تفسير رسالة تيموثاوس الثانية ٤ للقمص تادرس يعقوب ملطي

الأصحاح الرابع
وصايا وداعية

يختم الرسول رسالته بوصايا وداعية:

1. المثابرة على الكرازة ١ – ٥.

إذ يختم الرسول حديثه مع ابنه الخاص يقدم له وصايا وداعية تتركز على وجه الخصوص في الكرازة بالكلمة، إذ يقول له: “أنا أُناشِدك إذًا أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته اكرز بالكلمة” [١-٢].يوصيه بالكرازة بالكلمة في حضرة الآب والابن العتيد أن يدين الأحياء والأموات. فإذ يكتب الرسول في أيامه الأخيرة منتظرًا لحظات استشهاده يتطلع إلى ربنا يسوع المسيح بكونه الديان الذي يدين الأحياء أي الأبرار، مكافئًا إياهم بشركة أمجاده الأبديّة ويدين الأموات أي الأشرار المُصرِّين على عدم التوبة والحياة معه. أو لعله كان في أيامه الأخيرة كما في كل أيام كرازته منشغلاً بمجيء المسيح ليلتقي بالأحياء في لحظات مجيئه والذين سبقوا فرقدوا، أنه يلتقي بالكل ليدينهم. هذا المنظر هو الباعث الحقيقي للكرازة بالكلمة الإلهيّة، فغاية خادم الكلمة هو انتشال النفوس من حالة الموت الداخلية للتمتع بالحياة في الرب حتى تنعم بظهور السيد المسيح وشركة أمجاده.

يناشده بالديان القادم أن يكرز بغير توقف، قائلاً له: “اكرز بالكلمة، اعكف على ذلك، في وقت مناسب وغير مناسب” [٢]، فيليق بالراعي أن يتكلم في المسيح (٢ كو ٢: ١٧) بلا توقف، فقد يتوقف في وقت ما فلا يجد فرصة أخرى للنفس التي التقى معها، فيخسرها إلى الأبد. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ماذا يعني: “في وقتمناسب وغير مناسب“؟ هذا يعني أنه لا يوجد وقت محدد، إنما ليكن كل وقت هو وقتك، فتكرز ليس فقط في وقت السلام والأمان أثناء جلوسك في الكنيسة، وإنما حينما تكون في خطر أو سجن أو في سلاسل، وأنت ذاهب أيضًا إلى الموت.]

يكمل الرسول: “وبخ، انتهر، عظ بكل أناة وتعليم” [2٣]. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه العبارة، قائلاً: [يكون توبيخك مناسبًا جدًا عندما يكون ناجحًا، وعندما تتزكى الحقيقة. إنه يقول: انتهر، أي كن على مثال الأطباء الذين إذ يرون الجرح يشقونه ويضمدونه. فإن حذفت شيئًا من هذا يكون عملك بلا نفع. إن انتهرت الآخرين دون أن تقنعهم تكون كمن هو متهور، ولا يحتمل أحد تصرفك هذا. لكن إن كنت تبرهن على انتهارك بإقناع منطقي يقبلون منك الانتهار… وإن أقنعت إنسانًا ووبخته لكن في شدة دون أن تستخدم الكلمة الطيبة يضيع تعبك باطلاً.] كأن القديس يطلب في الراعي عندما يوبخ أو ينتهر أن يقنع وفي نفس الوقت أن يبرز طول أناته… بهذا يأتي انتهاره بالثمر المطلوب. فالراعي كالطبيب الذي يبرز للمريض حقيقة مرضه ويكشف له خطورته ما لم تُجرَ له العملية، وإذ يقتنع المريض يقبل ضربات المشرط من يد الطبيب الذي وهو يجرح يلاطف ويضمد.

يقول القديس أمبروسيوس: [لا يليق بالراعي أن يكون قاسيًا وعنيفًا، ولا يكون متساهلاً جدًا، لئلا يكون في الحالة الأولى كمن هو صاحب سلطان جائر، وفي الحالة الثانية كمن يهين بلا سبب وظيفته التي نالها.]

ويقول القديس يوحنا الدرجي: [من يرعى الخراف لا ينبغي أن يكون أسدًا ولا نعجة.] 

ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم معلقًا على كلمات الرسول “بكل أناة وتعليم“: [لأن من يوبخ يلزمه أن يكون طويل الأناة، فلا يصدق بسرعة كل كلمة تُقال، ولأن التوبيخ يحتاج إلى تعزية حتى يمكن قبوله. لماذا أضاف “وتعليم” إلى “كل أناة“؟ إنه لا يوبخ كمن في غضب أو كراهية، ولا كمن يسب أو من أمسك عدوًا، فإن هذه الأمور بعيدة عنك تمامًا، وإنما كشخصٍ محبٍ، يتعاطف معه ويتألم معه في حزنه، وينصهر معه في مشقاته!]

لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح،

بل حسب شهواتهم الخاصة،

يجمعون لهم معلمين مُستَحِكَّة مسامعهم، 

فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات” [٣-٤]. 

كأنه يقول يلزم الكرازة بروح القوة في كل حين، في وقت مناسب وغير مناسب، في حزمٍ لكن مع طول أناة ولطف… لماذا؟ لأنه يأتي وقت فيه تتصلف القلوب وتصير العنق متشامخة وعنيدة، فلا يحتمل الناس الاستماع للتعليم الصحيح. وكأن الرسول ينصحه أن يسرع بالعمل الروحي، لأن كل تأخير في الكرازة إنما يعني دخول الناس إلى حالة أكثر تصلفًا. كأن الزمن ليس في صالحنا إن أهملنا الخدمة! فالقلب المستعد الآن لقبول الكلمة قد يرفضها غدًا ما لم نخدمه اليوم! اليوم قد يقبل الناس المعلمين الحقيقيّين، لكن إن أهمل المعلمون في رعايتهم يسقط الناس في شهوات كثيرة، وعندئذ يطلبون لأنفسهم معلمين حسب أهوائهم. يطلبون ويجدون جماهير من المعلمين المنحرفين عن الحق، مملوءين فسادًا، تستريح لهم قلوبهم.

لم يقصد الرسول بهذا تحطيم تلميذه بروح اليأس، وإنما تشجيعه على السرعة في العمل الروحي وتقديم كلمة الحق حتى لا تهلك هذه النفوس، لهذا يكمل قائلاً: “وأما أنت فَاصْحُ في كل شيء، احتمل المشقات، اعمل عمل المبشر، تمم خدمتك” [٥].

سأله أن يكون صاحيًا متيقظًا حتى لا تدخل الذئاب بين الحملان فتفترسهم. حقًا في السهر على الرعاية يتحمل الراعي الكثير من المشقات، لكن تهون هذه كلها من أجل خلاص الخراف العاقلة. هذا هو عمل المبشر أن يحمل الصليب مع مخلصه المصلوب لأجل الدخول بكل نفس إلى رعية السيد المسيح ربنا. بهذا يتمم خدمته ويكمل رسالته.

يحدثنا القديس غريغوريوس النزينزي عن المشقات التي احتملها الرسول بولس لتتميم رسالته فيقول: [لكي نعرف ذلك، نترك بولس يحدثنا بنفسه. لا أقول شيئًا عن أتعابه وسهره وتحمله الجوع والعطش، في برد وعري، أعداء من الخارج ومخاصمون في الداخل (٢ كو ١١: ٢٣ الخ). سأعبر عن الاضطهادات التي تحملها والمجامع التي عُقدت ضده والسجون والقيود والمفترين عليه، ومحاكماته، وموته يوميًا وفي كل ساعة، ووضعه في زنبيل هاربًا خلف السور، ورجمه بالحجارة وضربه بالعصي، وأسفاره، والمخاطر التي صادفها في البر والبحر، وغرقه في العمق وانكسار السفينة به، ومخاطر في أنهار، مخاطر من لصوص، مخاطر من حكام، مخاطر من إخوة كذبة، معيشته بعمل يديه، التبشير بلا نفقة (١ كو ٤: ١٢؛ ٩: ٨)، كونه قد صار منظرًا للملائكة والناس (١ كو ٤: ٩)، وقوفه مناضلاً بين الناس والله لكي يوحدهم معه (بنعمة المسيح) فيصيروا شعبه الخاص (تي ٢: ٤)… من يقدر أن يذكر كل هذه الأمور بالتفصيل؟ الآلام اليومية والاهتمام الفردي، والعناية بكل كنيسة، والمودة الجامعة والحب الأخوي؟ هل أحد يعثر وبولس لأجله لا يضعف؟ أو أحد يشتكي وبولس لا يحترق؟… لقد حارب لأجل الكل، صلى من أجل الكل، وتعطف على الكل، سواء الذين بلا ناموس أو تحت الناموس… كان مستعدًا هو أيضًا وراء المسيح أن يحتمل كل شيء من أجل خلاص الأشرار.]

2. توقع الرسول رحيله ٦ – ٨.

إذ يشجع الرسول تلميذه على الجهاد بقوة الروح من أجل الكرازة بالحق، متممًا خدمته حتى النهاية، قدم نفسه مثالاً، إذ جاهد حتى النفس الأخير. حقًا ما أروع كلماته: “فإني أسكب سكيبًا، ووقت إنحلالي قد حضر” [٦] إذ أدرك الرسول أن حياته على الأرض تبذل للنهاية بقبوله الاستشهاد يقول: “الآن أسكب سكيبًا“. كأن الرسول قد عاد بذاكرته إلى أب الأسباط كلها يعقوب، وقد أقام عمودًا وسكب عليه سكيبًا ودهنه بالزيت (تك ٣٥: ١٤)، غالبًا ما كان هذا السكيب من الخمر، قدمه على العمود كتدشين لأول بيت يُقام لله في تاريخ الخلاص، إشارة إلى عطية فرح الروح القدس التي تملأ بيت الله أي شعبه. كأن الرسول يرى وسط آلامه داخل السجن منطلقًا نحو ساحة الاستشهاد أن روح الفرح الإلهي يملأ حياة الكنيسة خلال آلام الرسول. فلا فرح للكنيسة بدون ألم، ولا مجد لها خارج المشقات. لقد رأى القديس بطرس المؤمنين يدخلون تحت الآلام ويقبلون التعيير من أجل المسيح وإذا بروح المجد والله نفسه يحل عليهم، ليتقبل الله الألم في داخلهم تقدمة حب منهم واهبًا فرحه الإلهي ومجده الداخلي فيهم، إذ يقول: “كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضًا مبتهجين، إن عُيِّرْتم باسم المسيح فطوبى لكم، لأن روح المجد والله يحل عليكم (١ بط ٤: ١٣-١٤).

لقد حسب آلام المؤمنين شركة في آلام السيد المسيح… والعجيب أن الرسول يأمرهم: “افرحوا” كعربون لنوالهم الفرح الأبدي عند استعلان مجده. ما أمر به الرسول لم يكن وصية بقدر ما هي عطية، فإنه يأمرهم لينالوا العطية ويدركوها ويمارسوها، أما علة هذه العطية فهو “روح المجد والله يحل عليكم“. يفرح الله بحب المؤمنين العملي، والمعلن خلال الآلام والمشقات من أجله، فيعلن ذاته سرّ مجدهم وفرحهم الذي لا يُنطق به.

ولعل الرسول وهو يتحدث عن نفسه كسكيبٍ يُسكب يذكر ما ألزمت به الشريعة من تقديم خروفين كل يوم، الواحد في الصباح والآخر في العشية، أثناء تقديمه يُصنع له سكيب من الخمر (حز ٢٩: ٤٠-٤١). وكأن ذبيحة الصليب قد ارتبطت بفرح الروح القدس الذي ينسكب على الكنيسة خلال الحمل الإلهي الذبيح. هذه هي خبرتنا المستمرة، ففي ليتورچيا الأفخارستيا إذ تقدم الكنيسة للآب بالروح القدس تقدمة الابن الوحيد، جسده المبذول، يسكب عليها وفيها فرحه الإلهي بحلول روحه القدوس الفائق! هذا ما رفع الكنيسة إلى التغني بليتورچيا الأفخارستيا كتسبحة فرح فائق، هي من صنع الروح القدس واهب الفرح الحقيقي!

أقول في اختصار أن الرسول بولس وهو يكتب لتلميذه المتألم بسبب مضايقات نيرون الظالم أراد أن يعلن له عن استشهاده في أروع صورة لكي يسنده ويشجعه لتكملة جهاده في الكرازة حتى النهاية. إنه يعلن بأن حياته كلها تُقدم – في المسيح يسوع – ذبيحة حب لله، وأن السيد المسيح نفسه الساكن فيه يحل بمجده عليه في لحظات الاستشهاد ليتقبل الألم واهبًا إياه روح المجد والقوة والفرح، لا بل نقول أن بسبب آلامه يهب الكنيسة كلها فرحًا وتعزية داخلية، فيصير الرسول نفسه كسكيب خمرٍ مفرحٍ يُسكب على بقية جسد الكنيسة المتألم! ما أبدعها لحظات حين يتقبل الرب آلام الراعي بكونها آلامه، واهبًا لأولاده الروحيين تعزية وفرحًا مجيدًا، الأمر الذي جعل من الاستشهاد للآباء أعيادًا تفرح بها الكنيسة وتُسَبِّح متهللة.

في اختصار يمكننا القول أن ما تتقبله النفس بل ومن هم حولها من تعزيات خلال لحظات الألم لا يُمكن اقتنائها خلال أصوام وصلوات ومطانيات وتعبدات لسنوات طويلة. الألم في المسيح يسوع ينبوع فرح الكنيسة لا ينضب!

يقول الرسول: “فإني الآن أسكب سكيبًا، ووقت إنحلالي قد حضر” [٦]. إنه كعصفور في قفص، حتى وإن كان ذهبيًا، يود أن ينطلق!

أما سرّ فرحه فهو إدراكه أن الرب قد أنجح رسالته وقبل جهاده الحسن القانوني، إذ يقول: “قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البرّ الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل، وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا [٧-٨].

يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه العبارة، قائلاً: 

[غالبًا إذ أضع الرسول بين يدي، وأتأمل هذه العبارة أشعر أنني قد فقدت الفهم… 

بأي هدف كان الرسول يتحدث هكذا؟ لقد كان مشتاقًا أن يعزي تلميذه وينزع عنه كآبته، موصيًا إياه أن يبتهج، لأنه ذاهب إلى حيث يوجد إكليله، بعد أن أنهى كل عمله ونال نهاية مجيدة. 

إنه يقول له: يليق بك أن تفرح لا أن تحزن؛ لماذا؟ لأنني “جاهدت الجهاد الحسن“. 

إنه كأب يجلس بجوار ابنه الذي يندب حال يتمه ليعزيه، قائلاً له: “لا تبكِ، فإننا نعيش حياة حسنة وقد بلغت الشيخوخة، وها أنا أتركك. حياتنا هنا بلا عيب، وها نحن نرحل في مجدٍ، يلزمك بالحري أن تُعجب بأعمالنا، فقد صار ملكنا كأنه مدين لنا. أو كأنه يقول: لقد رفعنا علامات النصرة، هزمنا الأعداء!” 

يقول هذا ليس افتخارًا بنفسه! وإنما ليرفع من نفسية ابنه المغموم، ويشجعه على احتمال ما يحدث (رحيله) بثبات، باعثًا فيه الرجاء الصالح، بكونه لا يفكر في الرحيل كأمرٍ محزن. إن كان مجرد الانفصال يُحسب أمرًا محزنًا، بل ومحزن بحق، إذ يقول بولس نفسه: قد فقدناكم زمان ساعة بالوجه لا بالقلب”؛ (١ تس ٢: ١٧)؛ وإن كان قد شعر بهذا عندما انفصل هو عن تلميذه، فماذا بالحري تكون مشاعر تيموثاوس نفسه؟ إن كان مجرد ترك الرسول له وهو بعد حيّ جعله يبكي، إذ يقول بولس: “ذاكرًا دموعك لكي أمتليء فرحًا” (٢ تي ١: ٤)، فماذا يكون الأمر عند موته؟ 

إذن كتب الرسول هذا ليعزيه… يقول: “جاهدت الجهاد الحسن“… هل هذا الجهاد حسن وقد وجد فيه سجن وقيود وموت؟ نعم، لأنه جهاد من أجل المسيح خلاله ننعم بأكاليل عظيمة!… ليس جهاد أسمى من هذا! إكليله بلا نهاية؛ إكليله ليس من أوراق الزيتون، والحكم فيه ليس بشريًا، والمشاهدون ليسوا بشرًا، إنما سيكون المسرح مزدحمًا بالملائكة! 

هناك (في حلقات المصارعة) يجاهد الناس أيامًا كثيرة ويحتملون المصاعب لأجل ساعة ينالون فيها الإكليل، وعندئذ تنتهي كل بهجة في الحال. أما هنا فالحال مختلف تمامًا: الإكليل أبدي له بهاؤه ومجده وكرامته، لهدا يجب أن نفرح. 

ها أنا أدخل راحتي تاركًا السباق. لقد سبق أن سمعت مني أنه خير لي أن أنطلق وأكون مع المسيح. لقد “أكملت السعي“؛ فإنه يليق بنا أن نجاهد ونجري، نجاهد محتملين الآلام بثبات، ونجري ليس باطلاً وإنما لأجل غاية صالحة. حقًا إنه جهاد حسن، ليس فقط يبهج ناظره وإنما يفيده، فلا ينتهي السباق إلى لا شيء. إنه ليس مشهدًا مجردًا لإبراز القوة والمنافسة وإنما هو رفع إلى السماء! 

كيف أكمل السعي؟… لقد عبر الأرض كطائر، بل بالحري أسرع من طائر، لأن الطائر مجرد يحلق فوقها، لكن (بولس) إذ كان له جناح الروح وجد طريقًا خلال العوائق التي بلا عدد، والمخاطر والميتات والكوارث. كان أكثر خفة من الطائر، فلو كان طائرًا مجردًا لسقط… لكنه إذ هو محمول بالروح انطلق يرفرف فوق كل الفخاخ كطائر ذي جناح من نار! 

يقول: “حفظت الإيمان“، فقد وُجدت أمور كثيرة كانت تود سرقة الإيمان… من تهديدات وميتات ومخاطر أخرى بلا حصر. لكنه وقف ضد هذا كله بثبات. كيف؟ بكونه صاحيًا ساهرًا… 

كان هذا كافيًا لتعزية تلميذه، لكه أضاف المكافآت؛ ما هي؟ “وأخيرًا وضع لي إكليل البرّ“. مرة أخرى يدعو الفضيلة هنا بمعنى عام: “البرّ“. لا تحزن لأني راحل. فإنني سأُقَلد بذلك الإكليل الذي يضعه المسيح على رأسي، لو كنت سأستمر هنا لكان من حقك أن تحزن وتخاف عليَّ لئلا أسقط وأهلك. يقول: “الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا” [٨]. بهدا أيضًا رفع ذهنه، فإن كان الله يهب الإكليل للجميع، فبالأولى يهبه لتيموثاوس.]

إن انتظار الرسول لرحيله أو مجيء السيد، أي التلاقي مع ربنا يسوع ليس مجرد اشتياقات داخله أو كلمات يُنطق بها، لكنها حياة إيمانيّة مملوءة جهادًا وأتعابًا بفرح. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليته لا يوجد فينا ما هو غير مستحق لمجيئه، عندئذ يجعل له مسكنًا فينا.] بمعنى أن انتظار ظهوره يتحقق بتهيئة نفوسنا الداخلية بعمل روحه القدوس لنكون بحق العروس اللائقة بعريسها الأبدي، أو الأبناء المشابهين لأبيهم، يرونه فينجذبون إليه ويوجد معه وفيه إلى الأبد.

كلمات الرسول بولس في أيامه الأخيرة لم تكن لتعزية تيموثاوس وحده وإنما لتعزية الكنيسة كلها في جهادها الروحي سواء في أيام الضيق (الاستشهاد) أو السلام. يقول القديس كبريانوس: [ليتهم يتقبلون الأكاليل، إما بيضاء بسبب الجهاد أو أرجوانية بسبب الآلام، ففي معسكر السماء توجد زهور خاصة بالسلام وأخرى خاصة بالصراع، بها يتكلل جنود المسيح للمجد.]

وقد راعى انتباه القديس أمبروسيوس في حديثه عن واجبات الكهنة أن الرسول يقول عن نوال الإكليل أنه “في ذلك اليوم” يهبه له وليس هنا؛ [هنا حارب في أتعاب ومخاطر وانكسار السفينة به كمصارع جاهد عالمًا أنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت السماوات.]

لقد استخدم أتباع بيلاجيوس كلمات الرسول بولس هذه لتأكيد فكرهم أن المكافأة هي ثمر جهادنا الذاتي، متجاهلين نعمة الله الغنية، وقد ردّ عليهم القديس أغسطينوس، قائلاً: 

[لنتأمل استحقاقات الرسول بولس عينها، الذي قال أن الديان العادل سيجازيه بإكليل البرّ، لنرى ما إذا كانت استحقاقاته حقيقة نابعة عنه، أقصد أنه حصل عليها بمجهوده الذاتي، أم هي عطايا إلهيّة! إنه يقول: “قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان” (٢ تي 4: ٧). أولاً: هذه الأعمال الصالحة لا تُحسب شيئًا ما لم يسبقها أفكار صالحة. لاحظ ماذا يقول عن هذه الأفكار؟ “ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئًا كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله” (٢كو ٣: ٥). ثانيًا: لنتطلع إلى كل استحقاق على حدة:

أ. جاهدت (حاربت) الجهاد الحسن: أريد أن أعرف بأية قوة كان يحارب؟ هل بقوة ذاتية، أم بقوة أُعطيت له من فوق؟ يستحيل أن نظن أن معلمًا عظيمًا مثل الرسول كان جاهلاً بشريعة الله التي تعلن في سفر التثنية: “لئلا تقول في قلبك قوتي وقدرة يدي صنعت لي هذه الثروة، بل اذكر الرب إلهك أنه هو الذي يعطيك القوة” (تث ٨: ١٧). وأي نفع للمحاربة الحسنة ما لم يتبعها نصرة؟ ومن يهب النصرة إلاَّ الذي يقول عنه الرسول نفسه: شكرًا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح” (١ كو ١٥: ٥٧)؟ وفي عبارة أخرى اقتبسها من المزمور يقول: لأننا من أجلك نُمات اليوم كله، قد حُسبنا مثل غنم للذبح” (مز ٤٤: ٢٢)، مُكملاً القول: “ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا”، أي أنه ليس بأنفسنا نحقق الغلبة بل بذاك الذي أحبنا.

ب. أكملت السعى: كيف يقول هذا، وهو يعلن في عبارة أخرى: “فإذًا ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم” (رو ٩: 16). هذه العبارة لا يمكن استبدالها فنقول أنه ليس من الله الذي يظهر الرحمة بل الإنسان هو الذي يشاء ويسعى. فمن يتجاسر ويفسر الأمر هكذا يكون من الواضح أنه مناقض للرسول.

ج. حفظت الإيمان: الذي يقول هذا يعلن في عبارة أخرى: “أعطى رأيًا كمن رحمه الرب أن يكون أمينًا” (١ كو ٧ : ٢٥). إنه لا يقول: “كمن رحمه الرب لأنني كنت أمينًا”، بل “رحمه أن يكون أمينًا“، مُظهرًا أنه حتى الإيمان نفسه لا يمكن نواله بدون رحمة الله، إنه عطية الله! هذا يؤكده لنا عندما يقول: لأنكم بالنعمة أنتم مخلصون، بالإيمان وذلك ليس منكم، هو عطية الله” (أف ٢: ٨). ربما تقولون: “نحن تقبلنا النعمة لأننا آمنا”، ناسبين الإيمان إلى أنفسهم والنعمة لله، لذلك فإن الرسول بعد قوله: “لأنكم بالنعمة مخصلون بالإيمان”، أضاف: “وذلك ليس منكم، هو عطية الله”. ولئلا يقولوا إنهم استحقوا هذه العطية العظيمة بأعمالهم (الذاتيّة) أضاف للحال: ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد، لأننا نحن عمله” (أف ٢: ٩). لا بمعنى أنه يُدحِض الأعمال الصالحة أو يسلبها قيمتها، إذ يقول أن الله يجازي كل واحد حسب أعماله (رو 2: ٦)، إنما لأن الأعمال هي ثمر الإيمان وليس الإيمان ثمر الأعمال، لذلك فأعمال البرّ التي لنا هي من الله ومنه نصل إلى الإيمان ذاته الذي قيل عنه “البار بالإيمان يحيا”.]

3. أخباره الختامية ٩ – ٢١.

قدم الرسول لتلميذه الحبيب بعضًا من أخباره:

أ. استدعاء تلميذه: أدرك الرسول أن وقت رحيله قد اقترب، فأرسل يستدعيه، قائلاً له: “بادر أن تجيء إلىّ سريعًا” [9]، وإن كان للأسف لم يستطع أن يحضر قبل استشهاده. وقد كان الرسول لطيفًا وحكيمًا في استدعائه، إذ لم يقل له “لكي أراك قبل رحيلي“، لئلا إذا لم يتحقق الأمر يحزن القديس تيموثاوس ويكتئب، وإنما أعلن له إن حاجته إليه في هذه اللحظات إنما بسبب ترك الكثيرين له.

ب. ترك البعض له: “لأن ديماس قد تركني، إذ أحب العالم الحاضر، وذهب إلى تسالونيكي [١٠]. إذ تركه ديماس طلب تيموثاوس لكي يخدمه عوضًا عنه. ولكن لماذا تركه ديماس؟ يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: [لقد أحب الطريق السهل والآمن، بعيدًا عن المخاطر. حقًا لقد اختار أن يعيش في بيته في ترفٍ عن أن يعاني معي المصاعب، ويشاركني المخاطر الحاضرة. لقد لامه لا لأجل اللوم في ذاته، وإنما لكي يثبتنا نحن فلا نسلك بتدليل مبتعدين عن الأتعاب والمخاطر، فهذا يُحسب حبًا للعالم الحاضر، ومن ناحية أخرى أراد بهذا أن يجتذب تلميذه إليه.]

يكمل الرسول: “وكِرِيسكيس إلى غلاطية، وتيطس إلى دَلْماطية، لوقا وحده معي” [١٠-١١]. هذان لم يتركاه من أجل محبة العالم وإنما لأجل ضرورة الخدمة.

ج. طلب مرقس الرسول: “خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة [١١]. في رحلته التبشيريّة الثانية رفض الرسول أن يأخذ مرقس معه لأنه سبق وتركه في رحلته الأولى عند بمفيلية، ربما بسبب حمى أصابته هناك. وبسبب رفض الرسول أخذ مرقس معه انفصل عنه برنابا الذي انطلق مع مرقس إلى الخدمة في طريق آخر، إلى جزيرة كريت حيث انتقل برنابا هناك، أما مرقس الرسول فجال في إفريقيا يخدم، وكانت الإسكندرية مركز خدمته. هنا الرسول يشهد للقديس مرقس أنه نافع له في الخدمة. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على كلمات الرسول هذه، قائلاً: [إنه لم يطلب ذلك لأجل راحته الخاصة، وإنما لأجل خدمة الإنجيل. فإنه وإن كان سجينًا لكنه لا يتوقف عن الكرازة. لذات السبب أيضًا أرسل يطلب تيموثاوس، ليس لأجل نفسه، وإنما لأجل الإنجيل، فلا يكون موته مجالاً لحدوث اضطراب بين المؤمنين، إنما وجود بعض من تلاميذه ينزع عنهم ضيقهم.]

د. طلب الرداء: “الرداء الذي تركته في تراوس عند كاربُس احضره متى جئت، والكتب أيضًا، ولاسيما الرقوق [١٣]. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الكلمة المترجمة هنا “رداء” تعني ثوبًا أو كما يقول البعض تعني حقيبة تحوي الكتب.] لقد طلب رداءه ربما لكي لا يضطر في أيامه الأخيرة أن يستعير رداء أحد، إذ لا يريد أن يثقل على أحد. أما طلبه الكتب فربما لكي يسلمها للمؤمنين في روما الذين يعاصرون استشهاده فتكون سبب تعزية لهم… حقًا إنه حتى في اللحظات الأخيرة لا يهتم بما لنفسه بل ما هو لراحة الغير.

ه. شر إسكندر النحاس: “إسكندر النحاس أظهر لي شرورًا كثيرة، ليُجازِهِ الرب حسب أعماله، فاحتفظ منه أنت أيضًا، لأنه قاوم أقوالنا جدًا” [١٤-١٥].لقد كتب عن إسكندر النحاس لا ليدينه أو يتهمه، ولا ليطلب الانتقام منه، وإنما أراد أن يعد تلميذه للصراعات حتى النهاية، لكي يحتملها بثباتٍ. لقد صنع إسكندر ببولس الرسول شرورًا كثيرة، وها هو يخشى على تلميذه منه. أما قوله: “ليجازه الرب حسب أعماله“، فلا تحمل شهوة انتقام خاصة وأن الرسول يدرك أن يوم رحيله قد قرب جدًا، إنما يُهيء نفس تلميذه الذي سيتعرض لمضايقات إسكندر وأمثاله لكي لا يضطرب، تاركًا الأمر في يدي الله الذي لا يترك الأشرار بلا تأديب أو عقوبة.

يظهر حنو الرسول حتى نحو مضطهده الشرير، فإنه لم يطلب من تلميذه أن ينتقم منه أو يعاقبه أو يطرده، لكن كل ما فعله حذره منه حتى لا يفسد خدمته، لأنه مقاوم للكلمة.

و. ترك الكل له في احتجاجه الأول: “في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي، بل الجميع تركوني. لا يُحسَب عليهم. ولكن الرب وقف معي وقواني، لكي تتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذت من فم الأسد. وسينقذني الرب من كل عمل رديء، ويخلصني لملكوته، الذي له المجد إلى دهر الدهور. آمين” [١٦- ١٨].

إذ وقف أمام نيرون في دفاعه الأول لم يقف بجواره أحد، حتى الأصدقاء، وهو أمر صعب على النفس. على أي الأحوال طلب الرسول لأصدقائه من الرب السماح من جهة إهمالهم في اللحظات العصيبة. والعجيب أنه إذ فشلت كل الأذرع البشرية، وأدرك الرسول أن الجميع قد تركوه، ليس من يسند ولا من يعين، تجلى الرب في هذه اللحظات: “الرب وقف معي وقواني“. حين تتحطم كل الأذرع البشريّة لمساندة المؤمن في ضيقته تبقى ذراع الرب القوية ممتدة، قادرة على الإنقاذ من فم الأسد، وتتمم الشهادة له بنجاح.

يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على عبارات الرسول هكذا: 

[إن كان الناس قد هجروه، لكن الله لم يسمح له بضرر، بل قواه، أي وهبه الجرأة على الكلام، ولم يسمح له أن يغرق…

“لاحظ عظم تواضعه! فإنه لم يقل أن الله قواه لاستحقاقه هذه العطية، إنما من أجل الكرازة التي أُؤتمن عليها لكي تتم.

“انظر كيف اقترب من الموت! لقد سقط بين أنياب الأسد ذاته، فقد دعا نيرون أسدًا بسبب شراسته وعنف حكومته…

يقول: “أُنقذت من فم الأسد وسينقذني الرب من كل عمل رديء“. لم يقل سينقذني من فم الأسد، بل سينقذني من كل عمل رديء، فإن كان الرب قد أنقذه من الخطر (نيرون) فسينقذه من الخطية، فلا يسمح له بالرحيل وهو مدان.] 

كأن الله أنقذه من نيرون من أجل الكرازة والشهادة له حتى يتمم رسالته، أما وقد تحققت رسالته لا يعود يطلب الخلاص من يد نيرون، بل من حكم الخطية، بانطلاقه من العالم محفوظًا من الدينونة. لقد خلص من دينونة نيرون المؤقتة، لكن ما هو أعظم إن الله يخلصه من الدينونة الرهيبة حيث يدخل به إلى شركة أمجاده الأبديّة، قائلاً: “يخلصني لملكوته“.

ز. إهداء السلام لأحبائه: “سلِّم على فرسكلا (بريسكلا) وأكيلا وبيت أُنيسيفورس” [١٩]. وقد سبق لنا الحديث عن أنيسيفورس الذي أراح الرسول مرارًا كثيرة أثناء سجنه (١: ١٦)، أما بريسكلا وزوجها أكيلا فقد ارتبطا بالرسول بدالة محبة قوية، إذ آمنا على يديه، وكانا خيامين يقضيان بعضًا من الوقت معه يعملان معه في صنع الخيام. لقد عملا معه في خدمته، إذ يقول الرسول: “سلموا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع، اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي، اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضًا جميع كنائس الأمم” (رو ١٦: ٣-٤). والعجيب أن الرسول – وهو في القرن الأول الميلادي – يذكر اسم الزوجة قبل الزوج في الرسالتين، هنا والرسالة إلى أهل رومية، في وقت لم يكن للمرأة – حسب القانون الروماني – أية حقوق. لقد ذكرها الرسول أولاً ليؤكد أنه في الإيمان لا تحيز لجنس على آخر إلاَّ حسبما يقدم الإنسان من إيمان حيّ عامل. لقد كانت بريسكلا في عيني الرسول أكثر غيرة وإيمانًا من رجلها.

س. “أراستس بقي في كورنثوس، وأما تروفيموس فتركته في ميليتس مريضًا” [20]. بهذا يوضح الرسول احتياجه إلى تلميذه، فقد بقي أراستس في كورنثوس، بينما ترك تروفيموس مريضًا في ميليتس. يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم: لماذا لم يشفِ الرسول بولس تروفيموس؟ إن كان الرسول قد وُهب عطية شفاء المرضى، لكن الله سمح أن يوجد من بين أحبائه من هو مريض ولا يشفيه حتى يشعر الرسول بضعفه، فإن راوده فكر كبرياء من جهة المعجزات التي تتم على يديه يرى أحباءه مرضى وهو في عجزٍ عن تقديم شيءٍ ما لهم. هذا ومن ناحية أخرى، لكي لا يتحول هدف المؤمنين في الكرازة إلى الأمور الماديّة. بقاء المرض حتى بين الخدام الأمناء يعني أن غاية الكرازة أولاً خلاص الإنسان أبديًا وتمتعه بالملكوت، أما الأمور الأخرى فتُعطى للإنسان أو يحرم منها حسبما يرى الله فيه من خير.

ما نقوله هنا نردده بخصوص أَبَفْرودِتُس العامل مع الرسول والمتجند معه (في ٢: ٢٥) إذ كان مريضًا قريبًا من الموت، بل ونقوله بخصوص الرسول نفسه الذي صرخ إلى الرب ليشفيه لكن الرب أعلن له: “تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل”.

ش. يكرر الرسول الدعوة: بادر أن تجيء قبل الشتاء” [٢١]. في لطف لم يقل: “قبل أن أرحل” بل قال “قبل الشتاء” حتى لا يثير فيه مشاعر الحزن متى جاء ووجده قد رحل.

ص. تقديم سلام أحبائه الذين في روما: يسلم عليك أَفْبولس وبوديس ولينُس وكَلافَدِيَّة والإخوة جميعًا” [٢١]، من بينهم لينس الذي أُقيم أسقفًا على روما وكَلافَدِيَّة المملوءة غيرة على الشهادة لله.

4. البركة الرسولية ٢٢.

الرب يسوع المسيح مع روحك. النعمة معكم. آمين“. إنها بركة ختاميّة تليق بما جاء في الرسالة، فإنه إذ يتحدث عن روح القوة، يؤكد أن سرّها هو المعية مع الرب يسوع. وإن كان الرسول يود أن يسند تلميذه ويعزيه، فليس من معزٍ سوى نعمة ربنا يسوع المسيح التي ترافق الإنسان وتعينه!

فاصل

رسالة تيموثاوس الثانية: 1234

تفسير رسالة تيموثاوس الثانية: مقدمة – 1234

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى