من أحب ابنا أو ابنة أكثر منى فلا يستحقني

 

“وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، ”  (مت۳۷:۱۰)

الذي ينبغي أن يعرفه كل إنسان ، أن المسيح لما أعطى وصاياه الروحية للإنسان أعطاها وهو على بينة من قيمة هذه الوصايا ونفعها للإنسان . ليخلق فيه شخصية كاملة حرة طاهرة شجاعة نيَّرة خالية من أثر الخطيئة الممرض للنفس .

وما يبدو من الوصايا أنه إجحاف للطبيعة الإنسانية أو انتقاص من العواطف البشرية أو النفسية ؛ إنما هو في الحقيقة علاج فعَّال للذات التي تتغذى على الأنانية وحب الجسد وتحاول أن تغتصب نصيب الله في الإنسان.

فحينما يطلب الله ، بالأمر ، أن يكون له النصيب الأول والحب الأول وأن تُطاع وصاياه أكثر من الأب والأم وحاجة الجسد وعواطفه ؛ فهو يظهر بذلك اهتمامه كيف يجرد الإنسان من عوامل الموت الروحي المُتشبثة بها الذات والغرائز.

المسيح عندما يقول إن محبته يلزم أن تكون أكثر وأقوى من محبة الآباء والأبناء وإلا فنحن لا نستحقه ؛ هو يعالج أنانية الإنسان وتعلقه بغرائزه وعواطفه الميتة التي تُسيء لروحه هو ثم لنفوس الآخرين معه …

المسيح ليس في حاجة إلى حب الناس حتى يطلب بهذا الإلحاح والسلطان أن نحبه فوق كل حب آخر . ولكن هذه الوصية تكشف عن حب المسيح العجيب للإنسان ، وكيف أنه يتحايل بكافة الطرق حتى أنه يطلب الحب لنفسه وذلك لانتشال الإنسان من وحل الغرائز ليضعه في مصاف الروحانيين.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى