تفسير رسالة العبرانيين اصحاح 3 كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة

الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
مقارنة بين المسيح وموسى

(1) المسيح وموسى (ع 1-6):

1 مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ، 2 حَالَ كَوْنِهِ أَمِينًا لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أَيْضًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ. 3 فَإِنَّ هَذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلًا لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ. 4 لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا، وَلَكِنَّ بَانِيَ الْكُلِّ هُوَ اللهُ. 5 وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ. 6 وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ.

 

ع1: من ثم: بناء على ما سبق ذكره في الأصحاح الثاني.

الإخوة: يشعر بولس بشركته مع اليهود المتنصرين في جسد المسيح.

القديسون: المسيحيون، لأنهم مخصَّصون للمسيح.

الدعوة السماوية: دعوة المسيح يصفها بالسماوية لأنه نزل من السماء وسيرفعنا إليه في السماء في الفردوس والملكوت، وكذلك لأن وصاياه سامية وروحانية.

لاحظوا: أي تأملوا وتفهموا عمل المسيح الخلاصي.

رسول اعترافنا: المسيح المرسل من الآب إلينا بتجسده لنرى الله أمامنا ونعترف ونؤمن به، وقد أعلن المسيح قائلًا أن “من رآني فقد رأى الآب” (يو14: 9). وإرسال الابن ليس معناه انفصاله عن الآب ولكنه معه في كل حين ويملأ كل مكان رغم تجسده.

رئيس كهنته: المسيح رئيس كهنة العهد الجديد الذي قدَّم ذبيحة نفسه على الصليب كفَّارة عن خطايانا بدلًا من رئيس الكهنة في العهد القديم الذي كان يقدم يوم واحد في السنة، هو يوم الكفارة، دم الحيوانات ويرشه على تابوت العهد رمزًا لدم المسيح الفادي.

لأن السيد المسيح يقدر أن يعين المُجَرَّبين، لذا أيها الإخوة في المسيح يسوع، الذي جعلنا جميعا إخوة فيه، أنتم يا من دعيتم للتمتع بالفرح السماوي، إمعنوا النظر وتأملوا في ربنا يسوع المسيح هذا الذي جاء ليصل بيننا وبين السماء، جاء ليأخذ اعترافنا بالإيمان الحق ويدخل به إلى قدس أقداس السماء عينها وليس مثل رئيس الكهنة في العهد القديم الذي كان في الكهنوت الهارونى (تث26: 3).

 

ع2: أقامه: الآب أرسل الابن إلى العالم ليفديه، وليس معنى هذا انفصال الابن عن الآب لأنهما واحد في الجوهر وإرساله معناه تجسد وليس انتقاله من مكان لآخر لأنه رغم تجسده ما زال يملأ كل مكان بلاهوته.

بيته: شعبه الذي كان يرعاه ويقوده في البرية 40 سنة.

كان الرب يسوع أمينًا لله في المهمة التي جاء من أجلها، مثلما كان موسى أمينًا لدى شعب بنى إسرائيل. ويلاحظ أن بولس الرسول لم يبدأ بتفضيل المسيح عن موسى لأن موسى هو أعظم أنبياء بنى إسرائيل فبدأ بالتحدث عن تشابه المسيح في الأمانة مثل موسى، فالمسيح أتمَّ الفداء على الصليب مثلما أتمَّ موسى رعاية شعبه، وفي الآيات التالية أظهر تفوق المسيح على موسى.

 

ع3: هذا: المسيح.

البيت: شعب إسرائيل الذي كان موسى أحد أعضائه.

هذا الشخص الكريم، أي ربنا يسوع المسيح، مستحق لمجد أكثر جدًا من موسى بنفس فرق المجد بين الله بانى البيت وبين البيت.

 

ع4: البيت: خيمة الإجتماع أي هيكل العهد القديم.

إن عظمة موسى تأتي من بنائه لخيمة الإجتماع، ولكن المسيح هو خالق كل البشر ومنهم موسى، وهو المسئول عن فداء البشرية كلها وليس شعب إسرائيل فقط. فموسى خادم أمين لله أما المسيح فهو الله نفسه خالق الكل وفادي الكل.

 

ع5، 6: كخادم، شهادةً: يتمِّم خدمته التي تمهد وتشهد للمسيح الآتي بعده.

العتيد أن يُتَكَلَّم به: لتعاليم المسيح.

كابن على بيته: صاحب ومالك كل شيء لأنه هو الخالق والفادي وهو رأس الكنيسة ومخلصها.

أمانة موسى كانت أمانة موكلة إليه كخادم في خيمة الإجتماع ولرعاية بنى إسرائيل، لكن أمانة السيد المسيح على نفوس البشر، التي هي نحن، هي أمانة المالك لكل شيء لأنه هو الله الخالق والفادي. ونحن المسيحيون سنتمتع ببركات أمانته وعمله الفدائى العظيم من أجلنا إن ثبتنا في الثقة بشخصه وتشبثنا بالرجاء الذي يعطيه لنا الرب يسوع.

إذًا عندما قارن القديس بولس في فارق المجد بين ربنا يسوع المسيح وبين موسى النبي، نستطيع القول أنه قارن في شقَّين أساسيين:

أ – إتساع أمانة شخص ربنا يسوع المسيح (بانى الكل) عن موسى وأمانته على بيت إسرائيل.

ب – سلطان الرب يسوع كابن في بيته (الكل) وعمل موسى كخادم في بيت إسرائيل.

† ليتك تتمسك برجائك في الله مهما أحاطت بك المشاكل أو زادت عليك حروب إبليس أو كثرت سقطاتك، فالمسيح قادر أن يقيمك من هذه كلها، وإن تألَّمت واحتملت فارفع عينيك إلى رجاء الأبدية التي سيعوّضك فيها مسيحك بما لا يعبر عنه من أفراح وأمجاد.

(2) قساوة القلب (ع7-11):

7 لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ 8 فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْرِ 9 حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. 10 لِذَلِكَ مَقَتُّ ذَلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ إِنَّهُمْ دَائِمًا يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي. 11 حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي».

 

ع7، 8: لذلك: لأنكم أولاد الله المؤمنون به كما تشير الآية السابقة.

الروح القدس: على لسان داود في (مز 95: 7-11).

اليوم: يقصد به المعنى الحرفي، أي اليوم بالنسبة للسامع حين يكلمه الله في الكتاب المقدس أو بأى وسيلة ينبهه، فلا يهمله أو يعصاه.

تقسوا: القلب مقصود به مركز العواطف، فلا يجعل الإنسان قلبه جامدًا خاليًا من المشاعر نحو كلام الله فيرفضه.

الإسخاط: التذمر والغضب الشديد.

يوم التجربة: اليوم الذي تذمّر فيه بنو إسرائيل على موسى لعدم وجود ماء وضرب الصخرة أمامهم فأخرجت ماء وسمى المكان مريبة أو مسة (خر 17: 1-7). ومزمور (95) يذكر اسم مريبة ليوضح معنى يوم التجربة. وليس المقصود هنا تذمر بنى إسرائيل في مريبة فقط بل تذمرهم المتكرر في برية سيناء وقبل العبور إليها.

القفر: برية سيناء.

ينتقل بولس الرسول من علاقة المسيح بموسى إلى علاقته بشعبه اليهود المتنصرين، فيدعوهم إلى طاعته والإيمان بتعاليمه وعدم التشكك والتذمر بسبب أفكار اليهود الغير مؤمنين، ولا يتشبهوا بأجدادهم عندما تذمروا على الله قبل عبورهم البحر الأحمر وأثناء تجوالهم في برية سيناء عندما عطشوا أو وجدوا ماء مرًا أو سئموا من المن… إلخ (خر14: 11، خر16: 3).

 

ع9: جربنى: امتحننى.

اختبرونى: رأوا رعايتى واهتمامى بهم وقدرتى على عمل المعجزات لهم.

كان بنو إسرائيل يؤمنون بالله إله آبائهم، ولكن في برية سيناء تعرفوا على الله من خلال رعايته وتدبيره لاحتياجاتهم وقيادته لهم، وكان ذلك لمدة طويلة وهي أربعون سنة، ولكن للأسف طوال هذه المدة كانوا يمتحنون الله ويغضبون عليه ويتذمرون مرات كثيرة وهو يتمهَّل ويفيض من بركاته عليهم.

 

ع10: لذلك: لأجل إمتحانهم لى وتذمرهم وتشككهم في قدرتى.

مقتّ: كرهت.

هذا الجيل: شعب إسرائيل في برية سيناء، والمقصود خطاياهم وليس أشخاصهم إذ ظل يرعاهم لعلهم يتوبون.

يضلون في قلوبهم: يتشككون ويتذمرون فتبتعد قلوبهم عنى ويفكرون في الماديات.

لم يعرفوا سبلى: لم يؤمنوا ويسلكوا سلوكًا روحيًا بطاعة واتكال.

غضب الله لأجل تذمر الشعب عليه وانشغالهم عنه بالماديات فلم يحيوا معه، مع أن الغرض من تخصيصهم شعب له وإخراجهم من مصر هو التفرغ لعبادة الله والتمتع بعشرته بعيدًا عن تشويش العبادات الوثنية في مصر.

 

ع11: أقسمت: يشبه داود النبي في المزمور الله بالإنسان في القسم أي الكلمة التي لا يرجع فيها، وذلك لتوضيح ضرورة إتمام كلام الله.

راحتى: أرض الميعاد.

من أجل إصرار بنى إسرائيل على التذمر وعدم الإيمان، قرَّر الله حرمانهم من دخول أرض الميعاد، فأتاههم في برية سيناء أربعين سنة حتى مات كل الكبار الذين تعلقوا بأرض مصر وبقى الأطفال الذين ترَّبوا في البرية وتعلَّموا عبادة الله واحتملوا آلام القفر وعاينوا رعاية الله وآمنوا به، فاستحقوا التمتع بخيراته في أرض الميعاد. ولم يدخل معهم إلا إثنان من الكبار اللذان تميزا بالإيمان وهما يشوع وكالب.

† إن الله يناديك بوسائل مختلفة، سواء بخيراته وعطاياه لتشكره أو بضيقات لتلتجئ إليه أو بوصاياه المكتوبة أو المسموعة لتنتبه وتحيا معه، فلا تهمل صوته بل ليكن لك اليوم فرصة للتوبة وتجديد عهودك معه فيفيض عليك ببركات لا تتخيلها وتتلذَّذ باختبار عشرته.

(3) الإيمان (ع 12-19):

12 اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ، 13 بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. 14 لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، 15 إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». 16 فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ 17 وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ 18 وَلِمَنْ أَقْسَمَ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ 19 فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ.

 

ع12: ينتقل ق. بولس من كلامه عن قساوة قلوب بنى إسرائيل وتذمرهم في البرية إلى غرضه وهو تثبيت إيمان اليهود المتنصرين، فينبههم ألا يحتفظ إنسان بالشر في قلبه بتشككه في الإيمان المسيحي أو قبول كلام اليهود الذين يشعرونهم بحرمانهم من العبادة اليهودية كأنهم خسروا العلاقة مع الله، فلا يرجع أحد بسبب هذه الشكوك إلى اليهودية بل يثبت في إيمانه بالمسيح.

 

ع13: عظوا أنفسكم: نبهِّوا بعضكم بعضًا.

كل يوم: إنتهاز كل فرصة لتثبيت إيمان بعضكم البعض.

ما دام الوقت يدعى اليوم: ما دامت هناك فرصة للتوبة والحياة مع الله.

غرور الخطية: شهوات الخطية والكبرياء الذي قد ينتج عنها.

ينبه بولس الرسول المؤمنين أن يشجعوا بعضهم بعضًا حتى يثبتوا في الإيمان بالمسيح، منتهزين كل فرصة للتعليم والوعظ حتى لا يفقدوا مشاعرهم الروحية نحو الله ويسقطوا في الشهوات الشريرة والكبرياء الذي وقع فيه اليهود بسبب إعتزازهم بأنهم الشعب المختار وأفضل من كل البشر حتى أنهم رفضوا المسيح والإيمان به.

 

ع14: شركاء المسيح: اشتراكنا في الإيمان وبركاته بعضويتنا في الكنيسة.

بداءة الثقة: الإيمان الذي بدأنا به.

يوضح عظمة البركات التي يتمتع بها المؤمنون في الكنيسة إذ صاروا أعضاءً في جسد المسيح وينالون الأسرار المقدسة ويتمتعون بوسائط النعمة مثل الصلوات والأصوام. كل هذا إن ثبتوا حتى نهاية حياتهم في الإيمان المستقيم الذي بدأوا به ولم يصغوا لتشكيكات اليهود.

 

ع15: يذكِّرهم أيضًا بالإستمرار في حياتهم الروحية ومشاعرهم الحية نحو الله حتى لا يسقطوا في التذمر والغضب من الله بسبب الشهوات المادية.

 

ع16: أسخطوا: أغضبوا الله أو جعلوه يغضب عليهم.

رغم أن الله أخرج بنى إسرائيل بمعجزات عظيمة من أرض مصر، وهي الضربات العشر، وشق البحر الأحمر أمامهم، ولكن مع هذا عادوا فأغضبوه بسبب تذمراتهم وعدم طاعتهم في دخول أرض الميعاد.

 

ع17: كره الله تذمرات بنى إسرائيل وعدم إيمانهم وطاعتهم له في دخول أرض الميعاد فأتاههم في البرية أربعين سنة، مات فيها جميع الكبار ودُفِنَت جثثهم في برية سيناء ولم يدخلوا أرض الميعاد ما عدا يشوع وكالب.

 

ع18: لم يطيعوا: لم يطيعوا كلام الله، أي لم يؤمنوا به فيطيعوه.

بسبب عدم إيمان بنى إسرائيل وتذمرهم، قرر الله حرمانهم من دخول أرض الميعاد.

 

ع19: يلخص ق. بولس ويحدد أن عدم الإيمان هو سبب حرمان بنى إسرائيل من التمتع بمواعيد الله في دخول أرض الميعاد، والتي تعني تمتعهم بعشرته وترمز لكنعان السماوية.

† علاقتك المستمرة مع الله في صلوات وقراءات كل يوم تثبت إيمانك به فيسهل عليك طاعة وصاياه. فانتهز كل فرصة للوجود مع الله في الكنيسة وفي مخدعك فتتمتع بعشرته على الأرض وفي السماء.

تفسير عبرانيين 2 عبرانيين 3  تفسير رسالة العبرانيين تفسير العهد الجديد تفسير عبرانيين 4
كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة
تفاسير عبرانيين 3  تفاسير رسالة العبرانيين تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى