تفسير رسالة العبرانيين اصحاح 2 كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
المسيح المتجسد مخلصنا
يستكمل بولس الرسول الحديث الذي جاء في الأصحاح الأول ويخرج منه بتطبيق هام وهو الانتباه للخلاص الذي تم على الصليب. ثم يبدأ في إثبات ضرورة ظهور السيد المسيح في هذا الشكل المتواضع، أي أقل من الملائكة، لأجل خلاصنا.
(1) التمسك بخلاص المسيح المُقَدَّم لنا (ع 1 – 4):
1 لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ، 2 لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، 3 فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، 4 شَاهِدًا اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ؟
ع1: ما سمعنا: تعاليم المسيحية.
لئلا نفوته: نعرفه نظريًا ثم نهمل تطبيقه في حياتنا.
إن كان المسيح أعظم من الملائكة، فينبغي أن نهتم بتعاليم المسيحية عن الخلاص المُقَدَّم على الصليب والذي هو أعظم وأكمل من تعاليم العهد القديم المُسَلَّمَة بيد ملائكة حتى نطبقها ونحيا بها.
ع2-4: الكلمة التي تكلم بها ملائكة: الناموس الذي أخذه موسى من الله عن طريق ملائكة (أع 7: 53، غل 3: 19).
إن كانت كلمة الله المعطاة لموسى بواسطة ملائكة قوية وثابتة لا يمكن تغييرها لأنها من الله ومن يخالفها يعاقب، كما ظهر ذلك في تاريخ الشعب اليهودي عندما أهملوا الناموس فنالوا عقوبات شديدة مثل السبي، فكم بالأولى من يهمل الخلاص المقدم من المسيح نفسه -كلمة الله- الذي تجسد وفدانا على الصليب وعلَّمنا وصاياه بنفسه، ثم شرح لنا تعاليمه التلاميذ والرسل الذين سمعوا تعاليمه بأنفسهم ورأوا صلبه وقيامته. هذا الخلاص أعظم وأكمل من الخلاص المقدم في شريعة العهد القديم، لأنه في العهد القديم كانت كلمة الله بيد ملائكة أما في العهد الجديد فالمسيح كلمة الله نفسه يخلص البشرية بفدائه. وقد ثبَّت المسيح هذا الخلاص عندما عضَّد تلاميذه ورسله بالمعجزات ومواهب الروح القدس مثل الوعظ والتكلم بألسنة.
† ليتك تفكر في محبة المسيح الفادي المصلوب لأجلك ويكون محور حياتك اليومية، فتتأمل فيه وتشكره ليطمئن قلبك في اهتمام المسيح بك، وتتجاوب مع حبه بصلوات كثيرة وخدمة ورحمة لمن حولك.
(2) خضوع المؤمنين للمسيح (ع5-8):
5 فَإِنَّهُ لِمَلاَئِكَةٍ لَمْ يُخْضِعِ «الْعَالَمَ الْعَتِيدَ» الَّذِي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ. 6 لَكِنْ شَهِدَ وَاحِدٌ فِي مَوْضِعٍ قَائِلًا: «مَا هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ، أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ 7 وَضَعْتَهُ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. 8 أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ – عَلَى أَنَّنَا الآنَ لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعًا لَهُ –
ع5: العالم العتيد: المؤمنون في الكنيسة ثم في الأبدية.
كان اليهود يؤمنون أن رئيس الملائكة ميخائيل مسئول عن رعاية الشعب اليهودي، وباقي الشعوب تحت رعاية ملائكة آخرين. ولكن في العهد الجديد لا يتمتع المؤمنون في الكنيسة برعاية الملائكة فقط ولكن يتمتعون بخلاص المسيح نفسه الذي هو رأس الكنيسة، ثم يكمل خضوعهم له في الأبدية حيث تبطل قوة الشيطان ويكونون بكل كيانهم للمسيح في تسبيح دائم.
ع6، 7: واحد: داود النبي في (مز 8: 4).
يتحدث داود النبي عن البشرية الضعيفة الساقطة المحتاجة للخلاص، معبرًا عنها بالإنسان، وكيف اهتم الله بخلاصها وافتقدها بإرسال ابنه الوحيد يسوع المسيح متجسدًا، وصار في صورة ابن الإنسان كبشر متخليًا عن مجده الإلهي حتى يفدى البشرية. فكان وهو في صورة الإنسان أقل من الملائكة، وكان هذا الاتضاع لمدة قصيرة وهي فترة تجسده وبعدها أَتَمَّ الفداء وقام من الأموات وصعد إلى السموات فظهر في إكليل المجد والكرامة التي له منذ الأزل، وأعطى الخلاص للمؤمنين به الذين هم صنعة يديه وخضعوا له لأنه اشتراهم بدمه.
هذه الكلمات لا تنطبق على المسيح فقط، بل أيضًا على الإنسان الروحي المؤمن به، إذ يعطيه المسيح نعمة ومهابة في أعين الآخرين فيقدِّرونه ويشعرون بعظمته نظرًا لسلامه الداخلي وعمل الله معه، رغم أنه يبدو في أوقات كثيرة في حالة ضعف واحتمال للآلام، ثم يكمل مجد الله له بنواله الإكليل السماوي.
ع8: أخضعت كل شيء تحت قدميه: هذا هو نص المزمور (مز8: 6).
شيء: الأمم، فالمؤمنون من كل الأمم خضعوا له.
مات المسيح لفداء البشرية كلها، يهود وأمم، فالمؤمنون به جميعا خضعوا له وليس الشعب اليهودي فقط. ولكن يستدرك الرسول فيقول أن العالم ما زال فيه كثيرون يرفضون الإيمان بالمسيح ولا يخضعون له لأن الخضوع سيكمل في الأبدية عندما يتمجد المؤمنون في الملكوت ويعاقب غير المؤمنين في العذاب الأبدي.
† إعطنى ربى يسوع نعمة الخضوع لك، لأن الخضوع لك فيه كل الحياة. إعطنى ألا أشارك العالم في خطاياه التي يرفضك لأجلها، بل تكون كل كلماتى وأعمالى حسب وصاياك وأيضًا أفكارى لتكن نقية أمامك، فتتمجد فىّ وأكون نورًا بيدك للعالم المحيط بى.
(3) بركات التجسد (ع 9-18):
9 وَلَكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلًا بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ. 10 لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ. 11 لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، 12 قَائِلًا: «أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ». 13 وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلًا عَلَيْهِ». وَأَيْضًا: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ». 14 فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15 وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ. 16 لأَنَّهُ حَقًّا لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. 17 مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18 لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.
ع9: ولكن الذي وُضِعَ قليلا عن الملائكة: يسوع المسيح في تجسده اتضع وظهر أقل من الملائكة في الكرامة.
نراه مُكَلَّلا بالمجد والكرامة: بقيامته وصعوده إلى السموات. وأيضًا تكلل المسيح بإكليل الحب على الصليب وإكليل النصرة على الشيطان بموته، إذ بموته داس الموت.
من أجل ألم الموت: بسبب احتمال كل آلام الصليب والموت قام مكلَّلا بالمجد والكرامة.
بنعمة الله: قوة لاهوت المسيح التي سندته في احتمال الآلام والموت.
لكي يذوق الموت لم يقل يموت بل يذوق الموت، أي مات لفترة قصيرة وهي ثلاثة أيام حتى لا يرهب المؤمنون به الموت، فهو قنطرة عبورهم إلى الأبدية السعيدة بفداء المسيح لهم.
لأجل كل واحد: موت المسيح وفدائه كان من أجل كل من يؤمن به لينال الخلاص. فبدلًا من أن يموت الإنسان، مات المسيح عنه ليحيا في المسيح.
اتضع المسيح بتجسده وصار مثلنا واحتمل الألم والموت عنا، ثم ظهر مجده بقيامته وصعوده حتى لا نرهب الموت ونثق في الأكاليل التي تنتظرنا إن ثبتنا في الإيمان به.
† إن طريقك لاختبار التعزيات الروحية وبركات الله في حياتك هو من خلال احتمالك آلام الحياة بشكر من أجل الله، وتستطيع أن تختبر أعماقًا أكبر في عشرة الله عندما تحتمل آلامًا بدلًا من غيرك مثل أتعاب الخدمة أو احتمال اتهامات في أخطاء صنعها غيرك ولا تدافع عن نفسك حتى تستر عليه. هذا هو طريق الفداء الذي صنعه المسيح لأجلك فتصنعه من أجل الآخرين، وحينئذ يعلن لك المسيح نفسه بشكل لم تعرفه من قبل.
ع10: لاق: كان اليهود ينتظرون مسيا يخلصهم من الرومان فعثروا عندما تألم وصلب ومات، فيرد بولس بأن الآب يريد هذه الآلام أن تتم في ابنه لخلاص البشرية. هذا هو اللائق في نظر الله.
بذاك: الله الآب.
من أجل الكل: هدف الخليقة الوحيد هو تسبيح الله وتمجيده.
به الكل: الخليقة كلها خلقت بيد الله.
أبناء كثيرين: المؤمنون بالمسيح.
المجد: بركات العهد الجديد في الكنيسة ثم أمجاد الملكوت.
يكمل … بالآلام: يكمل المسيح عمله الخلاصي باحتمال كل آلام الصليب والموت حتى يفدى البشرية، هذا هو شهوة قلب الآب والابن أن يخلص أولاده من الموت.
رئيس خلاصهم: صانع الخلاص لكل المؤمنين أي المسيح.
يظهر اشتراك الآب والابن في إتمام الفداء بأن رأى الآب، الذي هو خالق كل البشر وهدف حياتهم والذي يطلب خلاصهم، أن يبذل ابنه الحبيب لفداء أولاده الذين سيؤمنون به، مستكملًا كل عقوبة الخطية عنهم ويوفى الدين أمام العدل الإلهي فيعطيهم خلاصا كاملا.
ع11: المقدِّس: المسيح الذي خصَّص نفسه لخلاص المؤمنين به.
المقدَّسين: المؤمنين بالمسيح الذين خصَّصوا حياتهم لله ونالوا خلاصهم.
واحد: هو الله خالق الكل أو آدم أبو كل البشر.
اتضاع المسيح بتجسده، الذي جعله لفترة صغيرة أقل من الملائكة، أعطاه أن يشارك المؤمنين به في الجسد، واتحد معهم في الأصل، وهو آدم، فصار إنسانًا مثلهم، وكذلك اتحد معهم في البنوة لله ولكن مع الفارق، إذ أن المسيح ابن الله بالطبع والجوهر أما البشر فبالتبنى. وإذ اشترك في الإنسانية مع البشر، فلا يخجل رغم عظمته الإلهية غير المحدودة أن يدعو المؤمنين به إخوة. وبهذا رفع كل المؤمنين إلى بنوة الله رغم أنهم مجرد خلقته، ولكن بالتجسد صاروا إخوة للمسيح وأبناء لله.
† اتضاع عجيب منك يا الله أن تدعونى أنا الحقير أخًا لك، ولكننى أفرح إذ هذا الشرف يشجعنى أن أقترب إليك في الصلاة؛ ومن ناحية أخرى يدفعنى لأدعو كل من هم أقل منى سنًا أو مركزًا إخوة لى وأعاملهم بكل حب واتضاع كما تعاملنى.
ع12: الكنيسة: هي كنيسة العهد الجديد وفي أصل المزمور كتبت الجماعة أي جماعة المؤمنين التي هي الكنيسة.
يؤكد بولس كلامه بآية من العهد القديم (مز22: 22)، وهي تتكلم بلسان المسيح الذي كرز للبشر وأعطاهم الخلاص ودعاهم إخوته لمشاركته لهم في الجسد، ثم يشاركونه في تسبيح الله داخل الكنيسة التي هي جسده.
ع13: يقتبس الرسول من (إش8: 17) نبوة عن المسيح الذي بتجسده شارك البشر، فيتكلم نائبًا عنهم مع الله في الإتكال عليه لكي ننال بنعمته طاعة الله والإتكال عليه في كل شيء.
ويقتبس أيضًا من (إش8: 18) نبوة عن المسيح المتجسد الفادي الذي يخاطب المؤمنين به كأب، ويتقدم بهم كأولاد له أمام الآب ليوحِّدهم به ويحيوا معه إلى الأبد.
وقد قال أيضًا مرتين في هذه الآية لأن المعنى الأول هو أن المسيح نائب عن البشرية والثاني أنه أب لها.
† إن الطريق لله صار سهلًا بالمسيح الذي يعطينا جرأة ودالة في العلاقة معه بل يعلمنا كيف نطيعه وننتظره مهما تأخرت طلبتنا وزادت مشاكلنا، فنتكل عليه واثقين من أبوته ومحبته بل نلحّ عليه في إيمان لنختبره أكثر من ذى قبل.
ع14: الأولاد: البشر.
اللحم والدم: الطبيعة البشرية، وهذا يؤكد ناسوت المسيح وينفى كل البدع التي ترفض هذا.
يبيد: يبطل.
إبليس: المشتكى.
فائدة جديدة نالتها البشرية بتجسد المسيح وهي إبطال سلطان الموت الأبدي عن المؤمنين به، إذ بموته داس الموت ولم يعد لإبليس المشتكى على البشر سلطان أن ياخذهم بعد الموت إلى الجحيم والعذاب الأبدي معه، لأن المسيح بتجسده وفدائه حرَّرهم وأعطاهم الحياة معه في الفردوس والملكوت.
ع15: أولئك: جميع البشر.
تَجَسُد المسيح أعلن إتحاد الله بالإنسان تمهيدًا لفدائه بالصليب، ليحرِّر أولاده البشر الذين حكم عليهم بالموت من أجل خطاياهم. وفي خوفهم من الموت الأبدي صاروا مستعبدين لإبليس، وهذا دفعهم للسقوط في خطايا متنوعة. فتجسد المسيح يحررهم من سلطان إبليس والخوف من الموت وكل خطية.
ع16: يمسك: لا ينقذ.
الملائكة: الذين سقطوا أي الشياطين.
نسل إبراهيم: كل من له إيمان إبراهيم، سواء اليهود أو الأمم.
المسيح المتجسد الفادي لم يأتِ ليخلص الشياطين، لأنهم رافضون للتوبة ومصرّون على الخطية ويغوون الإنسان ويسقطونه في تحدٍ سافر لله، ولكنه تجسد ليخلِّص البشر الذين يؤمنون به، وإذ لهم إيمان إبراهيم يسميهم نسل إبراهيم من جهة الإيمان وليس الجسد، فهو يخلص اليهود والأمم، ولكن قال إبراهيم لأنه يكلم العبرانيين وإبراهيم هو أب الإيمان المعترف به عندهم.
ع17: من ثم: لذلك.
يشبه إخوته في كل شيء: يصير المسيح إنسانًا كاملًا جسدًا وروحًا، فيكون مثل باقي البشر، وباتضاع يدعوهم إخوته.
سبب آخر لتجسد المسيح هو أن يشعر البشر أنه مثلهم في طبيعته البشرية، فيشعرون بحنانه عليهم وقربه إليهم ويعطيهم احتياجاتهم ويشعر بآلامهم. ثم يتقدم كرئيس كهنة العهد الجديد، لا ليكفر مثل رئيس الكهنة في العهد القديم برش دم الحيوانات على تابوت عهد الله بل يقدم دمه على الصليب ليرفع خطايانا، وبهذا يكون أمينًا في إتمام الفداء وتخليص شعبه من الموت ومساندتهم في كل ضيقاتهم.
ع18: احتمل المسيح في حياته على الأرض آلامًا كثيرة، سواء بتجارب مباشرة من الشيطان لإسقاطه في الكبرياء وشهوات العالم، أو باحتماله إساءات وعذابات واضطهادات حتى الصليب، فيشعر كل إنسان في تجربة وضيقة أن المسيح عانى مثله آلام التجارب ويشعر به ويتعاطف معه ويسنده ويعزيه أثناء التجربة.
† إن كان الله يتعاطف معك في ضيقاتك، فليتك تُشْعِر من حولك بتعاطفك معهم. إن مجرد استماعك لشكواهم أو تشجيعهم بكلمات طيبة يريح نفوسهم، فكم بالأحرى لو أكملت محبتك لهم بأعمال رحمة ومساعدة ليفرحوا معك.
يلاحظ مما سبق أن المسيح أعطانا بركات كثيرة بتجسده وهي:
- دعوتنا إخوة للمسيح.
- تسبيح الله في المسيح وبمعونته.
- الإتكال على الله وطاعته.
- بنوة لله.
- عدم الخوف من الموت.
- التشدد في التجارب لأن المسيح معنا ويشعر بنا.
تفسير عبرانيين 1 | عبرانيين 2 | تفسير رسالة العبرانيين | تفسير العهد الجديد | تفسير عبرانيين 3 |
كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة | ||||
تفاسير عبرانيين 2 | تفاسير رسالة العبرانيين | تفاسير العهد الجديد |