تفسير سفر العدد 34 للقمص أنطونيوس فكري

 

حدود أرض الميعاد

الآيات 1-29: “وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ دَاخِلُونَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. هذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي تَقَعُ لَكُمْ نَصِيبًا. أَرْضُ كَنْعَانَ بِتُخُومِهَا: تَكُونُ لَكُمْ نَاحِيَةُ الْجَنُوبِ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ عَلَى جَانِبِ أَدُومَ، وَيَكُونُ لَكُمْ تُخْمُ الْجَنُوبِ مِنْ طَرَفِ بَحْرِ الْمِلْحِ إِلَى الشَّرْقِ، وَيَدُورُ لَكُمُ التَّخْمُ مِنْ جَنُوبِ عَقَبَةِ عَقْرِبِّيمَ، وَيَعْبُرُ إِلَى صِينَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ مِنْ جَنُوبِ قَادَشَ بَرْنِيعَ، وَيَخْرُجُ إِلَى حَصَرِ أَدَّارَ، وَيَعْبُرُ إِلَى عَصْمُونَ. ثُمَّ يَدُورُ التَّخْمُ مِنْ عَصْمُونَ إِلَى وَادِي مِصْرَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ عِنْدَ الْبَحْرِ. وَأَمَّا تُخْمُ الْغَرْبِ فَيَكُونُ الْبَحْرُ الْكَبِيرُ لَكُمْ تُخْمًا. هذَا يَكُونُ لَكُمْ تُخْمُ الْغَرْبِ. وَهذَا يَكُونُ لَكُمْ تُخْمُ الشِّمَالِ. مِنَ الْبَحْرِ الْكَبِيرِ تَرْسُمُونَ لَكُمْ إِلَى جَبَلِ هُورَ. وَمِنْ جَبَلِ هُورَ تَرْسُمُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُ التَّخْمِ إِلَى صَدَدَ. ثُمَّ يَخْرُجُ التَّخْمُ إِلَى زِفْرُونَ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ عِنْدَ حَصَرِ عِينَانَ. هذَا يَكُونُ لَكُمْ تُخْمُ الشِّمَالِ. وَتَرْسُمُونَ لَكُمْ تَخْمًا إِلَى الشَّرْقِ مِنْ حَصَرِ عِينَانَ إِلَى شَفَامَ. وَيَنْحَدِرُ التَّخْمُ مِنْ شَفَامَ إِلَى رَبْلَةَ شَرْقِيَّ عَيْنٍ. ثُمَّ يَنْحَدِرُ التَّخْمُ وَيَمَسُّ جَانِبَ بَحْرِ كِنَّارَةَ إِلَى الشَّرْقِ. ثُمَّ يَنْحَدِرُ التَّخْمُ إِلَى الأُرْدُنِّ، وَتَكُونُ مَخَارِجُهُ عِنْدَ بَحْرِ الْمِلْحِ. هذِهِ تَكُونُ لَكُمُ الأَرْضُ بِتُخُومِهَا حَوَالَيْهَا». فَأَمَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: «هذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي تَقْتَسِمُونَهَا بِالْقُرْعَةِ، الَّتِي أَمَرَ الرَّبُّ أَنْ تُعْطَى لِلتِّسْعَةِ الأَسْبَاطِ وَنِصْفِ السِّبْطِ. لأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ سِبْطُ بَنِي رَأُوبَيْنَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَسِبْطُ بَنِي جَادَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَنِصْفُ سِبْطِ مَنَسَّى. قَدْ أَخَذُوا نَصِيبَهُمْ. اَلسِّبْطَانِ وَنِصْفُ السِّبْطِ قَدْ أَخَذُوا نَصِيبَهُمْ فِي عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا شَرْقًا، نَحْوَ الشُّرُوقِ». وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «هذَانِ اسْمَا الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ يَقْسِمَانِ لَكُمُ الأَرْضَ: أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَيَشُوعُ بْنُ نُونَ. وَرَئِيسًا وَاحِدًا مِنْ كُلِّ سِبْطٍ تَأْخُذُونَ لِقِسْمَةِ الأَرْضِ. وَهذِهِ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ: مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ. وَمِنْ سِبْطِ بَنِي شِمْعُونَ شَمُوئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ. وَمِنْ سِبْطِ بَنْيَامِينَ أَلِيدَادُ بْنُ كَسْلُونَ. وَمِنْ سِبْطِ بَنِي دَانَ الرَّئِيسُ بُقِّي بْنُ يُجْلِي. وَمِنْ بَنِي يُوسُفَ: مِنْ سِبْطِ بَنِي مَنَسَّى الرَّئِيسُ حَنِّيئِيلُ بْنُ إِيفُودَ. وَمِنْ سِبْطِ بَنِي أَفْرَايِمَ الرَّئِيسُ قَمُوئِيلُ بْنُ شِفْطَانَ. وَمِنْ سِبْطِ بَنِي زَبُولُونَ الرَّئِيسُ أَلِيصَافَانُ بْنُ فَرْنَاخَ. وَمِنْ سِبْطِ بَنِي يَسَّاكَرَ الرَّئِيسُ فَلْطِيئِيلُ بْنُ عَزَّانَ. وَمِنْ سِبْطِ بَنِي أَشِيرَ الرَّئِيسُ أَخِيهُودُ بْنُ شَلُومِي. وَمِنْ سِبْطِ بَنِي نَفْتَالِي الرَّئِيسُ فَدَهْئِيلُ بْنُ عَمِّيهُودَ». هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ يَقْسِمُوا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.”

 

لماذا يحدد الله حدود أرض الميعاد؟

1- لتشجيعهم فلا يتكاسلوا عن أن يمتلكوها فهي أرضهم (فلنجاهد من أجل نصيبنا في السماء).

 

2- الله يعلن أنه حان وقت تأديب هذه الشعوب لشرورها الفظيعة.

 

3- حتى لا يحارب إسرائيل شعوبًا لا يريد الله أن يضربها. فلا يتعدى إسرائيل حدوده ويحارب جيرانه بل يطرد فقط الشعوب التي حدد الله لهم أماكنها.

 

4- الله يضع حدودًا لما نملكه في الأرض فلنقنع بما حدده الله لنا ولا نشتهى ما ليس لنا.

 

5- هذه هي الأرض التي تعظم فيها اسم الله لقرون عديدة بينما العالم كله غارق في وثنيته. والله يقبل النصيب القليل. ولكنه يملأه بركة (لبنًا وعسلًا) هي عطايا الرب. (اللبن = التعليم الصحيح / والعسل = الفرح بالله).

 

6- تشير لأن القلة التي تعبد الرب تكون في فرح وبركة (مز 16:37).

 

7- والله يهتم بتحديد الأرض فهي ظل لأورشليم السماوية وهذا سر أهميتها وراجع (رؤ2،1:11 + رؤ 16،15:21). إذًا فأورشليم السماوية محددة هي أيضًا. ومعنى التحديد أن هذه الأرض هي التي يحكمها الرب. ولاحظ أن الأرض بكامل حدودها لم تخضع لإسرائيل إلا في عهد داود ثم سليمان وكلاهما يرمزان للمسيح. إذًا هذا سر عظمة هذه الأرض أنها مركز العبادة الإلهية والله في وسطها (مز1:76)

 

8- هناك حدود للأرض، وهذا يعنى أن هناك شروط معينة للداخلين إليها لأن الله في وسطها وهو لا يقبل في أرضه دنس أو نجس (رؤ27:21). هذا عن أورشليم السماوية وهو نفسه يقول عن أرض الميعاد هي رمز للسماء (عد34،33:35). ومن يدنس الأرض يعاقب (إر18:16). فلا شركة للنور مع الظلمة. وهذه هي الحدود، إنها أرض الله ومسكنه، من يدخل إليها وبه دنس يقتحم مملكة الله وأرضه فيعاقب أو يهلك.

 

9- نلاحظ أن الأرض لها حدود طبيعية يسهل الدفاع عنها (بحر / نهر / جبال) وهذا يرمز لحماية الله لشعبه فهو للكنيسة سور من نار وهو يكون مجدًا في وسطها (زكريا 5:2) وحدود الأرض هي البحر المتوسط غربًا والبحر الميت ونهر الأردن شرقًا وبرية صين جنوبًا.

 

10 – الوارثين للأرض هم التسعة الأسباط ونصف السبط. أما سبطي رأوبين وجاد ونصف سبط منسى فلا يرثون فيها شيئًا، إذ يقول عنهم لأنه قد أخذ… قد أخذوا نصيبهم قد أخذوا نصيبهم في عبر الأردن شرقًا. راجع آيات (15،14) لترى تكرار أنهم أخذوا ثلاث مرات. هم اختاروا لأنفسهم فلا يتمتعون بما اختاره الله لشعبه.

 

11 – غير الحماية العسكرية فهي أرض لها حماية طبيعية ومملوءة خيرات. فيرويها نهر الأردن الخصيب وجنوبها توجد مجموعة جبال تحمى الأرض المقدسة من الرياح العربية الساخنة هذا بالإضافة للحماية الطبيعية. وفي الشمال توجد جبال لبنان وهذه تحمى الأرض المقدسة من الرياح الباردة الشمالية. فهي أرض خصبة وتحيطها صحراوات (فما خارج الكنيسة خراب). ولها حدود طبيعية (فالله لنا سور نار) والله خالق الطبيعة هو حامي شعبه. وحدود الأرض تبدأ من بحر الملح (البحر المتوسط)، وتنتهي بالبحر الميت الذي يحمل ملوحته شهادة بخراب سدوم وعمورة بعد أن كانت أخصب الأراضي. وسواء البحر المتوسط أو البحر الميت يقال عنهما بحر الملح. وهذا يعطيهم إحساس أن أرضهم كلها بركة وإذا خرجوا منها يخرجون للخراب ويكونون بلا حماية. (راجع تث 7:8-9).

 

12 هيئة التقسيم:- حدد الله المجموعة التي تقسم الأرض بالاسم.

  1. رئيس الكهنة العازار = الله أعان
  2. يشوع بن نون = الله يخلص
  3. كالب بن يفنة = قلب (تشير للقلب المخلص والغيور)

ويشوع وكالب تذوقا ثمر الأرض وشهدا لإخوتهما بحلاوة الأرض.فهما ليسا غُرباء عنها.

  1. شموئيل = الله قد سمع
  2. اليداد = من يحبه إلهي
  3. بقى = من يختبره الرب
  4. خيئيل = الله حنان
  5. قموئيل = مجمع الله
  6. اليصافان = إلهي أخفى
  7. فلطيئيل = الله قد نجى
  8. أخيهود = أخي عظيم
  9. فدهيئيل = الله إفتدى

نلاحظ اختفاء أسماء مثل أخي شرير كالتي صادفتنا في أول الرحلة أو أسماء مثل حية أو خلافه.  بل الأسماء كلها تحمل معنى وتكشف عن سمات الذين ينعمون بالميراث ويسندون إخوتهم في التمتع به والله سمعنا في ابنه وهو ينجينا وهو فدانا وكون منا جسده (مجمع الله) وصرنا فيه مخفيين (إلهي أخفى). وفيه يرى كل منا أخاه عظيمًا فيفرح به ويسر بأمجاد الآخرين.

 

13 لا نسمع هنا عن قيادة عسكرية بل نسمع عمن يوزع الأرض. فدخول هذه الأرض بعناية الله والقادة هم العازار ويشوع القائد وهما يمثلان يسوع رئيس الكهنة والملك، قائد رحلة الدخول لكنعان السماوية، ويسوع هو الذي يقسم لنا كنعان السماوية.

 

14 نلاحظ في التوزيع وضع الأسباط المتفاهمة في جوار بعضها أي متجاورين ليتعاونوا معًا.

  1. يهوذا وشمعون (أولاد ليئة)
  2. منسي وأفرايم (أولاد يوسف)
  3. زبولون ويساكر (أولاد ليئة)
  4. أشير ونفتالى (أولاد الجاريتين)
  5. بنيامين ودان (أولاد راحيل وخادمتها)

 

15-لاحظ أن دان لهُ جزء شرق الأردن وجزء آخر غرب الأردن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى