مختلفين لكن متفاهمين
العائلة نطام أبدعه الله
خلق االله الإنسان فى عائلة بهدف إيجاد نوع من العلاقات الاجتماعية، والوحدة القادرة على توفير مناخ الرعاية الآمنة لأفرادها… وفى هذا النظام أعطى االله للآباء مسئولية رعاية الأبناء وتسديد الكثير من احتياجاتهم.
الكتاب المقدس تحدث فى بدايته عن تكوين أسرة آدم وحواء، وقصة الخلاص تبدأ بالحديث عن العائلة المقدسة: “أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.“(مت 1: 18)، وجعل االله الوالدين مسئولين عن رعاية الأبناء، وأعطاهم سلطة، وأوصى الأبناء أن يطيعوا والديهم. “اطيعوا والديكم في الرب ِ ِِ ِ” (أف 6: 1).
وبمرور الوقت يحصل الإنسان على الاستقلال تدريجياً. أما بالنسبة للشاب فإنه يقع مابين الإتكالية والاستقلال وهنا نجد الشباب دائماً يطلب حرية أكثر مما يقدمها له والداه، وفى نفس الوقت نجد الوالدين يرفضون التخلى عن مسئوليتهم تجاه أبنائهم.
وهناك أمور كثيرة تحدث فيها خلافات بين الأبناء ووالديهم.
مجالات الخلاف مع الأهل
هذه بعض الأمور التى قد تختلف فيها مع أسرتك، رتبها من حيث الأولوية، ضع فى البداية الموضوعات التى قد تسبب أكبر المشاكل، حتى تصل إلى آخر موضوع يسبب أقل المشاكل.
كثـــرة خروجـــك – مواعيــــد عودتـــك للمنـــزل- المــــساعدة فـــى أمـــور المنـزل – ترتيــب حجرتك – مــــشاهدة التلفزيـون – الذهاب للكنيـسة – الأصـدقاء – الملابس – سمـاع آرائهم والعمل بها – الطعام – المذاكرة – استخدام الكمبيوتر والجلوس فترات طويلة أمام النت.. أخرى.
أسباب الخلاف مع الأهل
أهم أسباب اختلافنا مع والدينا…
1- فرق السن ( صراع الأجيال) … بمعنى هناك فرق فى الخبرة والظروف الاجتماعية…الخ،رولكن كل منا يحتاج إلى الآخر، أنا أحتاج إلى والدى لأنه يمثل بالنسبة لى الخبرة، وكذلك من خلال علاقته معى يستطيع أن يستطلع المستجدات الجديدة فى العصر ً الحديث… فنحن نحتاج الحداثة والمعاصرة متمثلة فى الشباب، ولكن أيضا نحتاج إلى الأصالة والخبرة متمثلة فى الوالدين.
2- ضغوط الحياة اليومية: لاشك أن ظروف الحياة اختلفت كثير عن ما سبق، وأن كثير من الأمور تعقدت عما سبق، من حيث العلاقات، ونمط الحياة، والمستجدات الحديثة، وسائل الاتصال من التليفون إلى الموبايل والانترنت كل هذا أثر على شكل الحياة اليومية.
3- التوقعات المتباينة لكل طرف من الآخر: فالشباب متوقع من الآباء تلبية كل احتياجاتهم والتفاعل معهم بصور معينة قد تكون فى ذهنهم فقط، وخلاف هذه الصورة يكون الآباء مقصرين، كذلك الآباء يتوقعون من الأبناء بعض السلوكيات التى قد تكون من وجهة نظر الشباب غير ممكنة الآن، فى ظل تطورات العصر الحديث، كأن يطلب الآباء من أبنائهم أن يعيشوا ويسلكوا بنفس نمط حياتهم، الذى من وجهة نظر الشباب قد لا يتلاءم الآن معهم، أو أن يطلب الشباب السلوك بحسب التصرف السائد فى المجتمع، بغض النظر عن مدى ملائمته لهم كأبناء المسيح.
4- سعي الشباب إلى الاستقلالية: وهذا فى حد ذاته مطلوب، ولكن رفض الوالدين لذلك قد يكون له أسباب متعددة، فالخلاف لا يكون على الاستقلال، ولكن على موعد هذا الاستقلال، وشكله، والقدرة على تحمل مسئوليات هذا الاستقلال، لأن الاستقلال هو مسئولية قبل أن يكون حرية.
5- عدم إعطاء الرب مكانته كسيد على العائلة بكل افرادها: وهذه أهم نقطة في الأمر وهي مكانة ربنا يسوع فى أسرتنا، هل كل منا يسلك وهو متيقن أن االله يراه، وأنه سيقدم حساب عن كل تصرفاته، أون ربنا يسوع هو النموذج والمثال لنا فى كل مراحل حياتنا.
تخيل نفسك كده … ممكن يحصل إيه؟!
فادى وأخته كرستينا فى المرحلة الثانوية، يشتكون ً دائما من تسلط والديهم عليهم، فهم يطلبون منهم أن يذاكروا كثيرا، ويساعدوا فى ترتيب المنزل، وعدم مشاهدة التلفزيون فى أيام الدراسة، وفى نفس الوقت يشعرون أن أبيهم لا ينفق عليهم كما يجب، فهو يرفض كثير من طلباتهم، كما أن أمهم لا تصنع لهم دائما الطعام الذى يحبونه، وفيما هما متفكرين بهذه الأمور، فتح فادى الراديو فسمع المذيع يقول: “لقد صدر قرار بتحويل الآباء إلى أبناء، والأبناء إلى آباء كل بوظيفته لمدة يوم واحد على سبيل التجربة، وقد صرح بذلك مصدر مسئول هام فى الوزارة”….. تخيل بقية القصة.
الله قد أختار لنا عائلتنا، وهو يريدنا أن نفرح ببعض، ولكن هذا لا يعني أن الأمور ستكون متوافقة دائماً ولكن ستوجد خلافات، ولكن المهم أن تكون كل الخلافات والأختلافات في إطار من الود والمحبة والأحترام.
تقييم ذاتي حول علاقتك بأسرتك؟
الهدف منه تقييمك لذاتك، لتعرف إلى أى مدى تجيد عمل علاقة جيدة مع أسرتك، وفى أى المجالات تحتاج أن تعدل من نفسك…
1- هل تناقش والديك في المشاكل التي تعترضك؟
أ- نعم فأنا أحترم آرائهم وأتبع نصائحهم.
ب- أحيانا، ويعتمد هذا على طبيعة المشكلة نفسها.
ج- نادراً.. فأنا أخفى كل مشاكلى عنهم.
2- عندما لا يعجبهم الفستان الذي إخترتيه أو القميص الذي اشتريته، فهل؟
أ- تغيريه أو تغيره.
ب- تحترم رأيهم ولكن تنفذ ما تريد.
ج- لا تكرر الأمر ولا تستشيرهم بعد ذلك.
3- عندما تضايق احدهم بأي شئ لا يرضيان عنه، هل:
أ- تشعر بالذنب.
ب- تعتذر ولكن بتعجب.
ج- تتجاهل الأمر على أساس أنهم سينسون بعد قليل.
4- هل تقلد والديك؟
– أ- نعم ..عادة.
ب- أحياناً.
ج – نادراً.
5- عندما تختلفون حول بعض الأمور الهامة والخطيرة، هل؟
أ- تعترف أنك على خطأ وهم على حق.
ب- توافق ولكن بتحفظ.
ج- تحاول التخلص من المناقشة بسرعة.
6- الأمور الخطيرة التي تتعلق بمستقبلك ،هل؟
أ- تفكر فيها قبل اللجوء إليهم.
ب- تذهب إليهم مباشرة.
ج- نادرا ما تسألهم
7- في أختيار الأصدقاء ، هل تسألهم المشورة؟
أ- نعم، فهم المرجع الأساسى لى.
ب- نعم، ولكن رأيهم استشارى، فأنا أنفذ ما أراه صحيحا.
ج- لا.
8-هل تقدر المجهود الذي يبذله والديك من أجلك؟
أ- دائماً.
ب – نعم أحياناً.
ج- لا.
9- أخاطب والدي بأسلوب الند للند.
أ- مطلقا.
ب- أحياناً.
ج – دائماً.
10- اسيطر على أعصابي عندما أغضب من والدي.
أ- دائماً
ب- أحياناً
ج – مطلقاً.
النتيجة
ً إذا غلبت (أ) على إجاباتك، فأنك تقدر والديك جدا، وتسمع
كلامهم وتتصرف معهم بكل تقدير واحترام.
إذا غلبت (ب) على إجاباتك، فأنت تحب أهلك جدا ً وتقدر آرائهم،
ولكن ليس فى كل الأوقات، أنت لا ترفض طاعة الأهل، ولكن تحكم عقلك أحيانا، هذا ليس عيباُ.. ولكن المهم ألا نضخم الفجوة بين الطرفين، المهم أن يحاول كل طرف الاقتراب من الآخر.
أما إذا غلبت الإجابة (ج)، فإن هناك مشكلة بينك وبين والديك، توجد فجوة وهوة، لذلك يجب أن تقف مع نفسك وتجد حلاً ً لهذه المشكلة، فإن إكرام الوالدين أمر كتابى (مت 15: 5، 6) وطاعة الوالدين وصية
من كتاب مهرجان الكرازة – مرحلة ثانوي 2010