يو3: 33 ومن قبل شهادته، فقد ختم أن اللَّه صادق
“25وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ. 26فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ» 27أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:«لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. 28أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. 29مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. 30يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ. 31اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، 32وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. 33وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ، 34لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْل يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ. 35اَلآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. 36الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ».” (يو3: 25-36)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“ومن قبل شهادته، فقد ختم أن اللَّه صادق”. (33)
v أرسل يوحنا تلاميذه إلى المسيح حتى وهو في السجن لكي يرتبطوا به… الآن إذ يتحدث المسيح بكلمات الله فإن من يؤمن ومن لا يؤمن، يؤمن بالله أو لا يؤمن به. لأن الكلمات “فقد ختم” تعني “قد أعلن”. ولكي يزيد فزعهم يقول إن “الله صادق“، مظهرًا أنه ليس من أحد يقدر أن يرفض الإيمان بالمسيح دون أن يتهم الله كأنه يرتكب بطلانًا.
تفسير الأب متى المسكين
33:3- وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللَّهَ صَادِقٌ.
المرة الأخرى التي نسمع فيها عن «الختم» فيما يخص الله هي الآية: «اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية (جسد المسيح) الذي يعطكم ابن الإنسان لأن هذا الله الآب قد ختمه» (يو27:6). فإذا كان الله قد ختم المسيح أو جسد المسيح، فهذا يعني أنه حامل للخلود وعدم الموت إزاء الطعام البائد الذي ختمه العالم والإنسان. فهنا في آية المعمدان يكون الذي قبل المسيح كمن قبل صدق ختم الله وختم هو أيضاً على صدق الله. ومعروف أن المعمدين بالروح القدس والماء يأخذوذ مثل هذا الختم السري الإلهي من الروح القدس: «الذي فيه أيضاً أنتم، إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم، الذي في أيضاً إذ آمنتم، خُتمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا» (أف13:1-14). ويقول العالم الكبير لايتفوت إن هناك قولاً نبيلاً عند الربين اليهود يقول: ( إن ختم الله هو الحق )، بمعنى إن كل ما هو من الله مختوم بختم الحق
وبذلك، فإن كل من يقبل المسيح يكون كمن قبل كل الحق من الله. ففيه تكمل كل مواعيد الله الصادقة الحقيقية غير الكاذبة: «الذي أرسلني هو حق وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم.» (يو26:8)
تفسير القمص أنطونيوس فكري
(آية33): جرت العادة عند اليهود أن الشاهد يضع ختمه تصديقاً على الشهادة التي نطق بها. والمسيح هو الشاهد لله، الذي يتكلم بكلام الله ويختم بصدق الله. وكل من يقبل المسيح يكون كمن قبل كل الحق من الله. ففيه تكمل كل مواعيد الله الصادقة غير الكاذبة (26:8). وقد تعني الآية أن الذي يقبل المسيح يجد فيه ختماً لكل النبوات والمواعيد التي قالها الله على فم أنبيائه. عموماً من يقبل شهادة المسيح وتعاليمه فقد صدق الله فالمسيح هو الله، هو كلمة الله الذي يعلن للناس كلام أبيه.