عب ۳:۲ فكيف ننجو نحن ان أهملنا خلاصا هذا مقداره

 

“فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا،”(عب ۳:۲)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

ختم الرسول حديثه السابق بقوله: “لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ” (ع 1). وكأنه يؤكد لنا أن حديثه السابق ليس حديثًا نظريًا فيه يعلن أمجاد الابن إن قورن بالملائكة، إنما هي فرصة للنفع الروحي العملي في حياتنا. فإن كان اليهود يفتخرون بكلمة الناموس التي وُهبت لهم خلال إرساليات ملائكية، وهي بحق كلمة الله، وقد صارت ثابتة، من يعصاها يسقط تحت العقاب، فكم بالأكثر من يهمل خلاصًا هذا مقداره، تسلمناه لا بيد ملائكة إنما في خالق الملائكة نفسه، ربنا يسوع الابن الوحيد؟! يقول الرسول: “لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، شَاهِدًا اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ؟” [ع 2 – 4].

في هذا الحديث لم يقارن الرسول بين كلمة الملائكة والكلمة الإلهية، لأن الكلمة التي تكلم بها ملائكة ما هي إلاَّ كلمة الله مرسلة بواسطتهم، إنما المقارنة هنا بين الكلمة التي أُرسلت بواسطتهم خلال الألفاظ والرؤي والإعلانات، وبين الكلمة ذاته وقد جاء بنفسه متجسدًا ليعلن الخلاص عمليًا في كماله. إن كانت الكلمة الإلهية المُسَلَّمة في العهد القديم لها قدسيتها وقوتها إلى اليوم فلا يعصاها أحد، فكم بالأكثر الكلمة الإلهية التي تثبتت بمجيء الكلمة ذاته ليخلصنا بدمه، مؤكدًا لنا حقيقة تأنسه بالآيات والعجائب والقوات المتنوعة ومواهب الروح القدس. وكأن الرسول أراد بمقارنته هذه أن يدفعنا إلى المثابرة في الطاعة لكلمة الله الحيّ.

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 3 :-  فكيف ننجو نحن ان أهملنا خلاصا هذا مقداره قد إبتدا الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا.

فى منتهى الخطورة أن نظهر العصيان للإنجيل الذى دعا إليه الرب نفسه وهذا فى مقابل الناموس الذى تكلم به ملائكة. ثم تثبت لنا = أى الخلاص تثبت لنا وتبينت لنا صحته وحقيقته وقيمته بواسطة الرسل الذين إستمعوا من الله مباشرة.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى