تفسير سفر إشعياء ٣٧ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح السابع والثلاثون

 

آيات 3-7

آية (3)  فقالوا له هكذا يقول حزقيا هذا اليوم يوم شدة و تأديب و اهانة لان الأجنة دنت إلى المولد و لا قوة على الولادة.

 الشدة = أن يصل الأشوريين إلى باب أورشليم ويجدفوا على الله. وطالما هو يوم شدة فليكن يوم صلاة تعين على الولادة المتعسرة ويعطى طمأنينة للقلب. ولقد فهم حزقيا أنه طالما هناك شدة، فوراء الشدة التي سمح بها الله لابد وسيكون هناك ولادة أي ولادة أمة جديدة. ولا قوة للولادة تشبيه يدل على ألام شديدة فالله يسمح بالتجارب حتى يكون من ورائها خير كثير لنا ولكن لاحتمال التجارب علينا أن نطلب ونصرخ لله حتى نجتاز هذه الشدة. وهذا الفهم المستنير لحزقيا للآلام والتجارب أشار له السيد المسيح في (يو 16 : 21).

 

آية (4)  لعل الرب إلهك يسمع كلام ربشاقى الذي أرسله ملك أشور سيده ليعير الإله الحي فيوبخ على الكلام الذي سمعه الرب إلهك فارفع صلاة لأجل البقية الموجودة.

الرب إلهك = اعترفوا بأن الرب مع إشعياء وأنه نبي الرب

 

آية (5، 6) فجاء عبيد الملك حزقيا إلى اشعياء. فقال لهم اشعياء هكذا تقولون لسيدكم هكذا يقول الرب لا تخف بسبب الكلام الذي سمعته الذي جدف علي به غلمان ملك أشور.

غلمان = كلمة احتقار لربشاقى ورفقائه.

 

آية (7)  هاأنذا اجعل فيه روحا فيسمع خبرا و يرجع إلى أرضه و أسقطه بالسيف في أرضه.

أجعل فيه روحاً = روح خوف أو هو روح الشر الذي قبله بمحض اختياره فيرتد عليه شره. وجعل الله خوفه  من خبر يسمعه = عن ترهاقة، وأسقطه بالسيف = وكان هذا بيد إبناهفي هيكل إلهه الذي لم يستطع حمايته.

آيات 8-16

آيات (8، 9)  فرجع ربشاقى و وجد ملك أشور يحارب لبنة لأنه سمع انه ارتحل عن لخيش.و سمع عن ترهاقة ملك كوش قولا قد خرج ليحاربك فلما سمع أرسل رسلا إلى حزقيا قائلا.

يبدو أن سنحاريب ترك لخيش وحارب لبنة وهى قريبة من لخيش. وترهاقة = غالباً كان يملك على مصر في ذلك الوقت وقد خرج لمحاربة أشور هنا نجد ربشاقى يوجه تهديداً ثانياً لأورشليم وسببه هو خوفه من مصر، فأراد الانتهاء من أورشليم والاستيلاء عليها بدون حرب لتكون سنداً له وجاء في (عو 15) ما فعلته يفعل بك، فهو حارب أورشليم وها مصر تحاربه.

 

آية (16)   يا رب الجنود اله إسرائيل الجالس فوق الكروبيم أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض أنت صنعت السماوات و الأرض.

يارب الجنود = فهو إله الحرب ونحن وملائكته كلنا جنوده.

آيات 21-38

آيات (21 – 23) فأرسل اشعياء بن أموص إلى حزقيا قائلا هكذا يقول الرب اله إسرائيل الذي صليت إليه من جهة سنحاريب ملك أشور. هذا هو الكلام الذي تكلم به الرب عليه احتقرتك و استهزأت بك العذراء ابنة صهيون نحوك انغضت ابنة أورشليم رأسها. من عيرت و جدفت و على من عليت صوتا و قد رفعت إلى العلاء عينيك على قدوس إسرائيل.

العذراء ابنة صهيون = أي المدينة التي لن تفتح بواسطة سنحاريب بل ستهزأ به وتنغضالرأس لهزيمته، فمن يعظم نفسه على الله يصير موضع سخرية.

 

آية (24) عن يد عبيدك عيرت السيد و قلت بكثرة مركباتي قد صعدت إلى علو الجبال عقاب لبنان فاقطع أرزه الطويل و أفضل سروه و ادخل أقصى علوه وعر كرمله.

كان الملوك يكسرون الأشجار لتمر مركباتهم الحربية وإشتهر ملوك أشور بهذا بل وتفاخروا بقدرتهم عليه.

 

آية (25) أنا قد حفرت و شربت مياها و أنشف ببطن قدمي جميع خلجان مصر.

بعد تصوير انتصاراته على مصاعب الجبال يصور هنا انتصاراته على القفر حيث العطش وعلى نهر النيل كعائق لجنوده أو كرمز لجيوش مصر.

 

آية (26)  الم تسمع منذ البعيد صنعته منذ الأيام القديمة صورته الآن أتيت به فتكون لتخريب مدن محصنة حتى تصير روابي خربة.

ألم تسمع = كلام الرب لسنحاريب أي هل لم تسمع عن النبوات التي تنبأ بها عليك أنبيائي. أو هل لم يخبرك عقلك بأنني القادر وحدي وأنني أنا الذي صنعتك وأعطيتك القدرة على ما صنعت فلا داعي أن تفتخر.

 

آيات (28 – 29)  و لكنني عالم بجلوسك و خروجك و دخولك و هيجانك علي. لان هيجانك علي و عجرفتك قد صعدا إلى أذني أضع خزامتي في انفك و شكيمتي في شفتيك و أردك في الطريق الذي جئت فيه.

خزامتى في أنفك = هكذا كان الأشوريون يفعلون بأسراهم.

آيات (28، 29) هذا كلام الرب لحزقيا، فربما كان قدوم سنحاريب في الصيف فخسر اليهود غلتهم ولم يفلحوا في الخرف فخسروا أيضاً غلال السنة التالية وأما السنة الثالثة – يزرعون ويحصدون ومعنى الكلام أن الأشوريون لن يعودوا أبداً.

زريعاً Grows of Itself   خلفة = أي ما تبقى من السنة الأولى والله كان قد طلب من اليهود أن يزرعوا ستة أعوام وفى العام السابع لا يزرعون بل يعطوا راحة لأنفسهم وللأرض. وفى مقابل ذلك يعطيهم الله في السنة الثانية ضعفين، أي يبارك الله غلة العام السادس فتكفى سنتين. ولكنهم لطمعهم لم ينفذوا الوصية، وهنا الرب يبدأ معهم من جديد، فمع هذه الشدة التي هم فيها، وإذ جاءت الآن السنة السابعة عليهم أن لا يزرعوا والله سيطعمهم وستكون الذريعة كافية لسنتين حتى لا يزرعوا في السنة السبتية التي كانت ستجيء بعد الحصار. وهذه البركة سماها خلفة أي ما يتخلف عن الزريعة، ثم يبدأون في الزراعة بعد ذلك.

 

آية (31، 32)  و يعود الناجون من بيت يهوذا الباقون يتأصلون إلى أسفل و يصنعون ثمرا إلى ما فوق. لأنه من أورشليم تخرج بقية و ناجون من جبل صهيون غيرة رب الجنود تصنع هذا.

قالت الكتابات الأشورية أنهم أسروا 200150 من يهوذا والله يعدهم بأنهم سيتأصلون ثانية. و هذا ما حدث فإن المملكة في زمان يوشيا كانت تقارن في عظمتها بأحسن أيامها. ويصنعون ثمراً إلى فوق = تكون لهم حياة سماوية وهذه ثمار التجارب.

 

آيات (36، 37) فخرج ملاك الرب و ضرب من جيش أشور مئة و خمسة و ثمانين ألفا فلما بكروا صباحا إذا هم جميعا جثث ميتة. فانصرف سنحاريب ملك أشور و ذهب راجعا و أقام في نينوى.

سمع هيرودوتس من كهنة المصريين أن الفئران هي التي أكلت جيش أشور وأسلحته، لينسبوا المعجزة لآلهتهم.

 

آية (38)  و فيما هو ساجد في بيت نسروخ ألهه ضربه ادرملك و شراصر ابناه بالسيف و نجوا إلى ارض اراراط و ملك اسرحدون ابنه عوضا عنه.

قتله أبناه لأنهما حسدا أخيهما أسر حدون حينما شعرا بأنه سيرث العرش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى