بالروح أم بالحرف؟

 

عزيزى خادم المستقبل

فى عصرنا الحالى تنتشر فكرة التيارات أو الشخصيات التى تحمل فى ظاهرها شكل التدين؛ والتشدد أحيانًا, ولكن يتعثر فيهم الناس حينما يتعاملون معهم عن قرب فلا يجدون توافقًا بين روحهم وسلوكياتهم. فهم ينفذون الوصية حرفيًا بل وكما فهموها بعيدا عن روح الوصية ويتعثر الشباب بسرعة من هذه الشخصيات. إنه الحرف الذى يقتل.

لهذا وأنت تستعد لكى تكون خادمًا سواء لأطفال أو فتيان أو شباب.. عليك أن تتعلم كيف تطبق الوصية: لا إستهتار فى تطبيقها فهذا خطية, ولا حرفية فهذا تطرف. ولكن نحتاج أن نتعلم كيف نحيا الوصية بروح الوصية.

فالإنسان الروحى يحيا بالروح لا بالحرف، إنه يضع أمامه على الدوام قول الرسول: “لا الْحَرْفِ بَلِ الرُوح. لأَنَ الْحَرْفَ يَقْتلُ وَلَكِنَ الرّوحَ يُحْيِى” (2كو3: 6). وهذا المبدأ يشمل حياته كلها. فهو فى كل وصايا الله يهتم بروح 
الوصية؛ لا بحرفيتها. إنه ليس فريسيًا ولا ناموسيًّا ولكنه شخص روحى. فالفريسيون كانوا يتمسكون بحرفية الوصية كما فعلوا مع الرب فى وصية السبت مثلاً. حتى إنه حينما منح البصر للمولود أعمى؛ وكان ذلك يوم سبت؛ قالوا:“هَذَا الإِنْسَانْ لَيْسَ مِنَ الله لأَنَهُ لا يَحْفظُ السبْتَ’ (يو 9: 16). وقالوا للمولود أعمى: “أعط مَجْداً للّه. نحْنْ نعْلَمْ أنّ هَذَا إِنْسَانَ خَاطِئ” (يو 9: 24). ولما شفى السيد مريض بيت حسدًا بعد مرضه 38 عاما يقول الكتاب إن اليهود: “يَطْلْبُونَ أَنْ يَقْتلُوهْ لأَنَهُ عَمِلَ هَذَا فى سَبْتِ” (يو 5: 16).
إنه الحرف الذى يقتل؛ لأنه يدل على عدم فهم لروحانية الوصية.

وسنحاول أن نتأمل بعض نقاط في الحياة الروحية؛ لنرى كيف يسلك الإنسان الروحى بالروح وليس بالحرف:

1- الصوم:

كثيرون يصومون، ويظنون أن الصوم هو فقط الطعام النباتى. ويحاولون أن يجهزوا لأنفسهم أطعمة نباتية شهية جدًا في أكلها ومغذية جدًا فيما يضيفونه عليها من ألوان الطعام النادرة والغالية الثمن! ويتساءلون عن السمن النباتى، والجبن النباتى، واللبن النباتى، والشيكولاته النباتى. وينسون قول دانيال النبى عن صومه:” كُنْتُ نَائِحًا ثَلاَثَةَ أَسَابِيعِ أَيَّامٍ 3لَمْ آكُلْ طَعَامًا شَهِيًّا وَلَمْ يَدْخُلْ فِي فَمِي لَحْمٌ وَلاَ خَمْرٌ، وَلَمْ أَدَّهِنْ” (دا 10: 2، 3).

وأحب أن أركز هنا على عبارة؛ ‘لَمْ آكُل طعاماً شَهِيَا. لأنه حيث يأكل الإنسان أطعمة شهية أثناء صومه؛ كيف يمكنه أن يسيطر على رغبات الجسد؛ وهو يعطيه ما يشتهيه من الطعام؟!
الإنسان الروحى يدرك أن الصوم فى حقيقته هو إذلال للجسد؛ وانتصار على شهوة الطعام وارتفاع فوق مستوى المادة؛ فلا يعتبر أن الصوم هو مجردٍ الطعام النباتى. إنما هو فى صومه يهتم بعنصر المنع؛ أى منع جسده عما يشتهيه؛ مهما كان ذلك طعامًا نباتيًا صرفاً.
ولهذا كثيرون يصومون ولا يستفيدون؛ لأنهم يسلكون فى صومهم بطريقة حرفية شكلية, ولم يدخلوا فى روحانية الصوم؛ ولا فى روحانية الوصية الخاصة بالصوم والقصد الإلهى منها! وهكذا صاموا بالجسد؛ وكانت أرواحهم مفطرة.

فاصل

2- الميطانيات

الميطانيات هى السجود, فما هو المقصود بهذا السجود؟
الإنسان الروحى لا يرى السجود مجرد إنحناء الجسد. وإنما أيضًا انحناء الروح مع الجسد.

لذلك يقول مع المرتل في المزمور “أما أنا فبكثرة رحمتك ادخل إلى بيتك، واسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك” (مز7:5) وعبارة “مخافتك “تدل على خشوع الروح أثناء السجود. وعبارة “بكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك “تعنى الشعور بعدم استحقاق. وهكذا يصيح الشماس أثناء القداس “أسجدوا الله بخوف ورعدة”.. هنا المشاعر الروحية تصحب حركة الجسد.

أحيانًا تعتذر لإنسان وتضرب له مطانية، فلا يقبلها منك إذ يشعر أنها عمل جسداني لا روح فيه. وقد تقول بعد ذلك: ماذا أفعل له أكثر من هذا؟ لقد ضربت له مطانية، وانحنيت برأسي إلى الأرض!! يا أخي المهم أن تنحني روحك.. لا تتمسك بحرفية المطانية دون روحها.

أما الإنسان الروحي ففي سجوده يقول مع داود النبي: “لصقت بالتراب نفسي” (مز 119: 25). وليس مجرد رأسي التي لصقت في سجودها بالتراب. النفس التي تلتصق بالتراب هي مقبولة أمام الله والناس.

فاصل

3- الصلاة

الصلاة حرفيًا هي الحديث مع الله. وهى روحيًا: اتصال روح الإنسان بروح الله.

وقد يصلى إنسان، أو يظن أنه يصلى، بينما لا توجد هذه الصلة بينه وبين الله!!

لذلك وبخ الله اليهود بقوله “هذا الشعب يكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا” (أش 39: 13) (متى 15: 8). إنها صلاة غير مقبولة، لأن الله يريد القلب. أتظن أنك تصلى، لأنك تحرك شفتيك أمام الله؟!

وقد يكون ذلك بلا فهم، ولا روح، وبلا مشاعر: بلا حب، بلا خشوع، بلا اتضاع..!!

أتريد أن ترضى ضميرك من جهة الصلاة؟! حتى لو كانت هكذا!! أم تصلى بروحك، وتصلى بذهنك، تقصد كل كلمة تقولها في صلاتك.. صدق ماراسحق عندما قال عن مثل هذه الصلاة: “قل لنفسك: أنا وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظًا”. ذلك لأن كثيرين يهمهم أن يطيلوا بغير فهم، أو أنهم يتلون عددًا كبيراً من المزامير، بسرعة لا تأمل فيها، ولا يتابعون معنى الألفاظ أثناء صلاتهم!! والمزامير كلها روحانية، لكنهم يقتصرون على الحرف.

وبالمثل يرددون كلمات التسبحة في الابصلمودية بسرعة عجيبة، لا يتابعون فيها المعنى.. وكذلك بالنسبة إلى كثير من الألحان.. المهم أمامهم هو الحرف وليس الروح،  والشعور بأن الإنسان أدى (قانونه) في الصلاة، واستراح ضميره بذلك، بينما لم تصعد هذه الصلاة إلى الله، لأنه لم تكن هناك صلة، ولم تشترك الروح فيها ولا القلب.. أما الإنسان الروحي فيقول مع الرسول “أصلي بالروح، أصلي بالذهن أيضًا” (1كو 14: 15).

فاصل

4- المحبة العملية

كثيرون يدّعون أنهم يحبون الناس. وتكون عبارةٍ الحب مجرد لفظة من ألسنتهم ولا مشاعر فى قلوبهم؛ كما لا يظهر هذا الحب أيضًا فى معاملاتهم!! وقد يقولون أيضًا إنهم يحبون الله بينما يكسرون وصاياه كل يوم!! لذلك كله قال القديس يوحنا الحبيب: يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ! ” (1يو 3: 18).

هذه المحبة العملية هى التى يريدها الله منا فى تعاملنا معه ومع الناس, لا فى كلامنا.

لقد اختبر بطرس الرسول فى هذا الأمر فى ليلة الخميس الكبير. قال للسيد الرب: “وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا… وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!(مت 26: 33-35). “إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ!” (لو 22: 33). أما ما حدث عمليًا فهو أن بطرس أنكر سيده ومعلمة ثلاث مرات‎٠‏ وأمام جارية. لذلك قال له الرب بعد القيامة “يَا سِمْعَانْ بْنَ يُونّا أَتْحِبْنى أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاءِ؟!” (يو 21: 15، 16). وكان يقصد المحبة العملية؛ لا محبة الكلام واللسان. ولكن بطرس الذى أنكر اثبت محبته العملية فيما بعد. حينما احتمل السجن والجلد من أجل إيمانه وكرازته هو وباقى الرسل، وكانوا “فَرِحِينَ مِنْ أَمَام الْمجْمَع لأَنَهُمْ حُسِبُوا مُْتأُهِلِينَ أن يُهَانوا مِن أَجْلِ اسمه” (أع 5: 41). وبرهن بطرس أيضًا على محبته العملية للرب حينما رفض تهديد رئيس كهنة اليهود؛ وقال في جرأة “يَنبَغِى أَنْ يُطَاع الله أَكْثرٌ مِنَ النَاسِ’ (أع 5: 29) بل برهن على محبته العملية للرب حينما ختم كرازته بقبوله أن يموت من أجله مصلوبًا ومنكس الرأس.

وتظهر المحبة العملية في الحياة الاجتماعية أيضاً: مثال ذلك راعوث التي رفضت أن تذهب حماتها وحدها بعد موت ابنها، بل قالت لها: “لا أتركك. حيثما ذهبت اذهب. وحيثما مت أموت. شعبك شعبي، وإلهك إلى. وإنما الموت هو الذي يفصل بيني وبينك” (را: 1: 17). وهكذا فعلت، ولم تترك حماتها وحدها..

هكذا يقدم الإنسان الروحى محبة عملية باذلة. يفعل هذا من كل القلب وتظهر مشاعره واضحة فى ملامح وجهة؛ وفى نظرات عينيه وفى حرارة ألفاظه. إنها محبة بالروح لا بالحرف.

فاصل

5- العطاء

الإنسان الروحي يعطى أولًا من قلبه، بكامل حبه، قبل أن يعطى من ماله ومن جيبه. عطاؤه هو مجرد تعبير عن مشاركته القلبية في احتياجات الناس، وفي احتياجات الكنيسة.

ولكن بعض الناس قد يقدمون العطاء بغير مشاعر لمجرد التنفيذ الحرفي للوصية..! وينسون قول الكتاب “المعطى المسرور يحبه الرب” (2كو 9: 7)..

كيف نعطي؟

1- نعطي في الخفاء:

هذا ما نتعلمه من الرب يسوع حين قال: “احترزوا أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم. وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات” (متى 6:1).

* لتكن صدقتك في الخفاء وأبوك الذي يرى في الخفاء.. يجازيك علانية.

* ولذلك يجب علينا حين نعطى ألا نجذب أنظار الآخرين.. ولا نعطى بافتخار.

* لا تعرف شمالك ما تفعل يمينك (متى 6: 3) لا تذكر كم أعطيت ولا تحسب عطاياك. حتى لا تستوفى خيراتك على الأرض.

2. نعطى بروح المحبة
*كل فضيلة تخلو من روح المحبة تكون مرفوضة. أي أن الإنسان لا يعطى متذمرا. أو فرضا عليه أو خائفا من غضب الله والقديس بولس يقول في (1 كو 13: 2) إن أطعمت كل أموالى وأسلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا. وفى (سفر نشيد الإنشاد 8: 7): “إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا.”

* أن تعطى دون أن يطلب منك.. بمعنى أن تكون بداخلك الحساسية نحو أخوتك المحتاجين.

*سرعة العطاء بدون تأجيل.. لأن ربما التأخير يسبب أضرارا للمحتاجين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كما يقول الكتاب “لا تمنع الخير عن أهله حين يكون في طاقة يدك أن تفعله ” (أم 3: 27).

3. نعطى في سخاء
* لأننا أولاد الرب يسوع ولابد أن نشبه أبينا الذي يعطى بسخاء ولا يعير (يع 1: 5).

* لا يكفى أن تعطى. بل أن تكون كريما في عطائك يعاملنا الله الذي قال “أعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا “(لو 6: 38).

الرب يسوع طوب الأرملة التي ألقت الفلسين.. لأنها من أعوازها أعطت بل أعطت كل معيشتها (لو 21:4).

* ويقول الرب في (سفر التثنية 16: 10) على قدر ما تسمح يدك أن تعطى كما يباركك الرب إلهك.

* القديس بولس يكتب لتلميذه تيموثاوس “أوص الأغنياء في الدهر الحاضر.. أن يكونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع” (1تى 6: 17).

* القديس كبريانوس الأسقف يقول عن الأرملة التي ألقت الفلسين في الخزانة ومدحها الرب مغبوطة جدًا ومكرمة المرأة التي استحقت أن تمدح بصوت الرب فليخجل الأغنياء بشحهم وعدم إيمانهم.

* القديسة ميلانيا أعطت القديس الأنبا بموا كيس به خمسمائة قطعة ذهب. ونادى القديس تلميذه وكلفه أن يوزعه على الرهبان الساكنين في البرية الداخلية وعندما سألته القديسة لماذا لم تفتح الكيس وتعده؟ فقال لها القديس إن كنت قدمت هذا المال لله. فالله يعرف مقداره وعدده.

* أعط أفضل ما عندك. لأن كثيرين لا يعطون إلا الملابس القديمة المستهلكة وأحيانًا تسبب حرجًا لإخوة الرب عندما يرتدونها.

إذن الإنسـان الــذى يحيــا بــالروح لا بــالحرف يختلــف حتـى فــى عطائــه للآخــرين، فهــو يعطــى من القلب وبسرور وفى الخفاء…. الخ

فاصل

6- الخدمة 

 
يظن البعض أن الخدمة هي مجرد الشكل الخارجي: دفتر تحضير منظم، تتميم على الأولاد، افتقاد، تحفيظ.. وينتهي الأمر عند هذا الحد.. بينما هي روح قبل كل شيء.. هي روح الخادم التي يمتصها الأولاد منه. هي الروح التي يلقى بها الدرس، والروح التي يتعامل بها مع الأولاد.
هي قلب الخادم قبل لسانه..
هي حرارته القلبية، قبل وسائله التربوية.

هناك سؤال يجول في نفس وفي أعماقي: أحقًا نحن خدام؟ سهل أن يرتئي الواحد منا فوق ما ينبغي (رو3:12) ويظن أنه خادم الله!! بينما الخدمة في أعماقها الروحية لها مقاييس عالية، ربما نحن لم نصل إليها.. أو ربما نكون قد بدأنا كخدام روحيين، ولكننا لم نحتفظ بهذا الطابع طول الطريق. فلنبحث إذن معًا: من هو الخادم؟

هو جسر ينقل غيره من شاطئ العالميات إلى شاطئ الروحيات، أو ينقلهم من الزمن إلى الأبدية. هو صوت الله إلى الناس. وليس صوتًا بشريًا، بل هو فم يتكلم منه الله، ينتقل إلى الناس كلمة الله. الخادم الروحي يشعر بالدوام أنه في حضرة الله. وتكون الخدمة بالنسبة إليه كمذبح مقدس، وعمله فيها رائحة بخور.

مهمة الخادم الروحي هي إدخال الله في الخدمة. وهو يردد في قلبه قول المرتل في المزمور “إن لم يبني الرب البيت، فباطلًا تعب البناءون” (مز1:126)

الخادم الروحي له باستمرار شعور الانسحاق وعدم الاستحقاق يشعر أنه فوق مستواه أن يعمل على إعداد قديسين، وأن يهيئ للرب شعبًا مبررًا (لو7:1)، مدركًا تمامًا أن تخليص النفوس البشرية أمر أعلى منه. إنه عمل الله. وإن اشتراكه مع الله في العمل، وشركته مع الروح القدس في بناء الملكوت وفي تطهير القلوب، كلها أمور لا يستحقها. ولكنه على الرغم من شعوره بعدم الاستحقاق، فلا يهرب من الخدمة، بل يدفعه هذا الشعور إلى مزيد من الصلاة، حيث يقول للرب باستمرار: ها أنذا فأرسلني

الخادم الروحي هو باستمرار رجل صلاة:
بالصلاة يخدم أولاده. وبالصلاة يحل مشاكل الخدمة. وتكون الصلاة بالنسبة إليه كالنفس الداخل والخارج، كما قال الآباء..

بعض الخدام يظنون أن غاية الإخلاص للخدمة، هي أن يعملوا.. أما الخادم الروحي فيرى أن غاية الإتقان هي أن يعمل الله.. ليس معنى هذا أن يكسل ولا يعمل!! كلا، بل هو يعمل بكل جد وبكل بذل، ولكن ليس هو، بل الله الذي يعمل فيه. كما قال القديس بولس الرسول: “لكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي” (1كو10:15).. وكما قال أيضًا “لكي أحيا لا أنا، بل المسيح الذي يحيا فيّ” (غل20:2).

 

الخادم الروحي هو رائحة المسيح الذكية (2ك 15:2) يشتم منه الناس رائحة المسيح، لأنه رسالته المقروءة من جميع الناس.. هو محرقة رائحة سرور للرب (لا1)، تشتعل فيها النار الإلهية، نار تتقد ولا تطفأ، حتى تحولها إلى رماد..

حتامًا: الإنسان الذى يحيا بالروح لا بالحرف هو الإنسان الروحى فى كل عمل يعمله؛ يدرك أن الله ناظر إلى قلبه وإلى نيته وقصده. فكل عمل يعمله يكون من القلب.. فَكُلْ مَا فَعلتم فَاعْمَلُوا مِنَ الْقلب. كَمَا لِلرّبٌ ليْسَ لِلِنَّاسِ” (كو 3 :23 – 24).. الله يعطينا جميعا أن نحيا بالروح لا بالحرف. فنكون بحياتنا وخدمتنا شهود أمناء للمسيح ولكنيسته المقدسة.

فاصل

المراجع:

  • كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -البابا شنودة الثالث

  • كتاب المحبة قمة الفضائل – البابا شنوده الثالث

  • كتاب العطاء: فضيلة وحياة – الأنبا مكاري

زر الذهاب إلى الأعلى