من اراد
“من أراد أن يخلص نفسه يُهلكها” (مت 25:16 )
كلام المسيح يعني شيئاً واحداً : بدوني لا خلاص . فمن حاول أن يخلص نفسه بدون المسيح معناه أنه يهلكها ، ولكن الذي يهب نفسه للمسيح فإنه حتما يَخلص حتى ولو مات في سبيل حب المسيح والإنجيل.
فالذي يريد أن يخلَّص حياته من الموت استحالة أن يكون بدون المسيح . وإن كان مع المسيح ويواجه الموت أو حتى يموت فحتماً سيحيا . وهذا بحد ذاته تأمین ما بعده تأمين لمن يتبع المسيح ، فهو وإن سار في وسط ظل الموت لا يخاف شراً، وإن قام عليه جيش فهو يتحداه باطمئنان قلب لأنه سينجو. فالقديس بولس قالها عن حق وواقع : « الذي نجانا من موت مثل هذا وهو ينجَّي » ( 2كو 1 : 10) .
المسيح واضع أمام عينيه نصيب الكنيسة والفرد المسيحي في العالم ، فالموت سيتعقبه أينما سار ، والكنيسة إنما أُرسلت في العالم كشخص المسيح ، فيستحيل أن يظهر جمالها وقوتها ولاهوتها إلا بالصليب . فالكنيسة المتألمة هي هي المتمجدة ، فلقد قيل عن المسيح بخصوص الروح القدس إنه لم يعط بعد ، لأن المسيح لم يكن قد تمجد بعد ، ويقصد الصليب!!
فالآلام والمجد صنوان عزيزان لا يفترقان ، إن تألمنا معه فسوف نتمجد معه ، وكأنما الآلام تساوي المجد ، والموت يساوي الحياة ، وحمل الصليب كل يوم يساوي استحقاق الحياة مع المسيح.
نعم حقاً نحن هنا نتبعه بالأحزان أما هناك فبالمجد! نحن بعنا العالم فاشترانا الله.
![]()
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين