تعليقات لامعة على سفر التكوين للقديس كيرلس الكبير

المقالة السابعة: عن بركة يعقوب لأبنائه – عن جاد

 

 سوف ينصبون شباكاً لجاد ، أما هو فسوف ينصب شباكاً لقدم ذاك الذي شرع في إيقاعه » ( تك 19:49 س ) . نشرح أيضا ما هو معنى اسم “ جاد ” ، لأنه يعني  تجربة أو « عصابة للسلب» . أعتقد أن الاسم يشير إلى كراهية وكبرياء الكتبة والفريسيين الذين عارضوا الكرازة الإنجيلية والإلهية ولم يحترموا شيئاً من الأشياء المفيدة ، وحنقوا غيظا ضد المسيح الذي علم بتعاليم كانت أسمي من الظلال والناموس ، المسيح الذي كانت له سُمعة طيبة وأعجب به الجميع ، إذ أدهش كل سكان اليهودية بمعجزاته الكثيرة وتعاليمه التي قدم فيها كل ما هو مرضي أمام الله . لأجل هذا ، بحسب أقوال النبي حين دخل أورشليم وديعا وجالسا على حمار وجحش ابن أتان ( انظر زك ۹ : ۹ ) ، صرخ الأطفال أمامه قائلين : « أوصنا لابن داود . مبارك الآتي باسم الرب » ( متی ۹:۲۱ ) ، والبعض الآخر فرشوا ثيابهم في الطريق وجعلوا دخوله لأورشلیم حماسياً وجديراً بالإعجاب وعلى النقيض من ذلك ، فإن أولئك الذين امتطوا شراً وطعنوا بسهام الحسد تشاوروا فيما بينهم وحكموا عليه بأنه ينبغي أن يُقتل. لأنهم قالوا : « أنظروا إنكم لا تنفعون شيئا . هوذا العالم قد ذهب وراءه » ( يو۱۹:۱۲).

لكن بسبب خوفهم من الجمع الذين آمنوا به تجنبَّوا مؤقتا القبض عليه . ولكي يجعلوه في مواجهة مع جنود الرومان ، أرسلوا البعض من تلاميذهم مع الهيرودوسيين ، ليسألوه، قائلين : « يا معلم نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تُبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس . فقل لنا ماذا تظن . أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا » ( متى 22: 16 – 17) . لقد قالوا هذا عن خبث ، وعلم المسيح بدوافعهم ، لأنه عندما أحضروا له دیناراً، قال لهم : « أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله » ( متي ۲۱:۲۲ ) . وأولئك ، عوضاً يخجلوا ويتجنبوا مضايقته بعد ذلك، فإنهم قاوموه مرة أخرى؛ لأنه حينما صنع سوطاً من الحبال وأخرج من الهيكل أولئك الذين كانوا يبيعون خرافا قائلا : بيتي بيت صلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص » ( مت ۱۳:۲۱ ) ، غضبوا وذهبوا إليه ليسألوه : « بأي سلطان تفعل هذا ومن أعطاك هذا السلطان » ( مت ۲۳:۲۱ ) .

وماذا كانت إجابة المسيح ؟ « فأجاب يسوع وقال لهم وأنا أيضا أسألكم كلمة واحدة فإن قلتم لي عنها أقول لكم أنا أيضا بأي سلطان أفعل هذا . معمودية يوحنا من أين كانت من السماء أم من الناس . ففكروا في أنفسهم قائلين إن قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به . وإن قلنا من الناس نخاف من الشعب لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي . فأجابوا يسوع وقالوا لا نعلم . فقال لهم هو أيضا ولا أنا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا » ( مت ۲۶:۲۱ – ۲۷ ) .

إذن ، جاد كان قناصاً ، أي يشير إلى الفريسين[1] الذين كانوا يتصيدون كلمة . لكن هؤلاء أيضا وقعت أرجلهم في الشباك . لأن هذا هو من تنبأ عنه صوت النبي ، « هاأنذا أعود أصنع بهذا الشعب عجباً وعجيباً . فتبيد حكمة حکمائه ويختفي فهم فهمائه » ( أش ۱۶:۲۹ ) ، إذ هو يقلب أفكارهم الخبيثة بطريقة ماهرة ، لتصير أسئلة ضدهم .

فاصل

يقول العلامة هيبوليتس : “ نحن نحسب المزاحم أو الناهب أنه خائن ، ولا يوجد خائن للرب إلا شعب اليهود .. فقد تآمر ضده ، أما “موخره” فيشير إلى معونة الرب التي يقدمها ضد أولئك الذين يتربصون في المؤخر ضده . و أيضا يشير إلى أن الرب سوف ينتقم عاجلا فإنه سوف يتسلح جيدا عند قدميه ، وسوف يهزم ويسلب جيش السالب ” 166.A.N.F.pol.V , p ۳۳۷ .

فاصل

عن دان

المقالة السابعة 

عن أشير

تعليقات لامعة على سفر التكوين
البابا كيرلس عمود الدين

 

زر الذهاب إلى الأعلى