الفكر والمشيئة والفعل هم واحد عند المسيح

 

 الفكر لا يسع الأعمال العظيمة دفعة واحدة، بل الأعمال العظيمة هي التي تلهم الفكر. فالفكر خادم الإلهام. ولكن في المسيح كان الإلهام والفكر شيئاً واحداً، لأن الفكر في المسيح إن حسبناه في دائرة البشري أو الإلهي فهو واحد وهذا ما يميز المسيح عن كل نبي أو عالم، لأن طبيعة المسيح موحدة الأصل والمنبع لها كل ما للإنسان وكل ما الله بآن واحد.

فكل ما شاءه المسيح وفكر فيه عمله، وكان عمله مطابقاً لمشيئته وفكره، لأن الكلمة والفعل في المسيح هما واحد.

ولكن المسيح لم يكن آلة في يد الله كمجرَّد إنسان أو نبي بل كان كيانه منفتحاً على الله؛ إذ كان في الآب والآب فيه فكان الفكر والمشيئة أو الكلمة والفعل مصدرهما واحد والمسيح. لذلك كانت كلمة المسيح نافذة في الحال. وكل ما قال عمل. وكان القول الذي يقوله يستعلنه هو نفسه، أي أن القول يستعلن المسيح، وكذلك الفعل يستعلنه مَنْ هو : «إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال» (يو 38,37:10). بمعنى إن لم تؤمنوا بأقوالي آمنوا بأعمالي، فهذه وتلك هما من الله.

 

زر الذهاب إلى الأعلى