تفسير سفر الخروج ٣١ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح الحادي والثلاثون
أوصى الله موسى بصنع الخيمة وأدواتها. وأراه نموذجاً حياً ليقيم الخيمة على مثاله. وحدد له بصلئيل وملأه من روح الله بالحكمة. وأهوليآب ليسنده في العمل. وبل في قلب كل حكيم القلب الله يعطي حكمة للعمل في خدمته. فكل عطية صالحة هي من فوق (يع17:1) والله يعطي لكل إنسان حكمة فإذا ما سار في خوف الله يقدس الله بروحه القدوس حكمته هذه ويسنده ويعينه. والله يريد أن يعمل الكل في محبة وروح واحد بصلئيل وأهوليآب وكل حكيم القلب. ومن خلال الوحدة وفي العمل بمحبة يفيض الله من روحه على الجميع. وغالباً فقد اختص بصلئيل بالصناعات والمعادن والنجارة ونقش الأحجار واختص أهوليآب بالتطريز والتوشية وصناعة النسيج. ولاحظ أن الشعب تعلم هذه الفنون في مصر فالله يُعِّدْ أولاده ثم يقدس مواهبهم وعلمهم لخدمته ولنعرف أن الله شريك في العمل. والله أعطاهم حكمة= عقل وتدبير حسن وفهم= إدراك كامل معرفة= علم وإلمام.
ثم ينتقل إلى تقديس يوم السبت فلا ينبغي أن ننشغل بالعمل وننسى يوم الرب وهنا يوم الرب أي يوم الراحة فهو يشير للراحة الأبدية والمعنى أن الإنسان يجب أن يعمل ويجد والله يشترك معه في العمل لكن عليه أن لا ينشغل عن حياته الأبدية فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. لذلك يشدد هنا على حفظ السبت في نفس الموضع الذي يتكلم فيه عن العمل ومواهب الله لمن يعمل. من دنسه يقتل قتلاً. ومن يحفظ السبت أي ينشغل بحياته الأبدية يكون هذا فرحاً له وفرحاً لله لذلك ينسب الله السبوت له ويقول سبوتي تحفظونها. الله سر راحتنا الحقيقية وفي نفس الوقت يستريح هو فينا إذ يجد له موضعاً في قلوبنا. وكلمة سبوتي أي راحتي.
ثم سلّم الله لموسى لوحين مكتوبين بإصبعه أي بالروح القدس الذي أوحى بالكتاب المقدس كله.
سفر الخروج – أصحاح 31
تفاسير أخرى لسفر الخروج أصحاح 31
تفسير خروج 30 | تفسير سفر الخروج القمص أنطونيوس فكري |
تفسير خروج 32 |
تفسير العهد القديم |