كتاب التقليد وأهميته في الإيمان المسيحي - القمص متى المسكين
التقليد ونمو الحاسة الإيمانية العامة في الكنيسة
من مآثر التقليد التفسيري ، الذي توفّر الرسل بأنفسهم على تسليمه وتعليمه للكنيسة كما توفّر المسيح من قبل على تعليمه للرسل بنفسه، أن تربى في الكنيسة وعي إيماني عام وإحساس مرهف لفهم وتفسير الإيمان الذي رسخ في أعماق الكنيسة وبني فكرها بناءً إلهياً كما يبني المعلم فكر تلميذه الخصوصي أو أبنه، بل و بني ضميرها بناءً حساساً تجاه حفظ الوديعة الإيمانية الإلهية سواء الشفاهية منها أو الكتابية، بقوة وأمانة وإصرار بلغ حد الإستشهاد في كل عصر وكل جيل .
[ الكنيسة ولو أنها توزعت على كل العالم حتى أقاصي الأرض، إلا أنها تسلمت من الرسل ومن تلاميذهم الإيمان بالله الواحد الآب الضابط الكل صانع السموات والأرض والبحر وكل ما فيها ، وبإبن الله الواحد يسوع المسيح الذي تجسد من أجل خلاصنا، وبالروح القدس الناطق في الأنبياء، وبتدبير مجيئه وبميلاده من العذراء ، وآلامه وقيامته من الأموات وصعوده إلى السماء جسدياً، وظهوره الآتى من السموات في مجد الآب « ليجمع كل شيء في واحد» (راجع أف 1: 10)، وبقيامة الأجساد لكل بني البشر حتى تجثو كل ركبة مما في السموات وعلى الأرض وما تحت الأرض و يعترف كل لسان : بيسوع المسيح رباً وإلهاً ومخلصاً وملكاً حسب مشيئة الآب غير المنظور، وليدين الجميع بالعدل…
والكنيسة التي تسلمت هذا التعليم وهذا الإيمان ولو أنها موزعة على كل العالم إلا أنها كائنة كأنها في بيت واحد تحفظ هذا الإيمان بعناية وتعتقد بكل التعليم وكأن لها نفساً واحدة وقلباً واحداً تذيعه وتكرز به وتسلمه بانسجام كامل وكأن لها فماً واحداً . ]
القديس إيرينيئوس
هذا الوعي الإيماني العام، وهذه الحساسية الفكرية المرهفة للحق، وهذه الأمانة الضميرية الشجاعة تقبلت الأسفار المقدسة تقبلاً كاملاً ومنسقاً . فلم تعد الأسفار المقدسة بالنسبة للكنيسة، كأساقفة وكشعب مؤمن غيور وواع لتقليده الرسولي، مجرد كتب تُقرأ وتُفسّر ، ولكن كانت في الواقع جزءاً حياً من فكر الكنيسة بل هي فكر الكنيسة نفسه، فكرها الذي تعيشه وتسعد به ، فكانت الأسفار موضوع مسرة شخصية وفرح وحياة وموت بالنسبة لكل من يعيش في الكنيسة .
فكان عندما يتلو المعمد قانون الإيمان و يشرحه له أسقفه، كانت كل كلمة فيه تأخذ موضعها في حياة المؤمن الجديد وتبني فكره وضميره ، حسب تعبير القديس إير ينيئوس : «وكل اصطلاح يأخذ موضعه المناسب فيه».
وهكذا ، شيئاً فشيئاً، تصبح الأسفار المقدسة ذات صورة عامة واضحة في ذهن المؤمن وفي ضميره حينما يقرأها على ضوء قانون الإيمان» ، أو كما يسميه القديس إيرينيئوس «قانون الحق » ، لذلك يتشدد القديس إير ينيئوس في أنه لا ينبغي أن تُقرأ الأسفار أو تُفسر إلا بقيادة ونور قانون الإيمان» الذي هو التقليد الحي الشفاهي الذي تلقنه كل مؤمن أثناء عماده مع التفاسير الملازمة له التي تقلدها الآباء عن الرسل واستودعت أمانة في عنقهم والتي تختص بالله الآب وكل صفاته وأعماله والرب يسوع في علاقته بالآب وتجسده والروح القدس العامل في الخليقة والكنيسة. وهذه الصفات والتفاسير يسردها القديس إير ينيئوس كما استلمها في عدة صفحات والتي نعرفها كلنا الآن جيداً، لأنها انتقلت إلينا عبر الكتابات الآبائية.
ولكن القديس إيرينيئوس لا يعتبر قانون الإيمان العام مع شرحه مجرد معرفة مذخرة في الكنيسة، ولكنه يصف هذه المعرفة « كمسحة الحق» حيث جاءت كلمة «مسحة» بمفهومها السرائري أي خريسما » . وهنا يربط القديس إيرينيئوس بين المعمودية وقانون الإيمان الذي يسلَّم للمعمد ربطاً قوياً، بحيث أصبح قانون الإيمان داخلاً ضمن السر نفسه كعمل إلهامي من الروح القدس، لذلك كانت المعمودية تسمى بـ «الإستنارة» حيث قبول قانون الإيمان هو بمثابة البصيرة الروحانية الجديدة للإنسان الجديد !!
بمعنى أن الإيمان بالثالوث بمقتضى التقليد أصبح هبة روحية أو وديعة إلهية استودعها الله للكنيسة : [ وهكذا أصبح من المحتم أن نخضع للشيوخ في الكنيسة، هؤلاء الذين بواسطة تسلسل الأسقفية بالتسليم صارت لهم «مسحة الحق» الخاصة حسب مسرة الآب.]، بمعنى أن معرفة الحق حسب قانون الإيمان وتفسيره، كما علم به الرسل، ظل في الكنيسة تحت قيادة الروح القدس، والذي يتسلم قانون الإيمان يكون كمن يتسلم «مسحة مقدسة » ، وهي نفسها التي يشير إليها القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى بصورة مستترة عند قوله : «أما أنتم فما سمعتموه من البدء فليثبت إذاً فيكم. إن ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء (قانون الإيمان) فأنتم أيضاً تثبتون في الإبن وفي الآب. وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الأبدية . كتبت إليكم هذا عن الذين يضلونكم . وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذباً كما علمتكُم تثبتون فيه . » ( 1يو 2: 24-27)
وهنا يشير القديس يوحنا الرسول إلى أن قانون الإيمان الخاص بالثالوث الأقدس قد أعطي لهم بسر خاص، فأصبح الإيمان به قادراً أن يعلم الإنسان كل شيء عن الحق الإلهي، ولا يعود في حاجة إلى علم الهراطقة.
ومن هنا يظهر بمنتهى الوضوح البذرة الإلهية التي ألقيت في عقل الكنيسة وقلبها وضميرها بواسطة المسيح، وهي قانون الإيمان الذي نما أولاً في عقل التلاميذ بواسطة تعاليم المسيح الخاصة السرية لتلاميذه: «لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله» (مت 13: 11 ) ، ثم نما في عقل الكنيسة بواسطة تفسير الرسل وتعاليمهم تحت إرشاد وإنارة الروح القدس. لذلك اعتبرت الكنيسة دائماً « كنيسة رسولية».
فقانون الإيمان كان المرادف الفكري والإيماني الذي انبثق من نفخة المسيح في وجه تلاميذه قبل الصعود، وصار هو المنهج الأساسي لكرازتهم بإرشاد وقيادة الروح القدس منذ ! هذه النفخة الإلهية التي يمثلها قانون الإيمان هي بعينها روح وحياة الكنيسة حتى الآن. يوم الخمسين !
[ وتعليم الكنيسة هو – بهذا الخصوص – متوافق ورصين ومستمر كالفيضان في طريق مستقيم وله شهادة من الأنبياء والرسل وكافة التلاميذ منذ البدء وعلى المدى ومن معونة الله.
فهذا الإيمان القائم على أصل مثل هذا ، متين وثابت، والهادف لخلاص الناس المسلم للكنيسة نحن نحفظه ، وهو دائماً يتجدد مثل النسر شبابه بروح الله.
هذه الهبة (المسحة) التي استودعها الله الكنيسة (بمقتضى قانون الإيمان) هي كنـفـخـتـه التي نفخها في آدم الأول عند خلقته ، حتى إن كل من يتقبلها (مسحة الحق) يحيا .
وقد صارت مسحة الحق هذه هي الواسطة التي بها يجعل الروح القدس لنا شركة مع المسيح و يكون لنا عربون عدم الفساد وثبات الإيمان وسُلَّماً نصعد به دائماً إلى الله ]
القديس إيرينيئوس
وواضح أن القديس إيرينيئوس يشير بمسحة الحق إلى ما جاء في رسالة يوحنا الرسول ( 1يو 2: 24-27) ما سبق ذكره و يوضح ضرورة الإعتماد على هذه المسحة التي سلمت للكنيسة، فلا يعود يطلب الحق بخصوص الله خارج الكنيسة : وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء.» ( 1يو 2: 20).
[ وإذ لنا مثل هذه التأكيدات فلا ينبغي أن نطلب أو نفتش عن الحق عند الآخرين، لأنه من السهل الحصول عليه من الكنيسة، لأن الرسل وضعوا في يدها كل ما يختص بالحق. وكل من أراد يستطيع أن يستقي منها ماء الحياة. ]
القديس إير ينيئوس
نمو التقليد
ومن تعليم القديس إير ينيئوس تظهر الصفة الإلهية لقانون الإيمان، حسب التقليد الرسولي ، وهي صفة النمو، ككل شيء إلهي : « وهو دائماً يتجدد مثل النسر شبابه بروح الله » . لأن كل استعلان أو هبة من الله للإنسان، وبالأخص إذا كان يخص الإيمان بالحق وبالثالوث ، فهو حتماً يمتد في الزمان الحاضر وفي الآتى أيضاً وعلى مدى الخلود . فإن كان يُعطى في البدء كاملاً، إلا أنه يظل يتوضح لفكر الإنسان يوماً بعد يوم ، ليس في هذا الزمان فحسب بل وفي الآتى أيضاً :
[ ليس في الحاضر فقط بل وفي الدهر الآتى أيضاً، فالله سيظل إلى الأبد يعلّم، والإنسان سيظل إلى الأبد يتعلم الأشياء التي يتلقنها من الله . فالإيمان، بالنسبة للرب، سيدوم و يثبت بلا تغيير مؤكداً لنا إنه لا يوجد إلا إله واحد، وأننا ينبغي أن نحبه بالحق، وإنه هو أبونا الوحيد مترجين أن نتقبل منه ونتعلم منه أكثر فأكثر لأنه صالح، وغناه لا يُحدُّ ومـلـكـوتـه بلا نهاية ومعرفته لا يمكن أن تبلغ أقصاها أبداً.]
القديس إيرينيئوس
ولكن طبيعة الإستعلانات الإلهية تبدأ غامضة، فبالرغم من أن الرب أعلن لتلاميذه كل ما يختص بحقائق الإيمان وخصوصاً علاقته بالآب، إلا أن التلاميذ ظلوا غير فاهمين، ولكن يرددون الحقيقة بكل قوة وإصرار: «أنت هو المسيح ابن الله الحي» (مت 16: 16). ولكنهم ظلوا بالرغم من هذا الإعلان غير فاهمين تماماً . بل وحتى حينما أخبرت النسوة التلاميذ أن الرب قد قام من الأموات ، فبدا كلامهن للتلاميذ «كالهذيان» مع أن المسيح سبق وأعلن لهم حقيقة قيامته مما جعل المسيح يوبخ التلاميذ عندما ظهر لهم في العلية مورّخاً «عدم إيمانهم». وقد شرح المسيح مثل هذه الأعراض التي تصيب فكر الإنسان بخصوص الحقائق الإلهية أنها «قساوة قلب»: «ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام . » (مر 16: 14)
وهكذا أصبح مجال الإمتداد في الفهم والكشف والمعرفة والتفسير في أمور الإيمان حسب التقليد المسلّم مفتوحاً أمام الكنيسة على مدى الأجيال، بمقدار ما تنمو الكنيسة في المحبة وبساطة القلب، وعلى قدر ما تجتهد في تنقية ضميرها بالنسبة لعلاقتها مع الآخرين وبالأخص الضعفاء والعاثرين والمنبوذين وكافة خطاة الأرض. ويوضح هذه الحقيقة بمنتهى التحديد والدقة القديس فنسنت الذي من الليرين:
[وإنه جدير أن نعرض بالتفصيل لما قاله الرسول بولس لتيموثيئوس : «يا تيموثيئوس أحفظ الوديعة معرضاً عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الإسم الذي إذ تظاهر به قوم زاغوا من جهة الإيمان» (1تى 6: 20 و 21). «إحفظ الوديعة»، ما . الوديعة ؟ هي ما استؤمنت عليه وليس ما تقترحه أنت، هي ما تعلمته بالتسليم – وليس ما تخترعه بذكائك، وحكمتك، هي التقليد العام وليس ما يتبناه فكرك هي ما انحدر إليك ووصلك وليس ما تخلقه من نفسك، هي ما أنت ملتزم أن ترتبط به لتحفظه لا أن تؤلفه، وهكذا تبقى من تحت الوديعة تلميذاً ، لا معلماً من فوقها .
وقد يسأل إنسان : هل يُفهم من هذا أنه كُتب على كنيسة المسيح أن لا تتقدم ؟ ليس كل تقدم تقدماً ، فمن يستطيع أن يمنع تقدم كنيسة المسيح ولا يقع تحت بغضة الناس والله ؟ إنما التقدم المطلوب هو التقدم الحقيقي في الإيمان وليس تغيير الإيمان ! لأن التقدم يعني الإمتداد بنفس الأصول وليس تغييرها لتكون شيئاً آخر.
إن ذكاء الإنسان وعلمه وحكمته، سواء بالنسبة للفرد أو لكل الكنيسة، ينبغي بالضرورة أن ينمو و يتقدم بقوة إنما فيما يختص بنفس التعليم ونفس المشاعر ونفس المعاني (التي في الإيمان الأول).
وفي كنيسة المسيح ينبغي لحارس الوديعة الإيمانية والتعاليم التي أؤتمن على حراستها أن لا يغير شيئاً على الإطلاق؛ ولا يُنقص منها شيئاً على الإطلاق ؛ ولا يضيف عليها شيئاً على الإطلاق؛ لا يختزل ما هو ضروري فيها ولا يدس ما هو نفاية وزيادة، وإلا تفقد التعاليم جوهرها!
فعندما يتعرض الإنسان للتعاليم القديمة، عليه أن يتعامل معها بأمانة كقضية تحتاج لروح القضاء، ويضع في الإعتبار دائماً أنه إذا وجد شيئاً في التعاليم القديمة قد ترك مبهماً غير واضح فصار مهملاً كأنه فضلة ، فعليه أن يصيغه جديداً ويجليه . أما إذا وجد في هذه التعاليم شيئاً قد مسخ شكله وبدأ يتطور خطأ فعليه أن يدعمه ويثبته، أما إذا وجد شيئاً مدعماً مشروحاً فعليه أن يحفظه ويحرسه . علماً بأن قصد المجامع وقراراتها لم يكن أبداً يهدف لشيء سوى أن تجعل ما كان يؤمن به سابقاً ببساطة وبلا فحص أن يصير قابلاً أن يؤمن به في المستقبل بالعقل والذكاء ؛ وما كان سـابـقـاً يوعظ به في عدم مبالاة يسترعي في المستقبل كل اهتمام وحماس، وما كان سابقاً يُمارس بإهمال يصبح على المدى في المستقبل موضوع اشتياق واهتمام ورعدة … هذا كله دونته الكنيسة واستودعته للأجيال الصاعدة في كلمات سجلتها كما تسلمتها من الأزمنة القديمة في تقليد يحوي مقداراً هائلاً من التعليم إنما بكلمات قليلة هادفة بذلك لإزدياد المعرفة وتفاضلها ، وقد رسمت ووضحت فيه عناصر الإيمان القديم بكلمات وأسماء خاصة حديثة (أي كلمات لم تكن معروفة سابقاً مثل «الثالوث» و«الطبيعة» و«الأقنوم» … إلخ ]
ولكن نمو التعمق والتفسير للأصول الإيمانية يضع له القديس فنسنت شروطاً واضحة محددة :
[ «إحفظ الوديعة»: أي احفظ موهبة الإيمان العام بغير دنس ، بغير غش، وما أؤتمنت عليه فاحتفظ به دائماً حتى تسلمه لآخرين – لقد تسلمت ذهباً ، سلّمه ذهباً !!
«يا تيموثاوس»: أي «أيها الكاهن» ، أيها الشارح، أيها المعلم، إن كانت الموهبة التي تسلمتها قد زادتك حكمة وزادتك مهارة وزادتك علماً فكن مثل بصلئيل، فقد أؤتمنت مثله على الخيمة الروحية ( الكنيسة)، فرصعها أنت بالجواهر الثمينة أي بالتعاليم الإلهية المتقنة زيّنها بمهارة لتزداد بواسطتك جمالاً ونعمة.
وكل التعاليم التي قبلت بالإيمان وكانت سابقاً مفهومة فهماً غير واضح، اشرحها أنت جيداً لتفهم بواسطتك فهماً صحيحاً ، وهيّىء للأجيال الصاعدة أن تتقبل وتفهم بوضوح ما تقبَّله الأسلاف قديماً ووقروه وكرموه دون أن يفهموه.
علم بنفس الحقائق التي تعلمتها حتى يظل، بينما أنت تتكلم بطريقة حديثة ومنهج جديد، ما تعلّم به وتتكلم به ليس جديداً.]
كما يستطرد القديس فنسنت بعد ذلك شارحاً أن التمسك بالتقليد الرسولي ليس معناه أن الكنيسة تتوقف عن تقدمها في الكشف والإعلان والتفسير والتوضيح والنعمة، بل على العكس فالتقليد الرسولي في الكنيسة بمثابة نفخة الحياة التي، كما قال القديس إير ينيئوس، أطلقت فكر الإنسان ليحلق في أسرار الثالوث وبالتالي في كل حقائق الوجود .
و بقدر ما يتحرر فكر الإنسان ويستنير بالروح بقدر ما سوف يتقدم أكثر فأكثر في معرفة الإيمان إنما حسب أصوله الأولى.
كتب القمص متى المسكين | |||
كتاب التقليد وأهميته في الإيمان المسيحي | |||
المكتبة المسيحية |