تفسير سفر أيوب أصحاح 23 للقديس يوحنا ذهبي الفم

الإصحاح الثالث والعشرون
رد أيوب
أنا أعلم أن بليتي تتهمني

1 – “فأجاب أيوب وقال: نعم بالحق أنا أعلم أن ملامتى تأتيني من (بين) يدي”(23: 1-2)

أي أنا أحمل معى البرهان الذى يتهمنى إثبات بلاياي وأنا استخلصته من نفسي. يده ثقلت علي وأنا أتنهد على نفسي» (2:23).

وهو قال: لو كان ممكناً أن أتحاجج معه عن عقوباتى لكان ممكن لي أن أجده. آه لو كان ممكن أن أدافع عن نفسى أمامه بعدل، فألاقيه وأعلم ما يجيبنى به. هذا كان مزمع الله أن يقوله. انظر كيف أنه حصل بالضبط على ما تمناه، إذ أن الله جاوبه في نهاية السفر على تساؤلاته.

إنني أريد أن أعلم ما كان مزمعاً أن يقوله وما كان مزمعاً بالمثل أن يعاقبني، وبالتكلم هكذا فليس لدي النية على إدانة الله بالظلم.

2 – ” من سيعلم أننى سأجده وأتى إلى نهاية الأمر؟ وأنا سأترافع عن قضيتي وأملاً فمى حججاً، فأعرف الأقوال التي بها يجيبنى وأفهم الرد الذي سيعطيه، ومع أنه سيأتي علي بكل قوته، فإنه لن يهددني” (23: 3-6)

وفي الواقع حتى لو استخدم كل قوته ضدى وتوعدني، فمع ذلك أنا أعلم أن الحق في جانبه.

3- ” لأن الحق واللوم لديه وهو سيأتى بمحاكمتي إلى نهاية” (7:23).

إن أيوب توسل، وبهذا أراد القول أن توضع نهاية لأتعابه، ثم أضاف قوله: إن ما أردته من هذا هو أن أموت، لكني لست أظن أن الله كان مزمعاً أن يحاكمني الآن.

لكني لا أستطيع أن أجده

4- “لو تقدمت نحو بداياتي، فلم أعد موجوداً بعد، لكن ماذا أعرف فيما يختص بالنهاية الأخرى (لحياتي)؟ إن صنع شيئاً على شمالى لا أشعر به وإن شملتني يمينه، فلن أراه. لأنه يعرف طريقى وقد جربنى مثل الذهب. سأسلك في وصاياه، لأني حفظت طرقه، ولن أحيد عن وصاياه، ولا أتعداها لكى لا أموت” (23: 8-13).

قال أيوب: هو يعرف طريقى، وأنا اجتهدت دائماً أن أطيعه «لكن إن أتى إلى المحاكمة فمن يجاوبه؟» (23: 13).

من يستطيع أن يجيب الله ؟

5 – قال أيوب: “أخفيت كلماته فى حضنى. لكن لو أن الله نفسه حكم هكذا، فمن يستطيع أن يجيبه؟ لأن ما يريده، فإنه يتممه أيضاً. لذلك أنا انزعجت بسببه، وعندما وبخت تفكرت فيه. كذلك ينبغى أن أكون منتبه جداً أمامه. سأتأمل وهو سيملئنى رعباً” (23: 12-15).

قال أيوب: «أنا لم أخطئ» (انظر 13: 18؛ 17:16).

فماذا يعنى ما حدث لى ؟ فهذا واضح أن الله يعاقب ليس فقط بمقتضى سلطانه على الخطايا، بل حتى أيضاً بدونها – أقصد بدون هذه الخطايا يمكن أن يعاقب.

6- “الرب قد أذاب (أضعف ) قلبى، والقدير قام ضدى لأنى لم أعلم أن الظلمة ستأتى علي والدجى سيغطى وجهي“ (23: 16، 17).

قال أيوب: إن هذه البلية غير المتوقعة لم تأت بحسب منطق بشرى، وأنا أتكهن بأن هذه الضربة أتت من الله.

وأيوب معه حق فى القول سيغطى وجهي لأن هذه الظلمة لم تكن ظلمة عادية، بل هي آتية من إحباطي (ويأسي).

تفسير أيوب 22سفر أيوب 23تفسير سفر أيوب
تفسير العهد القديم
تفسير أيوب 24
القديس يوحنا ذهبي الفم
تفاسير سفر أيوب 23تفاسير سفر أيوبتفاسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى