تفسير رسالة تيطس أصحاح 3 للقس مكسيموس صموئيل

الأصحاح الثالث
خلصنا بغسل الميلاد الثاني

(1) الخضوع للهيئات الحاكمة (تي 3: 1) :-

يقول معلمنا بولس : “ذكرهم” أي أنه أوصاهم فيما قبل بالخضوع للهيئات الحاكمة .

والسبب في ذلك أن الوثنيين واليهود اتهموا المسيحيين بالآتي :-

  1. إقامة دولة مستقلة ولها إمبراطور هو ربنا يسوع المسيح ولهم قوانين ضد الدولة ، ولهذا عندما سؤل ربنا يسوع عن الجزية رد أن يعطوا ما الله الله وما لقيصر لقيصر واتهموا ربنا يسوع أنه ضد قيصر وإن بيلاطس لو أطلق سراحه لا يكون محباً لقيصر أي ضده
  2.  وقد ردت الكنيسة ضد هذه الإفتراءات مثل ردود العلامة ترتليانوس والعلامة أوريجانوس والقديس إكليمندس السكندري وأثيناغورس وبيتهوفن.
  3.  وقد ادعوا أيضاً أن المسيحية جماعة سرية ذات عرض سري. 
  4. أنهم مواطنين غير صالحين وغير نافعين للدولة.

طاعة الإمبراطور ذلك عمل صالح لأنهم عندما يطيعوا الرؤساء يبهجوا الله وذلك كله من أجل الرب .

(2) محبة الجميع (تي 3: 2) :-

الجانب الســلبي :-

1. لا يطعنوا في أحد: أي الإنسان المسيحي لا يبحث عن أخطاء الآخرين بل تكون عينه بسيطة ترى شئ صالح في كل إنسان حتى لو كانوا أشر الخطاة ، والإنسان المسيحي لا يحتقر أحد ويحب الكل 

2. غير مخاصمين : حيث أن أيامنا مقصرة فلا نضيعها في الخصام فإن شتمنا أو عيرنا فلا نلتفت هكذا علم الآباء.

الجانب الإيجابي :-

“حلماء ومظهرين كل وداعة لجميع الناس”: الوداعة هي من صفات الله فنكون مثله وهي هبة الإنسان الجديد في المعمودية، والوداعة مع المسيحيين وغيرهم وهي دائماً نكسب بها الآخرين.

(3) كيف نقدر أن نحب الكل؟

ننظر إلى إنساننا العتيق (تی 3: 3 – 8) :-

نحب الآخرين عندما نراهم يخطئوا ، فنحن أيضاً أخطأنا مثلهم في غير طاعة ضالين تحت شهوات كثيرة وكنا نعيش في الخبث والحسد وعدم المحبة لهذا إذ عيرنا إخوتنا ننزلق فيما كنا سالكين فيه قبلاً مثلما كان القديس يحنس القصير يبكي حينما يرى إنسان يخطئ وعندما سألوه ، قال: لأن اليوم هو يخطئ وغداً يتوب وربما أنا أخطئ غداً ولا تكن لي فرصة للتوبة.

التجارب مع عمل النعمة

1. يتكلم معلمنا بولس عن لطف الله حين تجسد وصلب لأجل خلاصنا ، وأيضاً أعطانا نفسه نعمة ، وأيضاً غسلنا بالميلاد الثاني أي بالمعمودية من الخطايا السابقة والخطايا الجدية ، كما يقول القديس أغسطينوس : (من هذه الطالعة من البرية في ثوب أبيض مستندة على حبيبها) (نش 8: 5) .

2. كما لاحظ القديس أغسطينوس أن كلمة خلصنا عوض اعتمادنا أي لا يوجد خلاص خارج أو بدون المعمودية فالمعمودية هي تفتح لنا الملكوت (يو 3)

3. لكن علينا أن نحافظ على هذه النعمة بالجهاد والأعمال أي لا نقف من النعمة موقف المتكاسلين بل المجتهدين .

4. لكن تمام الخلاص نناله عندما ننتقل إلى الأبدية حيث لا توجد خطية ، فنحن نسلك طريق الخلاص بداية بالمعمودية ثم الجهاد إلى نهاية الحياة (رو 8: 23 – 25) وفي جهادنا نحيا على رجاء أن ننال تمام الخلاص.

5. ويتكلم القديس أغسطينوس عن عماد الأطفال كيف لا يعمدوا كأن المسيح لم يمت من أجلهم (خطابه الثاني ضد بيلاجيوس 3 : 5) .

(4) تجنب المقاومين (تي 3: 9 – 11) :-

المباحثات الغبية -:

وهي المناقشات التي لا تبغي التعرف على الحق بل كلها لإثبات الذات والتعصب وجعجعة الكلام وهي بعيدة عن التوبة والشركة مع الله.

الأنساب

وهي خاصة بالأكثر لليهود من حيث نسبهم لإبراهيم وفيها يضيعوا الوقت والخلاص أيضاً.

الخصومات

أي تجنب المتصلفين والمعتزين برأيهم ، لكي ينشغل الراعي بما هو إيجابي حيث يبحر ويرفع شراع الإيمان في مكان آمن حاسب تكلفة الإيمان أن يكون للبنيان

 

وصايا ختامية (تي 3: 12-15)

طلب من تيطس الأسقف أن يأتيه إلى نيكوبوليس لكي يزوده بإرشادات أخرى .

وقد أرسل الرسول بعد خروجه من السجن أرتيماس عطية الآلهة أرطاميس” ، وتيخيكس “المحصن” الذي حمل رسالتي أفسس وكولوسي (أف 6: 21 ، کو 4: 7) .

جهز زيناس “عطية الآلهة زفس” الناموسى أي المتضلع في الناموس ، وأبلوس الفصيح الإسكندري الجنس لكي يخدما معه في كريت وأن يكونا مكتفين لكي يكونا ذا ثمر .

ثم أرسل إليه سلام الذين معه جميعاً والذين يحبوننا في الإيمان ، ثم ختم بالنعمة مع جميعكم

تفسير تيطس 2 تيطس – 3 تفسير رسالة تيطس
تفسير العهد الجديد فهرس
القس مكسيموس صموئيل
تفاسير تيطس – 3 تفاسير رسالة تيطس تفاسير العهد الجديد

 

زر الذهاب إلى الأعلى