1يو 3،2:4 بهذا تعرفون روح اللَّه

 

2بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ.(1يو 2،1:4)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

بهذا تعرفون روح اللَّه.

كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من اللَّه.

وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من اللَّه.

وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي والآن هو في العالم” [2-3].

المعلم الحقيقي هو الذي يشهد للسيد المسيح الذي جاء إلى العالم ليخلصنا.

توجد بدع كثيرة لم تنكر مجيء ربنا يسوع في الجسد، لكن منها من أنكر لاهوته أو لاهوت الروح القدس مثل الأريوسية أو أتباع سابليانوس، فهل هذه البدع من اللَّه؟

إنهم بلا شك ليسوا منا، وإلا ما كانوا خرجوا عنا. لقد خرجوا عن الكنيسة جسد المسيح الواحد، وصار لهم إيمان مخالف وفكر مغاير، وبهذا صاروا ضد المسيح حتى ولو نسبوا أنفسهم له.

والآن بعدما بلغ في الخارج عدد الطواِئف ما يقرب من ٦٠٠ طائفة، الكل يؤكد أن إيمانه هو إيمان الكنيسة السليم، فكيف نتحقق الإيمان الحقيقي الخالص من الإيمان المزيف؟ لنعد إلى إيمان الكنيسة الواحد بروح الكنيسة وفكرها الواحد من أقصى المسكونة إلى أقصاها قبل الانقسام في مجمع خلقيدونية المشئوم (في القرن الخامس) فإن الكنيسة خلال الأربعة قرون الأولى، بالرغم من انتشارها شرقًا وغربًا، ومع اختلاف البيئات وتعدد الإيبارشيات وكثرة الرعاة وضخامة الكتابات المسيحية إلاَ إنها تمتاز بوحدة الفكر، فلا عجب إن رأينا كتابات القديسين باسيليوس الكبير أسقف قيصرية وهيلاري أسقف بواتيه ويوحنا الذهبي الفم أسقف القسطنطينية وأثناسيوس الرسولي أسقف الإسكندرية والبابا كيرلس الكبير الخ. آلاف من الآباء القديسين كتبوا وفسروا وبعثوا رسائل لبعضهم البعض أو لرعاية شعبهم. وكأن الكل قد تتلمذ في مدرسة واحدة بفكرٍ واحدٍ.

هذا هو الحق الذي تشربته الكنيسة الواحدة وتتشربه جيلاً بعد جيلٍ، فيه نتتلمذ لآبائنا بغير كبرياء ولا تشامخ أو اعتداد بالذات. هذا ما دفع بالكثيرين إلى نشر كتابات الآباء الأولين.

إذن لنحذر من المخادعين الذين يعتمدون على قدرتهم الذاتية في الإقناع الشخصي ومظهرهم الخارجي، ولا نخف أو نضطرب لأنه كما يقول الرسول:

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

أيات 2، 3  :- بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِكُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِوَهَذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ. 

الروح القدس هو الذى يشهد لنا أن المسيح هو الله المتجسد لخلاصنا. ونلاحظ أن القديس يوحنا هنا يتحدث عن هرطقة معينة هى إنكار التجسد. ولكننا الآن أمام عشرات بل مئات الهرطقات فلنحذر، كل هذه الهرطقات هى ضد الله. قد يدعى كل من هؤلاء أن الروح القدس أوحى له بما يقول. ولكن هل ينقسم الروح القدس على نفسه. بل الروح القدس يعطى الفكر الواحد (فى2:2 + أف4: 3-5). فالمنشقين ليس لهم روح الوحدة بل الإنشقاق. وما أهمية التجسد ؟ هو بركة لنا :-

  1. المسيح قدس الجسد البشرى. وبجسدنا البشرى دخل السماء، فصار لنا أن ندخل نحن أيضاً للسماء.
  2. بدون جسد بشرى كيف كان المسيح سيموت عنا، فالذى كان لابد ويموت عنا هو إنسان مشابه لنا فى كل شىء وبدون خطية.
  3. المسيح صار لنا مثالاً يمكن أن نتتبعه، وهو ليس خيالاً لا أستطيع أن أحيا حياته.
  4. بإتحاد اللاهوت بالناسوت صار لنا أن نقيم علاقة مع الله، لكن إن كانت المادة شراً كما قالوا فالله كان لا يمكن أن يقترب منى، إذاً بالتالى فلا معنى للتناول مثلاً. فكرهم الهرطوقى يحرمنا من بركات كثيرة.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى