قوة الروح القدس في حياتنا

القديس يوحنا الذهبي الفم

وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ.” (1كو 12: 11).
خلاله ننال غفران الخطايا. خلاله نتطهر من كل وصمة.
خلال عطيته نتغير من بشرٍ إلى ملائكة، هؤلاء الذين يشتركون معنا في التمتع بنعمته. ولكن لا نكون هكذا في الحال، بل ما هو مدهش، إننا ونحن بعد في طبيعة البشر نُظهِر سلوكًا في الحياة يليق بالملائكة. هكذا إذًا هي قوة الروح.
وكما أن النار المادية إذا تعرض لها طين ناعم تحوله إلى إناء مصقول، هكذا نار الروح القدس إذ تتخلل نفوسنا، وإن كانت تجدها أكثر نعومة من الطين، لكنها تجعلها أكثر صلابة من الحديد. والنفس التي كانت من قبل موصومة بلوث الخطية، تصير للحال أكثر إشراقًا من الشمس.
هذا ما يعلمنا به بولس الطوباوي، عندما يصيح قائلاً: ” لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.” (1كو6: 9-10).

وإذ أحصى غالبية أصناف عدم الاستحقاق، وعلمنا أن من يستعبد نفسه لمثل هذه الأمور يصير غريبا عن ملكوت السماوات، أكمل قائلاً: “وهكذا كان أناس منكم. لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم”.
كيف حدث هذا؟! “باسم يسوع المسيح وبروح إلهنا”.
انظروا أيها الإخوة الأحباء قوة الروح القدس.
انظروا كيف يغسل الروح كل الدنس، وأولئك الذين سبق أن خدعتهم خطاياهم الخاصة يرفعهم إلى أعلى درجات الكرامة.

+++

روحي الناري يقودك إلي
لا تخف يا ابني، فإني وهبتك روحي القدوس ساكنًا فيك.
يحول قلبك إلى ملكوتي المفرح،
عوض التراب يقيم منك سماء ثانية.
أجعلك كملاكٍ سماوي.
خدامي لهيب نار يسرون بشركتك معهم.
يصير لك القلب الناري، فيخدمني بالروح والحق.
لا تعتذر بأنك إنسان بشري ضعيف،
فإنك بهذا تتجاهل روحي القدوس، روح البنوة والقداسة.
أنت ابني، وأنا القدوس أهبك بري وقداستي.
تطلع إلي، فإن روحي يحملك إلي.
يهبك جناحي حمامة فتطير وتتمتع بسمائي!

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

زر الذهاب إلى الأعلى