تعليقات لامعة على سفر التكوين للقديس كيرلس عمود الدين
المقالة الخامسة: يعقوب في بيت إيل
لقد دعا إله الجميع يعقوب البار أن يذهب من شكيم إلى بيت إيل. وهو أطاع . بعد ذلك ، عندما وصل إلى لوز ، ورأى الله وتيقن بالوعود أنه أباً لأمم كثيرة : « ثم صعد الله عنه في المكان الذي فيه تكلم معه . فنصب يعقوب عموداً في المكان الذي فيه تكلم معه عموداً من حجر ، وسكب عليه سكيباً وصب عليه زيتاً. ودعا يعقوب اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت إيل » ( تك 13:35 – 15).
حوادث كثيرة – مثل تلك التي ذكرناها – برهنت على أن يعقوب رجع إلى أرض إسرائيل وفضل أن يكون في حالة أفضل . لقد سكن في خيام مُظهراً بهذا أن القديسين يقيمون في العالم بصفة مؤقتة . عندما علم بالأمور التي حدثت لابنته وحزن جداً لحدوث التصرفات التي فعلها – بخساسةٍ – كل من شمعون ولاوي ، وهما في حالة غضب ، وجه لهما كلاماً لاذعاً نستنتج منه أن ما يتناسب مع القديسين هو التسامح والصبر في التجارب.
إذن ، عندما دعاه الله ليصعد إلى بيت إيل ، أي إلى مسكن الله ( لأن هذا هو معنى اسم بيت إيل) ، صلى إلى الله مبينا لنا مدى حبه للحياة السرائرية. لكن بأية طريقة – إذن – نذهب إلى بيت الله ؟ الأمر مما فعله يعقوب كالآتي : أمر أن يبعدوا الآلهة الغريبة الدنسة، وأن يغيروا ملابسهم، الأمر الذي نعتاد أن نفعله عندما نكون مدعوین أن نرى الله ، وندخل إلى هيكله المقدس بالحري وقت المعمودية المقدسة. لأنه ينبغي علينا أن نُخرج من داخلنا الآلهة الغريبة ، ونكون بعيدين عن أي ضلال ، ونقول : « أجحدك أيها الشيطان و كل أعمالك و كل عباداتك »[1] . ينبغي علينا أن نُغير ملبسنا خالعين الإنسان العتيق ، هذا الذي فسد بشهوات الضلال ، ونلبس الجديد الذي يتجدد وفق صورة ذاك الذي خلقه ( انظر کو 10:3) . أيضا خلعن الأقراط التي في آذانهن ، هكذا دخلت النساء اللاتي كن مع يعقوب إلى بيت الله بدون أن يكون لديهن أية زينة جسدية ، حللن أيضا شعورهُن ، محررین رؤوسهن من أية تعقيدات مجدولة في شعورهُن تشير إلى ارتكاب جرائم [2]. إذن عندما نصعد إلى بيت إيل ، أي إلى بيت الله نطرح عنا – مثلما فعلت النساء – أية زينة لكي نتعرف على الحجر المختار الموضوع في رأس الزاوية ، أقصد المسيح ( انظر مت 42:21 ) . وسوف نراه يُمسح من الآب لبهجة وفرح كل الأرض . لأنه – كما قلت – مسح الابن بواسطة أبيه « من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك » ( مز 8:45 ) بحسب قول المرنم . يمكنك أن ترى هذا – بطريقة رمزية وتصويرية – في القراءات التي قُرئت علينا منذ قليل ، لأنه يقول : « نصب يعقوب حجراً ومسحة بزيت وخمر » . حسنا ، هذا الذي حدث كان مثالاً لسر المسيح الذي له المجد مع الآب والروح القدس إلى أبد الآبدين آمین .
- يصف القديس كيرلس الأورشليمي هذا الطقس قائلا : “ بداية دخلتم في مدخل المعمودية ووقفتم ملتفتين نحو الغرب ، وبسطتم يدكم وخاطبتم الشيطان كما لو كان حاضراً قائلين : “ أجحدك أيها الشيطان مع كل أعمالك وكل عبادتك ’ ’ 1068 , 33 , PG-1069
- كانت عادة النساء من الوثنيين أن يجدلوا شعورهن كالحبال ويفعلون الفحشاء أمام الآلهة الوثنية ، وهنا يوصي يعقوب نساءه بأن يحللن شعورهن حتى لا يتشبهن بالنساء الوثنيات . ( المترجم ) .
المقالة الخامسة |
المقالة السادسة: عن يوسف ابن يعقوب |
|
البابا كيرلس عمود الدين تعليقات لامعة على سفر التكوين |