تفسير رسالة بطرس الأولى 3 للقس مكسيموس صموئيل
علاقتنا العائلية ( 1 بط 3 )
(1) وصايا زيجية (1 بط 3: 1-8 ) :-
1- خضوع المرأة للرجل :-
- كانت المرأة في عصر الرومان هي والأولاد كمثل عبدة وأولادها مثل حيوانات يفعل بهما ما يشاء مما جعل بعض الزوجات يهربن من أزواجهن.
- أوصى معلمنا بطرس النساء بالخضوع إذ قد يفهم خطأ مناداة المسيحية بالمادة بين الرجل والمرأة بأن المرأة حرة تعلن العصيان على زوجها.
- وأوصاهم أيضاً بالسيرة الحسنة الطاهرة فهي لا تعلمه بالكلام إذ أن الرجل رأس المرأة لكن بالسلوك الحسن والطاهر تكسبه فإن كان حتى غير مؤمن أي وثني بالسيرة الطاهرة تجذبه للإيمان المسيحي فتكون المرأة كارزة بالبر لزوجها !!
- وقد تكلم ق . إكليمندس السكندري بأن المرأة بسلوكها الحسن الطاهر تعالج جميع متاعب زوجها.
- وهي أيضاً إن لم تجد أحد يدافع عنها فالله هو المدافع عنها بشرط السيرة الحسنة.
- وقد أوصى معلمنا بولس تلميذه تيطس أن العجائز يعلموا الحدثات الخضوع والمحبة لرجالهن وملازمة بيوتهن ( تي 2: 3-5)
2- الزينة الخارجية والداخلية :-
يقرأ هذا الفصل في نياحة البتوليين ( 1 بط 4:3 ) حيث تعتبر الكنيسة النفس هي عروس المسيح وربنا يسوع هو زينتها وهو عريسها التي تتزين له بفضائلها.
أوصى الرسول أن تكون زينة النساء ليس الزينة الخارجية من ضفر الشعر أو الاهتمام به والتحلي بالذهب لكن الزينة الداخلية هي أفضل هي الروح الوديع الهادئ. فالزينة الخارجية قد تجذب الرجال إلى حين لكن الذي يجذبهم هو الروح بما فيه من فضائل.
الزينة الداخلية هي : الصدقة وهي العطف وهي العفة وعدم التشامخ.
وقال ق . يوحنا ذهبي الفم أن المرأة التي تريد أن تتزين تتزين لرجلها في منزلها !!
وتكلم ق . إكليمندس السكندري عن الزينة الداخلية هي المجهود الذي تبذله المرأة بعمل يديها وليس ما يُباع في الأسواق وهذا نقلاً عن المرأة الفاضلة في ( أم 10:31).
مثلاً لزوجة قديسة :-
تكلم معلمنا بطرس عن سارة زوجة إبراهيم في فضائلها الآتية :-
- الاتكال على الله وإرضاؤه .
- الخضوع لرجلها إذ كانت تخاطبه يا سيدي.
- صانعة الخير مهتمة فيما لخلاص نفسها وزوجها.
- غير خائفة خوف العبيد بل خوف المحبة.
3- علاقة الرجل بزوجته :-
أوصى الرسول بـ :-
- الاهتمام بالزوجة بدافع أنها إناء ضعيف تحتاج إلى ترفق.
- فإن كانت هي أعضاء في الرجل الذي هو رأسها فإن كانت مقدسة بالتالي يكون الرأس مقدس.
- الاهتمام بالزوجة حتى لا يكون عدم سلام داخلي يمنع أو يعوق صلاتنا مع الله وأوصى الرسول في النهاية أن يكون الزوج والزوجة متحدي الرأي شفوقين لطفاً نحو بعضهما وقد أوصى معلمنا بطرس أيضاً المحبة كما ذكرها ربنا يسوع في صلاته الوداعية ( يو21:17 ) ، معلمنا بولس الرسول(رو 12: 15)
- كلمة لطفاء في الأصل اليوناني تعني في اتضاع أمام الله .
علاقة المسيحي بالمضايقين له ( 1 بط 3 : 9-19 ) :-
كيف ولماذا يحتمل المسيحي المضايقين له ؟!
(1) ليرث البركة :-
وذلك بعدم مقابلة الشتيمة بمثلها أو الشر بمثله بل نكون مباركين إياهم وبهذا إذ نحتمل نكافئ ببركة مضاعفة.
(2) ليتذوق السلام :-
إذ يعيش على الأرض في سلام كعربون للحياة الأبدية مع ملك السلام وذلك عن طريق :-
- أن نكفف لساننا عن الشر كالعبد الذي يخاف سيده.
- نصنع الخير لننال الأجرة والمكافأة.
- نطلب السلام كأبناء لملك السلام الذي سنحيا به في الحياة الأبدية.
وقد حدد معلمنا داود النبي كيف نحيا بسلام في نقطتين :-
- قال حد عن الشر واصنع الخير وبهذا نجد السلام.
- اطلب السلامة واسع وراءها أي اطلب السلام بجهاد (وهذا ما قاله ق دورثيؤس).
(3) لكي يرضى الرب :-
أي لكي يجعل الله ينظر ويسمعه ليس معنى هذا أن الله لا ينظر ولا يسمع الأشرار لكن تعني أن الله يستجيب للأبرار ويرفض طلبة الأشرار.
(4) لأنه لا يقدر أحد أن يؤذيه :-
بين معلمنا بطرس أن الظالم والمضايق لا يقدر أن يؤذينا بل هو يؤذي نفسه فالآلام طويت أيوب وأفادت العازر والرياح والأمطار لم تؤذي البيت المبني على الصخر (مت 24:7 ) فلا يقدر أحد أن يؤذينا إلا إذا أذى الإنسان نفسه قد كتب ق . يوحنا ذهبي الفم كتاباً بهذا العنوان.
(5) تعطى فرصة للكرازة :-
وهنا دافع الاحتمال هو تقديس الرب في القلب وبالتالي لا تخف البتة من أحد بل نجاوب من يسألنا عن سبب الرجاء بخوف الرب وهو خوف الحب بالوداعة هكذا الشهداء كانوا سبب إيمان كثيرين.
(6) الاقتداء بالرب يسوع المسيح :-
إذ مات ربنا يسوع بالجسد عنا هو القدوس الذي بلا عيب انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات فكم يجب أن نحتمل إن تألمنا ظلماً فنحن بهذا نتمثل بربنا يسوع.
(3) الخلاص والمعمودية ( 1بط 3: 20-22 ) :-
1 – كرز ربنا يسوع للأرواح الذين في السجن :-
عندما مات ربنا يسوع المسيح بالجسد نزلت روحه الإنسانية المتحدة بلاهوته وتركت الجسد وهو متحد بلاهوته في القبر لهذا لم يفسد بسبب اللاهوت المتحد به ونزلت الجحيم وحطمت الأبواب النحاسية والمتاريس الحديدية وقيد الشيطان ألف سنة ( رؤ 20 ) ثم كرز للأبرار والأنبياء والذين عرفوه عن طريق النبوات فبالتالي خلصهم مع آدم وحواء وذهب بهم إلى الفردوس.
2- ثم يقارن معلمنا بطرس هذا بالمعمودية :-
- إذ يشبه الصليب بفلك نوح إذ خلص 8 أنفس بالماء وأهلك العصاة.
- فالمعمودية تخلصنا من خطيتنا الجدية والخطايا السابقة قبل المعمودية ( أع 37:2 ) ولهذا في أيام ق . أغسطينوس كان أهل قرطاجنة يسموا المعمودية الخلاص وسر التناول الحياة الأبدية.
- تساءل ق . باسيليوس الكبير لماذا كان الخلاص بالمعمودية بالماء والروح ؟ فكانت الإجابة:
1- الماء هو للدفن ولدفن الإنسان العتيق وخطاياه.
2- الروح القدس هو الذي يقيمنا مع المسيح لنسلك بجدة الحياة أي بالحياة الجدية.
3- ثم يكمل معلمنا بطرس بعدما عمل ذلك ربنا يسوع قام وصعد إلى السموات وخضعت له كل الرتب الملائكية إذ هو أقنوم الكلمة وجلس عن يمين الأب أي في مكان القوة لأن الآب ليس له يمين ويسار.
تفسير 1بطرس 2 | 1 بطرس 3 | تفسير رسالة بطرس الأولى |
تفسير العهد الجديد | تفسير 1بطرس 4 |
القس مكسيموس صموئيل | ||||
تفاسير 1 بطرس 3 | تفاسير رسالة بطرس الأولى | تفاسير العهد الجديد |