بولس الساموساطي

نشأ في مدينة ساموساطا الواقعة على نهر الفرات. أصبح أسقفا لأنطاكية عام ۲۹۰ م عن طريق المكر والدهاء.

أحدث بدعة فاسدة عن طريقها تقرب إلى زينوبيا ملكة تدمر المشهورة وكانت تميل إلى اليهودية وتحبذها.

كان ذلك التعليم الفاسد الذي قدمه لزينوبيا سهلا عليها قبوله فاقامته واليا على أنطاكية مانحة إياه لقب ” نائب الملكة “.

 تاه بنفسه وتكبر وكان يسير بأبهة الحكام.  سمح لأصحابه أن يمدحوه بما ينشد في الكنيسة عند تسبيح السيد المسيح. وأطلق لسانه في ذم آباء الكنيسة الأولين. و رفض أن يعترف بالثلاثة أقانيم في الله ، ولكن طبقا لليونتيوس ( Desectis3,3 ) فقد أعطي فقط لفظ الآب لله الذي خلق كل شيء ، أما الابن بالنسبة له فهو كلمة الله وهو ليس أقنوما بل هو في العقل الإلهي كالفهم في العقل البشري . أما المسيح فكان فقط إنسانا محضا ولد من مريم بواسطة الروح القدس ، فحلت فيه الحكمة الإلهية حتى تمكن من صنع العجائب. وهكذا تبرر وتأله بنعمة الله وبأعماله . ولما جاء إلى الصلب فارقته الحكمة . أما الروح القدس بالنسبة لبولس فكان هو النعمة حلت على الرسل.

و بالنسبة له كان يسوع أعظم من موسي والأنبياء ولكنه ليس هو الكلمة بل أن الكلمة دخل الإنسان يسوع كما كان يدخل قبلا في الأنبياء ، فالمسيح كان إنسانا حاويا الكلمة ، أما الثالوث الذي آمن به بولس الساموساطي فكان ثالوثا للأسماء فقط فهو لا يعرف سوى أقنوما واحدا في الثالوث.

 و انعقدت في أنطاكية ثلاثة مجامع مقدسة بين عامي ٢٦٤ و ٢٦٨ م لمناقشة هرطقتة.

 أول مجمعين لم يسفرا عن نتائج أما المجمع الثالث في ٢٦٨ م فقد أعلن أنه هرطوقي و عزله.

تبني بولس الساموساطي بدعة المونارخية والتي تعني الرئاسة الواحدة أي وجود أقنوم واحد في الله . وأفكاره في التجسد تذكرنا بنظرية التبني Adoptionism التي تقول بأن المسيح ولد ونما مثل سائر البشر ثم جعله الله ابناً له ( تبناه ) نظرا لتقواه وأعماله ، وأنه ليس ابن الله المساوي له في الجوهر والربوبية.

و الذي كشف خداعه كان هو القس مالكيون رئیس مدرسة أنطاكية اليونانية .

 نجد مقتطفات من المناظرة التي تمت بين بولس الساموساطي ومالكيون والتي من ملف جلسات المجمع الذي عزله في ٢٦٨ م ، عند ليونتيوس ( لوندیوس ) البيزنطي وفي كتابات الإمبراطور يوستینیان و الشماس بطرس .

 طبقا للقديس جيروم ( 71.De vir , ill ) فإن مالكيون هو أيضا الذي كتب الرسالة المجمعية التي أنفذها الأساقفة المجتمعين بعد اجتماع المجمع إلى باقي الأساقفة .

من هذه ، وأيضا من صورة من محضر جلسات أرفقت بالخطابات ، اقتطف يوسابيوس بعض الفقرات التي تتحدث عن بولس الساموساطي ، شخصيته ، صفاته وأخلاقه. 

زر الذهاب إلى الأعلى