروه الأمة لعبد المتسلطين، ينظر ملوك فيقومون. رؤساء فيسجدون لأجل الرب الذي هو أمين وقدوس إسرائيل الذي قد اختارك».

وبالرغم من أن الكلمة هنا أقوى لم يحتقر و لم يرذل، انظر: (مز 69: 33):
+«لأن الرب سامع للمساكين ولا يحتقر أسراه».

وهكذا خادم يهوه: (إش 53: 4 و7)
+ «لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً .. ظُلم أمَّا هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه».

(لم يرد بكلمة واحدة مدافعاً عن نفسه في كل المحاكمة حتى صلبوه).

وهكذا مستقبل ملك صهيون، انظر: (زك 9: 9)
+ «ابتهجي جداً يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان». 

25 – «مِنْ قِبَلِكَ تَسْبِيحِي فِي الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ. أُوفِي بِنُذُورِي قُدَّامَ خَائِفِيهِ.»:

من زملائه في العبادة والصلاة يلتفت صاحب المزمور إلى يهوه الذي ليس هو موضوع تسبيحه فقط بل وسببه (فهو عمله).

«أوفي نذوري»:

تشكرات هي نذوره في وقت الضيق، انظر: (مز 66: 13):

+ «أدخل إلى بيتك بمحرقات أوفيك نذوري».

وأيضاً: (مز 116: 14 و18):
+ «أوفي نذوري للرب مقابل كل شعبه».

26 – «يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ. يُسَبِّحُ الرَّبَّ طَالِبُوهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ.»:

الودعاء سيأكلون ويشبعون لحم ذبيحة تقدم لتتميم نذر تؤكل في نفس اليوم الذي تقدم فيه أو ثاني يوم، انظر: (لا 7: 16):

+ «وإن كانت ذبيحة قربانه نذراً أو نافلة ففي يوم تقريبه ذبيحتة تؤكل. وفي الغد يؤكل ما فضل منها».

فصاحب المزمور سوف يدعو الودعاء لينضموا إليه في هذه الوليمة الإفخارستية، ولكن هذه الدعوة لم تذكر في الناموس ولكنها في اتفاق تام مع الدعوة بحسب الوصية: الفقير والمحتاج يشتركون في العشور، انظر: (تث 14: 29)
+ «فيأتي اللاوي لأنه ليس له قسم ولا نصيب معك والغريب واليتيم والأرملة الذين في أبوابك
ويأكلون ويشبعون لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يدك الذي تعمل».

انظر أيضاً: (تث 26: 12):

+ «متى فرغت من تعشير كل عشور محصولك في السنة الثالثة سنة العشور وأعطيت اللاوي والغريب واليتيم والأرملة فأكلوا في أبوابك وشبعوا».

والكلام هنا منصب على الذبيحة والودعاء الذين يأكلون ويشبعون فيأكلون لحماً سماوياً على هيئة خبز ويشبعون، لا بملء البطن بل بملء الروح، فائضاً من البركة السماوية.

«تحيا قلوبكم إلى الأبد»:

وهكذا يعطي من عنده بركة تدوم معهم في قلوبهم إلى الأبد، حتى كل الذين كانوا مهيئين للهلاك يحيون بقوة دائمة أبدية، انظر: (مز 69: 32)

+ «يرى ذلك الودعاء فيفرحون وتحيا قلوبكم يا طالبي الله».

كل هذا قد أكمل على عشاء الفصح الأبدي الذي يتجدد كما هو بالذكر في كل إقامة إفخارستيا حتى النهاية.

[31-27]:

ترجى صاحب المزمور أن يمتد حتى يصل إلى كل البشرية وإلى الأجيال القادمة، وهو يتوقع أن الزمن يأتي الذي لا يكون هو وحده ولا ذرية إسرائيل بل كل الأمم حتى إلى نهاية الأرض يقدِّمون العبادة والخضوع ليهوه. ومن التمنيات الشخصية ينتقل إلى تمنيات الأمة من نحو العالم والأجيال. ولكن تأسيس مثل هذه المملكة التي ليهوه لا يُعتبر بوضوح أنها نتيجة آلام صاحب المزمور، ونحن لسنا بعد على مستوى إشعياء (53)، فربما الأمم تكون منجذبة نحو يهوه بسبب خلاص خادم يهوه.

27- «تَذْكُرُ وَتَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ. وَتَسْجُدُ قُدَّامَكَ كُلُّ قَبَائِلِ الأُمَمِ.»:

انظر: (مز 67: 7)
+ «يباركنا الله وتخشاه كل أقاصي الأرض».

وأيضاً: (مز ۳:۹۸)
+ «ذكر رحمته وأمانته لبيت إسرائيل. رأت كل أقاصي الأرض خلاص إلهنا».

«تذكر وترجع»

بمعنى أن معرفة الله ، التي تتبعها الأمم تكون بواسطة شهادة أعماله في الخارج وعمل الضمير في الداخل ولكنهم نسوه وتركوه إلى الأصنام بحسب تصوراتهم انظر: (رو 1: 21 و 28) ولكنهم في يوم آت سيذكرون ويرجعون، انظر: (إر16: 19):
+ «يا رب عزي وحصني وملجإي في يوم الضيق إليك تأتي الأمم من أطراف الأرض ويقولون إنما ورث آباؤنا كذباً وأباطيل وما لا منفعة فيه».

كل قبائل العالم تتحقق الوعد الذي قيل للآباء الكبار، انظر: (تك 12: 3):
+ «وأبارك مباركيك ولا عنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض». 

وأيضاً: (تك 28: 14):
+ «ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً. ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض».

28 – «لأَنَّ لِلرَّبِّ الْمُلْكَ، وَهُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى الأُمَمِ.»:

يكون السبب في هذه الرجعة للعبادة العامة هو سيادة يهوه على كل ممالك الأرض، انظر: (مز 93: 1)

+ «الرب قد ملك. لبس الجلال. لبس الرب القدرة. ائتزر بها. أيضاً تثبتت المسكونة. لا تنزعزع».

وأيضاً: (مز 96: 10):
+ «قولوا بين الأمم الرب قد ملك. أيضاً تثبتت المسكونة فلا تتزعزع. يدين الشعوب بالاستقامة».

وأيضاً: (مز 97: 1):

+ «الرب قد ملك فلتبتهج الأرض ولتفرح الجزائر الكثيرة».

وأيضاً: (زك 14: 16):

+«ويكون أن كل الباقي من جميع الأمم الذين جاءوا على أورشليم يصعدون من سنة إلى سنة ليسجدوا للملك رب الجنود وليعيدوا عيد المظال (العيد الرئيسي)».

«هو المتسلط على الأمم»: 

انظر: (مز 66: 7)
+ «متسلّط بقوته إلى الدهر. عيناه تراقبان الأمم المتمردون لا يرفعن أنفسهم. سلاه».

وأيضاً: (مز 103: 19):
+ «الرب في السموات ثبت كرسيه ومملكته على الكل تسود».

29 – «أَكَلَ وَسَجَدَ كُلُّ سَمِينِي الأَرْضِ. قُدَّامَهُ يَجْثُو كُلُّ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ وَمَنْ لَمْ يُحْيِ نَفْسَهُ.»:

الكل يجثو أمامه حتى الذين أكلوا وشبعوا وامتلأوا من أشراف الأرض فيتركون ما لأنفسهم ويأتون إلى الله ليشتركوا في وليمة إفخارستية مع الودعاء، الذين كانوا في السابق يحتقرون ويضطهدون كل بني الإنسان. المائتون والمنحدرون إلى الهاوية يأتون ويأخذون الحياة بالرغم من أنهم لم يعملوا لحياتهم، انظر: (إش 25: 6-9):

+ «ويصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن. وليمة خمر على دردي سمائن ممخَّة دردي مصفى. ويفنى في هذا الجيل وجه النقاب النقاب الذي على كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الأمم. يبلع الموت إلى الأبد . ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه. ويترع عار شعبه عن كل الأرض لأن الرب قد تكلّم. ويُقال في ذلك اليوم هوذا هذا إلهنا انتظرناه فخلصنا هذا هو الرب انتظرناه. نبتهج ونفرح بخلاصه». 

30 – «الذُّرِّيَّةُ تَتَعَبَّدُ لَهُ. يُخَبَّرُ عَنِ الرَّبِّ الْجِيلُ الآتِي.»:

سيخبر عن الرب الجيل الآتي. تفيد البشارة بالخلاص.

31 – «يَأْتُونَ وَيُخْبِرُونَ بِبِرهِ شَعْبًا سَيُولَدُ بِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَ.»:

من جيل إلى جيل تقليد عبادة يهوه وبره وأمانته وعهده سيُسلم يداً ليد.

«أنه قد فعل»

انظر (مز 37: 5 و6)
+ «سلّم للرب طريقك واتكل عليه وهو يُجري ويُخرج مثل النور برك وحقك مثل الظهيرة».

وأيضاً: (مز 52: 9):
+ «أحمدك إلى الدهر لأنك فعلت وأنتظر اسمك فإنه صالح قدام أتقيائك».

وأيضاً: (إش 44: 23):

+ « ترنمي أيتها السموات لأن الرب قد فعل اهتفي يا أسافل الأرض أشيدي أيتها الجبال ترنماً. الوعر وكل شجرة فيه لأن الرب قد فدى يعقوب وفي إسرائيل تمجد».

قد فعل مشيئته في الخلاص وصنع من أجل عبده، وأثبت نفسه أنه الله الحي البار الحقيقي. وهكذا اختتم المزمور بعظمة ومجد، الذي بدأ داكناً حزيناً. وهو لغز التاريخ والإنسان وإسرائيل والكنيسة والعالم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى