رحلة إلى داخلك


– النفس تعنى الإنسان كله “وَنَفَخَ فِى أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً” (تك 7:2). 
– مما يتكون الإنسان؟ “وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِىءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (1تس 23:5)
 طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا (القداس الإلهى). 

ما هى المناطق التى تحتاج لفحص وإرادة فى الإنسان ؟ 
– القلب (الإرادة). – الأفكار. – المشاعر.- الجسد.  

أولاً: قلبك وإرادتك 

 يزداد الإنسان نضجًا واكتمالاً كلما كان قلبه “إرادته” قادرًا على السيطرة على كل أجزاء كيانه فهو الرئيس التنفيذى لحياتنا.. القلب هو المكان الذى تخرج منه القرارات والكتاب المقدس يسمى الكيان (القلب – الإرادة) بالروح ويصير الإنسان تلميذًا للمسيح بقدر ما تكون إرادته خاضعة للسيد المسيح
ويحاول القلب (الإرادة) السيطرة على السلوك (الأفعال) من خلال قيادة الأفكار التى تقود المشاعر الذى بدوره يقود ويحرك الجسد “فَإِنِّى أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. وَلكِنِّى أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِى أَعْضَائِى يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِى، وَيَسْبِينِى إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِى أَعْضَائِى” (رو 22:7-23). 
خلق الله القلب برغبة فطرية نحو الخير ونحو الله ولكن بالوقت صار متمردًا بعيدًا عن الله ومشـيئته “اَلْقَلْـبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟” (إر9:17). 

صفات القلب الروحية : 
– القلب الطاهر. – القلب الصادق. 
– بساطة القلب. – القلب الثابت المتكل على الله
– القلب المنكسر المتواضع.- القلب النقى. 
عندما تضبط قلبك فأنت تضبط لسانك “فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ” (مت 34:12)،  فالله ينظر إلى القلب ويهمه القلب “أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِـرُ الْكُلَـى”  (إر 10:17). “يَا ابْنى أَعْطِنِى قَلْبَكَ” (أم 26:23). 
خطوات ملاحظة القلب (الإرادة) : 
– تسليم الإرادة لله. – الشهوة تضعف الإرادة. 
– طول المدة فى الخطية تضعف الإرادة. 

ثانيًا: لاحظ أفكارك  

هناك صلة وثيقة بين أفكارنا ومشاعرنا فى الفكر الإنسانى، جوانب يمكن أن تعمل على تحريك (قلوبنا – إرادتنا) نحو الدمار الشامل أو نحو الصلاح الكامل حيث أن: 
– الفكر يرتبط بالحواس : حيث أن الحواس هى أبواب الفكر يدخل منها إلى العقل، فما تراه بعينيك تفكر فيه، وما تسمعه بأذنيك تفكر به، وكذلك ما تلمسه وما تشمه وما تتذوقه أيضًا. 
– الفكر يرتبط بالعقل الباطن : قد يتكون لدينا بعض الأفكار الهدامة والمعتقدات القديمة والصور الذهنية التى توجه تفكيرنا، وبالتالى تتوجه مشاعرنا وسلوكنا، فلنبحث عن الرواسب القديمة التى ترسبت فى عقولنا نتيجة لشهوات أو صور قد تؤثر فى أفكارنا “أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِى هذِهِ افْتَكِرُوا” (فى 8:4-9). 

– خطوات ملاحظة الفكر : 
 احترس من خلال حواسك.  افحص أفكارك القديمة والرواسب فى العقل الباطن. 
 املأ أفكارك بحفظ الآيات والموضوعات الكتابية والألحان الكنسية والصور النقية. 


ثالثًا: لاحــظ مشاعـرك 

المشاعر تنتج من الأفكار، لذلك ملاحظة مشاعرنا لابد أن تتم عن طريق ملاحظة أفكارنا، لا يجب أن تتعامل مع المشاعر بطريقة وخاصة عندما تتعرض لمشاعر قوية (غضب – خوف – رغبة فى الطعام). 
– لا يجب كبتها لكن يجب التعامل مع الأفكار التى أدت إلى هذه المشاعر، وبالتالى تتحرك الإرادة فى السيطرة على السلوك الناتج من هذه المشاعر. 
– لا يجب إنكار هذه المشاعر وإسقاطها على الآخرين، لذلك يجب علينا تنمية المشاعر الإيجابية فى إتجاه المحبة والعطاء، وإحتمال الآخر وكما قال الكتاب المقدس عن ثمار الروح القدس: “مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ” (غل 22:5)، “الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ” (1كو 13:13). 

رابعًا: لاحظ جسدك 

الجسد ليس مجرد اليدين والرجلين فقط، ولكنه القوة التى نتحرك بها نحو الله والآخرين، وأكثر جزء فى الإنسان يتأثر بالعالم الخارجى يتصرف الجسد بتلقائية نتيجة للعادات المتأصلة فيه التى قد تكون صحيحة أو خاطئة. أجسادنا بطبيعتها صالحة كما خلقها الله، لكنها أكثر عرضة للخطية بسبب علاقتها الوثيقة بالعالم “وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ   بِرّ للهِ” (رو 13:6). 
عندما تصير أجسادنا خادمة للسيد المسيح فإننا نتبع مشيئة الله فى حياتنا عن طريق إنكار الذات، أما إذا جعلنا أجسادنا هى مركز حياتنا، فإننا نعرض حياتنا للدمار الشامل، عندما تكون أجسادنا هى المركز نتعرض ونستسلم لشهوة الجسد (الجنس والطعام) وشهوة العيون (إمتلاك الأشياء) والرغبة فى أن نكون مهمين (الكبرياء)، وتعظم المعيشة فتصير هذه كلها تجارب قوية بالنسبة لنا من أكثر الأشياء شيوعًا فيما يتعلق بالجسد هى أن نسئ إستخدام ألسنتنا (النميمة – الكذب – الإفتراء على الآخرين) أو نسئ جسديًا للآخرين (الشجار والغضب) الأكل (الإمتناع – الإفراط فى الطعام). 

خطوات ملاحظة الجسد :
– تهتم بجسدك إلى حد العبادة. – لا تسئ إستخدام جسدك. 
– أكرم جسدك وارعه بشكل سليم. 
– استخدم جسدك ليكون أداة لتحقيق مشيئة المسيح

زر الذهاب إلى الأعلى