تفسير إنجيل مرقس ٩ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح التاسع

 مر 1:9

(مت 28:16 + مر 1:9 + لو 27:9):-

(مت 28:16):-

الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان أتيا في ملكوته.

(مر 1:9):- 

وقال لهم الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة.

(لو 27:9):-

حقا أقول لكم أن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله.

بعد الآية السابقة والتى تحدث فيها السيد المسيح عن المجد، أصبح إشتياق التلاميذ شديداً أن يروه أو حتى يعرفوا ما هو. والسيد فى هذه الآية يطمئنهم بأن بعضاً منهم لن يذوقوا الموت قبل أن يروا ملكوت إبن الإنسان. فما هو ملكوت إبن الإنسان؟ 

ملكوت إبن الإنسان هو حين يجلس عن يمين أبيه، ويكون فى صورة مجد الآب. ويجلس ليدين. ويملك على الأبرار وهم يخضعون لهُ، ويطأ إبليس وتابعيه ويحبسهم فى البحيرة المتقدة بالنار فيكفوا عن مقاومتهم لملكه. كل هذا سيكون فى يوم الدينونة وما بعده.. ولكن نلاحظ أن كل من أستمع للسيد المسيح وهو يقول هذا الكلام، الكل ما توا أو استشهدوا قبل مجىء السيد المسيح فى مجده ليدين الجميع. فما معنى أن منهم من يموت قبل أن يرى إبن الإنسان آتياً فى ملكوته ؟ 

نلاحظ أن بعد هذه الآية مباشرة، وفى الأناجيل الثلاثة تأتى قصة تجلى المسيح على الجبل. وفى التجلي رأى بعض التلاميذ بعضاً من مجد السيد المسيح بقدر ما كشفه لهم، وعلى قدر ما إحتملوا، وهم تمتعوا بمجده، وكان هذا إعلاناً عن بهائه الإلهي، وهؤلاء لم يموتوا حتى رأوا هذا المجد وآخرون ممن سمعوا كلمات المسيح هذه رأوا قيامته وصعوده وحلول الروح القدس على الكنيسة وبدء ملكوت الله داخل قلوب المؤمنين، رأوا آلاف تترك آلهتها الوثنية (بل وتبيع ممتلكاتها كما رأينا فى سفر أعمال الرسل) ويحرقوا كتب السحر ويتبعوا المسيح ويملكوه على قلوبهم، ورأوا آلاف الشهداء يبيعون حياتهم حباً فى المسيح، كل هؤلاء كان ملكوت الله فى داخلهم (لو 21:17). لقد رأوا ملكوت الله معلناً فى حياة الناس ضد مجد العالم الزائل.

كل هؤلاء الشهداء والذين باعوا العالم لأجل المسيح تذوقوا حلاوة ملك المسيح على قلوبهم، وكان هذا عربون المجد الأبدي إلى أن يحصلوا على كمال مجد الملكوت المعد لهم. وهناك ممن سمعوا قول المسيح هذا لم يموتوا حتى رأوا خراب أورشليم وحريقها الهائل سنة 70م، لقد رأوا صورة للمسيح الديان، ورأوا عقوبة رافضى المسيح. ولاحظ أن الله دبر هروب المسيحيين كلهم من أورشليم قبل حصارها النهائي.

لا يذوقون الموت =هذه لا تقال إلاّ على الأبرار فهم لا يموتون بل ينتقلون، وكما قال المسيح عن الموت أنه نوم ( عن إبنة يا يرس وعن لعازر). أماّ الأشرار فهم يموتون وهم مازالوا على الأرض “إبنى هذا كان ميتاً فعاش + لك إسم أنك حى وأنت ميت ( لو 24:15+رؤ 1:3). وذاق الموت قيلت عن المسيح (9:2) فتذوق الموت هو موت بالجسد أما الروح فتذهب إلى الله فى انتظار القيامة. ومن يتذوق عربون المجد الأبدى هنا على الأرض لا يموت بل يتذوق الموت فقط. ويكون معنى كلام السيد أن من الموجودين، من لن ينتقل قبل أن يتذوق حلاوة ملكوت الله فى داخله، وهذا ما حدث بعد يوم الخمسين حينما حل الروح القدس فملأهم سلاماً وفرحاً، وكان المسيح يحيا فيهم (غل 20:2).

مر 2:9-8 التجلى

(مت 1:17-8 + مر 2:9-8 + لو 28:9-36):- التجلى

(مت 1:17-8):- 

وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردينوتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنوروإذا موسى وايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معهفجعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد أن نكون ههنا فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدةوفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعواولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدافجاء يسوع ولمسهم 
وقال قوموا ولا تخافوافرفعوا أعينهم ولم يروا أحدا إلا يسوع وحده.

(مر 2:9-8):-

وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب فكان يخاطبهم بالكلمةوجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعةوإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من اجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليهفلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياكوكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهملماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحدهفللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم

(لو 28:9-36):-

وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام اخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلي. 
وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعاوإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وايليااللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا أن يكمله في أورشليموأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم فلما استيقظوا رأوا مجده 
والرجلين الواقفين معهوفيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع يا معلم جيد أن نكون ههنا فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة وهو لا يعلم ما يقولوفيما هو يقول ذلك كانت سحابة فظللتهم فخافوا عندما دخلوا في السحابةوصار صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب له اسمعواولما كان الصوت وجد يسوع وحده وأما هم فسكتوا ولم يخبروا أحدا في تلك الأيام بشيء مما أبصروه.

1)  فى الآية السابقة وعد السيد تلاميذه أن منهم من سوف يرون إبن الإنسان آتياً فى ملكوته، ها هو هنا يريهم عربون المجد الأبدى فى الملكوت.

2)  أخذ السيد معه 3 تلاميذ ليشهدوا على ما حدث، ورقم 3 كافى جداً كشهود بحسب الناموس. وكان الثلاثة دائماً يرافقونه فى الأحداث الهامة مثل إقامة إبنة يايرس وفى بستان جثسيمانى، وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. وبطرس لم ينسى ما رآه وسجله فى رسالته (2 بط 16:1-18) وهكذا يوحنا (يو14:1).

3)    يقول تقليد الكنيسة أن الجبل كان هو جبل تابور. وهو جبل عالٍ يشير للسمو، سمو قدر المسيح الذى سيرونه الآن متجلياً 

4)  التجلي هو إعلان لمجد المسيح ولا هوته بخروجه عن مستوى الأرض والزمن. فيه أعطى السيد لتلاميذه أن يتذوقوا الحياة الأخروية، معلناً أمجاده الإلهية بالقدر الذى يستطيع التلاميذ أن يحتملوه وهم بعد فى الجسد.

5)  السيد حدث تلاميذه عن آلامه وموته، فكان لابد له أن يظهر لهم ما سيكون عليه مجده عند ظهوره، وإذ رأوا مارأوه كان هذا قوة لهم وسنداً على إحتمال الآلام والاضطهادات التى سيواجهونها دون أن يتعثروا فيه. والله دائماً يعزى كل متألم ليحتمل ألمه.

6)  صعدوا أولاً على جبل لكى يتجلى أمامهم. ولكى نعاين نحن مجد الرب يجب أن ندرب أنفسنا أن نحيا فى السماويات، وتكون لنا خلوة هادئة باستمرار نتأمل فيها فى الكتاب المقدس، ونرتفع فوق شهوات العالم ورغبات الذات لنحقق وصية بولس الرسول ” فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق.. إهتموا بما فوق لا بما على الأرض.. اميتوا أعضاءكم التى على الأرض (كو1:3-5″). وتأملنا فى كلمة الله المكتوبة فى الكتاب المقدس تكشف لنا عن كلمة الله أى المسيح، وكلما عاشرناه نحيا فى السماويات كمن يرتفع فوق جبل.

7)    التجلي محسوب للإنسان، فنحن سنحصل على جسد ممجد (فى 21:3 + 1يو 2:3).

 

آيه (1):-

وبعد ستة أيام اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين.

وبعد ستة أيام.. ويقول لوقا وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام وحل هذه المشكلة بسيط فالقديس لوقا أحصى اليوم الذى فيه أعلن الرب وعده وأحصى يوم التجلى، أما متى ومرقس فأحصوا الأيام الستة التى بين يوم الوعد ويوم التجلي. ولكن وجود رقم 6، رقم 8 له معنى فرقم 6 هو رقم النقص الإنساني، فالإنسان خلق فى اليوم السادس ورقم 8 هو رقم الأبدية. لذلك نجد أن رقم الوحش 666 ورقم إسم يسوع 888. والمعنى أن الإنسان الناقص صار له بالمسيح مجد أبدى وما بين اليوم السادس واليوم الثامن يوم الأبدية المجيد يأتى اليوم السابع يوم الراحة. فمن ينتقل الآن يذهب للراحة فى إنتظار المجد. ولكن يمكننا أيضاً أن نقول أن رقم 6 التصق بالمسيح الذى صلب فى اليوم السادس والساعة السادسة وكانت البشارة به فى الشهر السادس، فهو الذى بلا خطية صار خطية لأجلنا. هو الذى له كل المجد (8) صار له جسد إنسان (6). هو الحى الأبدى (8) صار له جسد ليموت (6). 

 

آية (2):-

وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور.

تغيرت هيئته = هذا التغير هو كشف لأمجاده المختفية وراء الجسد، لقد إضطر أن يخفيها حتى يمكننا أن نراه ونسمعه دون خوف، ودون أن نموت وأضاء وجهه كالشمس = هو شمس البر ( ملا 2:4) ينعكس نوره علينا فننير لذلك تشبه الكنيسة بالقمر. نوره هو نور لاهوته وكان يشع من جسده صارت ثيابه بيضاء = الثياب تشير للكنيسة الملصقة به. ويقول مرقس لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك = الثياب بيضاء لأن المسيح برر كنيسته، غسلها بدمه ( رؤ 14:7 + 1يو7:1) وهذا التبرير لا يستطيع أحد أن يعطيه للكنيسة. المسيح فقط بدمه يبرر الكنيسة فتقول تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج + (أش 18:1) “قصّار= مبيض ثياب” ولاحظ أن المسيح إحتفظ بملامح وجهه وجسده فهو لن يتخلى عن جسده أبداً، وجسده هو الذى تمجد. وهو جلس بجسده عن يمين الآب. وهذا يعنى أيضاً أننا سنتمجد بجسدنا، إذ يقوم الجسد ولكن يكون جسد نورانى له نفس ملامح الجسد القديم. وبياض ثيابه ولمعانها إشارة لبر جسده وليس مجد لاهوته فمجد لاهوته ظهر فى وجهه الذى أضاء كالشمس، أما برناسوته فظهر فى بياض ثيابه، وناسوته أى جسده الذى هو الكنيسة (أف 30:5). برناسوته أى أنه كان بلا حظية.

تأمل أخر فى (مت 6،8):- نلاحظ أنه قبل حادثه التجلى تكلم المسيح مع تلاميذه عن صليبه (مت 21:16) وبعد حادثة التجلى تكلم ثانية عن صليبه (مت 12:17)والصليب كان فى اليوم السادس والساعة السادسة، والقيامة كانت يوم الأحد أى اليوم الثامن (بداية الأسبوع الجديد). فالصليب (6) هو طريق المجد (8). ومن يتألم معه يتمجد أيضاً معهُ (رو 17:8). وكان قول لوقا وبعد ثمانية أيام من حديث المسيح فى قيصرية فيلبس عن صليبه وصليبنا. فبعد الصليب لابد وسيكون هناك مجد. ولاحظ أنه حتى فى لحظات التجلى كان موسى وإيليا يتكلمان معه عن “خروجه الذى كان عتيداً أن يكمله فى أورشليم آية (31). هكذا يلتحم الصليب بالمجد، والصليب سيكون موضوع تسبيحنا فى المجد. ونحن لا يمكننا أن ننعم بمجد المسيح فينا وتجليه فينا الآن ما لم نقبل وصية الصليب معه، ولن ننعم بالمجد الأبدى بدون صليب. خروجه = مغادرة أورشليم للمرة الأخيرة حاملاً صليبه. 

ولاحظ أيضاً لوقا آية(29) وفيما هو يصلى صارت هيئة وجهه متغيرة يتميز إنجيل لوقا بالتركيز على الصلاة. ولوقا لاحظ من قبل أن المسيح كان يصلى قبل أن يسألهم ” من يقول الناس إنى أنا إبن الإنسان ” وها هو يلاحظ أنه كان يصلى قبل التجلى. فالبنسبة للمسيح فالصلاة هى حديث الشركة مع الآب الواحد معهُ فى اللاهوت، وأن هذا المجد الظاهر فى التجلى ناشىء عن الوحدة بين الآب والإبن فى اللاهوت. أما أهمية الصلاة لنا نحن البشر، فعن طريق الصلاة يتغير شكل الإنسان. وبها ننفذ الوصية تغيروا عن شكلكم (رو2:12)

التجلى عيد سيدى = الكنيسة تهتم بالتجلى، وتحتفل به كعيد سيدى بكونه شهادة حق للاهوت السيد المسيح المختفى فى حجاب الجسد، أعلنه السيد لبعض من تلاميذه قدر ما يحتملوا ليدركوا ما تنعم به الكنيسة فى الأبدية بطريقة فائقة لا ينطق بها. 

  • موسى وإيليا آية (3):-

 هنا نرى صورة رائعة للملكوت، فالله ليس إله أموات بل إله احياء. وفى المجد سننعم كلنا بهذه العشرة الحلوة مع المسيح، هو فى مجده ونحن معه فى المجد فى فرح أبدى، هو يفرح بالبشرية ونحن نفرح به. هناك حوار بين موسى وإيليا وبين المسيح، وهذا ما سيحدث لنا فى السماء، فلن نكون منعزلين عنه، بل فى علاقة حب وحوار ومعاملات حلوة وأبدية. وهذا ما يمكننا أن نختبره من الآن، فالحياة الأبدية تبدأ هنا والملكوت هو فى داخلنا، نحن نحصل الآن على العربون، عربون عشرة المسيح المفرحة.

1- إيليا لم يمت بالجسد بينما موسى مات بالجسد. ولكن كلاهما حول المسيح فليس موت لعبيدك يا رب بل هو إنتقال،هو نوم، ولكن العلاقة مع المسيح لا يقطعها موت الجسد الذى نتذوقة حالياً.

2- موسى ممثل الناموس وإيليا ممثل الأنبياء، وبهذا نفهم أن المسيح هو غاية الناموس ومركز النبوات 
(رو 4:10 + رؤ 10:19) فكل طقوس الناموس الموسوى كانت رمزاً للخلاص الذى تم بالصليب وكل النبوات كان هدفها المسيح والخلاص الذى تممه.

3- موسى كان حليماً وإيليا كان نارياً فى غيرته، وملكوت المسيح هو ملكوت الوداعة ولكن بغيرة. ووجود موسى وإيليا امام التلاميذ الآن يعطيهم صورة لما يجب ان تكون عليهم خدمتهم ى المستقبل.

4- لاحظ إجتماع المسيح مع ممثلى العهد القديم موسى وإيليا ومع ممثلى العهد الجديد بطرس ويعقوب ويوحنا، فالكل صار واحداً فيه (أف 14:2-16).

5-   قال بعض الناس عن المسيح انه إيليا أو أحد الأنبياء والتلاميذ الآن رأوا الفارق بين إيليا وموسى وبين المسيح الرب.

6-   ظهور موسى مع المسيح يظهر أن المسيح ليس بناقض للناموس.

7- كان موسى فى غلبته على فرعون وتحرير الشعب من عبودية فرعون وكان إيليا فى غلبته على أخاب وعبادة البعل رموزاً للمسيح فى غلبته على الشيطان والوثنية، وتحريره لأولاده من سلطان الشيطان.

8- رفض السيد المسيح تقديم آية للفريسيين لأنهم لا يستحقون، أما لتلاميذه، فها هو يريهم آية سمائية ليثبت إيمانهم فهم يستحقون.

9- موسى الآن روح وقد ظهر بشكل نورانى، أماّ إيليا فقد ظهر بجسده لأنه لم يمت. وهذ1 يظهر سلطان المسيح فهو رب الأحياء والأموات. ولاحظ أن موسى مات بالجسد لكن الروح موجودة.

10-   ويقول لوقا أنهما ظهرا بمجد. وهذا ما سيحدث لكل الكنيسة فى الأبدية أنها ستكون فى مجد لأنه سينعكس عليها مجد المسيح الذى ستراه ممجداً. 

11-   ألا تتكرر هذه الصورة يومياً فى المخدع حين نقف لنصلى ونتشفع بالقديسين، وكأننا نعقد اجتماع صلاة بيننا وبين القديسين، وحسب وعد المسيح إذا إجتمع إثنين أو ثلاثة بإسمى أكون فى وسطهم.

 

آية (4):- 

فجعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد أن نكون ههنا فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة 
ولموسى واحدة ولايليا واحدة.

يا رب جيد أن نكون ههنا = إذا تجلى الرب للنفس البشرية فإنها تود لو ظلت متمتعة به للأبد تاركة الدنيا وما فيها. وهذا يتذوقه من يتقابل مع المسيح فى الصلاة ( لا يصلى بروتينية وسرعة) فإنه يود ألاّ تتوقف الصلاة.

ثلاث مظال= لقد تصوّر بطرس أن المسيح سيؤسس ملكوته الآن على الجبل، فأراد ان يصنع ثلاث مظال للمسيح ولموسى ولإيليا، وربما تصوّر أن هذه المظال، وأن يمكثوا فى الجبل أمام هذا المنظر البهى ستمنع المسيح من النزول ليتألم كما أخبرهم، ولكن كما قال مرقس أن بطرس ما كان يعلم ما يتكلم به، وهكذا قال لوقا. لقد إنبهر بطرس بما رآه فدخل فى حالة تشبه الهذيان، فهل الأرواح مثل موسى تحتاج لمظال. وهل يتساوى المسيح وموسى وإيليا فيكون لكل واحد مظلة، وهل مظلة واحدة لا تكفى، وهل بعد ان أخبرهم المسيح بأنه يجب أن يتألم ويموت، هل سيغير المسيح خطته ويقبل أن يهرب إلى مظلة فى الجبل؟ 

والمظلة عادة لتقى الإنسان من نور وحرارة الشمس، ولكن النور يخرج الآن من جسد المسيح فما فائدة المظلة. واضح أن كلام بطرس بلا معنى والسبب إنبهاره بما رأى. 

ونلاحظ أن المسيح نزل معهم بعد ذلك لميدان الخدمة، فالخدمة ليست هى البقاء فى الجبل للتمتع بالمسيح فى مجده فقط، بل هى تمتع بالمسيح للإمتلاء ثم نزول للعالم للخدمة، هكذا قالت عروس النشيد 
(نش 11:7،12) نزول للعالم حاملين صليب الخدمة والكرازة. لقد إشتهى بطرس ان يبقى على الجبل، لكن السيد الزمهم بالنزول ليمارسوا الحب العامل الباذل.

آية (5):-

وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا.

 إذا سحابة نيرة ظللتهم= هى الحضرة الإلهية، لقد تصور بطرس أنه سيقيم مظلته من قش وبوص للمسيح. ولكن الآب بمجده يظلل عليه وها هو يعلن هذا. فكما ملأ مجد الرب الهيكل أيام سليمان وخيمة الإجتماع أيام موسى على شكل سحاب، ها هو بمجده يظلل على المسيح

هذه الصورة ستتكرر فى المجىء الثانى حين يأتى المسيح فى مجد أبيه وهذه السحابة ظللت أيضاً على التلاميذ وعلى موسى وإيليا، فالآب يود لو يشعر كل أولاده بأنه يرعاهم ويظللهم ويشملهم بدفء محبته.ولكن الآب يوصى أولاده هذا هو إبنى الحبيب.. له إسمعوا إذاً حتى نتمتع بهذه المحبة الأبوية علينا أن نسمع وننفذ وصايا المسيح. موسى بظهوره يشهد للمسيح أنه هو النبى الذى تنبأ عنه، وإيليا بالنيابة عن الأنبياء بظهوره الآن يقدم المسيح على أنه هو محور النبوات، وها هو الآب يشهد بحقيقة المسيح أنه إبنه.

ولاحظ أن الله قاد شعبه فى البرية عن طريق سحابة فالله يحب أن يظلل على شعبه ويحميهم ويعزيهم من شمس التجارب، والسحابة نيرة لأن الله نور وساكن فى النور، ولكى يظلل علينا، يجب أن نترك الخطية فالخطية ظلمة ولا شركة للنور مع الظلمة.

آيات (6،7):-

ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدافجاء يسوع ولمسهم وقال قوموا ولا تخافوا.

سقوط التلاميذ وخوفهم يعبر عن عجز البشرية عن الإلتقاء بالله بسبب خطاياها وفقدان سلامها. ولمسة يسوع لتلاميذه ودعوته لهم للقيام تشير أنه لهذا أتى وتجسد ليقيمنا من التراب الذى نحن فيه ويعطينا أن نتقابل مع الآب. لا تخافوا= هذه يقولها بسلطان أى أنه يعطى مع كلماته هذه سلاماً يملأ القلب. فالمسيح أتى ليعيدنا للأمجاد السماوية ولنتقابل مع الآب وليقيمنا من التراب الذى كنا فيه وليملأ القلب سلاماً فهو ملك السلام.

آية (8):-

فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدا إلا يسوع وحده.

إختفاء موسى وإيليا وبقاء المسيح وحده يحمل معنى أهمية أن تتركز الأنظار على المسيح وحده كمخلص، فلا الناموس ولا الأنبياء يستطيعان أن يخلصا، ولكنها يقودان فقط للمسيح المخلص.

يقول لوقا وحده فى آية (32) أن التلاميذ تثقلوا بالنوم، ويبدو أنه ليس نوماً عادياً ولكن عدم إحتمال لهذا المجد الذى يرونه، وهم ناموا أيضاً فى بستان جثسيمانى فنحن فى جسد بشريتنا لا نحتمل الألم ولا المجدلذلك سيلبس هذا الفاسد عدم فساد لنحتمل أن نرى مجد اللهعموماً حتى نشاهد مجد المسيح علينا أن نستيقظ من نوم الخطية (أف 14:5) ويقول لوقا أماهم فسكتوا ولم يخبروا أحداً… وكان هذا تنفيذاً لأوامر المسيح (مت 9:17 + مر 9:9).

 مر 9:9-13

مت 9:17-13 + مر 9:9-13):-

(مت 9:17-13):-

وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلا لا تعلموا أحدا بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأمواتوسأله تلاميذه قائلين فلماذا يقول الكتبة أن ايليا ينبغي أن يأتي أولافأجاب يسوع وقال لهم أن ايليا يأتي أولا ويرد كل شيءولكني أقول لكم أن ايليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا كذلك ابن الإنسان أيضا سوف يتألم منهمحينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان.

آية (9):- السيد يوصيهم أن لا يعلموا أحد بما رأوه على الجبل لماذا؟ 

وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلا لا تعلموا أحدا بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات.

أ‌)            حتى لا يظن الناس أن التجلى مقدمة لملك عالمى (وبعد القيامة لن يحدث هذا).

ب‌)       حتى لا يتشكك الناس إذ تأتى ألامه، لذلك فليقولوا هذا بعد القيامة.

ت‌)   عليهم بالتأمل فيما رأوه، حتى يقوم المسيح وويمتلئوا بالروح القدس، هنا سيروا أحداث التجلى فى قلوبهم وليس كمنظر خارجى فقط

ث‌)       حتى لا ينشغلوا بالمجد عن أحداث الصليب والآلام القادمة.

ج‌)   الناس لن تصدق أن هذا الإنسان المتواضع له كل هذا المجد وسيتهمهم الفريسيين بالكذب، أما بعد القيامة يمكن إثبات هذا المجد.وفيما هم نازلون = بعد الخلوة التى نستمتع فيها مع المسيح ننزل لنخدم موضوع أن إيليا ينبغى أن يأتى أولاً آيات (10:17-13).

تفسير هذه الآيات ورد تحت تفسير آيات (14:11،15). ولاحظ أن الكتبة كان لهم معرفة نظرية بالكتاب ولكن دون روح، فيوحنا أتى كسابق وبروح إيليا فى زهده وتقشفه وشهادته للحق أمام ملوك ولكنهم لم يعرفوه فعيونهم مغلقةفإيليا قد جاء ليس بحسب الفكر الحرفى، ولكن هناك إعداد تم بواسطة المعمدان للناس فقداموا توبة إستعداداً لمجىء المسيح الأول، وسيأتى إيليا فعلاً قبل المجىء الثانى لإعداد الناس برد قلوب الأباء على الأبناء (ملا 6:4)= قال لهم أن أيليا يأتى أولاً ويرد كل شىء

 آية(11). وكلام السيد هنا يعنى أنه المعمدان جاء بروح إيليا وقوته ليكون سابقاً للمسيح الذى هو إبن الإنسان الذى أتى هو أيضاً ولم يعرفوه بل سيتألم منهموكما لم يميزوا أن المعمدان هو السابق، لن يميزوا المسيح فهو ضد فكرهم الحرفى أن المسيح يأتى كملك زمنىوكما قتل هيرودس يوحنا المعمدان سيقتلون هم المسيح.

(مر 10:9) لاحظ أن التلاميذ ما كانوا فاهمين معنى القيامة.

مر 14:9-29

(مت 14:17-21 +مر 14:9-29 + لو 37:9 –43):-

(مت 14:17-21):- 

ولما جاءوا إلى الجمع تقدم إليه رجل جاثيا لهوقائلا يا سيد ارحم ابني فانه يصرع 
ويتألم شديدا ويقع كثيرا في النار وكثيرا في الماءوأحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوهفأجاب يسوع وقال أيها الجيل غير المؤمن الملتوي إلى متى أكون معكم إلى متى احتملكم قدموه إلى ههنافانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفي الغلام من تلك الساعةثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا لماذا لم نقدر نحن أن نخرجهفقال لهم يسوع لعدم أيمانكم فالحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكموأما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم.

(مر 14:9-29):-

ولما جاء إلى التلاميذ رأى جمعا كثيرا حولهم وكتبة يحاورونهموللوقت كل الجمع لما رأوه تحيروا وركضوا وسلموا عليهفسال الكتبة بماذا تحاورونهمفأجاب واحد من الجمع وقال يا معلم قد قدمت إليك ابني به روح اخرسوحيثما أدركه يمزقه فيزبد 
ويصر بأسنانه وييبس فقلت لتلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروافأجاب وقال لهم أيها الجيل غير المؤمن إلى متى أكون معكم إلى متى احتملكم قدموه إلى.فقدموه إليه فلما رآه للوقت صرعه الروح فوقع على الأرض يتمرغ ويزبدفسال أباه كم من الزمان منذ أصابه هذا فقال منذ صباهوكثيرا ما ألقاه في النار وفي الماء ليهلكه لكن أن كنت تستطيع شيئا فتحنن علينا وأعنافقال له يسوع أن كنت تستطيع أن تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمنفللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال أؤمن يا سيد فاعن عدم أيمانيفلما رأى يسوع أن الجمع يتراكضون انتهر الروح النجس قائلا له أيها الروح الأخرس الأصم أنا أمرك اخرج منه ولا تدخله أيضافصرخ وصرعه شديدا وخرج فصار كميت حتى قال كثيرون انه ماتفامسكه يسوع بيده وأقامه فقامولما دخل بيتا سأله تلاميذه على انفراد لماذا لم نقدر نحن أن نخرجهفقال لهم هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلا بالصلاة 
والصوم.

(لو 37:9 –43):-

وفي اليوم التالي إذ نزلوا من الجبل استقبله جمع كثيروإذا رجل من الجمع صرخ قائلا يا معلم اطلب إليك انظر إلى ابني فانه وحيد ليوها روح يأخذه فيصرخ بغتة فيصرعه مزبدا وبالجهد يفارقه مرضضا اياهوطلبت من تلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروافأجاب يسوع وقال أيها الجيل غير المؤمن والملتوي إلى متى أكون معكم واحتملكم قدم ابنك إلى هناوبينما هو آت مزقه الشيطان وصرعه فانتهر يسوع الروح النجس وشفى الصبي 
وسلمه إلى أبيهفبهت الجميع من عظمة الله وإذ كان الجميع يتعجبون من كل ما فعل يسوع قال لتلاميذه.

1)  هنا يشفى السيد ولداً يصرعه الشيطان، أن يخرج منه هذا الشيطان وتأتى هذه المعجزة مباشرة وراء حادثة التجلىفليس معنى أن يعطينا الله ونحن مازلنا على الأرض بعض التعزيات السماوية أن نكف عن الجهاد ضد الشيطانونلاحظ دعوة السيد لتلاميذه لأن يصوموا ويصلوا ليهزموا إبليسإذاً الحياة الروحية هى جهاد ضد مملكة إبليس بصوم وصلاة وخدمة النفوس التى يعذبها الشيطان بل يستعبدها، وجَذْبَها للمسيح، وهى أيضاً تعزيات سماوية مفرحةولننظر لخادم مثالى هو بولس الرسول، وقارن تعزياته (2كو3:1-7) (كم مرة يذكر كلمة تعزيةمع جهاده فى خدمته (2كو 23:11-33). ولكن هناك من يخطىء ويظن أن الحياة الروحية هى خلوة مع الله فقط، وأيضاً هناك من يخطىء ويظن أنه قادر على الخدمة المتواصلة بدون خلوة مع الله.

2)  يُصرع ويتألم شديداً أصل الآية يُصرع فى رؤوس الأهلة وبعض الترجمات ترجمتها يُصرع بالقمر (رؤوس الشهور القمريةوهذا خداع شيطانى ليوحى للناس علاقة صرع الولد بالكواكبعموماً فلنلاحظ أن كل من يُستعبد لإبليس يفقد سلامه ويعيش فى ألام حقيقية.

3)  يقع كثيراً فى النار وكثيراً فى الماء= وهذا ما يفعله إبليس مع كل واحد منها فهو يحاول أن يدفعنا لنيران الشهوات أو نيران الغضب أو يدفعنا لبرودة الفتورإن يخضع للخطية يفقد سلامه ويتشتت فكره ويتألم جسده، ويندفع فى خصام بل قتال عنيف مع من حوله، أماّ عن حياته الروحية فهى فتور كامل.

4)  تلاميذك لم يقدروا أن يشفوه المسيح منع عنهم الموهبة حتى يفهموا أهمية الصلاة (الصراخ لله باستمراروأهمية الصوم (الزهد فى ملذات الدنيا ) ويكون لديهم شعور مستمر بالإحتياجفيبدو أنهم بعد التجلى وما رأوه شعروا بنشوة وإكتفاء جعلهم ينسون الصلاة والصوم.

5)  أيها الجيل غير المؤمن= 1) ضعف إيمان التلاميذ 2) ضعف إيمان الوالد وهو صرح بهذا أعن عدم إيماني (مر 24:9) 3) ضعف بل عدم إيمان الجمع، جلسوا يحاورونهم فى إستخفاف وقساوة قلب وعدم إيمانهنا نلمس فى كلمات الرب رنة عدم الرضا ونفاد الصبر فالمسيح أراد أن يرى تلاميذه ولهم صلوات قوية وأصوام يصرع أمامها الشيطان.ولنعلم أن الإيمان ينمو حتى ولو كان مثل حبة خردل، لذلك فالتلاميذ طلبوا مرة من السيد قائلين زد إيماننا (لو 5:17) وبولس يمدح أهل تسالونيكى أن إيمانهم ينمو (2تس 3:1). والله يعمل مع كل واحد من أولاده ليزيد إيمانه، تارة بعطايا حلوة وتارة بتجارب نرى منها يد اللهولكن من يأخذ عطايا حلوة فليشكر ويسبح، ومن تأتى عليه تجارب فليسلم الأمر لله ويصلى فيرى يد اللهأماّ من يأخذ عطايا فينشغل بها عن الله أو من تأتى لهُ تجارب فيتذمر ويترك صلواته، فمثل هذا لن ير يد الله ولن ينمو إيمانهونرى هذا الأب أتى للمسيح وإعترف بأن إيمانه ضعيف أو معدوم، لكن المسيح لم يرفضه إذ أتى إليه، بل شفى له إبنه وبهذا زاد إيمانهفلنصرخ لله بدون تذمر شاكرين على كل حال فينمو إيماننا وما يساعد على نمو الإيمانأيضاً الصلاة الكثيرة والأصوام المصاحبة لها.

6)  تقولون لهذا الجبل إنتقل=الجبل هو أى خطية محبوبة او شهوة نستعبد لها أو عقبة مستحيلة أو أى صعوبة بحسب الظاهر تواجه المسيحى، كل هذا يمكن أن يتزحزح بالصلاة والصوم مع الإيمانولقد تم نقل جبل المقطم فعلاً بحسب هذه الآية

7)  جاء المسيح للتلاميذ فى الوقت المناسب، فهم فشلوا فى إخراج الروح والكتبة والجمع يحاورونهم فى إستهزاءودائماً يأتى المسيح لكنيسته فى الوقت المناسب ليرفع عنها الحرج ويبكم المقاومين “الله فى وسطها فلا تتزعزع (مز 5:46). وهذا هو وعده (مت 19:10،20) فهو المسئول عن الكنيسة والمدافع عنها، فهى عروسه.

8)  مفهوم السيد المسيح هنا عن الصلاة والصوم ولزومهم لطرد الأرواح الشريرة إلتقطته كنيستنا ووضعت أصواماً كثيرة مع صلوات وتسبيحات عديدة، حتى تعطى شعبها قوة فى حربه ضد إبليس. والله يعطى مواهب ( كما أعطى التلاميذ سلطان إخراج الشياطين ) لكن لنحافظ على هذه الموهبة لابد من الصلاة والصوم.

9)  (مر 15:9):- تحيروا= رما لأنه كان نازلاً من الجبل مبكراً، أو لأنهم فوجئوا به، وهم أرادوا أن يستمر حديثهم السافر مع تلاميذه، وهم يعلمون انهم لا يستطيعون شيئاً أمامه هو شخصياً، فإن حضر لن يستطيعوا السخرية من عجز التلاميذأو هل كان وجهه مازال يشع نوراً من أثار التجلى !! عموماً فالسيد لاحظ تكتل الكتبة ضد تلاميذه فسألهم بماذا تحاورنهم (مر 16:9) فلم يجيبواثم صرخ هذا الأب طالباً الشفاء.

10)    (مر 20:9) للوقت صرعهُ الروح= إن طرد روح الشر من حياتنا يصحبه صراع شديد، ولكن بعد أن تتقابل النفس مع المسيح وتدخل فى عشرة معه يمسك بيدها ويقيمها فتقوم مستندة على ذراعه.

11)    أومن يا سيد فأعن عدم إيمانيأعلن الوالد إيمانه = أومن.. ولكن خشى أن لا يكون كافياً فصرخ متذللا= أعن عدم إيمانى … فهو إعتبر إيمانه كالعدم، وطلب من الرب أن يعينه فى حالته. فمهما كان إيماننا فهو مازال ناقصاً، وإذا قيس بما يجب أن تكون عليه ثقتنا فى المسيح فهو عدم. ولكى يقوى إيماننا يجب أن نصرخ أؤمن يا سيد فاعن عدم إيمانى. والله دائماً يستجيب لهذه الصرخة وإستجابته تزيد إيماننا. ولاحظ أن السيد لم يرفضه إذ اعترف بعدم إيمانه بل شفى له ابنه وبالتالى شفى له إيمانه.

12)    قول المسيح إلى متى أكون معكم= فيه إشارة لصعوده، فإن كان تلاميذه ضعفاء وهو فى وسطهم يسندهم، يرونه ويسألونه ويكلمونه، فماذا سيحدث لهم بعد الصعود إذ لا يجدوه.. هذا يحتاج لإيمان، لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان.

13)    كم من الزمن منذ أصابه هذا(مر21:9) = هذا السؤال يوجه لكل من طال زمانه فى الخطية (زمان بقائه مستعبداً لها ) وطال زمان بقائة فى أسر إبليسوسؤال المسيح معناه لماذا لم تأتى إلىّ لأشفيك منذ زمانويشير السؤال لتأثر المسيح لاستعباد الشيطان للبشر كل هذا الزمان.

14)    (مر 26:9) فصار كميت = من يخرج منه روح شرير يصير كميت عن العالم (مر27:9) فأمسكه يسوع وأقامه= هو ميت عن العالم حى مع المسيح وهذين = مع المسيح صلبت فأحيا (غل 20:2).

15)    السيد أعطى تلاميذه الموهبة على الشفاء وإخراج الشياطين ولكن يلزم إضرام أى موهبة بالصلاة والصوم (2تى 6:1).

16)           نفهم من (لو 37:9) أن هذه القصة كانت فى اليوم التالى للتجلى.

17)    إلى متى أكون معكم وأحتملكم= واضح تكرار الأناجيل الثلاثة لهذه الجملةإن أكثر ما يحزن الرب يسوع هو أن يرى أولاده مهزومين أمام الشياطينلقد أعطانا سلطاناً أن ندوس الحيات والعقارب (لو 19:10) فلماذا لا نستخدمه، لماذا نستسلم ونقول ” الشيطان شاطر ” هذه الجملة تحزن رب المجد جداً.

 مر 30:9-32

(مت 22:17،23 + مر 30:9-32 + لو 43:9-45):-

(مت 22:17،23):-

وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناسفيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم فحزنوا جدا.

(مر 30:9-32):-

وخرجوا من هناك واجتازوا الجليل ولم يرد أن يعلم أحدلأنه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم أن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالثوأما هم فلم يفهموا القول وخافوا أن يسألوه

(لو 43:9-45):-

فبهت الجميع من عظمة الله وإذ كان الجميع يتعجبون من كل ما فعل يسوع قال لتلاميذهضعوا انتم هذا الكلام في آذانكم أن ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناسوأما هم فلم يفهموا هذا القول وكان مخفى عنهم لكي لا يفهموه وخافوا أن يسألوه عن هذا القول.

السيد يخبر تلاميذه بالصليب وهذا ياتى بعد 1) التجلى 2) إخراج الروح الشريروهذا يعنى 1) مع أهمية التجلى وأفراحه وتعزياته لكن حتى ننعم بهذا أبدياً لابد من الصليب.

2) حتى يُهزم عدو الخير نهائياً فلابد من الصليب (كو 14:2،15).

3) ولاحظ أن أحداث الصليب كانت تقترب لذلك كان السيد المسيح ينبه تلاميذه حتى لا يفاجئهم ما سوف يحدث. ولكن كون السيد يخبرهم بما حدث إذاً هو يذهب للصليب بسلطانه إذ هو آتى لذلك. 

4) السيد لا يريد أن تلاميذه يذهب فكرهم إلى الأمجاد الزمنية خصوصاً بعد التجلى وبعد معجزة إخراج الروح النجس، فيعود ويحدثهم عن أهمية الصليب فالعالم هنا طالما كنا فى الجسد هو عالم ألم وصليب أماّ المجد فهناك.لم يفهموا = فهم فى ذهنهم الأمجاد العالمية، فما علاقة هذا بالصليب. ولم يفهموا أن الصليب هو طريق المجد. 

5) لاحظ البعض أن السيد فى بعض الأحيان كان يطلب إخفاء أخبار مجده كما حدث فى موضوع التجلى، وهنا فى ( لو 44:9) يطلب من تلاميذه كتمان موضوع ألامه. فضعوا أنتم هذا الكلام فى أذانكم = فكلا الأمرين غير منفصل فالمسيح تمجد بقيامته وبتجليه وبصعوده.

(مر 33:9-37

(مت 1:18-5):-

في تلك الساعة تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين فمن هو اعظم في ملكوت السماواتفدعا يسوع إليه ولدا وأقامه في وسطهموقال الحق أقول لكم أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماواتفمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماواتومن قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني.

(مر 33:9-37):-

وجاء إلى كفرناحوم وإذ كان في البيت سألهم بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق. فسكتوا لأنهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو اعظم. فجلس ونادى الاثني عشر وقال لهم إذا أراد أحد أن يكون أولا فيكون أخر الكل وخادما للكل.فاخذ ولدا 
وأقامه في وسطهم ثم احتضنه وقال لهم. من قبل واحدا من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني.

(لو 46:9-48):-

وداخلهم فكر من عسى أن يكون اعظم فيهم. فعلم يسوع فكر قلبهم واخذ ولدا وأقامه عنده. وقال لهم من قبل هذا الولد باسمي يقبلني ومن قبلني يقبل الذي أرسلني لان الأصغر فيكم جميعا هو يكون عظيما.

فكر التلميذ المتأثر بالفكر اليهودى، أن المسيا حين يأتى، سيأتى لكى يملك على الأرض، جعلهم يشتهون أن يجلسوا واحداً عن يمينه وواحداً عن يساره (مت 21:20،22)..هذا الفكر إستمر حتى ليلة العشاء السرى (لو 24:22-27) ولكن المسيح كان يتكلم عن ملكوت السموات أمامهم دائماً، فإختلط عليهم الأمر، وظنوا أن ملكوت السموات هذا يمكن أن يكون على الأرض، وبنفس الفكر بدأوا يحلمون بمراكز أرضية حين يملك المسيح فى ملكوت السموات هذا، ودخلهم تساؤل عمن يكون الأعظم فى هذا الملكوت. وبمقارنة ما حدث فى إنجيلى متى ومرقس نجدهم وقد شغل هذا الموضوع ذهنهم تماماً يتحاورون فى الطريق عمن هو الأعظم فيهم، بالتالى سيكون هو مثلاً الوزير الأول فى ملك المسيح. ولما أتوا إلى البيت فى كفر ناحوم سألهم الذى لا يُخفى عليه شئ عمّا كانوا يتكلمون فيه، فسكتوا (مر 34:9) ثم تساءلوا علناً ولم يستطيعوا أن يستمروا ساكتين (مت 1:18)، فإذا دب فكر العظمة والكبرياء فى القلب فهو لا يهدأ. وحتى يكسر السيد كبريائهم أتى بولد ودعاهم أن يتشبهوا بالأولاد ومن يفعل فهو الأعظم.. قطعاً ليس فى السن بل :-

  1. فى حياتهم المتواضعة الوديعة كالأطفال (1كو 20:14)
  2. فى الثقة فى كلام أبيهم السماوى والإتكال عليه وطاعته.
  3. البساطة وتقبل الحقائق الإيمانية والروحية، فالطفل يصدق ما يقال له.
  4. الأطفال لا يشعرون أنهم أفضل من الأخرين فالغنى يلعب مع الفقير.
  5. لاحظ أن الأطفال لا يشعرون بأنهم متواضعين، فمن يشعر أنه متواضع، أو أنه يتواضع حين يكلم إنساناً فقيراً فهو ليس متواضع.
  6. التسامح المطلق فالطفل لا يحتفظ فى قلبه بأى ضغينة.
  7. إذا أحزن إنسان طفلاً فهو لا ينتقم لنفسه بذراعيه بل يلجأ لوالديه.
  8. الطفل بلا شهوات، بلا طلب للمجد الباطل، بلا حسد للآخرين.
  9. إذا تشاجر الأطفال فهم سريعاً ما يتصالحون ويعودون للعب معاً.
  10. ملكوت الله الذى يؤسسه المسيح لا وجود فيه لمن يبحث أن يكون الأقوى والأعظم بل من يدخله هو من يحس بضعفه وأنه لا شئ ولكن قوته وعظمته هى فى حماية الله له (2كو 9:12،10). وهذه طبيعة الأطفال.
  11. بلغة التعليم المعاصر، فهذا الولد فى حضن المسيح هو وسيلة إيضاح.
  12. الطفل يطلب ما يريده واثقاً فى أخذه من أبيه، وهو لا يفكر فى أن أبوه يعطيه لأنه يستحق، بل هو يطلب بدالة المحبة. 

ولاحظ قول السيد المسيح من قبل ولداً واحداً مثل هذا بإسمى فقد قبلنى فالمسيح هنا وحَّد نفسه بالأطفال والبسطاء والضعفاء.. بإسمى = أى من أجل المسيح، فمن يقبل طفلاً يكون كمن قبل المسيح نفسه. والحقيقة فإن المسيح حين يقول إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فهو يقصد نفسه، أى إن لم ترجعوا وتستعيدوا صورتى التى حصلتم عليها فى المعمودية فلن تدخلوا ملكوت السموات. فنحن نولد بالمعمودية على صورة المسيح. نحن خلقنا أولاً على صورة الله (تك 26:1،27) وفقد الإنسان الصورة الإلهية باختياره لطريق العصيان والخطية. وأتى المسيح وفدانا وأعطانا سر المعمودية وفيها ندفن ونموت ونقوم مع المسيح وبصورة المسيح. ولكننا مع إحتكاكنا بالعالم نفقد هذه الصورة الإلهية ثانية، وكلام السيد المسيح هنا، أن هناك إمكانية لإستعادة هذه الصورة = إن لم ترجعوا = إذاً هناك إمكانية للرجوع ولكن كيف؟ هذا هو عمل النعمة، التى تعيدنا للصورة الإلهية، والنعمة تحتاج لجهاد، لذلك نسمع بولس الرسول يقول ” يا أولادى الذين أتمخض بهم (ألام الجهاد والخدمة) إلى أن يتصور المسيح فيكم(عمل النعمة) وعمل النعمة يعطينا أن نصير خليقة جديدة على صورة المسيح (غل19:4 + 2كو 17:5) لذلك نحن نخلص بالنعمة (أف 8:2) التى بها نعود للصورة الإلهية. والأولاد هم المولودين من الماء والروح وقد خرجوا بدون خطية، والمسيح هو الذى قال عن نفسه “من منكم يبكتنى على خطية“، لذلك كان هذا الولد فى حضن المسيح إشارة للمسيح نفسه. ونحن إن لم نحصل على صورة المسيح لن ندخل ملكوت السموات. هذه تشابه أن لكل بلد فى العالم عملة يتم التعامل بها داخل حدود هذا البلد، لكن إن حاولت التعامل بعملة عليها صورة ملك آخر لن يُسمح لك بأن تتعامل بها. فنحن نصبح عُملة قابلة للتداول فى السماء لو إنطبعت علينا صورة الملك السماوى. فإن كان المسيح قد تواضع وترك مجده السمائى لأجلنا، أفلا نتخلى نحن عن أفكار العظمة الأرضية مثل ما فعل هو ونتصاغر أمام الناس وأمام أنفسنا، إذا كان المسيح قد صار عبداً أفلا نقبل أن نتصاغر مثله أمام إخوتنا. خصوصاً أن النعمة تسندنا، وبالمسيح نستطيع كل شئ (يو 5:15 + فى 13:4) فهل نقبل؟ والسيد يشرح كيف تساندنا النعمة…. هذا يكون بالجهاد.. وكيف نجاهد ؟ 

إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون أخر الكل وخادماً للكل (مر 35:9) من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً (مر 43:10) 

من أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً (مر 44:10) والسيد ضرب بنفسه المثال فقال عن نفسه أنه أتى ليَخدم لا ليُخدم (مر45:10). 

وهو غسل أرجل تلاميذه وطلب أن نفعل ذلك (يو 12:13-17). 

 ومن يفعل تسانده النعمة ليرجع ويكون كالأولاد أى يستعيد صورة المسيح ولاحظ قول السيد من وضع نفسه مثل هذا الولد = كلمة وضع نفسه تعنى أنه لا يدعى الإتضاع طلباً لمديح الناس، فما أخطر أن تدعى النفس الإتضاع. بل هو عليه أن يفهم الحقيقة “اننا لا شئ.. تراب.. بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل. ولكن نحن بالمسيح، وليس من أنفسنا، قد أصبحنا أولاداً لله. فقيمتنا ترجع لا لأنفسنا بل للمسيح الذى فينا. ولاحظ أن عمل المسيح فى أن يأتى بطفل ويعمل ما عمله، بأن يحتضنه ويوحد نفسه به، ويقول ما قاله. هذا كان عجيباً فى أيامه، فقد إحتقر الرومان الطفولة، ولم يكن للطفل أى حق من الحقوق، ويستطيع الوالدان أن يفعلا بطفلهما ما يشاءا بلا رقيب، وتعرضت الطفولة فى اليونان لمتاعب كثيرة، فكانوا يتركون الأطفال فى العراء أياماً حتى يموت الضعيف ويبقى القوى. واليهود فى أى حصر أو تعداد ما كانوا يحصون النساء ولا الأطفال. ولكننا هنا نجد السيد يشير للطفل بأنه مثال يجب أن نتشبه به. الرومان واليونان كانوا يفتخرون بالقوة والعظمة لذلك إحتقروا الأطفال لضعفهم، أماّ المسيح فيطالبنا بالتشبه بهم فى ضعفهم وأن نعتبر أن قوتنا هو الله نفسه.. هذا هو ملكوت الله

  • نستطيع أن نقول أن هذا الإصحاح وما يقابله فى إنجيل القديس مرقس. يشتمل على قوانين الملكوت. أى كيف ندخل الملكوت. 

القانون الأول:- نعود ونكون مثل الأطفال. 

الآيات (42:9)                         في كتاب إنجيل متى (مت6:16،7)

مر 43:9-48 

(مت 8:18-10 + مر 43:9-48)

(مت 8:18-10)-

فان اعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها والقها عنك خير لك أن تدخل الحياة اعرج أو اقطع من أن تلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلانوأن اعثرتك عينك فاقلعها والقها عنك خير لك أن تدخل الحياة اعور من أن تلقى في جهنم النار ولك عينانانظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار لأني أقول لكم أن ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبى الذي في السماوات.

(مر 43:9-48):-

وأن اعثرتك يدك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة اقطع من أن تكون لك يدان وتمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفاحيث دودهم لا يموت والنار لا تطفاوأن اعثرتك رجلك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة اعرج من أن تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفاحيث دودهم لا يموت والنار لا تطفاوأن اعثرتك عينك فاقلعها خير لك أن تدخل ملكوت الله اعور من أن تكون لك عينان وتطرح في جهنم النارحيث دودهم لا يموت والنار لا تطفا.

سبق السيد وتكلم عن العثرات الموجودة فى العالم، فماذا يصنع الإنسان المسيحى أمام هذه العثرات والشهوات المحاربة فى أعضائه ؟ قطعاً المسيح لا يقبل أن نقطع أيادينا وأرجلنا.. الخ. بل أن نحيا كأموات أمام الخطية. فإن كانت أعيننا تعثرنا فلنمنع أعيننا من أن تنظر، فهناك من يسير فى طريقه وعيناه للأرض ويمنع عن عينه كل الصور المعثرة.وقطعاً فى هذا تغصب، ولكن الملكوت يغصب (مت 12:11). ومن تعثره أماكن معينة فعليه أن لا يذهب فيكون كمن قطع رجله، وهناك من يعثره صديق معين أو جماعة معينة، فعليه أن يمتنع عنهم ويكون كمن قد مات.. وهكذا. وهذا ما يُسمى الجهاد، أن تغصب نفسك أن لا تفعل ما ترغب فيه إن كان فيه خطأ وتحيا كميت أمامه. وتغصب نفسك أن تفعل ما لا ترغب فيه إن كان صحيحاً كالمثابرة فى الصلاة والمواظبة على الذهاب مبكراً للكنيسة. والصيام بقدر الإمكان.. الخ. فهناك عثرات من الآخرين وعثرات من أنفسنا عندما ننخدع من شهواتنا وهذه يجب أن نقطعها مهما كانت عزيزة علينا، كما أن اليد والرجل والعين عزيزة علينا، أى نتخلص مما يسبب لنا العثرة [ اليد (نبتعد عن أى عمل ردئ) والرجل (نمتنع عن الذهاب للأماكن المعثرة)..] أقمع جسدى وأستعبده (1كو 27:9) ومن يجاهد ويغصب نفسه تملأه النعمة، فالنعمة لا تُعطى إلاّ لمن يستحقها والنعمة تعطينا أن نكون خليقة جديدة، الشهوات فيها ميتة، خليقة لا تفرح بالخطية ولا تسودها الخطية رو 14:6. ومن يصلب نفسه عن شهواته يقول مع بولس “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ غل 20:2 ويقول لى الحياة هى المسيح (فى 21:1) من هذا نفهم أن

 

القانون الخامس:- أولاد الملكوت يحيون كأموات عن العالم لكن أحياء بالمسيح الذى فيهم، المسيح سر حياتهم الجديدة. 

أنظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار.. ملائكتهم فى السموات.. ينظرون وجه أبى الصغار هم الأطفال الأبرياء، أو هم الذين بتواضعهم وقداستهم دخلوا من أبواب الملكوت وصاروا أو رجعوا وصاروا مثل الأطفال، هم المؤمنين بالمسيح والمتواضعين الذين يبدو أنهم ضعفاء لا حيلة لهم. وهنا المسيح يحذر العالم أن هناك ملاك حارس معين لمرافقة وحراسة كل منهم وهو غير مرئى، ولكنه قادر أن ينصف هؤلاء الضعفاء، وأن هؤلاء الملائكة ينظرون وجه الآب أى قادرين على حمل البركات منه لهؤلاء الصغار والآن نفهم أن

 

القانون السادس:- ملكوت السموات صار مفتوحاً للأرضيين المجاهدين كما للسمائيين (يو 51:1) والملائكة تحرس أولاد الله

 

فاصل

إنجيل معلمنا مرقس: 12345678910111213141516

تفسير إنجيل معلمنا مرقس: 12345678910111213141516

زر الذهاب إلى الأعلى