الفصح


یمثل الفصح صلب ومركز العھد القدیم كله إذ یحمل الخلاص والخروج من مصر للجماعة والأفراد بل كل عید فصح یحمل نفس قوة الفصح الأول كما ذكر كتاب الحجادة الیھودیة، كما یمثل الحقیقة فى العھد الجدید لصلب وقیامة ربنا یسوع وھو صلب ومركز وحجر زاویة العھد الجدید.

الفصح وما یحمله من تقالید قدیم تحمل معانى إیمانیة أصلیة:-

إذ یوجد تقالید أن لھم أساس إیمانى عن الفصح لدى جماعة البدو ولدى الزراعیین :-
 لدى جماعة البدو:-
یذبحوا خروف ویلطخوا دمه على خیمتھم لمنع الأرواح الشریرة وھذا یحمل رغم تقلیدھم الخالى من الإیمان معنى إیمانى قدیم إذ ذبح خروف وتلطیخ دمه على الخیمة علامة الخلاص بواسطة خروف الفصح لدى الیھود على القائمتین والعتبة العلیا.
 لدى جماعة الزراعیین:-
فى وقت الحصاد للمحصول الجدید یمتنعوا عن أكل الخمیر فترة من الأیام حتى لا یختلط المحصول القدیم بالجدید ویأكلوا من الجدید فقط .
وھذا لخروف الفصح إذ منعوا عن أكل الخمیر الذى یرمز للخطیة والشر ویتحقق ذلك فى العھد الجدید إذ ینبغى إن الذى یأكل جسد الرب ودمه یكون معتمداً والمعمودیة تخلص من الخطیة الجدیة والخطایا قبل المعمودیة (أع ٢ :٣٧) ولھذا فى عید القیامة كانوا یعمدون الموعظین ویناولھم سر التناول .

الفصح بین الجماعة والأشخاص :-

حمل الفصح مفھوم الخلاص الجماعى إذ تذبح الجماعة الخروف ویلطخ بدمه القائمتین والعتبة العلیا فإذ عبر الملاك المھلك لا یقتل بكر العائلة وكان یوجد أطفال رضع لا یستطیعوا الأكل من الخروف لكنھم تمتعوا بالخلاص خلال ھذا العمل وإیمان أبائھم ، وھذا یرمز لتحقیق الكنیسة العھد الجدید كعروس المسیح من جسد الرب ودمه.
حمل الفصح مفھوماً شخصیاً بأن كل إنسان من جماعة الیھود المختتنة یأكل منه فیكون له نصیباً فى الفصح وعلامة علاقة شخصیة بالخروف ھكذا أیضا یحمل سر التناول مفھوماً شخصیاً وثباتاً للمؤمن المعتمد وعلامة علاقة شخصیة. بجانب العلاقة الجماعیة ككنیسة العھد الجدید.

بین الفصح الارضى والفصح السماوى:-

الفصح الأرضى :-
وھو ما كان یحملوه وما زال یعملوه بنى إسرائیل خلال الناموس ووصایا العھد الجدید.
الفصح السماوى:-
وھوما نالته الكنیسة خلال سر التناول لتعاین عربون الحیاة الأبدیة .

طقس الفصح ورموزه:-

یكون لیلاً :-
واللیل ھو وقت عمل الشیطان وسكناه، فالشیطان معروف فى التقلید الیھودى یسكن فى البرارى والمیاه والھواء وأیضا فى الظلام ، وربنا یسوع ھزم الشیطان فى كل ھؤلاء :-
 ففى البرارى ھزمه فى التجربة على الجبل.
 وفى المیاة ھزمه فى المعمودیة فى نھر الأردن ،ومشیه على الماء.
 وفى الھواء عندما ھزمه على عود الصلیب حیث علق على خشبة الصلیب فى الھواء.
 وفى الظلام عندما علق ربنا یسوع على الصلیب صار ظلاماً من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة فھزمه ربنا یسوع فى عقر داره الظلام.
یكون الفصح فى شھر أبیب وھو أول الشھور:-
جعل الله شھر الفصح أول شھور السنة الدینیة وھو یوازى الشھر السابع من شھورھم المدینة ، فصار شھر الفصح ھو بكر السنة والبكر الحقیقى ھو ربنا یسوع وھو بدء كل شئ وأصل كل شئ واسمي من كل المخلوقات وھو الفصح الحقیقى الذى ھو عربون الحیاة الأبدیة.
وھو یوازى شھر أبیب عند المصریین وھو زمن الحصاد لأن كلمة أبیب تعنى سنبلة وھذا میعاد الفصح ضبط بحیث یكون فى شھر أبیب حسب التقویم المصرى الدقیق.
الحفظ فى الیوم العاشر:-
رقم عشرة أشارة إلى الناموس ذا الوصایا العشر ولأن خروف الفصح یرمز لخروف الفصح الحقیقى ربنا یسوع فقد حقق ھذا إذ دخل أورشلیم فى الیوم العاشر من شھر نیسان العبرى (وھو الشھر السابع من السنة المدینة عند الیھود والأول فى السنة الدینیة) لكى یصلب ویكمل الناموس ذا الوصایا العشر.
تقدیمھ فى الیوم الرابع عشر ورموزه:-
 فى الیوم الرابع عشر یكون القمر بدراً  أشارة للكنیسة التى تعكس نور شمس البر ربنا یسوع أى اكتمال الكنیسة حیث یكون ربنا یسوع عریسھا مذبوح
لاجلھا .
 الحفظ ٥ أیام یشیر إلى :  البدیات الخمس فى العالم التى انتھت بتجسد ربنا یسوع : الأولى آدم ، والثانیة نوح بعد الطوفان ، والثالثة أبراھیم بالإیمان، والرابعة موسى رمز الناموس ، والخامسة ربنا یسوع المسیح .
ورمز ساعات النھار التى للعمل وھى الساعة الأولى والثالثة والسادسة والتاسعة والحادیة عشر.
دعوة الجار القریب تشیر إلى دعوة الأمم للدخول إلى الإیمان فى الكنیسة المسیحیة.
شاة صحیحة: شاة أو خروف یرمز للوداعة مثلما اوضح فى(إش ٧:٥٣) أو حملاً مثلما شھد یوحنا المعمدان عن ربنا یسوع أنھ حمل الله الذى یرفع خطیة العالم (یو ٢٩:١) ومثلما شُوھد فى سفر الرؤیا خروف قائم وكأنه مذبوح(رؤ ٥ :٦). كونه صحیحاً أى بلا عیب وربنا یسوع قدوس وبلا خطیة وانفصل عن الخطاة وصار أعلي السموات (عب ٩ :١٤)
 كونة ذكراً لانه الرئاسة وھو عریس الكنیسة (یو ٢٩ : ٣) .

ذبحه كل جمھور الجماعة:-
اشتراك كل الجماعة أشارة إلى الذین صلبوا ربنا یسوع ھم الیھود والأمم الذین یمثلھم بیلاطس وھیرودس بل كل الجماعة كل إسرائیل!!! وإن كل العھد القدیم یعتبر أن كل الیھود یشتركوا فى ذبیحة واحدة رغم تعدد العائلات وتعدد الذبائح ھكذا إن تعددت الكنائس والذبائح (الافخارستیا) فالكنیسة واحدة والذبیحة واحدة لكن مع اختلاف أن ربنا یسوع بذل نفسه بإرادته ولیس بغیر إرادته أو بإرادة الآخرین صلب!!!
ذبحه فى العشیة أو بین العشاءین إشارة إلي تقدیم السید المسیح نفسi فصحاً عن العالم في ملء الأزمنة أى بعد العھد القدیم.
رش الدم على القائمتین والعتبة العلیا: كان من الضرورى ذبح الخروف ورش دمه على القائمتین والعتبة العلیا لأنھ  بدون سفك لا یحصل مغفرة (عب ٩ :٢٢) مع الإیمان لأنه لو عمل ھذا مصرى لا ینال خلاصاً من الملاك المھلك ، والخلاص الذى تم فى عھد موسى لیس بقوة دم الخراف لكن لما ترمز له من قوة دم ربنا یسوع .
 أما عن القائمتین والعتبة العلیا یرمزوا إلى :-
العتبة العلیا ھى كنیسة ربنا یسوع ، أما القائمتین فھم الیھود والأمم الذین امنوا بربنا یسوع .
 العتبة العلیا تمثل العقل والقائمتین تمثل الجانب العاطفى والروحى فالتقدیس إلى الداخل وھذا لم یتم إلا بدم ربنا یسوع.
استخدام الزوفا إشارةإلى استخدام الزوفا التى قدموا فى وسطھا أسفنجة مملوءة خلاً عندما قال ربنا یسوع أنه عطشان ویوجد ١٧ نوعاً منھا ومنھا نوعاً طویلاً ھو الذى استخدم أثناء صلب ربنا یسوع وھم یشیروا إلى الأمم والأسفنجة إلى الیھود لكثرة تشعباتھا أشارةإلى خبث الیھود ومكرھم.
یأكلونه مشویاً بالنار: النار ترمز للآلام التى اجتازھا ربنا یسوع على عود الصلیب وأیضا للآلام التى یجتازھا أولاده من أجل اسمه القدوس.
 وترمز النار إلى الروح الحارة التى ینبغى أن نجاھد بھا ونتحلى بھا الروح القدس النارى.
 كان الخروف یشوى على سیخین متعامدین على ھیئة صلیب رمز لصلب ربنا یسوع.
لا تأكلونه نیاً أو مطبوخاً بالماء أى لا یكون لنا فى تقبل ربنا یسوع روح الإیمان المتمیع والمتراخى بل الإیمان الجاد.
یأكلون رأسه مع أكارعه وجوفه  وھذا یرمز إلى محبة ربنا یسوع حیث ھو الرأس، والعمق ھم قدمیه، وعرضھا أى جوفھا تحصرنا من كل جانب.
مع الفطیر أى لا یأكلوا خمیر مدة سبع أیام عید الفطیر فأى الخمیر یرمز إلى الشر والریاء وإلى الإنسان العتیق الفاسد ، فلنطرح عنا كل أیام حیاتنا (أسبوعنا) كل خمیر شر لنسلك حسب الإنسان الجدید الذى لبسناه فى المعمودیة، فخمیر العالم نبعد عنه مستعدین للحیاة الأبدیة.
یأكلونه مع أعشاب مرة:-
الأعشاب المرة ترمز إلى :-
 مرارة العبودیة التى ذاقھا الشعب فى مصر لیستحقوا الأكل من الخروف.
 مرارة الإحساس بالخطیة والتوبة والاعتراف لكى نتناول من جسد الرب ودمه.
 مرارة الخطیة التى حملھا عنا ربنا یسوع.
لا تبقوا منه إلى الصباح:-
وھو یرمز لسر التناول إذ لا نستبقى منه أى جزء بل یؤكل كله لأنه  سر الحیاة الأبدیة.
عظمه من عظامه لا تكسر إشارة إلى كمال ذبیحة الصلیب إذ ربنا یسوع كاملاً وقدوساً لأنه سر الحیاة الأبدیة ، والعظام تشیر إلى كمال الإیمان وإلى عدم الریبة إذ تقبل ربنا یسوع لیس بإیمان حرفى إنما روحى.


یأكلونه وھم على استعداد للرحیل:

-أربع خطوات للرحیل:-
 أحذیتھم فى أرجلھم: وھى مصنوعة من جلد الحیوانات المیتة لكنھا ھنا تحمى الإنسان من أشواك الطریق أى أشواك الخطیة وھنا رمزاً لإنجیل ربنا یسوع كما قال معلمنا بولس فى رسالته إلى أھل أفسس متخذین فى أرجلكم بحذاء إنجیل السلام.
 عصیكم فى أیدیكم: العصا ترمز للصلیب الذى به نجتاز مصاعب العالم وكل ضیقة ، وترمز أیضا للرجاء وللوصیة ، والعصا ترمز أیضا للملك حیث المسیح جالس على عرش مجده بعصا رعایته وصولجان ملكه.
 متمنطقین: وھى أشارة إلى الرجولة والنضج الروحى وھى تعنى قھر الأھواء والشھوات جسدیاً وروحیاً ، “منطق الذھن من كل ما ھو دنس”.
 یأكلونه بعجله :أى جادین ساھرین فى صلاة وصوم كما كان یحدث فى الكنیسة الأولى فى لیلة التناول.
یعبدونه فى فریضة أبدیة :-
وھذا لم یحدث من الناحیة التاریخیة لكنه یرمز لسر الفداء ومجئ ربنا یسوع الثانى لیدخلنا الحیاة الأبدیة .
لایأكل منھ غریب:-
 أى لا یأكل منه غریب لیس من أھل الختان أى لا یأكل منه غیر مختون وھذا یرمز أن لا یأكل جسد الرب ودمه دون معمودیة.
 وكلمة غریب : لا یكون فیه شئ دنس مثل حب المال كیھوذا أو قتل إنسان كالیھود الذین صلبوا المسیح ولم یریدوا أن یدخلوا بلاط بیلاطس لئلا یتنجسوا وفى فكرھم أنھم لم یتنجسوا بقتل إنسان (إلھ متجسد) ظلما!!!
فصح للرب:-
عندما یكون شعب الله سالك فى وصایاه یحسب الفصح له أما إذا زاغوا عن وصایاه فیحسبه الرب فصحھم أو فصح الیھود .

فاصل

 

الضربات العشر تاريخ العهد القديم رحلة الخروج
الخروج
تاريخ الكنيسة

 

زر الذهاب إلى الأعلى