تفسير سفر الملوك الأول ١٦ للقمص أنطونيوس فكري

الإصحاح السادس عشر

الآيات 1-7:

– وكان كلام الرب الى ياهو بن حناني على بعشا قائلا. من اجل اني قد رفعتك من التراب وجعلتك رئيسا على شعبي اسرائيل فسرت في طريق يربعام وجعلت شعبي اسرائيل يخطئون ويغيظونني بخطاياهم. هانذا انزع نسل بعشا ونسل بيته واجعل بيتك كبيت يربعام بن نباط. فمن مات لبعشا في المدينة تاكله الكلاب ومن مات له في الحقل تاكله طيور السماء. وبقية امور بعشا وما عمل وجبروته اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. واضطجع بعشا مع ابائه ودفن في ترصة وملك ايلة ابنه عوضا عنه. وايضا عن يد ياهو بن حناني النبي كان كلام الرب على بعشا وعلى بيته وعلى كل الشر الذي عمله في عيني الرب باغاظته اياه بعمل يديه وكونه كبيت يربعام ولاجل قتله اياه.

ياهو بن حنانى هو إبن حنانى الرائى الذى وبخ أسا من قبل غالبا رفعتك من التراب = فهو لم يكن له نسب شريف لأجل قتله إياه = الله سمح بالقتل أى قتل ملك إسرائيل ناداب لشره وشر بيت أبيه لكن الله لا يبرىء القاتل فهو لم يقتل ناداب غيرة للرب بل فى فتنة ومؤامرة لكى يملك. وهكذا سمح الله لبابل أن تؤدب يهوذا لكنه لم يبرىء بابل على أعمالها الوحشية. وفى (2) نرى الله فى محبته ورحمته مازال يقول شعبى إسرائيل ولم يقل عليهم ليسوا شعبى إلا فى أواخر أيام مملكة إسرائيل وعلى فم هوشع النبى فالله طويل الأناة.

 

الآيات 8-14:

– وفي السنة السادسة والعشرين لاسا ملك يهوذا ملك ايلة بن بعشا على اسرائيل في ترصة سنتين. ففتن عليه عبده زمري رئيس نصف المركبات وهو في ترصة يشرب ويسكر في بيت ارصا الذي على البيت في ترصة. فدخل زمري وضربه فقتله في السنة السابعة والعشرين لاسا ملك يهوذا وملك عوضا عنه. وعند تملكه وجلوسه على كرسيه ضرب كل بيت بعشا لم يبق له بائلا بحائط مع اوليائه واصحابه. فافنى زمري كل بيت بعشا حسب كلام الرب الذي تكلم به على بعشا عن يد ياهو النبي. لاجل كل خطايا بعشا وخطايا ايلة ابنه التي اخطاا بها وجعلا اسرائيل يخطئ لاغاظة الرب اله اسرائيل باباطيلهم. وبقية امور ايلة وكل ما فعل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.

عبده زمرى = جميع رجال الملك هم عبيده كبار وصغار، وزمرى مع أنه رئيس نصف المركبات إلا أنه سمى عبدا للملك ولاحظ أن الملك يسكر ويأكل ويشرب وجيشه يحارب وهذا لا يليق بل هو كان يشرب فى بيت وكيله المدعو إرصا = إرصا الذى على البيت. ولذلك غالبا كانت المؤامرة بين إرصا وزمرى. وقتل زمرى لكل أصحاب الملك جعل عمرى يخاف ويثور عليه فهو إن لم يقتل زمرى سبقتله زمرى وكان من يملك يقتل كل رجال الملك السابق حتى لا يطالب أحد بدم الملك القتيل رئيس نصف المركبات = أحد قادة الجيش كرئيس مشارك للمركبات العسكرية.

 

الآيات 15-28:

– في السنة السابعة والعشرين لاسا ملك يهوذا ملك زمري سبعة ايام في ترصة وكان الشعب نازلا على جبثون التي للفلسطينيين. فسمع الشعب النازلون من يقول قد فتن زمري وقتل ايضا الملك فملك كل اسرائيل عمري رئيس الجيش على اسرائيل في ذلك اليوم في المحلة. وصعد عمري وكل اسرائيل معه من جبثون وحاصروا ترصة ولما راى زمري ان المدينة قد اخذت دخل الى قصر بيت الملك واحرق على نفسه بيت الملك بالنار فمات. من اجل خطاياه التي اخطا بها بعمله الشر في عيني الرب وسيره في طريق يربعام ومن اجل خطيته التي عمل بجعله اسرائيل يخطئ. وبقية امور زمري وفتنته التي فتنها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. حينئذ انقسم شعب اسرائيل نصفين فنصف الشعب كان وراء تبني بن جينة لتمليكه ونصفه وراء عمري. وقوي الشعب الذي وراء عمري على الشعب الذي وراء تبني بن جينة فمات تبني وملك عمري. في السنة الواحدة والثلاثين لاسا ملك يهوذا ملك عمري على اسرائيل اثنتي عشرة سنة ملك في ترصة ست سنين واشترى جبل السامرة من شامر بوزنتين من الفضة وبنى على الجبل ودعا اسم المدينة التي بناها باسم شامر صاحب الجبل السامرة وعمل عمري الشر في عيني الرب واساء اكثر من جميع الذين قبله. وسار في جميع طريق يربعام بن نباط وفي خطيته التي جعل بها اسرائيل يخطئ لاغاظة الرب اله اسرائيل باباطيلهم. وبقية امور عمري التي عمل وجبروته الذي ابدى اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. واضطجع عمري مع ابائه ودفن في السامرة وملك اخاب ابنه عوضا عنه.

ملك زمرى 7 أيام لكنه فى هذه المدة البسيطة حفظ له مكان وسط ملوك إسرائيل الأشرار فهو اغتال الملك وأصدقائه الأبرياء ووافق على عبادة العجول وشق مملكة إسرائيل إلى حزبين هما حزب تبنى (من رجال زمري) وحزب عمرى وبقيت الحرب 4 سنين وأحرق قصر الملك على نفسه فمات منتحرا 1) حتى لا يمثلوا بجثته 2) حتى لا يستخدم عدوه القصر بعده. وسبب الانقسام خوف الشعب أن يحكم عمرى الشعب بالسيف فهو رجل عسكرى فخاف الشعب من سيطرة الجيش عليهم وفى (15) ملك كل إسرائيل عمرى = أى كل الجيش الذى فى جبثون. وهنا عمرى ملك بإنتخاب الشعب له وليس بالقتل كما فعل زمرى. تبنى = هو غالبا خلف زمرى فى رئاسة الحزب الذى قاوم عمرى. وعمرى ملك 7 سنوات لأنه مات فى السنة 38 لأسا (آية 29).

وهو ملك فى السنة 31 لآسا (آية 23). ولكن فى آية (23) قيل أن عمرى ملك 12 سنة والحل بسيط فالإثنى عشر سنة محسوبة من يوم ملكه الجيش. والسبع سنين محسوبة من يوم موت تبنى. وعمرى إختار السامرة لتكون عاصمة وهى مناسبة جدا لذلك فهى على جبل عال لذلك كعاصمة يسهل تحصينها جدا وهى جميلة جدا وقد بقيت عاصمة لإسرائيل 200 سنة ولقد فاق عمرى كل من قبله فى العبادة الوثنية. وغالبا فقد بنى عمرى السامرة لأن ترصة خربت فى الحرب وزمرى أحرق القصر.

والتاريخ يسجل أن عمرى كان أنجح ملوك إسرائيل سياسيا وعسكريا. ولكنه لوثنيته فهو أمام الله لا شىء ولذلك لم يذكر عنه هنا سوى القليل فالكتاب ليس كتاب تاريخى بل هو كتاب معاملات الله مع الناس وعمرى فشل فى أن يعرف الرب.

 

الآيات 29-34:

– واخاب بن عمري ملك على اسرائيل في السنة الثامنة والثلاثين لاسا ملك يهوذا وملك اخاب بن عمري على اسرائيل في السامرة اثنتين وعشرين سنة وعمل اخاب بن عمري الشر في عيني الرب اكثر من جميع الذين قبله. وكانه كان امرا زهيدا سلوكه في خطايا يربعام بن نباط حتى اتخذ ايزابل ابنة اثبعل ملك الصيدونيين امراة وسار وعبد البعل وسجد له. واقام مذبحا للبعل في بيت البعل الذي بناه في السامرة. وعمل اخاب سواري وزاد اخاب في العمل لاغاظة الرب اله اسرائيل اكثر من جميع ملوك اسرائيل الذين كانوا قبله. في ايامه بنى حيئيل البيتئيلي اريحا بابيرام بكره وضع اساسها وبسجوب صغيره نصب ابوابها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد يشوع بن نون.

أخاب الذى فاق شره كل ملوك إسرائيل لأنه أدخل عبادة البعل فهو تزوج إيزابل زواجا سياسيا لتدعمه صور وكانت إيزابل محبة لإلهها البعل فأدخلت عبادتها الوثنية لإسرائيل وكانت الحامية لها. ولقوتها وقوة شخصيتها أمام أخاب إضطهدت عبيد يهوة (4:18) إيزابل إبنة اثبعل = وأثبعل كما قال يوسيفوس هو كاهن البعل فى صور وقيل أنه كان ايضا ملك صور وكانت إيزابل شريرة وقوية وتسلطت على زوجها وإبنها يورام وإبنتها عثليا وقتلت أتباع يهوة وسمح لها أخاب بهذا. إلا أن أخاب كان مترددا بين عبادة يهوة وعبادة البعل فهو أطلق أسماء عبرانية.

 (تشمل إسم يهوة) على أولاده بينما يسمح لإيزابل بقتل أتباع يهوة. ولقد ملك على إسرائيل ويهوذا من أولاد إيزابل فأفسدت بشرورها المملكتين وكانت عبادة عجول يربعام كما يدعى أصحابها هى عبادة للرب يهوة لكن عبادة البعل هى عبادة وثنية محضة.

وفى آية (34):-

بعد أن أسقط يشوع أسوار أريحا وهدم المدينة لعن من يبنيها ثانية فهو أراد أن تظل شاهدة على عقوبة الله ضد الخطاة وعلى المعجزة التى حدثت ولكن فى أيام أخاب ومع إهمال شريعة الرب قام هذا الرجل حيئيل البيتئيلى يبنى أريحا. وكانت أريحا قد بنيت من قبل وبعد أيام يشوع بقليل وسكنها عجلون ملك موآب قض 13:3. قم أقام فيها رجال داود الذين أهانهم ملك عمون 2 صم 5:10. لكن حيثيل هذا وسع المدينة وحصنها وبنى لها سور لذلك وقعت عليه لعنة يشوع التى لعن بها الرجل الذى يبنيها (يش 26:6) التى نص فيها أنه سيموت بكره وصغيره وتحققت نبوة يشوع فيه بأبيرام بكره وضع أساسها أى يوم بدأ البناء وبسجوب صغيره نصب أبوابها = أى يوم إنتهى من بناء الأسوار ووضع الأبواب فيوم وضع الأساس مات بكره ويوم إنتهى من أبوابها مات صغيره. ولقد سمح الله بهذا حتى يذكرهم بشريعة الرب. وقد يكون أن جميع أولاده ماتوا أثناء البناء وذكر البكر والصغير فى بداية ونهاية العمل إشارة لهلاك كل أولاده. وهناك رأى آخر أن حيئيل لوثنيته قدم أولاده ضحايا للآلهة الوثنية فى هذه المناسبة غير أن الرأى الأول أرجح ويتمشى مع فكر الكتاب فما حدث نبوة وقد تمت.

فاصل

فاصل

تفسير ملوك الأول 15 تفسير ملوك الأول 
القمص أنطونيوس فكري
تفسير ملوك الأول 17
تفسير العهد القديم

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى