تفسير رسالة فيلبي أصحاح ٢ للقمص أنطونيوس فكري
تفسير رسالة فيلبي – الأصحاح الثاني
الآيات 1-4
آية 1: “ فإن كان وعظ ما في المسيح إن كانت تسلية ما للمحبة إن كانت شركة ما في الروح إن كانت أحشاء ورأفة “.
فإن كان وعظ ما فى المسيح: قوله فإن تعنى علاقة هذه الآية بما سبق فى الآيات السابقة. فكلمة وعظ تُترجم تشجيع أو حض أو مناشدة أو مواساة. إذاً هى تشجيع الآخرين وتقويتهم فى شدائدهم. والرسول يرى أن الطريقة المُثلى للتشجيع والتعزية بأن تكون كلمات الوعظ هى فى المسيح، أى بتوجيه نظر المتألم بأنه شريك المسيح فى آلامه، وسيكون شريكاً له فى مجده. وتوجيه نظر المتألم لا أن يرفض الألم بل أن يطلب التعزية وسط الألم، أن يطلب من المسيح أن يشترك معه، وأن يشعر المتألم بهذه الشركة فيتعزى. فالمسيح وحده، وروحه القدوس المعزى قادران على تعزية المتألم. وإذا كنا نحن كبشر قادرين أن نشجع بعضنا البعض فى الضيقات، فبالأولى فإن المسيح يقدر أن يساندنا ويرسل لنا روحه المعزى. والوعظ الذى فى المسيح هو الذى يعزى القلب. وياحبذا لو كان الواعظ ثابتاً فى المسيح، والمسيح يحيا فيه مثل بولس الذى قال “أما نحن فلنا فكر المسيح” (1كو16:2). ففى هذه الحالة ستكون كلمات الواعظ هى كلمات المسيح وقادرة على التشجيع “مثل فمى تكون” (إر19:15).
تسلية فى المحبة = كلمة تسلية هى comfort أى راحة وتعزية للقلب الحزين (كو11:4). وهذا العمل أساسه المحبة للمتألم وليس تأدية واجب، ولا شىء يعطى عزاء للمتألم قدر شعوره بمحبة إنسان يقف جانبه بمحبة.
شركة فى الروح: الشركة تتم بصورة رائعة لو خضع الكل للروح القدس، وهو الذى يجمعنا إلى واحد، ويكون هدفنا واحد هو مجد المسيح.
إن كانت أحشاء ورأفة: الأحشاء هى القلب والكبد، وهما مصدر العواطف كما فهم القدماء. وهم استخدموا كلمة أحشاء كما نستخدم الآن كلمة قلب للتعبير عن المشاعر. والمقصود أن يكون لنا القلب الحانى الشفوق. ما أخذناه من المسيح علينا أن نعطيه لبعضنا البعض، فكما أحبنا المسيح بشفقة ورأفة علينا أن نكون هكذا مع الآخرين. بل إن الروح القدس يغير طبيعتنا فنتشبه بالمسيح فى محبته.
آية 2: “ فتمموا فرحي حتى تفتكروا فكرًا واحدًا ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئًا واحدًا”.
هى آية الوحدة فى كل شىء. فتمموا فرحى: أى أنا أفرح بكم الآن ولكن اجعلوا هذا الفرح كاملاً بأن تتحدوا برأى واحد وفكر واحد ومحبة واحدة، أى تحبون الآخرين والآخرون يحبونكم وكلكم تحبون الله. أى المحبة تسود.
فكراً واحداً: قد تختلف الأفكار، ولكن إن كان هناك امتلاء من الروح ستجد الأفكار متشابهة ومتقاربة إن لم يكن هناك الأنا. وعلينا جميعاً أن نفكر فى مجد المسيح “فالحاجة إلى واحد” (لو42:10). والخصام والانشقاق عكس الفكر الواحد.
محبة واحدة: الكل فى محبة وغير منقسمين لمجموعات، كل مجموعة تحب بعضعها ولا تحب المجموعة الأخرى.
بنفس واحدة: النفس هى مركز العواطف والأحاسيس. وعندما يكون لنا الفكر الواحد والمحبة الواحدة سيكون لنا المشاعر الواحدة. والمعنى الانسجام معاً أى روح الفريق الواحد.
مفتكرين شيئاً واحداًُ: ولكنه سبق وقال فكراً واحداً والمعنى هنا أى أفكاركم متشابهة وهذه لا تكون إلا فيمن يملأهم الروح القدس، وإذا تناقشوا حول موضوع سريعاً ما يتفقوا على فكر واحد يشير به الروح القدس.
آية 3: “ لا شيئًا بتحزب أو بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم”.
لا شيئاً بتحزب أو بعجب: أسباب الانقسامات هى روح التحزب أى التعصب لشخص ما، وهذا يؤدى للكراهية. أو العمل لمجد الذات وللمنفعة الشخصية والإعجاب بالذات ورؤية الإنسان نفسه أفضل من الآخرين مما يجعله يطلب مركزاً أكبر. من المؤكد أن بولس الرسول يعالج هنا الشقاقات التى بلغت أخبارها له (فى2:4).
عجب: الإنسان يعجب بذاته أو بالمواهب التى اعطاها له الله
حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم: هذه قد تُترجم هكذا “فليحسب كل واحد الآخر أفضل منه“. وبحسب الترجمة الأولى نفهم أنه علينا أن نعطى الآخرين تقديراً أكبر مما يستحقون، وكرامة تفوق مراكزهم. وهذا بهدف تشجيعهم. ولاحظ كيف تعامل المسيح مع السامرية. أما بحسب الترجمة الثانية، فكيف أحسب الآخر أفضل منى وأنا أعلم أننى أفضل منه علماً مثلا، كيف يحسب العَالمِ أن الجاهل أفضل منه، أو كيف يحسب من هو صالح، الخاطىء أفضل منه؟ الإجابة هى بالتواضع والطريق هو:
1. كل واحد يفكر فى خطاياه الشخصية ولا يفكر فى خطايا الآخر.
2. كل واحد يفكر فى دينونة الله ولا يهتم بنظرة الناس وحكمهم (1كو 3:4).
3. نظرة الإنسان أنه أفضل هى من قبيل التخمين، وهذا لا يصح أن نسير بحسبه. فلا أحد يعلم حقيقة داخل الإنسان سوى الله.
4. كل شىء صالح فىَّ هو من الله فلماذا أنسبه لنفسى (1كو 7:4) + (يع17:1).
5. كل ميزة فىَّ هى وزنة، وكلما زادت وزناتى، علىَّ ألاّ اعتبر هذا سبباً للافتخار، بل أطلب الرحمة لأنه كلما زادت وزناتى سيطالبنى الله بوزنات أكثر. فالله أعطانى هذه الميزات لأتاجر بها وأربح لحسابه.
6. من يشعر فى نفسه أنه الأحسن فليتضع وينكر ذاته كما عمل المسيح (يو15:13).
آية 4: “ لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا “.
لا تهتموا فقط بمصالحكم الشخصية، بل ليهتم كل واحد بما للآخرين. ليضع كل واحد نفسه مكان الآخر، ويهتم كل واحد بأن يخدم الآخر المحتاج.
الآيات 5-11
آية 5: “ فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا “.
الفكر الذى فى المسيح يسوع هو أنه أنكر ذاته وأخلى ذاته فى تجسده لأجلنا، فإذا سلك كل واحد هذا المسلك حدثت الوحدة، ومن ينكر نفسه فحالاً يجد نفسه فى حالة تواضع. والتواضع فيه حل لكل الخلافات على كل المستويات (الكنيسة / المجتمع / البيت/…)
وبعد هذه الآية يضع بولس الرسول أنشودة رائعة تحمل فكره عن تجسد المسيح، ولم يقلها بغرض إثبات عقيدة معينة بل قالها كدرس فى الاتضاع فلا يوجد صورة للإتضاع أروع من صورة إتضاع المسيح فى تجسده ولكن كل كلمة وكل حرف فى هذه الأنشودة يشير لعقيدة التجسد والفداء. لذلك نفهم أن العقيدة والروحيات والأخلاقيات كل لا يتجزأ. فالعقائد هى حياة يحياها المسيحى وليست نظريات جامدة فمن عقيدة التجسد نرى محبة الله وتواضعه ونحاول أن نحيا بنفس الأسلوب.
آية 6: “ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله “.
خلسة: هى كلمة نادرة جداً فى اليونانية. ووردت مرة واحدة فى الكتاب المقدس، ومرة واحدة فى الكتابات اليونانية. ولها أكثر من ترجمة:
1. بمعنى الخطف أو السلب robbery.
2. بمعنى التشبث أو التلهف.
ولقد اعتمدت بعض الترجمات المعنى الأول، والبعض اعتمد المعنى الثانى.
كان: تعنى فى اليونانية يوجد أو يستمر، فيسوع هو الله فى الجوهر قبل التجسد وبعده. الكلمة تشير لشخص الإنسان الذى ينفرد به وهو لا يتغيّر ولا يتبدل مهما تغّير شكل هذا الإنسان، فشخصه هو شخصه لا يتغيّر.
فى صورة الله: صورة (مورفى باليونانية) جاءت بمعنى شكل، وتعنى الصورة الجوهرية لشىء ولا تتغير قط. فمثلاً الصورة الجوهرية للإنسان هى الإنسانية. صورة هنا هى التعبير عن الكيان الذى يعنى جوهر الطبيعة أو الطبيعة الجوهرية وليس الشكل ولا المظهر بل الصفات الأساسية لله التى تستعلنه، هو صورة الله غير المنظور (كو15:1) + (2كو4:4) + (عب3:1). إذن المسيح هو صورة الله وقائم من البدء لذلك يقول المسيح ” أنا والآب واحد“. ويقول ” من رآنى فقد رأى الآب“. وإذا كانت كلمة “صورة” المستخدمة هنا تعنى عدم تغيّر جوهر الشخصية بتغير الشكل الخارجى، فالمعنى يصير واضحاً أن جوهر ألوهية المسيح لم يُصب بأى تغيير بسبب التجسد.. هو الله ظهر فى الجسد.
خلسة: إذا اعتمدنا الترجمة الأولى وهى (الخطف والسلب) كما فى العربية يكون المعنى أن المسيح فى جوهره واحد مع الآب، ولذا لم يكن فى احتياج لأن يختلس لنفسه المساواة بالله، فهو الله. وإذا اعتمدنا الترجمة الثانية كما فعلت ترجمة (جيروزاليم بيبل) الإنجليزية. يكون المعنى أن المسيح بالرغم من كونه أصلاً في صورة الله، إلا أنه لم ينظر لمساواته مع الله على أنها ربح أو غنيمة يتشبس بها، ولكنه أخلى ذاته آخذاً صورة عبد (2كو8: 9). وهذه الترجمة متمشية مع كلام بولس الرسول بأن لا نتمسك بما لنا من حقوق بل نتخلى عنها كما عمل المسيح. وهذه الترجمة الثانية تترجم الآية هكذا “إذ كان فى صورة الله لم يحسب مساواته لله ربحاً يتمسك به. معادلاً لله: تفيد معنى المساواة.
آية 7: “ لكنه أخلى نفسه (ذاته) آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس”.
أخلى ذاته: المسيح بتجسده حجب مجد لاهوته الكائن فيه عن الظهور. وكلمة أخلى باليونانية تعنى أفرغ الإناء مما يحتويه. إذاً المعنى أن المسيح أفرغ إناءهُ البشرى من كل ما للاهوت من مجد كائن فيه أقنومياً، وصار فى صورة عبد ليتمكن العبيد (نحن البشر) من أن يقتربوا إليه ويروه ويتعاملوا معه (تث15:18-19) فيرفعهم إليه. ويتمم فى جسده عمل الفداء العجيب، فلو ظهر بمجده ما كان الشيطان أو رئيس كهنة اليهود أو بيلاطس أى كل من حركهم الشيطان، قادرين أن يقتربوا منه ليصلبوه. هو أخلى ذاته ليعطيهم فرصة أن يصلبوه (1كو8:2). هذا الإخلاء لم يتناول طبيعته كإله، بل هو أضاف صورة العبد على ألوهيته، لذلك خرج من جنبه دم وماء إشارة لاتحاد لاهوته بجسده الذى انفصلت عنه الروح مع استمرار اتحاد لاهوته بروحه أيضاً التى ذهبت للجحيم ثم للفردوس.
صورة عبد: أخذ صورتنا فيما عدا الخطية. فالخطية هى مرض أضيف على البشر ولازمهم. لكن الخطية لم تكن جزءً أساسياً فى طبيعة الإنسان حين خلقه الله.
آية 8: “ وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب”.
كإنسان: حرف الكاف يعنى أنه صار فى صورة إنسان (بإنسانية كاملة) ولكنه ليس مثل كل إنسان:
1. هو بلا خطية.
2. حل فيه كل ملء اللاهوت.
فى الهيئة: هيئة باليونانية (سكيما) بمعنى المظهر الخارجى أو الصورة الخارجية، وهى التى يمكن أن تتغير وتتبدل. وهذه عكس كلمة صورة التى وردت فى آية 6 (مورفى) التى تشير لثبات الوضع. والرسول يقصد أن يقول أن صورة العبد التى أخذها المسيح كانت صورة وقتية حتى يتمم الفداء. ولكن هذا تم دون أى تغيير فى جوهر لاهوته، وهذا ما جعل الرسول يستخدم كلمتين يونانيتين صورة (مورفى) وهى ثابتة، وهيئة (سكيما) وهى شىء وقتى.
وضع نفسه: تشير لوضاعة طبيعتنا إذا قورنت بمجد طبيعة الله. ونلاحظ أن الشيطان يفعل عكس ما فعل المسيح، فالشيطان متكبر أراد أن يتساوى بالله، وكان هذا اختلاساً، بل جعل البشر يعبدونه فى صورة الأصنام، واعتبر هذا ربحاً أو غنيمة يتشبث بها ويقتنصها، أما المسيح فأخلى ذاته ولم يعتبر مساواته لله غنيمة يقتنصها بل أخلى ذاته من مجده لصالح الإنسان.
موت الصليب: لم يتجسد ويخلى نفسه فقط بل أطاع حتى الموت، موت الصليب بكل ما فيه من مهانة، وألم مرعب، فهو للمجرمين وللقتلة وللصوص. والصليب ملعون أو كان ملعوناً (تث22:2، 23). والفيلسوف الرومانى شيشرون يقول “ليبعد اسم الصليب لا عن أجساد المواطنين الرومانيين فحسب بل أيضاً عن أفكارهم وعيونهم وآذانهم“.
آيات 9-11: “ لذلك رفعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم. لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب”.
رَفَّعَه الله: هذه تُقال عن الناسوت (فاللاهوت لم يفقد مجده أبداً) ففى مقابل إتضاعه وطاعته رَفَّعه الله ناسوتياً. ونلاحظ أن المسيح له سلطان أن يضع ذاته وأن يأخذها (يو17:10، 18). ونفهم الآية أن اللاهوت الواحد مثلث الأقانيم أعطى للناسوت أن يرتفع ويتمجد. وكما نقول فى قانون الإيمان “صعد إلى السموات وجلس عن يمين أبيه“، فالجلوس عن يمين الآب تعنى أن ناسوت المسيح صار له مجد الآب. وهذه الآية موجهة لكل منا، فمن يتضع كالمسيح يرفعه الله ويمجده.
اسماً فوق كل اسم: اسماً جاءت معرفة بـ “الـ” فى اليونانية. وهذا إشارة للاسم المتفرد يهوة. والاسم يُظهر حياة الشخص. فلقد أظهر الله من هو المسيح الذى كان متضعاً وأنه هو هو يهوة العظيم، لقد صار للناسوت الذى أخذه المسيح اسم يهوه العظيم الذى كان له قبل إخلائه لذاته، بعد أن جلس عن يمين الآب وتمجد بناسوته وصار لهُ بناسوته كل ما للآب من مجد. اسم يسوع: يهوه يخلص، لقد صار اسم يسوع قوة ترهب الشياطين، وصار قوة لنا (لذلك يوصى الآباء باستخدام صلاة يسوع، فاسم يسوع له قوة جبارة). ولقد صار اسم يسوع موضوع تسبيحنا.
باسم يسوع: يسوع هو اسمه فى حالة إخلاء ذاته. والسجود صار للإله المتجسد الذى اتخذ اسم يسوع، بل صار السمائيين يسجدون ليسوع الذى صار له مجد أبيه ومجد لاهوته = تجثو له كل ركبة: هذه قيلت عن يهوه العظيم (إش23:45). وقيلت هنا عن يسوع. فيسوع هو هو يهوه العظيم.
ممن فى السماء ومن على الأرض: يقدمون له العبادة فى حب وعرفان بالجميل.
من تحت الأرض: بارتفاعه وضع أعدائه تحت قدميه، هذا خضوع الكسرة والمذلة. هؤلاء هم من يقولون للجبال غطينا (رؤ16:6).
ويعترف: أى الاعتراف علناً عن قصد تمجيد المسيح وشكره فهو صاحب حق وجميل. والكل سيعترف به أنه هو يهوه العظيم الذى ينبغى له السجود والعبادة.
لمجد الله الآب: المجد الذى صار لربنا يسوع لا ينفصل عن مجد الله الآب. هو مَجَّدَ الله الآب بصليبه، و مَجَّدَه فى قيامته. وكل هذا كان لأجلنا. ولكى نمجد نحن الآب على محبته وأعماله.
الآيات 12-15
آيات 13،12: “إذًا يا أحبائي كما أطعتم كل حين ليس كما في حضوري فقط بل الأن بالأولى جدًا في غيابي تمموا خلاصكم بخوف ورعدة. لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة”.
أطعتم: قال لهم إن الله رَفَّع المسيح بسبب طاعته فعليهم بالطاعة. ليباركهم الله على الأرض وفى السماء.
ليس كما فى حضورى: هو كأب يعلم أطفاله المشى وحدهم حتى فى غيابه دون الاتكال عليه. والمقصود أن تتعلموا الطاعة لله ولوصاياه حتى فى غيابى. فالله ينظر تصرفاتهم كل حين.
تمموا خلاصكم: قوله تمموا تشير أن للإنسان المؤمن دوراً فى خلاص نفسه وهذا نسميه بالجهاد. المسيح كان كطبيب أعد الدواء، ونحن كمرضى علينا أن نتناوله بانتظام ونمتنع عن كل ما منعنا عنه الطبيب. ومن يطيع يتمم خلاصه. خلاص المسيح كان كاملاً. ولكن المعنى أن من يجاهد خاضعاً للروح القدس تتم تنقيته ويُؤهل لقبول الخلاص الذى يعنى تمام اتحادنا بالرب يسوع. خلاص المسيح كان كاملاً ونؤمن بهذا. ولكن علينا الجهاد طالما نحن فى الجسد، كما نؤمن أن المسيح قادر أن يشبع الجائع لكن علينا أن نطعمه. والجهاد هو أن نخضع لمشيئة الروح القدس بالصلوات وإماتة الشهوات. هو جهاد ضد الذات (كو1:3-5).
بخوف ورعدة: هو خوف من أن نغضب الله ونرتد عنه، وهو خوف ناشئ عن معرفتنا بضعفنا وبقوة العدو، فهو خوفنا من خداع الحية لنا فنسقط ونُحزن قلب الله علينا. والرعدة هى القلق المتزايد على خلاص نفوسنا، ولكن ليس رعدة اليائس من خلاص نفسه. خوفنا ورعدتنا ممتزجان برجاء فى الخلاص وثقة فى المعونة الإلهية. أماّ من يشعر بقوته فهو سيسقط سريعاً. خوفنا ورعدتنا مقصود بهما أن يؤديا للاحتراس الشديد لئلا نخسر خلاصنا، مثل من يخاف عند عبوره الطريق، هذا يسمى خوف بنّاء، هذا يكسب حياته بسبب حذره، أماّ المندفع فيسقط تحت عجلات السيارات. وهكذا من يخاف من الرسوب، سيذاكر قبل الامتحان فينجح، أما من لا يخاف من النتيجة لن يجاهد فى مذاكرته فيرسب. إذاً هناك خوف مطلوب يدفع الإنسان للتقدم ولأن يحافظ على حياته. ولكن هناك خوف مرضى يتسبب فى رسوب الطالب مهما ذاكر بسبب رعبه وهذا يناظر الشك فى محبة الله، أو تصور أن الله منتقم ولابد سيهلكه حتى لو تاب عن خطيته (هذا النوع يشك فى الغفران) وهذا النوع يدفع الإنسان للصدام مع الله وهذا النوع من الخوف تطرحه المحبة خارجاً (1يو18:4). إذاً الخوف المطلوب هو الذى يجعلنا ننشغل بالدرجة الأولى بخلاص نفوسنا وهو الذى يُلهمنا العمل لأجل خلاص نفوسنا. فنحفظ الوصايا ولنا رجاء فى الخلاص.
لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا: سبق فى آية 12 وتحدث عن مسئولية الإنسان تجاه خلاصه، وهنا يشجعهم أن العمل ليس عملهم وحدهم بل الله يشترك معهم فى مهمة خلاص أنفسهم، فلو قال بولس ” تمموا خلاصكم بخوف ورعدة” وسكت على هذا لصار الأمر مرعباً فماذا نعمل ونحن فى ضعفنا هذا؟ هنا يتحدث عن الإمكانيات الإلهية المعطاة للإنسان لكى يخلص، فالله هو الذى يعمل فى الإنسان فيحرك إرادته تجاه خلاص نفسه وأيضاً يعضده فى كل عمل يقوم به لإتمام الهدف المنشود وهو خلاص نفسه. والله يحرك الإرادة ويعطى المعونة لنعمل على خلاص أنفسنا. وهل معنى هذا أن الله يعطى إرادة لمن لا إرادة له؟ قطعاً لا. ولنسمع قول السيد المسيح ” كم مرة أردت… ولم تريدوا. هوذا بيتكم يُترك لكم خراباً” (مت 37:23، 38). لكن الله يحفز وينشط إرادة من يغصب نفسه (رؤ20:3) + (نش4:5) هنا نرى المسيح يقرع الباب ويثير عواطف الإنسان نحوه حتى نفتح له، ومن يفتح ويتجاوب يعطيه المسيح أكثر فيكون له ملكوت السموات (مت12:11). والروح القدس يبكت ويقنع المؤمن على ترك الخطية وعلى عمل البر، ويحاول أن يوفق إرادة المؤمن مع إرادة الله، ويحفز إرادة الذى يغصب نفسه. وأن تعملوا: هو الذى يعطى المعونة فى كل عمل صالح نقوم به، إذ هو يشترك معنا فى كل عمل صالح، بل بدونه لا نقدر أن نعمل شيئاً (يو5:15). وكون أن الله هو العامل فى شعبه وفينا فهذا يعطينا التشجيع لنعمل كل ما فى طاقاتنا ليتم خلاصنا معتمدين على الله وليس على أنفسنا. ونكرر، الله لا يجبر إنسان ولا يرغمه على تغيير إرادته، بل عمل الله يكون بإقناع المؤمن وإنارة عقله (إر7:20). إذاً تمام الخلاص هو عمل مشترك بيننا وبين الروح القدس. وهذا الكلام يعطى اطمئنان لأهل فيليبى أنه لو اختفى بولس أو الرسل كلهم بالموت أو الاستشهاد فإن الله هو العامل فى شعبه.
من أجل المسرة: فمسرة الله هى خلاص الإنسان فهو يريد أن الجميع يخلصون (1تى4:2). لذلك فهو يعمل فينا أن نريد وأن نعمل.
أيات 15،14: “ افعلوا كل شئ بلا دمدمة ولا مجادلة. لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولادًا لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم”.
دمدمة: الكلمة تشير للتذمر كما يتذمر العبد على سيده، وكما تذمر اليهود على الله فى البرية. والتذمر ينشأ من مرارة القلب وعدم الصبر فى معاشرتنا لبعضنا البعض، ولعدم المحبة وضيق القلب أو عدم احتمال أحكام الله. ولذلك عودتنا الكنيسة على الشكر دائماً حتى نتحاشى التذمر الذى يقسى القلب أمام الله وما يدفع الإنسان للتذمر عدم ثقته أن ما يسمح به الله هو للخير، وأن كل ما يسمح به الله هو طريقنا للسماء أو هو يعدنا للسماء.
مجادلة: مناقشات فى كبرياء وتمسك بالرأى ومناقشات فى شك بين طرفين وهذا يؤدى قطعاً للنزاع. بلا لوم: ليس فيهم ما يستحق التوبيخ والنقد، وليس فيهم خطأ أو عيب ما. ونحن لن نكون بلا لوم أمام الله إلاّ لو كنا فى المسيح (كو22:1).
بسطاء: البسيط هو من ينظر لله فقط ولا يخلط البر والشر فى حياته، لا يُظهر غير ما يبطن، ويبتعد عن المكر والدهاء. والكلمة تشير إلى أن المادة تكون نقية غير مخلوطة بشوائب أى غير مغشوشة. ويشير المعنى لأن المؤمن يجب أن يكون برىء وصادق ذو نية صادقة وبواعث نظيفة ونقية.
معوج: تعنى الابتعاد عن الحق. ملتو: تشويه الحقائق بالتواء ومكر. تضيئون: الضوء يشير للقداسة المستمدة من الرب يسوع. كأنوار: هناك كلمتين فى العبرية أنوار وتشير للأجسام المضيئة من نفسها كالشمس ونيرات وهى كلمة تشير للكواكب التى تستمد نورها من الشمس، كالقمر وبولس استخدم كلمة نيرات، فنحن نور العالم (مت 14:5). نستمد نورنا من المسيح شمس البر (ملا2:4) وهو النور الحقيقى (يو12:8). والمقصود أن أولاد الله يكونون نور للعالم ينيروا الطريق لكل العالم الذى لا يعرف الله. لكى تكونوا.. أولاداً لله أى ليظهر أنكم أولاد الله، فأولاد الله يجب أن يتشبهوا بالله (أف1:5). والولادة من الله تأتى بالمعمودية وتستمر بالإيمان الثابت والجهاد بأعمال صالحة يراها الناس ويمجدوا أبانا الذى فى السموات.
الآيات 16-30
آيات 16-18: “ متمسكين بكلمة الحياة لافتخاري في يوم المسيح بأني لم أسع باطلاً ولا تعبت باطلاَ. لكنني وإن كنت أنسكب أيضًا على ذبيحة إيمانكم وخدمته أُسرّ وأفرح معكم أجمعين. وبهذا عينه كونوا أنتم مسرورين أيضًا وافرحوا معي”.
متمسكين: أصل الكلمة يخبر، إذاً المقصود إعلان كلمة الحياة: أى الإنجيل، بالشهادة لكلمة الحياة فى حياتهم وأقوالهم وبهذا نخبر الآخرين بالمسيح. ونحن نعلن ونخبر الناس بالإنجيل بأن نحيا وفق تعاليمه.
لإفتخارى: تكونوا لفخرى ومجدى وعلة مكافأتى فى الأبدية.
سعيت: كلمة تصف الذى يجرى فى ميدان السباق للحصول على جائزة.
انسكب: كل الآلام التى صادفها خلال كرازته، بل هو مسجون حالياً وربما تكون نهايته الاستشهاد، لقد كانت حياته كالسكيب الذى كان الكهنة فى العهد القديم يسكبونه على الذبائح قبل إحراقها على المذبح (خر 40:29 + عد4:15، 5+ 7:28، 14) والتصوير هنا أن أهل فيليبى بآلامهم وقبولهم للآلام بفرح، هم ذبيحة مقدمة لله: ذبيحة إيمانهم: وبولس ككاهن يسكب حياته على ذبيحة إيمانهم (وهذا ما حدث له على يد نيرون بعد ذلك، فهو كان يتنبأ بنهايته). والسكيب الذى كان الكهنة يسكبونه على الذبائح كان خمراً. والخمر رمز للفرح. والمعنى أن سكيب بولس لنفسه، أى قبوله للألم واستعداده للشهادة. كان ككاهن يسكب الخمر على ذبيحة أهل فيليبى ليفرح الله، وهو هنا يفعل ما فعله المسيح حين سكب نفسه (إش12:53). ومن ناحية أخرى فبولس يفرح بأن يسكب نفسه وبأن يقدموا هم للعالم كلمة الحياة.
فخدمتهم ستفرحّهم وتفرحّه، وسيفرحّهم خلاصهم وإيمانهم وخدمتهم وشهادتهم لله وسيفرحون أيضاً بمحبة بولس لهم. وخدمته: كلمة خدمة هنا هى “ليتورجيا“، أى الخدمة الكهنوتية. فبولس ككاهن يقدم نفسه سكيب على ذبيحة إيمانهم. وفكرة أن المؤمنين ذبيحة يقدمها هو ككاهن قالها من قبل فى (رو16:15).
افرحوا معى: بالإنجليزية هنئونى بأننى استشهد وانسكب سكيباً. وفى هذا تطبيق عملى لما سبق وقاله أن الألم هو هبة من الله لأجل المسيح (فى 29:1) وهكذا عاش بولس الرسول ” من أجلك نُمات كل النهار. قد حُسبنا مثل غنم للذبح” (رو36:8). وهذا ما يفرحه أن يتألم لأجل المسيح الذى أحبه، بل هو يتشبه به ويشترك معه فى صليبه. وعلى أهل فيليبى أن يفرحوا إذا شابهوه وشابهوا المسيح، واشتركوا مع المسيح فى صليبه، أى ليتحملوا آلامهم بفرح.
آية 19: “على إني أرجو في الرب يسوع أن أرسل إليكم سريعًا تيموثاوس لكي تطيب نفسي إذا عرفت أحوالكم”.
أرجو: فكل الأمور تحت سلطان الله، وهو الذى يوجه الكل. وهو يريد أن يرسل تيموثاوس ليطمئن أهل فيليبى عليه، ثم يطمئن بولس على أخبار أهل فيليبى. فى الرب يسوع: كان لبولس حياة المسيح (فى21:1). وبالتالى فكر المسيح (1كو16:2). وذلك نتيجة طبيعية لاتحاده بالمسيح، فهو عضو فى جسد المسيح فكل فكر وكل عمل له صادر من المسيح كمركز الإرادة، فهو يحب فى المسيح ويفتخر فى الرب يسوع ويعمل ويرجو فى المسيح. فلا خلاص لنا إلاّ بثباتنا فى الرب يسوع. ولاحظ أنه إن لم يكن ثابتاً فى الرب يسوع فهو سيرجو شيئاً خاطئاً مثل الأموال أو الماديات ولكن ثباته فى الرب يسوع جعله يرجو ما يساعدهم على خلاص نفوسهم.
آيات 20-22: “إن ليس لي أحد آخر نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص. إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح. وأما اختباره فأنتم تعرفون أنه كولد مع أب خدم معي لأجل الإنجيل”.
مع احتياج بولس فى سجنه لتيموثاوس، إلاّ أنه لمحبته لأهل فيليبى سيرسله لهم. فليس فى روما من هو نظير تيموثاوس، فهو إنسان يعتمد عليه. وهو يحبهم مثل بولس: نظير نفسى: فهو يفكر كما أفكر أنا بولس، ويرى ما أراه من حق إلهى. اختباره: تشير الكلمة إلى الكيفية التى واجه بها تيموثاوس ما امُتحن به وحاز على موافقتهم جميعاً على شخصه، كيف كان متضعاً متفانياً محباً فى خدمته. فأنتم تعرفون: فى اليونانية المعرفة الناشئة عن اختبار، فأهل فيليبى قد عايشوا تيموثاوس. الجميع يطلبون ما لأنفسهم: مع زيادة الاضطهاد ارتخت أيدى الكثيرين وظهر فتور الكثيرين. وقل اخلاصهم للرب يسوع.
آيات 24،23: “هذا أرجو أن أرسله أول ما أرى أحوالي حالاً. وأثق بالرب أني أنا أيضًا سآتي إليكم سريعًا“.
أول ما أرى أحوالى: أى عندما يُعلن قرار القضاء فى أمرى إماّ بالسجن أو الاستشهاد أو الإفراج. فهو الآن الذى يخدمنى فلا أستغنى عنه، ولكن إذا أفُرج عنى أو إذا استشهدت سيأتى حاملاً لكم الأخبار.
أثق بالرب: هو كان شاعراً بالإفراج عنه. وهذا ما حدث فعلاً إذ أطلق نيرون سراحه هذه المرة.
آية 25: “ولكني حسبت من اللازم أن أرسل إليكم أبفرودتس أخي والعامل معي والمتجند معي ورسولكم والخادم لحاجتي”.
حسبت من اللازم: فأنا أعرف مشاعركم نحوه خاصة بعد سماعكم أخبار مرضه. وأبفرودتس جاء لبولس حاملاً هدية أهل فيليبى ولكى يخدم بولس فى سجنه. ثم مرض أبفرودتس وكان رقيق المشاعر، لذلك نجده قد حزن لما عرف أن أخبار مرضه وصلت لأهل فيليبى. أخى = فى المعمودية. العامل معى: فى الخدمة والكرازة. المجند معى: ضد قوات الظلمة. ونرى محبة بولس وأنه يفضل الآخرين على نفسه (آية 4) فمع احتياجه لأبفرودتس سيرسله لأهل فيليبى.
آية 26: “إذ كان مشتاقًًا إلى جميعكم ومغمومًا لأنكم سمعتم أنه كان مريضًا”.
كان غم أبفرودتس شديداً إذ كان بعيداً عنهم فى مرضه، وكان غمه لأنه تصور حزنهم عليه مما زاد من اشتياقه لهم. لذلك كان لابد لبولس أن يرسله لهم فيفرحوا به وفرحهم هذا يقلل من آلام بولس.
ونرى أن بولس بالرغم من كل مواهبه فى الشفاء (أع 12:19) لم يستطع شفاء أبفرودتس. فشفاء المريض بمعجزة لا يتم إلاّ لو كان لحساب مجد الله وإيمان الناس. بل أن الله يستخدم الأمراض للتأديب والشفاء الروحى. وهكذا بولس لم يستطع شفاء تروفيمس (2تى20:4). وتيموثاوس كان مريضاً ولم يستطع شفاؤه (1تى23:5). وبولس نفسه كان له شوكة فى الجسد (2كو7:12). ولم يستطع شفاء نفسه.
الله يستخدم الشفاء بمعجزة فى بعض الأحيان، ويستخدم المرض، وكلاهما الشفاء والمرض أدوات فى يد الله لشفاء النفس ولإعداد الإنسان للسماء. المرض كان عقوبة للخطية فلم يكن هناك أمراض قبل سقوط آدم ولكن كما نقول فى القداس الغريغورى ” حولت لى العقوبة خلاصاً” فالله حَوَّلَ المرض فصار وسيلة للخلاص فكما يقول معلمنا بطرس أن من تألم فى الجسد كف عن الخطية، (1بط1:4). بل أن الألم صار طريق الكمال (عب10:2). أما معجزات الشفاء فالله يستخدمها لمن تساعده على نمو إيمانه أو لمن لا يريد الله موته الآن ويريد أن يعطيه الله حياة أخرى. الله هو صانع الإنسان وهو الذى يعرف ضعفاته وما الذى يصلحه ليدخل إلى السماء.
آيات 27-30: “ فإنه مرض قريبًا من الموت لكن الله رحمه وليس إياه وحده بل إياي أيضًا لئلا يكون لي حزن على حزن. فأرسلته إليكم بأوفر سرعة حتى إذا رأيتموه تفرحون أيضًا وأكون أنا أقل حزنًا. فاقبلوه في الرب بكل فرح وليكن مثله مكرمًا عندكم. لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت مخاطرًا بنفسه لكي يجبر نقصان خدمتكم لي “.
مخاطراً: الكلمة المستخدمة تحمل معنى المقامرة، أى غامر بحياته فى تهور لأجل خدمتى وأنا سجين. ربما كانت هناك خطورة من الجنود أو هو استمر يخدم بولس الرسول بينما هو مريض وكان محتاجاً للراحة.
يجبرّ نقصان خدمتكم لى: أى يقوم بخدمتى نيابة عنكم، ويتمم ما لم تستطيعوه أنتم بسبب بعد المسافة بين فيليبى وروما. وليس لتقصير منهم.
مكرماً عندكم: إذ ربما يلوموا أبفرودتس أنه ترك بولس فى سجنه وتخلى عن خدمته لذلك يقول لهم عن خدمته ويطلب منهم أن يقبلوه فى الرب. فهو من محبته عرض نفسه لأخطار جمة.
حزن على حزن: حزنى على موته بعد حزنى على مرضه. هذه هى محبة بولس للجميع، لأهل فيليبى ولتلميذه. فالمسيحية لا تلغى المشاعر الإنسانية، بل هذا ما طالب به الرسول فى آية 1 “إن كان أحشاء رأفة“.
تفسير كولوسي 1 | تفسير رسالة فيلبي | تفسير العهد الجديد |
تفسير كولوسي 3 |
القمص أنطونيوس فكري | |||
تفاسير رسالة فيلبي | تفاسير العهد الجديد |