تفسير سفر عاموس أصحاح 2 للقمص مكسيموس صموئيل

الإصحاح الثاني
دينونة مواب ويهوذا وإسرائيل

(1) تأديب موآب (عا 2: 1-3)

أصل الموابيين: هم نسل لوط من ابنته الكبري إذ استغلت سكر أبيها لتنجب نسلا. 
لذلك جاءت كلمة موآب من الأب أي الذي أنجبته أمه من الأب (لوط).

 وقد أشار العلامة جيروم علي أن الموابيين هم الحائدين عن الله أبيهم بغواية الشيطان لابنة لوط الكبري بسكر أبيها.

وأشار القديس أوغسطينوس أنهم يمثلوا الذين يحيدون عن استخدام الناموس فيتعثروا فيه.

سبب التأديب: هو حرقهم لعظام ملك موآب رغم أنه ملك معادي لشعب الله ووثني لكن الله ضد القسوة ومعاييره لا تتغير.

العقوبة: هي هلاك وحرق مدنهم خصوصا مدينة قريوت قلعتهم وهي جنوب نهر أرنون بـ ١٤ ميل فيذوبوا من صوت بوق الحرب ويفقد القاضي عدله ويقتل رؤساءها.

(2) تأديب يهوذا :-

يهوذا وأورشليم :-

كلمة يهوذا تعني يحمد أو يعترف فهذا السبط يمثل من يعترف بإيمانه بوصايا الله والعمل بها لكنهم مالوا عن الحق الذي في الوصية إلى أكاذيب باطلة.

 أورشليم التي تعني رؤية السلام صارت عمياء عن رؤية الله إلهها، فالوصية الإلهية عملها هو تنقية عيون القلب من الداخل لترى النور الإلهي مثل العين الجسدية إن كان بها شوائب تتعكر ولا تستطيع أن تري الرؤية السليمة للنور الطبيعي لهذا صارت أورشليم لا تري نور الله بخطاياها لذلك كانت عقوبتها الحرق بالنار.

(3) تأديب إسرائيل :-

1 – الظلم الذي يمارسونه (عا 2: 6-8)

الذنوب الثلاثة والأربعة وقد سبق الحديث عنها.

 لكن الظلم هنا أنهم باعوا البار بالفضة والبائس لأجل نعلين.

البار الذي بيع بالفضة :-
هو ربنا يسوع المسيح لأنه البار الذي بلا خطية باعه تلميذه يهوذا بـ 30 من الفضة وهذا ما ذكره زكريا النبي ( زك 11: 12، 13).
فالفضة في نظر العالم أغلي من ربنا يسوع !! السيد له كل المجد باع مجده وذبح جسده لأجل العبد والعبد بخسة باع السيد بثمن عبد !!

باعوا البائس بنعلين :-
البائس هو المسيح الذي يأتينا في صورة المحتاجين والفقراء.
النعلين عند بني إسرائيل يساووا إنسان، كأن الأرضيات والسلوك الأرضي الذي تلمسه النعال أغلي من السمويات.
 فقد انشغل بني إسرائيل بالأرضيات عن السمويات وصارت الأرضيات أغلي من السمويات، لهذا في العهد الجديد فضلوا الذهب عن المذبح والقربان عن المذبح !!
النعال هي التي لم يسمح بها الله لموسي النبي بالكلام معه وهو يلبسها وبدونها تكلم مع الله واستلم خدمته الرعوية، وأيضا منع ربنا يسوع تلاميذه من حمل أحذية معهم لكي ينشغل العاملين مع الله بالسمويات لأجل هذا قال العلامة أوريجانوس أن خلع النعال يعني خلع الأعمال الميتة لأن النعال من جلود الحيوانات الميتة، وتعني حب الظهور والعنف إذ تستخدم جلود الحيوانات الميتة في صناعة الطبول ذات الصوت دون العمل وتستخدم في الحروب.

– ” الذين يتهممون تراب الأرض على رؤوس المساكين” وفي إحدي الترجمات “يطأون رأس المسكين حتى التراب” :-
أي يجعلوا رأس المسكين الفقير في التراب ويدوسوا عليها، ومن هو رأس المسكين ورأس الكنيسة كلها سوي ربنا يسوع فيهينوا الله وربنا يسوع بإهانتهم المسكين سواء
الفقير في المال أو المنكسر النفس.

“يصدون سبيل البائس”

أي يقفوا في طريق البائس أي في طريق خلاصه لا يعملون بطريقة سلبية بتهميشه فقط بل يغلقوا أمامه طريق خلاصه كأنهم مساعدين لمملكة الظلمة.

. “يذهب رجل وأبوه إلى صبية واحدة حتى يدنسوا اسم الرب”

وهنا يشير إلى أن خطية الزنا غير عادية بل يشترك فيها الأب والابن معاً في عدم احتشام وعدم احترام الابن للأب وتدنيس عذراء وتدنيس أنفسهم !!

يتمددون على ثياب مرهونة ويشربون خمر المغرمين بجوار المذابح الوثنية :-

 يتظاهرون بالتدين لكنهم للأسف يعبدوا الآلهة الوثنية إذ يتمددوا بجوار مذابحها.

ويتمددوا علي ثياب مرهونة منهم لسحق الغير لعدم قدرته علي سداد الأجرة.

. ويشربوا من خمر الذين عليهم غرامات لهم.

2 – مقابلة إحسانات الله بالإساءة (عا 2: 9-12)

آباد أمامهم الأمورى الذى قامته مثل الأرز وقوى مثل البلوط ليرثوا أرضهم بعد 40 سنة في البرية :-

إذ سار الله معهم ٤٠ سنة في البرية طرد الأموريين العمالقة والأقوياء في قامتهم مثل الأرز وقوتهم مثل البلوط فأبادهم هم ونسلهم ليرث بني إسرائيل أرض الميعاد.

سقوا النذير خمرا ومنعوا الأنبياء من التنبؤ :-

جعل الله في وسطهم أنبياء ونذيرين له لكنهم أسكروا النذير وسدوا أفواه الأنبياء.

فالأموري الذي أزاله الله هو الشيطان بصلبه على عود الصليب.

لكن نحن قابلنا الإحسان بالإساءة وسكرنا من محبة العالم ومنعنا الآخرين عن الشهادة لأجل الرب.

3- سقوطهم تحت التأديب (عا 2: 13-16)

كعجلة ملانة حزما: شبه الله بني إسرائيل بثقل خطاياها بعجلة ملانة بحزم جعلت الله يئن منها (إش 1: 13، 14)، عوض أن تكون إسرائيل سحابة خفيفة (إش 19) أصبحت عجلة ملانة حزم شر تضغط علي قلب الله.

عقوبة لا يفلت منها أحد :-

  • . لا يفلت من العقوبة الإنسان سريع البديهة الذكي.
  • . لا يفلت من العقوبة الشديد ولا البطل.
  • . لا يفلت من العقوبة ماسك القوس ولا السريع الرجلين.
  • . لا يفلت من العقوبة لا راكب الخيل ولا القوي القلب.

تفسير عاموس 1 عاموس 2  تفسير سفر عاموس
تفسير العهد القديم تفسير عاموس 3
القمص مكسيموس صموئيل
تفاسير عاموس 2  تفاسير سفر عاموس تفاسير العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى