تفسير رسالة بطرس الأولى 5 للقس مكسيموس صموئيل

العلاقات الرعوية ( 1 بط 5 )

(1) نصائح للرعاة (1بط 5: 1-4 ) :-

1 – أطلب إلى الشيوخ الذين بينكم أنا الشيخ :-

كلمة الشيوخ والشيخ مقصود بها الأساقفة كما في ( أع 28:20 ) لأن هناك فرق بين الشيخ أي الرجل المسن وهذه الكلمة سواء في اللغة القبطية أو اليونانية حيث شيخ أي رجل مسن هي أما كاهن سواء أسقفاً أو قس فهي وهي هنا مترجمة هكذا لكن المترجم العربي يترجمها حسب عقيدته الغير أرثوذكسية.

كانت الكنيسة الأولى تدعو لفظ الشيخ ” الكاهن ” سواء على الأساقفة أو القسوس أما الشمامسة كانوا يذكروا بمفردهم لكن خلال سياق الكلام يفهم إن كان مقصود بهم أساقفة كما هي الحال هنا أو قسوس.

2- أنا الشيخ رفيقهم والشاهد لآلام المسيح وشريك المجد العتيد أن يعلن :-

الشيخ رفيقهم :

وهذا يدل أن معلمنا بطرس لم يكن رئيساً على التلاميذ كما يدعي البعض لأن ربنا يسوع لم يعمل هذا لأنه قال من أراد أن يكون أول الكل يصير أخر الكل.

لأن معلمنا بطرس كان شاهد لآلام ربنا يسوع واشترك معهم في الآلام وقد شاهد عربون المجد الأبدي خلال التجلي والقيامة لكنه ينتظر المجد العتيد أن يستعلن أي بعد مجئ ربنا يسوع وهو الحياة الأبدية بكل أمجادها.

3- نصائح للرعاة :-

(1) ارعوا رعية الله بينكم :-

الاهتمام بالرعية يعني حب وتوقير الراعي للرعاة ربنا يسوع وإهمالها هو احتقار له.

قدم الأب أفراهات فكراً في كيف نتمثل بالرعاة القدامى مثل أبينا يعقوب الذي رعى غنم لابان 20 سنة وقال له أنه لم يفقد منها واحدة وكان يحرقه حر النهار ويزعجه جليد الليل وطار نومه من عينيه وقد كان أيضاً موسى النبي وداود وعاموس رعاة فلأنهم عرفوا كيف يرعوا الغنم اختيروا ليرعوا البشر إذ يعرفوا كيف يهتموا بهم.

2) نظاراً:-

تعني ذوي عينيين مفتوحتين حكيمتين ومنها أنت كلمة ذذ enickoroc أي أسقف وهي تعني الناظر من العلاء كمراقب .

وقدم ق . إغريغوريوس النزينزي أسباب وجود الحكمة عند الرعاة وهي :-

  1.  لأن رعاية المسيح ثمينة فلأجلها مات المسيح .
  2. اختلاف طباع وظروف كل إنسان عن الأخر .
  3. اختلاف الأعمار والأجناس

وقد قدم ق . إغريغوريوس الكبير في كتابه عن الرعاية أمثلة لكيف نرعى ونعظ جميع الفئات المختلفة.

(3) لا عن اضطرار بل بالاختيار :-

أي الدافع إلى الخدمة هو الحب وليست المسئولية وحدها وليس عن دمدمة بل بفرح.

(4) ولا لربح قبيح بنشاط :-

الربح القبيح مقصود به هو الهدف فلا يكون هدف الخدمة كسب المال مثلاً أو كسب المكانة أو التسلط على الرعية أو الذات حيث يعتبر الراعي النفوس هي ملك له وليست ملك ربنا يسوع فالراعي يكون نشط كمن يستنشق ناراً.

(5) ولا كمن يسود على الأنصبة :-

أي لا يعتبر الرعية أو ما يخصها من أي شئ هي ملك له بل يكون عفيفاً فيما يخص غيره.

(6) بل صائرون أمثلة للرعية :-

أي يصير مثال للرعية في تصرفاته وأعماله كما أيضاً في وعظه وكلماته.

(7) ينتظر الإكليل السماوي :-

أي الراعي ينظر إلى السماء ويتعلق بها وينتظر الإكليل السماوي.

(2) نصائح للرعية (1بط 5: 5-7 ) :-

1 – الخضوع للرعاة :-

  • أي الاتضاع للرعاة والخضوع لهم.
  • فالاتضاع هو الثوب الذي تلتحف به النفس لتستر عار خزيها.
  • فعدم الاتضاع يجعل الأرض تفتح فاها لابتلاع الغير متضعين أو الطامعين مثلما حدث أيام موسى النبي مع قورح وأبيرام ودانان.
  • والذي لا يحد عن مشورة أبيه يكون عن يمين ربنا يسوع المصلوب.

2- خضوع في الرب :-

الخضوع ليس لشخصهم بل في الرب أي من أجل الرب.

والرعاة مثل حاجب القاضي ينطق ما ينطق به القاضي حتى لو كان ضد إرادته لأنه لو ترك لإرادته لعفى عن أصدقائه وسجن أعدائه.

3- التطلع إلى رعاية الله :-

أي ترعى رعية الله خلال رعاية رعاتها لا الراعي في شخصه فلا تتعلق بالراعي بل بالله صاحبها ومالكها الحقيقي.

(3) نصائح ختامية (1بـ 5: 8-14 ) :-

(حربنا مع إبليس )

(1) يجول مثل أسد زائر :-

  • فالمعركة والآلام هي ليست مع البشر بل هي مع إبليس الذي يثير البشر علينا.
  • وهو يثور علينا لا كأشخاص بل لأننا صورة الله وهو ضد الله وعدو له.
  • وهو مضايق لنا بسبب مكانتنا عند الله.
  • وهو مضايق لنا بسبب حسده لنا.

(2) لا يستطيع الشيطان أن يؤذينا :-

  • فهو ليس له سلطان علينا طالما لم نفتح له أي باب في إرادتنا.
  • وقد كتب الأنبا شنودة رئيس المتوحدين مقالاً عن ذلك ترجمها المتنيح العلامة والمؤرخ يوسف حبيب.
  • والقديس يوحنا ذهبي الفم كتب 3 مقالات عن نفس الموضوع :- منها
    – الشياطين عندما أرادت أن تدخل الخنازير استأذنت من الله ) مت 8 28-38 ) .
    – الشياطين عندما أرادت أن تحارب أيوب استأذنت من الله .
    – إن تهاوننا يجعل الشيطان مضللاً لنا ويقظتنا تجعلنا منتصرين عليه
    لا نلقي اللوم على الشيطان بل على أنفسنا لأنه يوجد من يتعثر بأشياء مثل :-

    من يتعثر في خلقة الله الجميلة ( رو 1: 21-25 ) .
    من يتعثر في صليب ربنا يسوع ( 1كو 1: 28، 32 ) مع أنه قوة الله.
    من يتعثر في ربنا يسوع واهب الحياة ( يو 39:9 ).
    من يتعثر في الكارزين بالحق ( 2کو 16:2 ) .

(3) مقاومة إبليس بالإيمان :-

فالله لا يتركنا بلا سلاح فترس الإيمان كما ذكر معلمنا بولس في ( أف 16:6 ) هو يصد جميع سهام إبليس المتقدة ناراً وهذه الجملة موجودة في القداس الكيرلسي.

ختام الرسالة

1- يذكر معلمنا بطرس أن الرسالة كتبت بـيد سلوانس الذي ذكر باسم مختصر في سفر الأعمال وهو سيلا ( أع 22:15 ، 32 ، 40 ، وفي 1 تس 1:1 ، 2 تس 1:1) وكلمة على ما أظن في اللغة اليونانية تعني اليقين وليس الشك.

2- بابل المختارة ومرقس ابني :-

  • بابل هي بابليون في مصر القديمة كما ذكر سابقاً
  • مرقس ابني من جهة السن والقرابة فهو ابن عم زوجة معلمنا بطرس.
  • لأن القديس مار مرقس كان بيته هو العلية التي أكل فيها ربنا يسوع الفصح وسر التناول وغسل فيها أرجل تلاميذه وظهر فيها بعد قيامته مرتين وحل فيها الروح القدس وكانت تجتمع فيها الكنيسة الأولى . وهو الشاب الحامل جرة الماء وهو الذي عند القبض على ربنا يسوع أخذوا منه ردائه فهرب عارياً.

3- قبلوا بعضكم بعضاً بقبلة المحبة :-

وهي المستعملة في القداس الإلهي وفي أوان الرسل وتكلم عنها ق . يوحنا ذهبي الفم (في مقال 24 تفسير رسالة كورنثوس الأولى ) وذكرها ق . ديونسيوس والعلامة ترتليان.

تفسير 1بطرس 41 بطرس 5تفسير رسالة بطرس الأولى
تفسير العهد الجديدفهرس
القس مكسيموس صموئيل
تفاسير 1 بطرس 5 تفاسير رسالة بطرس الأولىتفاسير العهد الجديد

 

زر الذهاب إلى الأعلى