تفسير رسالة العبرانيين أصحاح 2 للقمص أنطونيوس فكري

شرح رسالة العبرانيين – الاصحاح الثانى

 

آيات 1 – 4 يشير فيها الرسول إلى خطورة إهمال إستعلان الله لإبنه.

آية 1 :- لذلك يجب ان نتنبه اكثر إلى ما سمعنا لئلا نفوته.

حديث بولس الرسول عن سمو المسيح بالنسبة للملائكة ليس حديثاً نظرياً بل له عمق روحى. فمن يهمل خلاصاً هذا مقداره فكم تكون عقوبته. إذاً كان المسيح أسمى بكثير من الملائكة فيجب أن ننتبه لكلامه وكلام تلاميذه فى الكرازة بالإنجيل.

لئلا نفوته = لئلا بسبب عدم اليقظة والإنتباه يجرفنا التيار وننزلق بعيداً عن المسار الصحيح للكنيسة التى تسير فى طريق الملكوت.

 

آية 2 :- لأنه ان كانت الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة و كل تعد و معصية نال مجازاة عادلة

تكلم بها ملائكة = حسب التقليد اليهودى وهذا أكده بولس وإستفانوس (أع 7 : 53) + (غل 3 : 19). ومخالفة الناموس لها مجازاة وعقوبة (عب 10 : 28). قد صارت ثابتة = تحقق أن كلمات الناموس حقيقية وتحقق ثبوتها على مستوى الإلتزام القانونى وكل مخالفة لها عقوبة. أى صارت قانوناً نفذه الأباء لأجيال طويلة وعاقبوا بمقتضاه المخالفين بالإضافة للنبوات التى تحققت.

معصية = رفض الوصية فى القلب وعدم السماع لها. تعد الإستمرار فى العصيان وتنفيذه. 

 

آية 3 :-  فكيف ننجو نحن ان أهملنا خلاصا هذا مقداره قد إبتدا الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا.

فى منتهى الخطورة أن نظهر العصيان للإنجيل الذى دعا إليه الرب نفسه وهذا فى مقابل الناموس الذى تكلم به ملائكة. ثم تثبت لنا = أى الخلاص تثبت لنا وتبينت لنا صحته وحقيقته وقيمته بواسطة الرسل الذين إستمعوا من الله مباشرة.

 

آية 4 :- شاهدا الله معهم بآيات و عجائب و قوات متنوعة و مواهب الروح القدس حسب إرادته.

 

الله أكد صحة كرازة الرسل بمعجزات سمح الله أن يصنعوها بواسطة الروح القدس.

آيات = مثل إقامة بطرس وبولس لأموات وهذا أثبت أن الموت ليس بالعدو الذى لا يقهر.

عجائب = تشير للسلطان فوق الطبيعة مثل إنتهار الرياح والسير فوق الماء.

قوات متنوعة = مثلما أقام بطرس الأعرج أمام الهيكل.

مواهب الروح = مثل النبوات والألسنة للإعلان عن الخليقة الجديدة السماوية وبهذا يتثبت أن الخلاص هو من الله وأنه فوق الموت وفوق الطبيعة وأنه من السماء لخلقة إنسان جديد بالروح القدس.

 

آية 5 :- فإنه لملائكة لم يخضع العالم العتيد الذي نتكلم عنه. 

يجب أن ننتبه كثيراً لنعرف من هو هذا الذى كرز لنا بالخلاص لأن الله لم يخضع للملائكة العالم الجديد الذى عين أن يؤسسه بواسطة المسيا الذى نتكلم عنه الأن.

 

الآيات 6 – 8 :- لكن شهد واحد في موضع قائلا ما هو الإنسان حتى تذكره او ابن الإنسان حتى تفتقده. وضعته قليلا عن الملائكة بمجد و كرامة كللته و اقمته على اعمال يديك. اخضعت كل شيء تحت قدميه لأنه اذ اخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له على اننا الأن لسنا نرى الكل بعد مخضعا له.

راجع مع (مز 8 : 4 – 6). ولقد قال داود النبى هذا المزمور قاصداً أن الله خلق الإنسان وأعطاه سلطاناً على الخليقة ولما فقد السلطان بسبب الخطية أعاده المسيح له ثانية بصليبه. ولكن بولس الرسول رأى فى هذه الآيات أن المسيح هو المقصود وأنه فى تجسده وضع قليلاً عن الملائكة، بسبب الآمه وإهانته و صلبه و موته كان كأنه أقل من الملائكة. و لكنه فعل هذا ليقدس الإنسان و يعيده للمجد السماوي و ليخضع العالم لله أبيه. و فى آية (6) يتعجب داود من هو الإنسان حتى تصنع له كل هذا و تفتقده. و في 7 يشير داود أن الله وضع الإنسان قليلاً عن الملائكة و لكنه أعاده لمجده. لكن كما قلنا فهذه الآية رآها بولس الرسول أنها تشير لتجسد المسيح و إتضاعه ثم تمجيد الأب له (يو 12 : 28). و رأى بولس فيها أن الأب أعطاه  مجداً و كرامة بجسده المتحد بلاهوته و ملكه على كل الخليقة. و في (8) يقول أن الأب أخضع كل شئ له. و لكننا نرى هناك استثناء أى الإنسان، فنحن نرى أن ليس كل البشر قد عرفوا المسيح و خضعوا له، بل هم طاردوه و صلبوه، بل حتى الآن يرفضون  الإيمان به و الخضوع له. 

 

الخضوع للأب

1.     قوات الشر فى يوم الدينونه ستخضع خضوع الهزيمة الكاملة التى ستتحقق يوم الدينونة العظيم حيث يخضع إبليس وكل جنوده وينهزم الموت تماماً.

2.     خضوع الإبن لأبيه:

أ‌.        من ناحية اللاهوت فهو كإبن واحد مع أبيه فى اللاهوت يحمل إرادة واحدة مع أبيه.

ب‌.    خضوع الإبن لأبيه الذى يشير له الرسول فى (1كو 15 : 24 – 28) والذى يقول أن الإبن سيخضع، فهذا لا يعنى أن الإبن ليس خاضعاً الآن. بل المقصود أن الإبن إذ حمل طبيعتنا البشرية وصار ممثلاً عنا وصرنا نحن جسده أى أعضاؤه، ونحن الآن ما زلنا غير خاضعين تماماً  (كو 1 : 24). والبشرية لم تخضع حتى للناموس المسلم للملائكة ثم لموسى. ولكننا الأن نحسب مطيعين فيه، هو يكمل نقائصنا إن ثبتنا فيه. هو يملك علينا بصليبه ويتسلط علينا مجدداً طبيعتنا. طاعته لأبيه تحسب لنا حينما أطاع حتى الموت موت الصليب، هو خضع للآب كنائب عنا. خضع لأبيه لنحسب فيه أبناء طاعة. وحين يكتمل جسد المسيح بنهاية هذا العالم يقدم الخضوع للآب بجسده أى كنيسته نازعاً منها تماماً طبيعة العصيان وتكون كنيسته خاضعة للآب تماماً وهذا ما يعنيه خضوع الإبن للآب. 

ت‌.    حينما تخضع الخليقة لخالقها تنعم بإكليلها الأبدى.

 

آية 9 :- و لكن الذي وضع قليلا عن الملائكة يسوع نراه مكللا بالمجد و الكرامة من اجل الم الموت لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد.

المسيح مات لفترة محدودة فصار بذلك أقل من الملائكة لأن الملائكة لا تموت. ولكننا نراه بعد قيامته وقد تكلل بالمجد والكرامة وجلس عن يمين العظمة الإلهية.

يذوق = أولاً لأنه لم يبقى ميتاً سوى وقت قصير ثم قام وثانياً فكلمة يذوق تشير أنه فعل هذا حتى لا نرهب الموت. دخله قبلنا. كطبيب يتذوق الدواء وهو غير محتاج للدواء ليعطى ثقة للمريض (ذهبى الفم). وهو تذوقة بنعمة الله = قبل أن يتذوق الموت لأجلنا من أجل محبته وهذه المحبة العاملة كانت من نعمة الله علينا. 

لأجل كل واحد = أى أن المسيح مات لأجل العالم وليس عن المؤمنين فقط. وقوله لأجل كل واحد وليس عن كل واحد فهذا يشير لأن هناك شرط آخر لكى أنتفع بموته هذا وهو الإيمان والموت معه، فمن لا يموت مع المسيح لا يقوم معه (معمودية + توبة).

 

آية 10 :- لأنه لاق بذاك الذي من اجله الكل و به الكل و هو ات بأبناء كثيرين الى المجد ان يكمل رئيس خلاصهم بالآلام. 

لاق = هذه تفيد أن عمل الفداء كان هو منتهى المناسبة، لائق بعظمة الله ومحبته وسعة قلبه ورحمته وأبوته الحانية. فما حصلنا عليه من خلاص ومصالحة وبر يشهد لحكمة الله التى تفوق الحد. وكان من اللائق أن الله لا يترك تدبير خلاصه للجنس البشرى دون أن يتممه ليقود أناس كثيرين للمجد.

من أجله الكل وبه الكل = الله هو الذى صنع كل شئ، هو غاية كل شئ، هو العلة الوحيدة لكل ما هو موجود. وكل موجود موجود به وله. هو يوجه كل الأشياء إلى نهايتها وكمالها لمجد اسمه. فهل كان من اللائق أنه بعد أن يخلق الإنسان يتركة ليموت للأبد. 

وهو آت بأبناء كثيرين = لم يتركنا للموت بل جددنا بإبنه بأن سمح بألام إبنه وموته. 

بأبناء = هو إبن ونحن أبناء لكن هو يخلص ونحن به نخلص. هو إبن بالطبيعة ونحن أبناء بالتبنى، نحن صرنا أبناء فيه وسنستمر أبناء إن ثبتنا فيه (يو 15 : 4).

يكمل رئيس خلاصهم = أى أن المسيح صار كواحد من البشر تماماً حينما أحتمل الآلام. فالآلام صارت من نصيب البشر بسبب الخطية وحتى يشابهنا فى كل شئ أحتمل الآلام أيضاً، بل هو فى الآمة بلغ أكملها لتعادل ما وصل إليه الإنسان من بشاعة فى خطيته. هو إستكمل الآلام اللائقة بخلاصنا. وكمال الآمة إرتد علينا بكمال تقديسنا وبه صرنا مكملين (عب 10 : 12 – 14). رئيس = علة وأساس خلاصنا بصليبه.

 

آية 11 :- لأن المقدس و المقدسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي ان يدعوهم اخوة.

المقدس = هو المسيح. والمقدسين = أى المسيحيين. هم الأبناء فى الآية السابقة فالمسيح يقدس والأبناء يتقدسون. هو يقدسنا بأن نصير أعضاء فى جسده أى أغصان فى الكرمة متحدين به، لنا حق القيامة والخلاص خلال أخوتنا بالمسيح الحامل لجسدنا.خطيتنا لا يمكن أن تقترب إليه لكن قداسته تقدسنا. ولنا حق التمتع بروحه القدوس ساكناً فينا يأخذ سمات المسيح المقدسة ليسكبها فينا لنصير نحن مقدسين فيه.

لا يستحى = هو لن يستحى عن تقديسهم وغسلهم بدمه وجعلهم كنيسة له لا عيب فيها ولا غضن.

من واحد = الأب أبيه بالطبيعة وأبونا بالتبنى (يو 20 : 17) وصار للمسيح جسد كجسدنا من آدم. صار للمسيح ولنا جسد بشرى واحد.

 

آية 12 :- قائلا اخبر بأسمك إخوتي و في وسط الكنيسة أسبحك.

هذا النص مقتبس من المزمور الماسيانى 22 الذى يتحدث عن الصليب وبدايته إلهى إلهى لماذا تركتنى. فبالصليب تأسست الكنيسة التى رأسها المسيح. والمسيح فى وسط كنيسته دائماً، بل آخر مشهد رأيناه فى (مت26 : 29، 30) المسيح يسبح مع تلاميذه. المسيح يقود قلوبنا للتسبيح، فحين نتقدس يلهج فمنا بتسبيح الأب الذى أدركنا محبته وأسراره الإلهية غير المدركة. أخبر بإسمك = (مز 22 : 22، 25) الإسم هو إسم الأب (يو 17 : 6). وفى وسط الكنيسة = المسيح فى وسط الكنيسة دائماً (مت 18 : 20) أسبحك = المسيح كرأس للكنيسة أعلن للكنيسة إسم الآب أى أعلن ما لم يكن معلناً (يو 1 : 18). أعلن لنا محبة الأب. والروح القدس الآن يشهد لنا عن حب الآب فنسبحه. المسيح كرأس للكنيسة يقول أسبحك. فالمسيح بعد أن أخذ جسدنا أصبح يتكلم بلغة البشر. 

 

آية 13 :- و أيضا انا اكون متوكلا عليه و ايضا ها انا و الأولاد الذين اعطانيهم الله.

أكون متوكلاً عليه = وهو بناسوته كان متوكلاً على آبيه. هكذا المسيح كرأس للكنيسة يتكلم بلغتها، هنا يظهر أنه بعمله الفدائى أعاد الكنيسة للخضوع والإعتماد على الأب. بل أعاد الكنيسة لحضن الأب وهذا القول مأخوذ من (مز 18 : 2)، (أش 12 : 2). ها أنا والأولاد = (أش 8 : 18). هنا المسيح يظهر نفسه أباً كما أظهر نفسه أخاً من قبل. ومن هنا نرى أن الخضوع للمسيح هو طريق الخضوع لله. فى الآيات (11 – 13) نرى المؤمنين كإخوة للمسيح، بل المسيح يتكلم على لسانهم كواحد منهم. 

 

آية 14 :- فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم و الدم اشترك هو أيضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي إبليس. 

هنا نرى كيف حدثت هذه الأخوه، بأن شاركنا المسيح فى اللحم والدم. والسبب فى أنه أخذ جسدنا حتى يمكن له أن يموت ومن داخل الموت يتعامل مع الموت ويدوسه. أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له (التسبحة) أخذ الجسد منا وحمل خطايانا ليعطينا بره. أخذ موتنا ليعطينا حياته. ونلاحظ أن إبليس إنهزم بنفس سلاحه أى الموت. إن سلطان إبليس يتضح فى الخطية وعاقبة الخطية هى الموت ولكن بموت المسيح قد حررنا من الموت كعقاب على الخطية أى حررنا من سلطان إبليس. المسيح قاتل الشيطان بالسلاح الذى قاتلنا به وغلبه، فهو لم يحاربه بعزة عظمته بل بضعف طبيعتنا وبموته بالجسد 

 

آية 15 :- و يعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية. 

يعتق = كنا جميعاً تحت العبودية لا سلطان لأحد منا أن يدوس الموت أو يتحرر من أسر إبليس ولكن المسيح حررنا (لو 1 : 74) + (رو 8 : 15) + (2تى 1 : 7).

خوفاً من الموت كانواتحت العبودية = هناك من يعيش فى رعب خوفاً من الغد ومن العوز فيعيش مهموماً. وهناك من يعيش فى عبودية خوفاً من الموت. وهناك أغنياء خائفين على أموالهم يعيشون والسلاح تحت وسادتهم خوفاً من الموت فهم مستعبدين للرعب. وهناك من يرتعب من المرض خوفاً من الموت. وهناك من بسبب الخوف من الفقر والعوز يجرى وراء المال فيستعبده المال. وهناك من يجحد إيمانه خوفاً من الموت فيستعبده إبليس وهناك من يخطئ ويحلف زوراً ويغير ذمته خوفاً من الموت. هى عبودية للشيطان خوفاً من الموت فى صورة المختلفة ومنها العبودية للقلق أو للإضطراب أو للمال أو للشيطان مباشرة.

والمسيح حررنا بأن أنهى سلطان الموت، والآن من لا يخاف الموت يصير خارج دائرة طغيان إبليس. ومن لا يخاف أحداً يصير أكثر حرية من الجميع.

ولاحظ أن بولس الرسول يكلم هنا العبرانيين الذين من خوفهم من اليهود يفكرون فى الإرتداد.

 

آية 16 :- لأنه حقا ليس يمسك الملائكة بل يمسك نسل ابراهيم.

هو تشارك فى اللحم والدم حتى يمسك نسل إبراهيم (أش 41 : 8، 9). فالله كما أمسك إبراهيم ليبدأ فى تكوين شعب إسرائيل لبدء عملية الخلاص، كذلك هو يمسك بنسل إبراهيم لينفذ عملية تكميل الخلاص. يمسك = بمعنى يساعد ويعين. ولأن طبيعة الإنسان كانت هاربة منه بعيداً لا تريد الإلتقاء به فإقتفى أثرها وأمسك بها بتجسده. وفى محبة ورعاية أمسك بطبيعتنا إذ حمل ناسوتنا فيه ليعطيه إمكانيات جديدة. وهو لم يأخذ طبيعة الملائكة لأنه أخذ جسداً والملائكة ليس لها جسد. فلو قصد أن يعين الملائكة لما أخذ جسد إنسان. ولكن أتى ليعين نسل إبراهيم يمسك = هى شهوة قلب المسيح التى عبر عنها فى نش 7 : 8 قائلاًقلت إنى أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقهاوالعذوق هو جريد النخلة الرخص إشارة لأولاد الله. لاحظ أن مشقة صعود النخلة فية إشارة للآلام التى تذوقها المسيح ليأتى بنا إلى حضن أبيه.

 

آية 17 :- من ثم كان ينبغي ان يشبه إخوته في كل شيء لكي يكون رحيما و رئيس كهنة أمينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب 

قارن مع (عب 4 : 15 + 5 : 1، 2). نرى هنا أن شفاعة المسيح عنا تحمل عاطفة ورأفة فهو يشعر بآلامنا إذ كان إنساناً مثلنا. المسيح ليساعد الجنس البشرى شابهه فى كل شئ ما عدا الخطية وحدها ليصير رئيس كهنة يترفق بالضعاف.

 

آية 18 :- لأنه في ما هو قد تألم مجربا يقدر ان يعين المجربين.

صار كطبيب عانى من المرض نفسه فهو يعالج المرض بخبرة وعطف وشفقة.

تفسير عبرانيين 1 عبرانيين 2  تفسير رسالة العبرانيين
تفسير العهد الجديد تفسير عبرانيين 3
القمص أنطونيوس فكري
تفاسير عبرانيين 2  تفاسير رسالة العبرانيين تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى