تفسير سفر الملوك الأول 11 للقمص تادرس يعقوب ملطي
انحدار سليمان وموته
يقدِّم لنا الكتاب المقدَّس قصَّة مؤلمة للغاية، وهي قصَّة انحدار شخصيَّة سليمان، ملخَّصها أنَّه قد ارتدَّ عن العبادة الحقَّة النقيَّة بسبب إغواء نسائه، الأمر الذي أشار إليه الكتاب المقدَّس بعد عدة قرون (نح 13: 26). سليمان الذي كرّس قلبه لمحبَّة الله، حوّله إلى النساء الغريبات. سليمان الذي بدأ برعاية شعبه بالحب انشغل بقصره الخاص والمنشآت الضخمة، فأرهق شعبه بالضرائب وأعمال السخرة.
شعر بعض الدارسين وجود تحوُّل خطير ومتطرِّف من ملك يكرِّس طاقات شعبه لحساب مملكة الله، وينال شهرة عالميَّة في الحكمة والتقوى، إلى ملك يغرق في شهوات جسديَّة شبابيَّة، ويتعبَّد للأوثان! فظن البعض أن هناك مبالغة في الحديث عنه في الجانبين التقوى والشهواني! ادَّعى البعض أنَّه يستحيل أن ينقلب سليمان إلى هذه الصورة البشعة بعدما تمتَّع ببهاء عجيب!
إنَّه درس عملي بشع يبرز عمليًا إمكانيَّة الانحراف والفساد، في أيّ سن، وتحت أي ظروف. ليس للمؤمن أن يتَّكل على خبراته الماضية وأعماله وقدراته وحكمته!
لعبت بثْشَبع دورًا حكيمًا وهامًا في استلام سليمان الحكم وإحباط مؤامرة أخيه أدونيا. وقدَّمت لابنها وصايا تسنده في الحكم، وقد حذَّرته من الزواج بوثنيَّات (أم 31: 3)، لكنَّه لم يسمع لصوتها.
لقد لمس بنفسه ما حلّ بأبيه داود وبكل أسرته بسبب سقوطه في الشهوة، ولم ينتفع سليمان من هذا الدرس الخطير.
في الأصحاح السابق ذكر مخالفة سليمان الوصيَّة الإلهيَّة الخاصة بالملوك ألاَّ يبالغوا في اقتناء الخيل (تث 17: 16)، وألاَّ يكثروا الذهب والفضَّة. الآن يكشف هذا الأصحاح عن تجاهله الوصيَّة الإلهيَّة الخاصة بألاَّ يتزوَّجوا نساء غريبات وثنيَّات.
هكذا قدَّم لنا الكتاب المقدَّس شخصيَّة سليمان كمثالٍ خطيرٍ للسقوط بعد التمتُّع بحكمةٍ سماويَّة ومجدٍ وعظمةٍ! وقد لمس سليمان بنفسه خطورة الارتباط بالوثنيَّات، فسجَّل لنا في سفر الأمثال أن محبَّة النساء طرحت كثيرين جرحى (أم 7: 26).
النساء الوثنيَّات:
خلال الخبرة العمليَّة يحذِّرنا الملك سليمان من حبائل المرأة الوثنيَّة، خاصة من صوتها الليِّن كالزيت، مخصِّصًا الأصحاحات 5-7 من سفر الأمثال لهذا التحذير.
كل إنسان يميل بأذنيه الداخليتين إلى صوت المرأة الزانية المخادعة بالعذوبة الظاهرة لا يستطيع أن يميلهما إلى صوت الحكمة. يروي لنا سفر الملوك الأول القصَّة المُرّة لسليمان نفسه وقد مال بأذنيه للأجنبيَّات ففقد ملكوت الله الذي في أعماقه. “وأحبَّ الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون… فأمالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه… وعمل سليمان الشرّ في عينيّ الرب ولم يتبع الرب تمامًا كداود أبيه” [1-6].
يطالبنا الحكيم أن نتجنَّب كل ما يمكن أن ينحرف بنا إلى خطيَّة الزنا، أو مجرَّد الميل إليها بالفكر. فإن أفكار الشهوة قاتلة لكل بذور الفضيلة، والذين يسقطون في حبائلها يصيرون على مقربة من أبواب الهاويَّة. إن كانت شفتا المؤمن المنصت لصوت الحكمة تحفظان معرفة، فإن شفتيْ المرأة المنحلَّة تنساب منهما كلمات معسولة ليِّنة كالزيت. “لأن شفتيّ المرأة الأجنبيَّة تقطران عسلًا، وحنكها ألْين من الزيت. لكن عاقبتها مُرَّة كالأفسنتين، حادة كسيفٍ ذي حدِّين” (أم 5: 3-4). كلماتها من الخارج حلوة كالعسل، وفي الداخل مُرَّة للغاية كالأفسنتين؛ من الخارج ليِّنة كالزيت ومن الداخل كسيفٍ قاتلٍ ذي حدِّين. غالبًا ما يُقصد بالشفتين والفم هنا القبلات المثيرة للشرّ مع الكلمات العاطفيَّة الغاشة.
يتطلَّع الإنسان الحكيم إلى المرأة الشرِّيرة بفمها ذي الشفتين الناعمتين كعدوٍ خطيرٍ يقف ممسكًا بسيف ذي حدِّين. كل شفاه أشبه بحد سيف، أينما توجَّه السيف يقطع ويدمِّر… هكذا فم الشرِّيرة.
* يقدِّم أحدهم هذه النصيحة: “لا تُلاحظ جمال المرأة الأجنبيَّة، ولا تلتقي بامرأة تُدمن الزنا. إذ تقطر شفتا الزانية عسلًا، الذي إلى حين يبدو ليِّنًا لحنجرتك، لكنَّه بعد ذلك تجده أكثر مرارة من الأفسنتين، وأكثر حدَّة من سيفٍ ذي حدِّين. فالمرأة الزانية لا تعرف كيف تُحب بل تصطاد؛ قبلاتها مملوءة سُمًّا، وفمها مخدِّر ضار. إن كان هذا لا يظهر في الحال، فبالأكثر يجب تجنبها، لأنَّها تحجب هذا التدمير وتختم على هذا الموت ولا تسمح له بالظهور في البداية(90).
* تبدو ملامح الزانية مقبولة. أنا أعلم ذلك، إذ يقول الكتاب: “شفتا المرأة الأجنبيَّة تقطران عسلًا” (أم 5: 3). لهذا السبب احمل كل هذا التعب حتى لا تكون لك خبرة هذا العسل، فإنَّه في الحال يتحوَّل إلى إفسنتين. هكذا يقول أيضًا الكتاب المقدَّس: “هذا الذي إلى حين ليّن لحنجرتك، لكنَّه بعد ذلك تجده أكثر مرارة من الإفسنتين، وأشد حِدّة من سيفٍ ذي حدِّين” (أم 5: 3-4 LXX) (91).
القديس يوحنا الذهبي الفم
نساء سليمان وارتداده
يبدو أن سليمان قد فاق والده داود النبي، فقد طلب من الله الحكمة ولم يطلب مجدًا أو غنى، وبني هيكل الرب الذي اشتهى والده أن يقيمه، واتَّسعت مملكته، فتحقَّق الوعد الإلهي لأبيه إبراهيم، وساد المملكة السلام، وتمتَّعت بنظام حكم منظم حسنًا، ونال غنى ومجدًا عظيمًا.
خيَّم على مملكة سليمان الفائق خطأ خطير وهو زواجه نساء وثنيَّات، أغلبهنَّ بنات أمراء وثنيَّات. لقد ارتكب جريمة في حق الله وحق شعبه كما في حق نفسه، إذ سقط في الزواج السياسي وانحرف قلبه عن الله [1-8]. كانت العادة بين الأمم أن يقدِّم الملك الضعيف للملك القوى إحدى بناته أو نسائه الجميلات زوجة له. بهذا يكون نوعًا من القربى، والشعور بالطمأنينة أن القوي لا يفكر في الهجوم على الملك الضعيف واستعباده. هذه التقدمة تسمَّى “تقدمة السلام”.
سقط سليمان في هذه العادة مُرضيًا الناس على حساب علاقته بالله، فقد قبل نساء وثنيَّات سراري له من الأمم المحيطة ليرضي غير المؤمنين على حساب إيمانه وحياته الروحيَّة. ولما كان سليمان مشهورًا على مستوى العالم كلُّه في ذلك الحين صارت له 700 زوجة وأميرة و300 من السراري. كان هذا هو الطابع الشرقي القديم خاصة في قصور الملوك أن تقدَّر عظمة الملك حسب عدد الزوجات والسراري اللواتي في جناح “الحريم”. لهذا يرى البعض أنَّه لم تكن خطيَّة سليمان الكبرى هي شهوته الجسديَّة، وإنَّما سقوطه في الرغبة في العظمة، وإن كان هذا قد سحبه بعد ذلك إلى الشهوات الجسديَّة والسقوط في العبادة الوثنيَّة.
هذا الذي بنى الهيكل العظيم امتدَّت يده لتبني مذابح وثنيَّة. الوثنيَّة التي بذل داود الملك كل جهده لاقتلاعها، أعادها ابنه سليمان حتى في قصره الملوكي. وكأن اليد التي استخدمها الله لإقامة عصرٍ ذهبيٍّ هي بعينها أساءت التصرُّف فامتدَّت لتحطيم هذا المجد.
1. التصاقه بالوثنيَّات |
[1 –3]. |
|
2. انحراف قلبه وراءهن |
[4]. |
|
3. انحرافه نحو الوثنيَّة |
[5 –8]. |
|
4. إنذار الرب له |
[9 –13]. |
|
5. الرب يثير أعداء لتأديبه |
[14 –29]. |
|
6. أخيّا النبي وانقسام المملكة |
[30 –39]. |
|
7. سليمان يطلب قتل يربعام |
[40]. |
|
8. موت سليمان |
[41 –42]. |
|
من وحي 1 ملوك 11 |
1. التصاقه بالوثنيَّات:
“وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون
موآبيَّات وعمونيَّات وآدوميَّات وصيدونيَّات وحثيَّات” [1].
تمتُّع سليمان بعطيَّة الحكمة السماويَّة الفائقة لم يُلزمه بالحياة التقويَّة، فبإرادته انحرف في أخطاء خطيرة وخطايا مفسدة حتى للإيمان. ينطبق عليه القول الإلهي لملاك كنيسة اللآوُدُكيِّين: “لأنَّك تقول إنَّك غنيّ وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلم أنَّك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان” (رؤ 3: 17). وقول بولس الرسول: “أهكذا أنتم أغبياء؟! أبعد ما ابتدأتم بالروح تكمِّلون الآن بالجسد؟” (غلا 3: 7).
ورد في تقليد بأن سليمان تزوَّج ابنة حيرام ملك صور وهي من الصيدونيَّات.
لقد فارقته نعمة الله ذاك الذي نال أبوه التقي مواعيد إلهيَّة بأنَّه يبني للرب بيتًا، ويقيمه ملكًا. انحرف ذاك الذي اهتمت والدته بثْشَبع بتدريبه روحيًا وهو طفل (أم 31: 1-3). سقط ذلك الذي تتلمذ على يديّ ناثان النبي.
أمالت محبَّة النساء قلب الملك الحكيم والتقي والجبار سليمان. أنَّها الصخرة التي حطَّمت سفينته وسط محيط هذا العالم. لم يعد قادرًا بنفسه على الخلاص من هذه الكارثة، بل صار محتاجًا إلى نعمة الله. كان يليق به أن يعرف كيف يوجِّه قلبه نحو الحب الحقيقي.
* هل نقول لك: “لا تحب شيئًا”؟ حاشا! فإنَّك إن لم تحب تكون متبلِّد الحس، ميِّتًا، مكروهًا، وبائسًا.
حبّ؛ لكن اهتم أن تعرف ماذا تحبّ(92).
القديس أغسطينوس
يرى العلامة أوريجينوس أن الاتِّحاد بزوجة يشير إلى اتِّحاد النفس بالحكمة والفضيلة. فزواج سليمان بزوجات يشير إلى تمتُّعه بفضائل وبروح الحكمة؛ أمَّا اتِّحاده بالأجنبيَّات والسراري فيشير إلى التصاق النفس بالفلسفات الزمنيَّة(93). ويرى القديس أغسطينوس أن الزواج بالسراري يشير إلى تغرُّب النفس عن المواطنة مع شعب الله، ويمثِّل كل فكرٍ غريبٍ عن الإيمان(94).
“من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم،
لأنَّهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم،
فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبَّة” [2].
وكما يقول سليمان نفسه أن المياه المسروقة حُلوة، هكذا ظنَّ أن سعادته تكمن في هؤلاء النساء الممنوعات عنه، فوجد في ميوعتِهنَّ وعذوبة أحاديثهن وخلاعة الملابس مسرَّة لم يجدها في ابنة فرعون، الزوجة الشرعيَّة، أو في النساء اليهوديَّات. التصق بهنَّ بالمحبَّة، إذ صار مغرمًا بهنَّ، يقضي أوقاتًا طويلة معهنَّ ويعجب بكلامهنَّ.
في القديم كان الشرقيُّون يبرزون عظمتهم، لا بكثرة ممتلكاتهم وذهبهم وخيولهم، بل وبكثرة نسائهم. وكان يبدو أن النساء يمثِّلن الجانب الضعيف والأقل من الرجل. لكنَّه كان الجانب الذي له فاعليَّته على الرجل وكل الأسرة. وها هو سليمان مثل حيّ لذلك. فقد سحبته نساؤه إلى آلهتهن. لهذا حذَّر الكتاب المقدَّس من الزوجات الوثنيَّات (خر 34: 15-16؛ تث 7: 1-3، عز 9: 1-2؛ 10: 3؛ نح 13: 23).
“وكانت له سبع مائة من النساء السيِّدات وثلاث مائة من السراري،
فأمالت نساؤه قلبه” [3].
التصق بألف سيِّدة 700 زوجة و300 من السراري، وكما شهد في عظته التي قدَّم فيها توبته وندامته أنَّه لم يجد بينهن واحدة صالحة.
أخطأ داود الملك بزواجه بأكثر من فتاة، ولم يدرِ أنَّه قد فتح الباب لابنه ليلتصق بألف سيِّدة، ظانًا أنَّه من حقِّه هذا كملك.
يصعب على المؤمن الذي فيه مخافة الرب أن يقبل زوجة ثانية، حتى بعد وفاة الزوجة الأولى، فكيف كان يمكن لسليمان أن يحتفظ بمخافة الرب فيه وقد أحاطت به ألف زوجة وسرِّيَّة؟! كان يليق بذاك الذي نال الحكمة السماويَّة أن يلتزم بما تنادي به، وهو الالتصاق بزوجة واحدة. لكنَّه إذ سمح لنفسه بأخرى لم تعد الثانية تكفيه. ولعلَّه ظن أن يتمثِّل بأبيه ولا تزيد عدد زوجاته عن نساء أبيه، لكنَّه إذ فتح الباب انحدر ولم يستطع أن يقف عند حدٍ معين. هكذا لا تعرف الشهوة لها ضابط، متى فتح لها الإنسان الباب يصعب أن يتوقَّف ما لم تعمل نعمة الله فيه.
2. انحراف قلبه وراءهن:
“وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى،
ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه” [4].
مات سليمان وهو بالأكثر في الستِّين من عمره، لهذا يرى بعض الدارسين أنَّه يعني بقوله هنا “في زمان شيخوخة سليمان” أنَّه كان في الخمسين أو الخمسة والخمسين من عمره.
ظن أنَّه قادر أن يحتفظ بعبادته لله الحيّ جنبًا إلى جنب مع عبادته لآلهة نسائه، ولم يدرك أن قلبه لم يعد كاملًا مع الرب إلهه، ولا صار يسلك وراءه بالكامل. لا يمكننا القول بأنَّه ترك عبادة الله الحيّ، لكنَّه فتر في العبادة وانشغل القلب عن الله الحيّ.
حين كان سليمان حارًا في الروح جذب ابنة فرعون للعبادة الحيَّة، لكنَّه إذ فتر سحبته النساء الغريبات إلى آلهتهن. لعلَّه بدأ يحمل فكرًا يشبه الأفكار الحديثة: أليست كل العبادات صالحة وتهدف إلى سلوكيَّات حسنة؟ ما هو الضرر في ذلك؟
* داود الرجل الصالح الذي قلبه مثل قلب الله (1 صم 14: 13) ارتكب بعد ذلك القتل والزنا (2 صم 11). سليمان الذي وهبه الرب كل نعمة وحكمة قادته النساء إلى الوثنيَّة. فإنَّه قد حُفظ لابن الله وحده أن يبقى بلا خطيَّة حتى النهاية (عب 15: 4) (95).
العلامة ترتليان
* لأن ابن داود هذا، سليمان بالاسم، سقط في ذات الفخ مثل أبوه، وبسبب شهوة النساء انحرف عن إله آبائه(96).
القديس يوحنا الذهبي الفم
* استخدمت الحكمة (سليمان) ليغنِّي لها مادحًا إيَّاها… (1 مل 4: 33)، ومع ذلك فقد ارتدَّ عن الله لأنَّه كان محبًا للنساء. ولكي تدركين أنَّه لا أمان حتى في القرابات فإن أمون التهب بالشهوة غير الشرعيَّة نحو أخته ثامار (2 صم 13)(97).
القديس جيروم
3. انحرافه نحو الوثنيَّة:
“فذهب سليمان وراء عشتروث آلهة الصيدونيِّين، وملكوم رجس العمونيِّين” [5].
التصق سليمان بالإلهة عشتروت Ashtaroth وهي فينوس Venus، إلهة كنعانيَّة ترتبط بالخصوبة. يرتبط الاسم بعشتار Ishtar في بابل وأشور، إلهة الحب الجنسي والأمومة والخصوبة. كانت الإلهة المؤنَّثة الرئيسيَّة في كل القبائل الكنعانيَّة. انتقلت عبادتها من صور إلى قرطاجنة حيث ازدهرت هناك جدًا. وهي إلهة القمر التي كان اليونانيُّون والرومان يعبدونها أحيانًا تحت اسم أفروديت Aphrodite وأحيانًا أخرى تحت اسم Urania وCoelestis وJuno وغيرها من الأسماء.
لها أساطير وتقاليد خاصة بها. وكانت كاهناتها يمارسن الدعارة رسميًا. كانت عبادتها ترتبط مع عبادة إله ذكر يدعى “البعل”. رمزت هي والبعل إلى القمر والشمس.
في عهد يوشيا حُرمت عبادتها في إسرائيل تحريمًا قاطعًا (2 مل 23: 13).
يقدِّم لنا Millon قطعة أدبيَّة عن سقوط سليمان في إقامة مذبح للإلهة عشتروت، فيقول:
“عشتروت التي يدعوها الصيدونيُّون عشتار،
ملكة السموات لها قرنا هلال،
هذه التي تشرق ببهاء صورتها في الليل بالقمر؛
عذارى صيدون يقدِّمن لها نذورهن وأغانيهن.
لن يتوقَّفن عن الغناء في صهيون حيث يقفن صفوفًا طويلة.
أقيم هيكلها على جبل المعصية،
بواسطة الملك المغرم بنسائه وخاضعًا لهن،
قلبه وإن كان متَّسعًا، لكنَّه انحرف نحو الأصنام الدنسة بالوثنيَّات الجميلات.
لقد فقد الفردوس!”
يرى البعض أن سليمان قد مال وراء نسائه وبنى مذابح لآلهة غريبة حيث قدَّمت الذبائح ورفع البخور، لكن لم يذكر الكتاب المقدَّس أنَّه اشترك في هذه العبادة أو قدَّم بنفسه ذبائح أو بخورًا.
ملكوم Milcom أو Moleck رجس العمونيِّين: اسم كنعاني معناه “ملك” (لا 18: 21)، ويسمَّى مولوك (أع 7: 43). كان العمونيُّون يذبحون له ذبائح بشريَّة. يقول الربيُّون أن صنمه كان من نحاس، له رأس عجل عليه إكليل، وكان الصنم والعرش مجوَّفين. كانوا يشعلون النار في التجويف، حتى تبلغ الحرارة إلى اليدين فيحمرَّان، ويلقي الكاهن بالطفل على الذراعين فيحترق بسرعة ولا يسمع أحد صراخ الطفل وسط صوت الطبول.
سقط اليهود في هذه العبادة التي ندَّد بها الأنبياء بكل شدَّة على ممر الأجيال، لكن اليهود تشبَّثوا بها، فحلّ غضب الرب عليهم بسببها. يبدو أن مولك كان ملك جهنَّم حسب رأي الكنعانيِّين الوثنيِّين.
يرتبط ملكوم بالإله كموش Chemosh رجس الموآبيِّين. دُعي الموآبيُّون أمَّة كموش (عد 21: 29) وشعب كموش (إر 48: 46) نسبة إلى إلههم. الإله كموش هو إله الشمس، كان يعبد كملك على شعبه وإله الحرب، وضعت صورته على بعض العملات حاملًا سيفًا أو رمحًا أو درعًا وعلى جانبيه يوجد مشعلان (عد 21: 29).
في النقش الذي على الحجر الموآبي ينسب الملك ميشع (2 مل 3: 4) انتصاراته إلى الإله كموش. كانت علاقة قرابة بينه وبين ملكوم إله العمونيِّين (قض 11: 24؛ 1 مل 11: 5)، وتشترك عبادة الاثنين في تقديم الأطفال ذبائح لهما (2 مل 3: 27).
“وعمل سليمان الشرّ في عيني الرب،
ولم يتبع الرب تمامًا كداود أبيه.
حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيِّين على الجبل الذي تجاه أورشليم،
ولمولك رجس بني عمون” [6-7].
للأسف بعد بنائه الهيكل الذي يُنظر إليه كأقدس موضع في العالم في ذلك الحين أقام مرتفعات، مثل مرتفع توفه.
اختلفت ابنة فرعون عن بقيَّة النساء، فلم نسمع عنها أنَّها أقامت هيكلًا للإله آمون Ammon أو الإلهة Isis.
واضح أن الجبل الذي تجاه أورشليم هو جبل الزيتون (زك 14: 4). يُدعى في العصور الحديثة “جبل المعصية Mount of Offence” بسبب العبادة الوثنيَّة التي بدأت عليه في أيَّام سليمان. وقد جاءت هذه الهياكل في واجهة هيكل يهوه. وقد جاءت بركة سلوام مقابل جبل المعصية وعلى بعد عدَّة ياردات منه: فكان الكهنة العاملون في الهيكلين (هيكل الرب وهيكل الوثن) يسحبون المياه اللازمة لهم من ذات المصدر.
يقول الرحَّالة الشرقيُّون المبكِّرون أنَّه في أيَّامهم كان الحي الشمالي هو موقع مرتفع كموش، والحي الجنوبي خاصًا بمولوك.
كنَّا قبلًا نسمع عن سليمان المحبوب من الرب (2 صم 12: 24)، والذي يجد فيه مسرَّته (1 مل 10: 9)، الآن نسمع أن الله قد غضب عليه لأنَّه انحرف إلى الخطيَّة.
لقد سبق أن تراءى له مرة قبل بناء الهيكل، ومرة أخرى أثناء تدشين الهيكل، فصارت هاتان الرؤيتان الإلهيَّتان دينونة لسليمان الذي لم يثبت في التصاقه بالرب بأمانة كاملة.
بالرغم من إصلاحات آسا ويهوشافاط ويوآش وحزقيا بقيت مواضع الذبيحة هذه حتى أيَّام يوشيا. ولعلَّها تُركت كمواضع عبادة للغرباء القادمين إلى أورشليم أو القاطنين بجوار أورشليم للتجارة.
“وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن” [8].
كان الوثنيُّون عادة يقدِّمون البخور أولًا وبعد ذلك الذبائح الحيوانيَّة، خاصة في عبادة Hither Asia. ولعلَّ تقديم البخور أولًا قبل الذبائح كان عادة تسلَّمتها الأجيال بعد السقوط مباشرة، بكونها رمزًا للصلاة والتضرُّع لله ثم إعلان الحاجة إلى المصالحة خلال الدم.
لعلَّ إرميا النبي كان يتطلَّع إلى سليمان الساقط حين سمع صوت الرب يوبِّخ الشعب المرتدّ، قائلًا: “هل بدَّلت أمَّة آلهة وهي ليست آلهة؟! أمَّا شعبي فقد بدّل مجده بما لا ينفع. اِبهَتي أيتها السموات من هذا واقشعرِّي وتحيَّري جدًا يقول الرب، لأن شعبي عمل شرِّين: تركوني أنا ينبوع المياه الحيَّة لينقروا لأنفسهم آبارًا لا تضبط ماءً” (إر 2: 11-12).
حقًا يليق بنا أن نقدِّم مرثاة على سليمان، إذ نقف في حيرة نتعجَّب كيف صار ذاك الذي طلب الحكمة السماويَّة ليسلك كسماوي ترابًا، والذي صار الذهب حوله بلا حصر قد صار هو نفسه زغلًا! الحكيم الذي جاء إليه ملوك الأرض يستشيرونه صار غبيًا بغباوة هؤلاء الوثنيَّات. الشيخ صار عبدًا لشهوات شبابيَّة. الذي كرّس بدء حياته الملكيَّة وطاقات شعبه وطاقات الأمم لبناء الهيكل يبني مذابح وثنيَّة!
4. إنذار الرب له:
“فغضب الرب على سليمان، لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذي تراءى له مرَّتين” [9].
الخطيَّة خاطئة، لن يطيقها الله، أيَّا كان مرتكبها. لقد كان سليمان موضع سرور الله، ظهر له مرَّتين لكنَّه إذ أخطأ وتمادى في الخطيَّة غضب الرب عليه.
تبقى سيرة سليمان درسًا لكل مؤمن. من كان قائمًا فليحذر لئلاَّ يسقط. لنصرخ مع المرتِّل: “خطيَّتي أمامي في كل حين”، لا لليأس وإنَّما للارتماء في حضن الله والالتصاق بالنعمة الإلهيَّة.
لقد تراءى الله لسليمان مرَّتين، ومع هذا انحرف لكي يحذَر كل مؤمن وكل قائد لئلاَّ تنحرف عيناه عن رؤية الله المتجلِّي في قلبه. فإن العدوّ يصوِّب سهامه بالأكثر نحو الراعي والقائد لكي يشتِّت الرعيَّة ويحطِّم النفوس الضعيفة.
“وأوصاه في هذا الأمر أن لا يتبع آلهة أخرى،
فلم يحفظ ما أوصى به الرب” [10].
سليمان الذي طلب من شعبه أن يحفظوا وصاياه، وأن يخضعوا له بالطاعة، لم يحفظ هو وصايا الرب ولا التزم بالطاعة له.
* سليمان الذي أحضر مركبات من مصر صار ضحيَّة الشهوات… يقول إرميا: “صاروا حصنًا معلوفة سائبة صهلوا كل واحدٍ على امرأة صاحبه” (إر 5: 8). بالتأكيد لا يَّسر الله بخيلٍ من هذا النوع(98).
القديس جيروم
“فقال الرب لسليمان:
من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي أوصيتك بها،
فإنِّي أمزِّق المملكة عنك تمزيقًا،
وأعطيها لعبدك” [11].
جاءته الرسالة الإلهيَّة، أن يشرب من ذات الكأس التي أعدَّها. كما أنَّه ثار على الرب إلهه ولم يخضع له، هكذا تثور مملكته عليه ويفقد عشرة أسباط ليتسلَّمها عبده يربعام. هكذا يدمِّر العصيان المملكة، وينزع عن العاصي سلطانه ومجده وغناه.
“إلاَّ إنِّي لا أفعل ذلك في أيَّامك من أجل داود أبيك،
بل من يد ابنك أمزِّقها،
على أنِّي لا أمزِّق منك المملكة كلَّها،
بل أعطي سبطًا واحدًا لابنك لأجل داود عبدي ولأجل أورشليم التي اخترتها” [12-13].
الله الطويل الأناة هدَّد سليمان بالتأديب، لكنَّه سمح بتأجيل التأديب إلى أيَّام ابنه رحبعام الذي يتولَّى العرش من بعده. وقد جاء التأديب هكذا:
- تمَّ تأجيل التأديب من أجل داود أبيه. بهذا يعطي الرب لسليمان الفرصة لكي يتوب ويُصلح ما قد أفسده. فإن كان من أجل داود البار لم يسمح بانشقاق المملكة في أيَّام ابنه سليمان، كان يليق بسليمان أن يرجع إلى الحياة التقويَّة ليقدِّم بركة لنسله.
- يتم الانشقاق في أيَّام رحبعام، وهو ابن لسليمان من إحدى النساء الغريبات الجنس، إذ كانت عمونيَّة (1 مل 14: 31). وغالبًا كان لها دور هام في بعث الوثنيَّة في إسرائيل.
- لم يسحب المملكة بكاملها بل ترك لابنه سبطًا واحدًا، ليُعطي رجاء لملوك يهوذا أن يرجعوا إلى الرب بكامل قلوبهم، فيرد الله لهمالأسباطكاملة. بمعنى آخر كما أن سليمان ارتدَّ عن أمانته للرب تدريجيًا وليس بالكامل، هكذا جاء التأديب تدريجي وليس بنزع المملكة بكاملها. ترك سبط بنيامين لنسل سليمان من أجل داود أبيه ومن أجل أورشليم المدينة التي دُعي اسمه عليها. ولم يقل “من أجل الهيكل”. بسقوط سليمان في العبادة الوثنيَّة وعدم طاعته لله لم يعد ما سبق أن فعله، مهما كانت نيَّته وتكلفته، شفيعًا له أو لنسله. أعطى الله لابن سليمان سبطًا واحدًا، ربَّما قصد به سبط يهوذا، لأنَّه كان سبطًا عظيمًا وكثير العدد، حتى أن سبط بنيامين ذاب فيه. ترك له سبط يهوذا لكي يحقِّق الله وعده لداود، بأن من نسله يأتي المسيَّا الملك الحقيقي. لذا لم يحطِّم سبط يهوذا، ولم ينزع عنه السمة الملوكيَّة إلى يوم مجيء الرب الملك. وأيضًا من أجل أورشليم التي بكونها رمزًا للكنيسة. وكأن الله لم ينتزع الملوكيَّة من نسل سليمان حتى يأتي الملك ابن داود وعروسه الكنيسة المقدَّسة، أورشليم الحقيقيَّة.
- يؤكِّد الله بتأديبه لسليمان أنَّه لا ينتقم لنفسه، إنَّما يفتح باب الرجاء للتوبة، لذا لم يرفضه تمامًا. تحقَّق فيه قول الرب لداود أبيه: “إن تعوَّج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم، ولكن رحمتي لا تُنزع منه” (2 صم 7: 14-15).
واضح أن هذا الإنذار كان له فاعليَّته في حياة سليمان، إذ نراه يقدِّم توبة في سفر الجامعة حيث يُعلن عن حزنه الشديد على غباوته وجنونه، وطلب من المؤمنين أن يحذروا الشرّ، ويخافوا الرب ويحفظوا وصاياه.
يتساءل البعض إن كان سليمان قد تاب في أواخر أيَّامه أم لا. يرى البعض أن الكتاب المقدَّس قد لمَّح إلى ذلك عندما تحدَّث عن الصالحين قائلًا: “لأنَّهم ساروا في طريق داود وسليمان” (2 أي 11: 17). ويرى البعض أن الكتاب المقدَّس لم يشر إلى ذلك صراحة حتى يحذِّر القارئين من الخطيَّة، لئلاَّ يتمادوا في الشرّ قائلين إنَّنا في النهاية نتوب مثل سليمان.
الله يقيم لسليمان خصومًا:
أقام الرب لسليمان خصمًا هو هدد الأدومي، مع أن سليمان لم يلتقِ به ولا أساء إليه، لكن هدد أراد أن ينتقم ممَّا صنعه داود بشعبه، حيث قتل رئيس جيشه يوآب كل ذكر في آدوم.
العجيب أنَّه يقول “أقام الرب خصمًا“؛ ما دمنا في هذا العالم نحتاج مع كثرة عطايا الله أن يوجد نوع من الضيق يكون أشبه بكلب الحراسة، يحفظ الإنسان من التشامخ والاعتداد بذاته بسبب نجاحه أو غناه أو كرامته. الله يسمح بوجود خصم للمؤمن، حتى وإن لم يسيء المؤمن إليه في شيء. أنَّه في حاجة أن يسلك الطريق الضيِّق محمولًا على الأذرع الإلهيَّة.
في أواخر حكم سليمان تزايد عدد المقاومين لسليمان:
هدَّد الأدومي في الجنوب الشرقي من مملكته،
وريزون السرياني في الشمال الشرقي،
وعبده يربعام في شمال إسرائيل،
ملك مصر جعل مصر ملجأ ليربعام المتمرِّد.
تنبأ أخيَّا النبي ليربعام أنَّه يصير ملكًا على عشرة أسباط بعد موت سليمان. ويرى البعض أن جزءً من سبط بنيامين كان مع يهوذا وليس كل السبط (1 مل 12: 21)؛ وأيضًا بالنسبة لشمعون.
5. الرب يثير أعداء لتأديبه:
“وأقام الرب خصمًا لسليمان هدد الآدومي، كان من نسل الملك في آدوم” [14].
حين أرسل سليمان إلى حيرام ليساعده في بناء هيكل الرب كان يمكنه القول بأنَّه لم يكن له خصم “saatan” (1 مل 5: 4)، وإن السلام والآمان يسودان مملكته، وكل رجل يسكن تحت كرمه وشجرته (1 مل 4: 25). أمَّا الآن وقد أقام هياكل وثنيَّة فقد سمح الله أن يقدِّم له عدَّة خصوم مرة واحدة خاصة هدد ورزون ويربعام.
لقد أجّل الله التأديب إلى عصر ابنه رحبعام، لكنَّه سمح بقيام الخصوم الثلاثة حتى يتأكَّد سليمان من خطورة الموقف، فلا يستسلم للخطيَّة ظانًا أنَّه ونسله في أمان وسلام.
ما كان يمكن لهدد الأدومي ورزون ويربعام أن يصيبوا سليمان بضررٍ ويكونوا له أعداء أشداء لو لم يُقٍمْ سليمان من الله نفسه عدوًا له. وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أنَّه لا يقدر أحد أن يؤذي إنسانًا ما لم يؤذِ الإنسان نفسه.
في رسالة القديس جيروم التي بعث بها إلى أوستوخيوم يعزِّيها في والدتها باولا Paula أشار إلى مضايقيها:
* الحسد يقتفي أثر الفضيلة، وكما يقول هوراس Horace تًضرب قمَّة الجبل بالبرق. لا تعجب أنِّي أعلن هذا عن رجال ونساء، إن كان حسد الفرِّيسيِّين قد نجح في صلب ربِّنا نفسه.
لكل القدِّيسين من يطلب لهم الشرّ. وحتى الفردوس لم يتخلَّص من الحيَّة التي بحسدها جاء الموت إلى العالم (حك 2: 24). هكذا أثار الرب هدد الأدومي ضد باولا Paula حتى لا تنتفخ، وحذرها دائمًا بشوكة في جسدها (1 كو 12: 7)، فلا تتعظَّم بفضائلها ولا تتباهى بمقارنتها بالنساء الأخريات، فنالت قمَّة الكمال. فمن جانبي اعتدت القول أنَّه من الأفضل أن أكون مكروها فأنسحب من أمام الأهواء(99).
القديس جيروم
“هدد” اسم شائع بين الأدوميِّين، وهو لقب ملوكي ربَّما من أصل سرياني يعني “الشمس” في سوريا وأدوم Idumaea.
كان هدد أميرًا من بيت ملكي هرب إلى مصر من مذبحة يوآب، وهو غلام ومعه بعض عبيد أبيه. وجد نعمة في عينيّ فرعون فأزوجه أخت امرأته. في الوقت المعيَّن سمح الله لهدد أن يحثُّه قلبه بالرجوع لكي يصير شوكة في جنب سليمان.
“وحدث لما كان داود في أدوم عند صعود يوآب رئيس الجيش لدفن القتلى وضرب كل ذكر في أدوم” [15].
بدأ داود بالمعركة وانتصر (مز 60: 6-12؛ 68؛ 118: 7-13)، ثم صعد يوآب ليكمل خضوع أدوم وتحطيمه تمامًا، مع التشديد في الأمر بقتل كل ذكر. يرى البعض أن يوآب صعد ليدفن القتلى الإسرائيليِّين في المعركة في وادي الملح شمال العربة، ويرى آخرون أنَّه قام بدفن القتلى من بني أدوم حيث قتل كل ذكر من أدوم.
“لأن يوآب وكل إسرائيل أقاموا هناك ستَّة أشهر حتى أفنوا كل ذكر في أدوم.
إن هدد هرب هو ورجال آدوميُّون من عبيد أبيه معه ليأتوا مصر،
وكان هدد غلاما صغيرًا” [16-17].
ترجع عداوة هدد ورزون إلى عصر داود، لكن الله سمح بظهورهما كعدوِّين خطيرين في أيَّام سليمان لأجل تأديبه. وكأن لكل أمر وقت عند الرب يحقِّق به غاية معيَّنة.
“وقاموا من مديان وأتوا إلى فاران
وأخذوا معهم رجالًا من فاران
وأتوا إلى مصر إلى فرعون ملك مصر،
فأعطاه بيتًا وعيَّن له طعامًا وأعطاه أرضا” [18].
مديان: كان يسكنها بعض قبائل nomadic في شرق أدوم (عد 22: 4، 7؛ 25: 15-31)، عاصمتها مديان، تقع على نهر أرنون Arnon. مديان في جنوب يهوذا.
فاران: وهي الصحراء التي تدعى “التيه” ملاصقة تمامًا لجنوب يهوذا.
فرعون: ملك الأسرة الحادية والعشرين ربَّما يكون Pausennes 1. كان من عادة الفراعنة الاهتمام بالتحالف مع الدول المجاورة وتكوين صداقات مع ملوكهم.
“فوجد هدد نعمة في عينيّ فرعون جدًا وزوَّجه أخت امرأته أخت تحفنيس الملكة” [19].
تحفينس: هو اسم إلهة بمصر، كانت زوجة فرعون تدعى hagbiyreah أيّ السيِّدة بين زوجات الملك، بكونها المدبِّرة الرئيسيَّة. هذا اللقب كان يستخدم بالنسبة للملكة الأم بالنسبة لملوك يهوذا بكونها رئيسة كل النساء في “بيت الحريم” أو جناح النساء بالقصر الملكي. بعد موتها تحتل الملكة زوجة الملك هذا المركز.
“فولدت له أخت تحفنيس جنوبث ابنه،
وفطمته تحفنيس في وسط بيت فرعون،
وكان جنوبث في بيت فرعون بين بني فرعون.
فسمع هدد في مصر بأن داود قد اضطجع مع آبائه وبأن يوآب رئيس الجيش قد مات.
فقال هدد لفرعون: أطلقني إلى أرضي.
فقال له فرعون:
ماذا أعوزك عندي حتى أنَّك تطلب الذهاب إلى أرضك؟
فقال: لا شيء، وإنَّما أطلقني” [20-22].
وجد هدد الأدومي نعمة في عينيّ فرعون ملك مصر، وتزوَّج أخت زوجته، ولم ينقصه شيء، إذ يقول له الملك: “ماذا أعوزك عندي حتى أنَّك تطلب الذهاب إلى أرضك؟!” حقًا لم ينقصه شيء، لكنَّه لن يجد سعادته الحقَّة إلاَّ في بلده. هكذا يترنَّم المؤمن قائلًا: بأنَّه وإن لم ينقصه شيء في العالم؛ مهما ابتسمت لنا الحياة الزمنيَّة، وقدَّمت لنا من غنى ومجدٍ وكرامة، تبقى سعادتنا الحقَّة في العودة إلى بيتنا الحقيقي: حضن الآب، السماء المفتوحة لنا!
مع ما تمتَّع به هدد من عطايا ومسرات ومجد في مصر واهتمام من قصر فرعون لكن ما كان يشغل قلبه هو استرداد كرامة بلده “أدوم”، لهذا كان ينتظر موت يوآب وداود.
هل عاد هدد إلى أدوم؟ وهل صار ملكًا عليها؟ واضح أنَّه عاد بالفعل إذ صار مع رزون خصمين لسليمان، يرى البعض أنَّه استردَّ جزءً كبيرًا من أدوم، ربَّما جبل أدوم، بينما بقيت المناطق في السهل مثل عصيون جابر Ezion – geber في أيدي الإسرائيليِّين. غير أن البعض يستند على عبارة “لم يكن في أدوم ملك” (1 مل 22: 47) بل وكيل vicegerent حتى أيَّام يورام ملك إسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا “عصى أدوم من يد يهوذا وملكوا على أنفسهم ملكًا” (2 مل 8: 20) بأنَّه لم يملك هدد على أدوم. يقول Thenius بأنَّه ما ورد في (1 مل 22: 47-48) أنَّه في أيَّام يهوشافاط ماتت أسرة هدد وحسب يهوشافاط نفسه مسئولًا أن يقيم لهم وكيلًا حتى يتعيَّن الملك الجديد، فتدخَّل يهوشافاط في الصراعات الداخليَّة لأدوم.
هناك رأي آخر يعتمد على العبارة: “وكان (رزون) خصمًا لإسرائيل كل أيَّام سليمان مع شرّ هدد” [25]، وهو أن هدد انطلق من مصر لكنَّه لم يملك على أدوم، إنَّما جاء إلى رزون الآرامي وصار سندًا له في مقاومة سليمان. وهناك رأى ثالث بأن هدد ورزون هما شخص واحد.
الخصم الثاني: رزون بن أليداع
“وأقام الله له خصمًا آخر رزون بن اليداع الذي هرب من عند سيِّده هدد عزر ملك صوبة” [23].
رزون: ربَّما هو بنفسه حزيون الوارد في (1 مل 15: 18)، وربَّما يكون أحد الأشخاص الذي أخذ المُلك من أيدي أسرة هدد وقد استعادت الكرسي بعد موته. بذلك يكون ملوك آرام أو دمشق هكذا.
* رزون مغتصب العرش، كان معاصرًا لسليمان. كان رزون أحد قادة هدد، الذي هزمه داود. في ذلك الوقت هرب رزون مع رجاله وعاشوا معًا يعتمدون على السلب والنهب ثم استولى على دمشق وملك إلى حين استيلاء داود عليها وإخضاعه سوريا (آرام)، عندئذ طرد رزون. لكن بعد انحراف سليمان شعر رزون أن الله فارق إسرائيل فاستعاد دمشق وجاء إليه هدد وصار الاثنان مقاومين لسليمان.
* حزيون (هدد الثاني) كان معاصرًا لرحبعام.
* تبريمون Tavrimom (هدد الثالث) كان معاصرًا لأبيام.
* بنهدد (هدد الرابع) كان معاصرًا لآسا.
“فجمع إليه رجالًا فصار رئيس غزاة عند قتل داود إيَّاهم،
فانطلقوا إلى دمشق،
وأقاموا بها وملكوا في دمشق.
وكان خصمًا لإسرائيل كل أيَّام سليمان مع شرّ هدد، فكره إسرائيل وملك على آرام.
ويربعام بن نباط افرايمي من صردة عبد لسليمان،
واسم أمه صروعة،
وهي امرأة أرملة،
رفع يده على الملك” [24-26].
أقام الله هدد ورزون الأمميِّين خصمين لسليمان، أمَّا يربعام الذي من سبط أفرايم، فقد رفع يده على الملك، أي تمرَّد عليه. وُلد يربعام في صردة في وادي الأردن. اتَّسم بالذكاء والفطنة، فعينه الملك سليمان ناظرًا للعاملين من سبطي إفرايم ومنسَّى (بيت يوسف). عندما كان يرمم أورشليم والسور الذي تصدَّع وتهدَّم عندما أخذ داود المدينة من اليبوسيِّين. لعلَّه شعر بأنَّه قد وضعت الأعمال الثقيلة على سبطيّ إفرايم ومنسَّى فأثار سبطه ضد سبط يهوذا المتنعِّم، خاصة الأسرة الملكيَّة.
في بداية العمل، خاصة في بناء الهيكل، كان سليمان مهتمًا ألاَّ يثقل على الشعب، تاركًا الأعمال الصعبة على أسرى الحرب، لكن إذ كثرت الإنشاءات اضطر إلى تغيير سياسته، فشعرت الأسباط بالضغط من جهة التسخير مع دفع ضرائب باهظة.
“وهذا هو سبب رفعه يده على الملك،
أن سليمان بنى القلعة وسدَّ شقوق مدينة داود أبيه.
وكان الرجل يربعام جبار بأس،
فلما رأى سليمان الغلام أنَّه عامل شغلًا أقامه على كل أعمال بيت يوسف.
وكان في ذلك الزمان لما خرج يربعام من أورشليم أنَّه لاقاه أخيا الشيلوني النبي في الطريق وهو لابس رداءً جديدًا
وهما وحدهما في الحقل” [27-29].
الشيلوني أي أحد سكَّان شيلوه في جبل أفرايم، وهو أول موضع مقدَّس للشعب في أرض الموعد (يش 18: 10؛ قض 18: 31؛ 1 صم 4: 3).
6. أخيّا النبي وانقسام المملكة:
“فقبض أخيَّا على الرداء الجديد الذي عليه ومزَّقه اثنتي عشرة قطعة” [30]
الثوب salmaah الجديد كان يرتديه النبي وليس يربعام كما ظن البعض. وهو عبارة عن “شملة” يلقيها الإنسان على جسمه، لها أربع زوايا.
كان الثوب جديدًا لأنَّه يقيم مملكة حديثة، هي مملكة إسرائيل المنشقَّة.
“وقال ليربعام خذ لنفسك عشر قطع،
لأنَّه هكذا قال الرب إله إسرائيل:
هأنذا أمزِّق المملكة من يد سليمان، وأعطيك عشرة أسباط” [31].
يرى الشهيد كبريانوس الثوب في الكتاب المقدَّس يشير إلى الكنيسة أو المملكة، لهذا عند صلب السيِّد المسيح لم يُشق ثوبه، بل ألقيت قرعة بين الجنود من يناله (يو 19: 23-24). فإنَّه لم يرد السيِّد أن تفقد الكنيسة، ثوب المسيح، وحدتها. لم يكن ثوبه مخيَّطًا بل كان منسوجًا من أعلى. [يحمل هذا الثوب وحدة نازلة من فوق إلى أسفل، أيّ من السماء من الآب، التي يجب ألاَّ تمزَّق بواسطة من يستلمه ويمتلكه، وإنَّما بغير انقسام نحصل على الثوب ككلٍ بكيانه كاملًا. لا يقدر أن يقتني ثوب المسيح من يجزِّئ كنيسة المسيح ويقسِّمها(100)].
“ويكون له سبط واحد من أجل عبدي داود ومن أجل أورشليم المدينة التي اخترتها من كل أسباط إسرائيل” [32].
بالرغم من عدم أمانة الإنسان يبقى الله أمينًا، فقد وعد بحفظ نسل داود حتى يأتي المسيَّا ابن داود (حز 21: 27). أنَّه يؤدب بيت داود بسبب انحرافه لكنَّه لا يحطِّمه. لقد برهن سليمان أنَّه إنسان خاطئ، ومع ذلك فمن نسل داود يأتي المسيح مخلِّص الخطاة.
يبقى وعده الإلهي قائمًا بأن يُقيم من نسله سراجًا، مشيرًا بذلك إلى السيِّد المسيح الذي هو نور العالم، أضاء لا لبني إسرائيل وحدهم بل وللأمم أيضًا.
“لأنَّهم تركوني وسجدوا لعشتروث إلهة الصيدونيِّين ولكموش إله الموابيِّين ولملكوم إله بني عمون،
ولم يسلكوا في طرقي ليعملوا المستقيم في عينيَّ وفرائضي وأحكامي كداود أبيه.
ولا آخذ كل المملكة من يده،
بل أصيِّره رئيسًا كل أيَّام حياته،
لأجل داود عبدي الذي اخترته الذي حفظ وصاياي وفرائضي” [33-34].
* من سار في قداسة القلب والعدالة مثله (داود) حتى يتمِّم إرادة الله، الذي لأجله وهبت المغفرة عن أولاده عندما أخطأوا، وحفظت حقوقهم لورثتهم؟(101)
القديس أمبروسيوس
“وآخذ المملكة من يد ابنه وأعطيك إيَّاها، أي الأسباط العشرة.
وأعطى ابنه سبطًا واحدًا ليكون سراج لداود عبدي كل الأيَّام أمامي في أورشليم المدينة التي اخترتها لنفسي لأضع اسمي فيها.
وآخذك فتملك حسب كل ما تشتهي نفسك،
وتكون ملكًا على إسرائيل.
فإذا سمعت لكل ما أوصيك به،
وسلكت في طرقي،
وفعلت ما هو مستقيم في عيني،
وحفظت فرائضي ووصاياي كما فعل داود عبدي،
أكون معك وابني لك بيتًا آمنًا،
كما بنيت لداود وأعطيك إسرائيل” [35-38].
جاء الشرط الخاص بمملكة يربعام هو بعينه الخاص بسليمان لكي تستمر مملكته (1 مل 3: 14؛ 6: 12؛ 9: 4)، ألا وهو الأمانة في حفظ الوصيَّة الإلهيَّة.
لم ينل يربعام وعدًا إلهيًا باستمرار مملكته كما نال داود الملك، لأن انشقاق المملكة لم يكن ممكنًا أن يدوم. على أي الأحوال لم يتمم يربعام الشرط لهذا بموت ابنه فقدت أسرته الحكم (1 مل 15: 28 إلخ.).
“وأذلَّ نسل داود من أجل هذا ولكن لا كل الأيَّام” [39].
“ولكن لا كل الأيَّام“: يشير هنا إلى السبي البابلي حيث يفقد بيت داود العرش حتى يأتي ابن داود، رب المجد يسوع، ويملك أبديًا.
7. سليمان يطلب قتل يربعام:
“وطلب سليمان قتل يربعام،
فقام يربعام وهرب إلى مصر إلى شيشق ملك مصر،
وكان في مصر إلى وفاة سليمان” [40].
مع أن الحديث بين النبي أخيّا ويربعام كان سرِّيًا، لكن يبدو أن يربعام لم ينتظر حتى تتحقَّق النبوَّة. بدأ يخطِّط ويدبِّر الأمور، وغالبًا ما بدأ ينشر الخبر، فسمع سليمان وأدرك أن يربعام يخطِّط لاغتصاب المُلك.
أراد سليمان أن يمنع تنفيذ التأديب الإلهي وذلك بالتخلُّص من يربعام. عرف سليمان من هو الرجل الذي يقيمه الرب لتأديبه، فيشق المملكة ويسيطر على عشرة أسباط منها. وكان يليق بسليمان أن يعالج المشكلة من جذورها، فيحطِّم المذابح الوثنيَّة ويمنع العبادة الغريبة. لكنَّه عِوض ذلك طلب أن يقتل يربعام. كان يظن أنَّه قادر أن يحرِّك التاريخ بنفسه متجاهلًا دور الله نفسه ضابط التاريخ.
يرى البعض أن شيشق هو الملك سيزوستريس Sesostris.
8. موت سليمان:
“وبقيَّة أمور سليمان وكل ما صنع وحكمته أمَّا هي مكتوبة في سفر أمور سليمان.
وكانت الأيَّام التي ملك فيها سليمان في أورشليم على كل إسرائيل أربعين سنة.
ثم اضطجع سليمان مع آبائه ودفن في مدينة داود أبيه،
وملك رحبعام ابنه عوضًا عنه” [41-43].
مات سليمان وهو صغير السن، وقد ترك أثارًا طيِّبة فائقة وأثارًا رديئة إلى أبعد الحدود.
* تمتَّع بالحكمة منذ شبابه، وأحبَّها فوق كل أمجاد العالم، وبدأ حياته بالتقوى.
* بنى الهيكل الفريد، وظهر له الرب مرَّتان.
* كتب الأسفار المقدَّسة: الأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد.
* أقام مملكة مجيدة نالت شهرة في العالم كلُّه في ذلك الحين.
* بنى أسطولًا بحريًا، واهتم بالتجارة الخارجيَّة.
* أقام علاقات طيِّبة مع الأمم المجاورة.
* اهتم بالإنشاءات مع ذوق رفيع في الفن المعماري.
* كانت له دراية في التنظيم والإدارة.
* كان صاحب معرفة في كثير من العلوم الطبيعيَّة.
* كان أديبًا وشاعرًا. وبسبب شهرته يعتقد البعض أن كثيرًا من فلاسفة الشرق اقتبسوا منه. وأن أمثال سليمان وأشعاره محفوظة في كتابات الشرق القديمة، وإن كان يصعب فرز ما هو أصيل ممَّا هو منسوب إليه باطلًا. توجد كتب كثيرة منسوبة إليه.
* يذكر يوسيفوس بأن سليمان كتب الكثير من التعاويذ لشفاء الأمراض وإخراج الشيَّاطين.
* يعتقد البعض بأنَّه كان لسليمان خاتم سحري يمارس به السحر ويشفي المرضى إلخ.
* هكذا نال سليمان شهرة فائقة في العصور السابقة. وفي نفس الوقت يقدِّم مثلًا مؤلمًا لإمكانيَّة سقوط العظماء الجبابرة.
* بدء بالطاعة للوصيَّة الإلهيَّة ثم سقط في العصيان.
* التصاقه بزوجات وسراري كثيرات حطَّمن نقاوة قلبه نحو الله، وأدخلن العبادة الوثنيَّة وسط شعبه.
* المبالغة في الإنشاءات أرهق الشعب من جهة الالتزام بالعمل والنفقات.
* وضع بذور تقسيم المملكة وانشقاقها.
من وحي 1 ملوك 11
لتُكمل معي الطريق،
فأنت هو البداية والنهاية!
* أدرك سليمان أن الرب هو البداية،
مع بداية حياته سلَّمه قلبه كاملًا.
لكن في الطريق سحب قلبه ليعطيه لنساء غريبات وثنيَّات.
القلب الذي تمتَّع بالله بدء الطريق،
لم يكمل معه حتى النهاية.
القلب الذي تكرَّس مع بناء الهيكل، مال وراء آلهة الوثنيَّات.
اليد التي امتدَّت لبناء هيكل الرب،
امتدَّت لتبني مرتفعة لكموش ومولك الرجسين.
* لتكن أنت يا رب بدء طريقي ونهايته.
لترافقني كل الطريق، فيبقى قلبي بكماله لك.
ليت قلبي لا يتمزَّق بين النور والظلمة.
فلا تتمزَّق مملكة المسيح التي في أعماقي.
* بحبَّك أقمت لسليمان خصومًا لرد نفسه إليك.
هدد الأدومي الهارب في أيَّام داود إلى مصر.
ترك كل خيرات فرعون ليعود إلى أرضه،
ويكون شوكة في ظهر سليمان.
اتَّحد معه رزون الآرامي ضد سليمان.
تنبَّأ أخيا ليربعام أنَّه سيتمتَّع بالملك على عشرة أسباط.
* لترسل مقاومين، فالضيق هو لبنيان نفسي.
لتقد بنفسك حياتي كل الطريق،
فأسلِّمك قلبي بالكامل بين يديك.
- سفر الملوك الأول – أصحاح 11
- تفاسير أخرى لسفر الملوك الأول – أصحاح 11
تفسير ملوك الأول 10 | تفسير ملوك الأول القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير ملوك الأول 12 |
تفسير العهد القديم |