الكتاب المقدس في حياتنا

 

 هناك حكاية طريفة عن قبطان إحدى السفن الذي رسا بسفينته عند إحدى الجزر النائية التي كان سكانها من أكلة لحوم البشر سابقاً، وهناك تقابل مع رئيس القبيلة الذي كان يحمل الكتاب المقدس، نور الانجيلفسخر القبطان من رئيس هذه القبيلة وسأله إن كان يؤمن بهذا الكتاب القديم، فرد عليه رئيس القبيلة قائلا: قد تعتقد أن هذا الكتاب لا يساعد أحداً وأنت لا تعلم أنك واحد من أكبر المستفيدين من هذا الكتاب، لأنه لو لم يغير هذا الكتاب من حياتنا، لكنا قد قتلناك لنأكل لحمك.

 فالكتاب المقدس هو كلام الله وكله موحى به من الله. لذلك كل كلمة من الكتاب المقدس هي أمر من الله وحكم منه لا يمكن أن نخالفه. فالإنجيل هو أحكام ووصايا الله، لذلك ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس.

 أهمية الكتاب المقدس

الكتاب المقدس هو روح وحياة وكلام الله كما يقول  هو روح وحياة. نفهم روح الوصية، ونجعل الوصية حياة لنا. فحياتنا نابعة من الإنجيل.

 الكتاب المقدس مصدر عقیدتنا وشريعتنا 

يرينا كيف نسلك وماذا نعتقد، فالعقيدة مصدرها الإنجيل. زمان كانوا يقولون الناموس والأنبياء. ماذا تعني كلمة ناموس؟ كلمة ناموس جاءت من كلمة نوموس  باليونانية أي القانون أو الشريعة. فالناموس يعني القانون أو الشريعة.

والكتبة في الماضي كان من ضمن ألقابهم أنهم (معلمو الناموس) أي هم الذين يشرحون العقيدة للناس. وكان الكاتب يكتب بحرص شديد جدا كل كلمة وبطريقة خاصة. ولأنهم بحفظهم للشريعة، وتعليمهم، قيل عنهم أنهم جلسوا علی کرسی موسى، أي على كرسي التعليم. وداود النبي يقول: ناموسك هو درسی وناموسك هو تلاوتى “أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ، لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي” (مز 119 :99)“أما أنا فبشريعتك أتلذذ” (مز 70:119 ), “لأن شريعتك هي لذتي” (مز 7 119)

 الكتاب المقدس ينير الطريق أمامنا

عظاتنا أيضا من الإنجيل. وتدريباتنا هي من الإنجيل، ومحاسبتنا لأنفسنا هي حسب وصايا الإنجيل. فالكتاب ينير الطريق أمامنا.  ولذلك نقول: “سیراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” (مز 105:119).
ونقول: وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد “وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب. أمر الرب طاهر ينير العينين” (مز 8:19).
ولذلك عندما نقرأ الإنجيل نضيء شمعتين من يمين وشمال إشارة إلى نور الوصية، وأنها سراج لنا.

من أهمية الإنجيل ترجم إلى جميع اللغات. لكي يستطيع كل شعب في أي بلد معرفة وصية الله ويلتزم بها.

 تكريم كنيستنا للانجيل

عندما نقرأ الإنجيل تسبقه أوشية أي صلاة ورفع بخور أيضا، ويقول الكاهن: فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة بطلبات قديسيك. أي مجرد سماع الإنجيل يحتاج إلى استحقاق من هيبة الإنجيل.

والشماس يقول: (قفوا بخوف من الله، وأنصتوا لسماع الإنجيل المقدس..) کل هذا يدل على مدى الاحترام للإنجيل. فالشعب كله يقف احتراماً للإنجيل. ورئيسالكهنة يخلع تاجه من على رأسه احتراما للإنجيل، وهكذا جميع الأساقفة.
وقراءة الإنجيل لها بخور خاص والذي يحدث أن أثناء قراءة الإنجيل الكهنة يقبلون الإنجيل, ويكون الإنجيل في غلاف. بعض البلاد تصنع هذا الغلاف من الذهب، والبعض تصنعه من الفضة. والكاهن يلف بالإنجيل حول المذبح إشارة إلى انتشار الإنجيل في كل بلاد العالم.

 الإنجيل لكل العصور

الانجيل هو شريعتنا لذا نعمل به، ونخضع له، ولا نغير فيه لفظاً ولا حرفاً. لذا يقول الله في الكتاب المقدس: “السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول” (مت 35:24 , مر 31:13 , لو 33:21 ). إذن هذا هو الإنجيل، ومدى احترامنا له، ومن أهميته لحياتنا.

قراءة الكتاب وصية إلهية

 وذلك يظهر في: ما قاله الرب ليشوع بن نون: “لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ.” (يش 8:1). 

تصوروا قائد عنده حوالى 400000 جندي، ويقول له: لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه النهار والليل.. لأنه في قيادته لا يمكن أن ينجح إلا إذا كان كلام الله في فمه… في المزمور الأول ومن الاهتمام بهذا الأمر. نجده يتكلم عن الرجل البار ويقول: “وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً.

 كلمات داود: بل داود يقول أيضاً: “سبقت عيني وقت السحر (وقت الفجر) لأتلو فی جميع أقوالك تقدمت عيناى الهزع، لكي ألهج بأقوالك” (مز 148:119 ), أي أن أول شيء يقونور الانجيلله في اليوم أنه يقرأ في كلام الله.. ويقول: أعدائي قاموا على، أما أنا فكنت أتلو في وصاياك لأن ناموسك هو درسی “حبال الأشرار التفت علي. أما شريعتك فلم أنسها” (مز 119: 61).

 ومن إعجابه بكلام الله يقول له: “لِكُلِّ كَمَال رَأَيْتُ حَدًّا، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدًّا (مز 96:119 ), أي تزيد في جمالها عن أي جمال على الأرض…. ويقول:”مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي.” (مز 103:119 ). فهو ليس فقط يقول كلام الله، بل يجد لذة في كلام الله كالعسل والشهد في فمه…. ويقول عن كلمات الله: “أشهى من الذهب والإبريز الكثير” (مز 10:19 )

 

 الكتاب المقدس مصدر القراءات الكنسية

ففي كل من رفع بخور عشية وبخور باكر، نقول مزمور وإنجيل، وأثناء القداس نقرأ البولس, والكاثوليكون, والإبركسيس,قراءات الكنيسة ومزمور وإنجيل. حتى تصل كلمة الكتاب المقدس للذين لا يقرءون الإنجيل في منزلهم، أو الذين تمنعهم ظروفهم الصحية أو خلافه من قراءة الإنجيل.. كذلك تكون العظة على إنجيل اليوم أيضاً.

 

 الكتاب المقدس مصدر طقوس كنيستنا

وصية معينة يريد أن يدرب نفسه على تنفيذها. وهكذا في كل حياتنا الروحية. 

  • في صلوات تدشين الكنيسة، قطع كثيرة جدا من الإنجيل تقرأ حتى تتأسس الكنيسة على الإنجيل. بل أكثر من ذلك، أننا عندما نحفر أساسات الكنيسة، نضع في الأساس نسخة من الإنجيل (مغلفة حتى لا يأكلها التراب).
  •  في صلاة مسحة المرضى، سبع صلوات، في كل صلاة قطعة من الإنجيل.  حتى الصلاة على الموتى تتضمن المزامير وأيضا الإنجيل، نتذكر فيها الموت وما بعد الموت والحياة الأخرى….. إلخ.
  • وزمان كان كل ملك جديد للشعب لابد أن يسلموه نسخة من الشريعة لكي يعمل بها. ولكي يحكم بكلام الله وليس مخالفة لأي نص فيه، وإلا لا يكون ملك صالح. 
  •  وحاليا عندما يُرسم أي أسقف في الكنيسة. رئيس الأساقفة يضع إنجيل على رأسه، ويصلى عليه، حتى يكون خاضعاً للإنجيل، وخاضع لتعاليم الإنجيل، ورأسه هذه تتشبع بكلام الإنجيل.. فالكتاب المقدس هو وصايا الله التي نحفظها ونعلمها لأولادنا:

 الإنجيل هو وصايا الله وكتاب الله يحمل وصاياه. فالله بعد أن قال الوصايا  كلها مباشرة في العهد القديم في (خر19 وتث 5) نجد أنه قال بعد ذلك مباشرة في (تث 6) التكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام  وحين تقوم (تث 6:6, 7).

أي هذه الكلمات لابد أن تكون في عقلك باستمرار وتتكلم بها. وتحكيها لأولادك. نحن نعلم الأولاد تعاليم الإنجيل في مدارس لأحد. لكن قبل مدارس الأحد يجب على الوالدين أن يقصوا وصايا الله وتعاليمه على أولادهم. لأن المدرس الأول للدين هو الأب وهو الأم.

أحيانا الأولاد يذهبون إلى مدارس الأحد ويستمعون لدرس مدارس الأحد، ونتيجة عدم التفاتهم لما يقال ينسوه.. لهذا يجب أن نذكركم بكلام الله كل يوم، بأن نقرأ كأسرة معاً إصحاحاً من الكتاب المقدس مع صلاة.

زر الذهاب إلى الأعلى